جونسون قبل زيارته للسعودية: “نجاح العالم الإسلامي يعتمد على بن سلمان”
نشر وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، مقالاً حول الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى لندن، تحدث فيها عن “ضرورة” دعم الأمير الشاب لتنفيذ ما اسماها “برامج الإصلاح” في بلاده، والتي قال “إن مستقبل السعودية والعالم الإسلامي يعتمد على نجاحها”، رافضا الكثير من الانتقادات للتقارب بين لندن والرياض، في خطوة تؤكد الاستفادة البريطانية التاريخية من الاموال السعودية مقابل السكوت عن الجرائم التي ترتكبها العائلة الحاكمة بحق العديد من شعوب المنطقة وهو ما يتجلى تحديداً الان في دعم لندن للعدوان السعودي على اليمن ، والذي ادى حتى الان الى قتل وجرح مئات الالاف من المواطنين اليمنيين ناهيك عن خلق ازمة انسانية تُعتبر الاسوء في العصر الحديث.
جونسون بدأ مقاله الذي نشرته صحيفة “التايمز” بالتذكير “بلقاء حدث قبل 73 عاما بين رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل ومؤسس المملكة السعودية الملك عبد العزيز آل سعود، في مصر، تناول خلاله تشرتشل كوبا من مياه زمزم وصفها بأنها “أعذب ما تذوّق من ماء” في حياته، ليتابع الوزير البريطاني بالقول “ها نحن إذا نفتح صفحة جديدة في 7 مارس حين يصل حفيده، وليّ العهد محمد بن سلمان، في زيارة إلى لندن”.
ولفت جونسون إلى وجود من يعترض على التواصل بين لندن والرياض التي وصفها بأنها “واحدةً من أكبر القوى في الشرق الأوسط وواحدة من أقدم أصدقاء بريطانيا في المنطقة”. وقال “إنه شخصيا يؤمن بأن ولي العهد السعودي “قد أظهر قولا وفعلا” عزمه على قيادة السعودية في اتجاه أكثر انفتاحا، وأن على بريطانيا تشجيعه للسير على هذا الدرب.
وفي دليل يؤكد تغاضي الغرب عن الانتهاكات لحقوق الانسان داخل المملكة السعودية واستمرار قمع المعارضين وحتى السكوت والتغطية على دعم الرياض للسلطات في البحرين في جرائمها ضد الشعب هناك، قال المسؤول البريطاني ان التواصل مع السعودية هو “السبيل للحفاظ على المصالح القومية البريطانية بسبب اعتماد عشرات آلاف الوظائف في بريطانيا على التصدير إلى السعودية، علاوة على التعاون الاستخباراتي بين البلدين بمواجهة الإرهاب وكذلك تصرفات إيران في المنطقة”.
وختم الوزير مقاله زاعماً “سياستنا الخارجية قائمة على المحافظة على سلامة الشعب البريطاني وازدهاره، مع التمسك في الوقت ذاته بقيمنا بوصفها قوة لخير وصلاح الجميع. ولن نستطيع إنجاز أيّ من هذه الأهداف ما لم نجتمع بقادة المملكة العربية السعودية على قدم المساواة وفي أجواء من الصداقة.. كان ذلك هو الطريق الصحيح عندما شرب تشرتشل ماء نبع مكّة المكرمة مع ابن سعود في عام 1945، وما زال هو الطريق الصحيح في يومنا هذا.”