هامش مقبول للحريري لادارة المعركة الانتخابية: محمد بلوط
رمى الرئيس سعد الحريري عن كاهله بعد زيارة السعودية ثقلاً كبيراً، لا سيما بنجاحه في اخذ هامش مقبول لادارة معركته الانتخابية في لبنان .
تقول مصادر ســياسية مطلعة ان رئيس الحكومة عاد من المملكة مرتاحاً بنسبة جيدة، خصوصاً ان الشــروط التــي توقع سماعها من ولي العــهد مــحمد بن سلمان سـبق وطبق قسماً منها قبل الزيارة، وأولها عدم التعاون مع حـزب الله بل مواجهته في كلّ الدوائر.
ووفقاً للمصادر، فان موضوع الانتخابات كان أحد ابرز المواضيع التي عبثت في الزيارة، وقد استطاع الحريري ان يشرح للقيادة السعودية وجهة نظره بالنسبة للتحالفات مع القوى الاخرى حسب الدوائر. وبرر اسباب تحالفه مع هذا الطرف او ذاك لاعتبارات تتعلق بقانون الانتخاب وعناصر تحقيق الفوز لمرشحي المستقبل.
ولم يتحدث رئيس «المستقبل» بعد عودته من الرياض عن تفاصيل ما دار بينه وبين بن سلمان، لكن الدائرة الضيّقة المحيطة به لم تخف ارتياحها للنتائج التي أسفرت عنها الزيارة.
وتقول المعلومات ان فكرة عزوف الرئيس فؤاد السنيورة عن الترشح كانت مطروحة منذ فترة غير قصيرة وان زيارة السعودية لم تحدث اي تغيير بشأنها. فهي مرتبطة بعناصر عديدة ابرزها توقع خسارة السنيورة في صيدا، وعدم قبول او امكانية ترشيحه في لائحة الحريري في بيروت. مع العلم ان هذه الفكرة ايضاً طرحت ولم يكن رئيس الحكومة ضمناً متحمساً لها.
ويقال ايضاً ان هناك من سعى لاقناع السنيورة بتشكيل لائحة رديفة للائحة الحريري في بيروت، لكنه لم يقتنع بهذا الطرح لأسباب عديدة تتعلق به وبالنـتائج التـي يمكن ان تؤدي اليها مثل هذه الخطوة.
وحســب المعــلومات والوقائع فان الحريري كان دفع قبل زيارة الســعودية باتجاه ترشيح عدد غير قليل من مرشحي لوائحه في كل لبنان، وفضل التريث بدفع الباقين المحــسوبين على العائلة والدائرة القريبة. وبعد ان عولجت قضية الســنيورة لوحظ تقدّم النائبة بهية الحريري والمحامي حسن شمس الدين عن المقعدين السنيين للمستقبل في دائرة صيدا – جزين.
وتضيف المعلومات ان الحريري بصدد غربلة اسماء عدد من المرشحين في عكار كان قد دفعهم للترشح، ومن الطبيعي ان يقبل البعض ويستبعد البعض الآخر ما يمكن ان يخلق اعتراضات في بعض العائلات والبلدات.
اما في طرابلس فان الاســمين السنيين البارزين اللذين يعتمــدهما الحريري بالدرجة الاولى هما النائبين ســمير الجسر ومحمد كبارة، لا سيما انه يعرف شــراسة المعركة في هذه الدائرة مع خصوم لهم ثقلهم ووزنهم أكانت لائحة الرئيس ميقاتي او لائحة اللواء أشرف ريفي او لائحة الوزير السابق فيصل كرامي المتحالف في الضنية مع جهاد الصمد وحلفاء آخرين.
وفي تحالفاته حــسم الحريري تحالفه الأول وفي كل لبنان مع النائب وليد جنبــلاط (بيروت، البقاع الغربي، والشوف – عاليه) وهو في صدد توزيع تحالفاته الأخرى مع التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية».
ووفقا للمعلومات المتوافرة حتى الآن فانه في صدد التحالف مع «الوطني الحر» في زحلة وفي عكار. اما التحالف مع القوات فسيكون في بعلبك – الهرمل، وفي الشوف – عاليه.
وحسب المصادر المطلعة فان حسم خريطة التحالفات سيتبلور في غضون الاسبوعين المقبلين، لكن الثابت ان الحريري يريد تحصيل كتلة وازنة يكون لها ثقلها السياسي والنيابي، وترغب السعودية في مرحلة لاحقة ان تكون هذه الكتلة العمود الفقري للجبهة النيابية المواجهة لحزب الله.
(الديار)