الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

تناولت الصحف الاميركية الصادرة اليوم موضوع عزل الرئيس الأميركي دونالد ترمب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) بالإنابة أندرو ماكيب قبل 26 ساعة من بدء تقاعده الاختياري، فقالت إن هناك خمسة أسباب لهذا العزل أولها منع أي تسريبات مستقبلية لأي معلومات. فقد حاول ترمب منع هذه التسريبات دون جدوى، وربما يكون عزل ماكيب تكتيكا تخويفيا يردع الآخرين من التحدث للصحفيين .

وثاني هذه الأسباب هو تثبيط المنتقدين في مؤسسات إنفاذ القانون، وتأكيد أن لترمب الرأي النهائي حتى باختصاصات وزير العدل جيف سيشونز، ومن الممكن استخدام إقالة ماكيب، مع بعض التشويش، للطعن في نزاهة عمل المحقق المستقل روبرت مولر، وأخيرا لكي يبدو ترمب نصيرا للطبقة العاملة.

وكشفت احدى الصحف كواليس المكالمة التي أجراها الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده في كانون الأول الماضي، مشيرة الى ان “ترامب طرح فكرة تعجيل خروج ​اميركا​ من الحرب في ​سوريا​”، لافتة الى ان “ترامب تقدم بطلب إلى الملك سلمان وولي عهده طلب فيها 4 مليار ​دولار​، لإنهاء الالتزامات الأميركية في سوريا لتعجيل خروج الولايات المتحدة من الحرب السورية”.

ماذا عن الخلافات بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي “أف بي آي” أندرو ماكيب؟ وإلى أي زمن تعود جذورها؟ وما أبرز الانتقادات التي وجهها ترمب -عندما كان مرشحا- لزوجة ماكيب؟ وهل يرتد عزل ماكيب على ترمب نفسه؟

في هذا الإطار نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تحليلا بقلم فيليب بامب، أشار فيه إلى أن ماكيب كان قد تولى منصب القائم بأعمال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي بعد أن أقاله ترمب في مايو/أيار 2017.

لكن أول مرة تعرض فيها ترمب علنا لسمعة ماكيب كانت بعد نحو ثلاثة أشهر من بدء المكتب تحقيقا بشأن روابط بين حملة ترمب والتدخل الروسي المزعوم، وذلك في الفترة التي كان لا يزال فيها مرشحا في 2016.

وتضيف الصحيفة أن ترمب لم يكن يعلم بهذا التحقيق في ذلك الوقت، وأنه كان ينتقد ماكيب معتبرا إياه جزءا من “المستنقع” الذي كان يعارض ترشحه.

وتشير الصحيفة إلى أنه سبق لترمب أن غرد في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2016 بأن زوجة ماكيب تلقت مئات آلاف الدولارات على شكل مساهمات سياسية من حليف مقرب من هيلاري كلينتون.

وتضيف أن هذه المساهمات تعود إلى 2015 أي قبل أن يكون لماكيب دور في التحقيقات المتعلقة باستخدام هيلاري كلينتون خادم بريد خاصا، وأن هذه المساهمات كانت من ضمن العديد من مثيلاتها التي قدمها حليف كلينتون حاكم ولاية فرجينيا تيري ماكلويف للمرشحين في انتخابات فرجينيا.

وتشير إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالي كان قد بدأ التحقيق بالفعل، وهو التحقيق الذي أصبح منذ ذلك الحين أكبر شوكة في خاصرة ترمب.

وتذكر أنه بعد فوز ترمب بالانتخابات، بدأت القصص الإخبارية بتوثيق ما كان مجتمع الاستخبارات يقوم بتدقيقه بانتظام، وأن ترمب سعى باستمرار إلى وصف تلك التحقيقات بأنها ملوثة وغير مبررة.

وتضيف أن مكتب التحقيقات واجه بالفعل ضغوطا من الرئيس ترمب في الكواليس، وذلك للحد من التحقيق مع فريقه، وأن ترمب طلب من ماكيب وكومي التنكر علنا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز يتعلق بالاتصالات بين فريق ترمب والروس، لكن ماكيب وكومي لم يستجيبا للطلب.

وقام وزير العدل الأميركي جيف سيشنز قبل أيام بإقالة ماكيب، وذلك بعد شهور من الضغط العلني من ترمب لاتخاذ إجراء بهذا السياق، وهو ما جعل ماكيب يصدر بيانا يقول فيه إن هذا الإجراء كان يهدف إلى “تشويه مكتب التحقيقات الفدرالي وموظفي تطبيق القانون والمخابرات بشكل عام“.

ويضيف أن هذا الإجراء يعتبر جزءا من حرب هذه الإدارة المستمرة على مكتب التحقيقات الفدرالي وعلى جهود التحقيق الخاص الذي لا يزال مستمرا.

يشار إلى أن سيشنز أصدر قرار إقالة ماكيب بعد تحقيق داخلي، جاء فيه أن ماكيب “سرب أخبارا وضلل محققين“.

بيد أن ماكيب نفى هذه الاتهامات، قائلا إنه مستهدف بسبب مشاركته في التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016.

واتهم ترمب مرات متعددة ماكيب بالانحياز للديمقراطيين، وأشاد على الفور بقرار سيشنز إقالته.

وغرّد ترمب في ديسمبر/كانون الأول الماضي ساخرا من ماكيب بالقول إن: “نائب مدير أف بي آي أندرو ماكيب يسارع الزمن للحصول على تقاعد بمنحة كاملة، بقي أمامه 90 يوما“.

لكن إقالته تمت قبل يومين من بلوغه الخمسين، وهي السن التي تخوله التقاعد من “أف بي آي” مع الحصول على معاش كامل، فهل ترتد هذه الخطوة سلبا على ترمب؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى