دي ميستورا.. شكراً ! ثريا عاصي
… 13 شباط 2015. دي ميستورا يقول، أنه سيواصل لقاءاته مع الحكومة ومع رئيس الجمهورية العربية السورية. فهذا الأخير جزء من الحل بحسب رأيه. من المحتمل أن يكون هذا التصريح إجابة على إنتقادات تعرض لها من جهات تدعي أحقية الوصاية على السوريين.
في التاريخ نفسه : مجلس الأمن يوافق بالإجماع على قرار يطالب بتجفيف المصادر التي تغذي المجموعات الإرهابية وعلى رأسها «داعش» و«جبهة النصرة». هذا يعني أن المصادر معروفة وأن دفق الإمدادات مستمر. فتوجب إصدار قرار من مجلس الأمن !
السيد ستيفان دي مستورا، مبعوث دولي إلى سوريا، مهمته إيجاد حل لوقف حرب تدور رحاها منذ أربع سنوات ونيف. سؤال : هل يوجد حل سياسي بينما تتواصل حرب دموية مدمرة كمثل الحرب على سوريا ؟ سؤال آخر، السيد دي ميستورا هو مبعوث دولي فقط أم انه مبعوث لجامعة دول العرب أيضا ؟ هذه الجامعة التي عاهرَ أعضاءَها أمير قطري، فتنكرت لسوريا. ولكنها تدخل إليها عبر الحدود مع تركيا ولبنان والأردن، أدلاؤها المهربون والمتمردون والمرتزقة وعملاء القوى الأجنبية الإستعمارية!
الحكومة السورية وباعتراف دي مستورا، هي إذن جزء من الحل، في حين أن أصواتا أخرى ترفض ذلك. ما هو هذا الحل الذي يريد المبعوث ستيفان دي مستورا تجميع أجزائه، واستطرادا إلى أي حد يستطيع المعترضون تعويقه وما هي المبررات والأسباب التي تخوّل الأخيرين حق التدخل في الشأن السوري ؟ هل جاء المبعوث الدولي إلى سوريا بطلب من حكومتها، أم أن أبواب البلاد صارت مشرعة يدخلها من يشاء؟ أو أن الأوضاع تتطلب اللين والإنحناء في مواجهة العاصفة؟
نحن حيال إشكال. سيكون الحل الذي يعمل على إنجازه السيد دي مستورا مركبا. الحكومة السورية جزء منه. ماذا عن الأجزاء الأخرى ؟ ليس مستبعدا أن تكون غير سورية. لا أرى شخصيا في الظروف الراهنة، حيث تتعرض سوريا لحرب هي أشد قساوة وبربرية من حربي حزيران وتشرين، سوريين ما عدا الذين يعتبرون أنفسهم ممثلين بالدولة السورية وبقوات الجيش والمقاومة الشعبية. من البديهي أن بين هؤلاء السوريين معارضين وطنيين يذودون اليوم عن بلادهم. مهما يكن فإن الحكومة السورية ليست مضطرة لقبول الحل الذي قد يقترحه دي مستورا. ولكن من المحتمل ألا يكون أوفر حظا من الأخضر الإبراهيمي ومن كوفي عنان.
من نافل القول أن دول الإستعمار القديم والجديد التي ربطت سياستها بالمشروع الإستيطاني الإسرائيلي تبذل أقصى الجهود من أجل إطالة مدة الحرب، حتى يتسنى لها الدخول إلى سوريا دون أن تلقى مقاومة تذكر، وأن تكدس حطام الوطن كيفما تشاء. هذه طائراتها الحربية تنتهك سماء سوريا، بحجة محاربة الإرهاب بتفويض من مجلس الأمن. الغريب أن هذا الأخير انتظر أشهرا قبل أن يوافق على قرار يطلب فيه وقف الدعم عن «داعش» وجبهة النصرة. لو لم تكن هناك جهات داعمة معروفة، لما صدر هذا القرار. لما صدر أيضا لو لم يكن الدور المنوط بهذين التنظيمين قد انتهى، ولما بادر دي مستورا إلى قبول الحكومة السورية بما هي جزء من الحل. من المرجح أنه سيبحث من الآن فصاعدا عن الأجزاء الأخرى ليقايض الحكومة السورية جزءا بجزء. في السياق نفسه من هي الأطراف الداعمة لـ«بوكو حرام» في نيجيريا؟ لا يجوز التفريط بدماء الشهداء. «والله لنمحيها» أوصى أحدهم!.
(الديار)