مقالات مختارة

التصعيد في المنطقة لا يُهدّد الإنتخابات وقرع طبول الحرب لا يعني اندلاعها: محمد بلوط

 

تتواصل الحملات الانتخابية المحلية على وقع قرقعة طبول الحرب في المنطقة نتيجة تصاعد التهديدات الاميركية واستئياف النشاط العدواني ضد سوريا .

وفي ظل هذه الاجواء المحمومة يعود السؤال، هل يسبق الانفجار الانتخابات النيابية ام ان ما نشهده يندرج في إطار المناورات وما يمكن وصفه حرب عضّ الاصابع في المنطقة؟

قبل ايام تحدث الرئيس الاميركي عن عزمه سحب القوات الاميركية قريبا من سوريا ثم ما لبث ان عدّل موقفه بقرار معاكس يقضي باستمرار بقاء هذه القوات بحجة ان هناك حاجة لاستمرار تواجدها في الوقت الحاضر من دون ان يقدم تبريرات واضحة وصريحة لأسباب تعديل موقفه.

ووفقا لمصادر ديبلوماسية مطلعة فإن هذا التغيير السريع لموقف ترامب مرتبط بتدخل اسرائيلي مباشر ومداخلات من جهات اقليمية اخرى تحت عنوان مواجهة التمدد الايراني جنوبا.

وتقول المصادر ان الغارة الاسرائيلية على مطار «التيفور» السوري هو جزء من الضغوط التي تمارسها تل ابيب لزيادة وترجيح سياسة التصعيد داخل الادارة الاميركية بعد ان نجح الجيش العربي السوري بمؤازرة حلفائه وبغطاء روسي صريح في استعادة الغوطة الشرقية وطرد المجموعات الارهابية منها.

وفي اعتقاد المصادر ان القرار باستئياف الاعتداءات الجوية على سوريا رغم الضربة التي تلقتها بإسقاط طائرة الـ «اف 16» مؤخرا يؤشر الى ان اسرائيل تحاول الدفع باتجاه زيادة حجم التوتر والضغط في كل الاتجاهات لاستدراك ملحقة ما بعد تطهير الغوطة الشرقية وتأمين دمشق بصورة نهائية وحاسمة.

وتترافق هذه الاجواء مع تقارير مفادها بأن العدو الاسرائيلي يتوقع ان تلي مرحلة حسم معركة الغوطة مرحلة ثانية تتصل بالمناطق الجنوبية المحاذية للحدود مع قوات الاحتلال الاسرائيلي في الجولان.

وتتذرع اسرائيل بأن هذه المرحلة ستنتهي الى تمدد الوجود الايراني بقوة الى هذه الحدود، وبالتالي الى تجاوز ما يسمى بالخطوط الحمر مع الكيان الصهيوني.

ووفقاً للمصادر الديبلوماسية المطلعة فان التصعيد الاميركي الاخير، وفق المؤشرات والمعطيات القائمة، غير مرشح للوصول الى حدود تفجير حرب واسعة في سوريا والمنطقة، وان ما نشهده حتى الان ربما يندرج في اطار سياسة الابتزاز التي يمارسها الرئيس الاميركي لحلفائه في المنطقة، او في اطار المساومة والتفاوض مع روسيا وحلفائها في المنطقة خصوصاً بعد اجتماع اسطنبول الثلاثي الذي جمع رؤساء روسيا وتركيا وايران.

ويعزز هذا الاعتقاد الرد الروسي القوي والحاسم ليس في مجلس الامن فحسب بل ايضاً من خلال الاستنفار الجوي فوق سوريا خصوصاً على طول الخط الساحلي ليس تحسباً لاي عدوان اميركي محتمل فحسب بل لتوجيه رسالة مسبقة مفادها عدم تمادي الادارة الاميركية في انجرافها نحو مزيد من التوتير والتصعيد في المنطقة.

وتلفت المصادر الى ان مسارعة واشنطن وباريس الى النفي والتنصل من مسؤولية الهجوم على مطار «التيفور» يعكس بوضوح انهما لا تريدان الانجرار اوتغطية اية مغامرة اسرائيلية غير محسوبة في سوريا والمنطقة.

وترى ان هذه اشارة من الاشارات ايضاً على استبعاد نشوب حرب واسعة في سوريا، لكن ذلك لا يعني عدم توقع حصول ضربات جوية على اهداف عسكرية للجيش السوري.

وفي ظل هذا المشهد ترى مراجع سياسية لبنانية ان الانتخابات على السكة، وان المعطيات القائمة تؤشر الى ان الاستحقاق الانتخابي سيكون في موعد 6 ايار، وبرأيها ان العوامل الداخلية والخارجية تشجع على اجراء الانتخابات في موعدها، وان ما يجري في المنطقة لا يدل على انها ذاهبة الى حرب واسعة.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى