قضية الغواصات تطفو مرة أخرى: عاموس هرئيل
بعد تقديم توصيات الشرطة في ملف 1000 وملف 2000 والعاصفة التي أثارتها التطورات الجديدة في التحقيق في ملف 4000 (بيزك ـ واللاه)، تتضح هذا الأسبوع إمكانية أن يعود إلى العناوين الملف الآخر في التحقيقات مع رئيس الحكومة ومقربيه، ملف 3000، الذي موضوعه صفقة الغواصات والسفن مع ألمانيا. حسب تقارير صحافية في القنوات التلفازية في نهاية الأسبوع فإنه يتوقع أن يقوم نتنياهو بتقديم شهادته الأولى في قضايا الغواصات والسفن في هذا الأسبوع .
يمكن أن يكون ملف 3000 هو الملف الأخطر لسببين. الأول، خلافا للملفات الأخرى، هو أنه توجد فيه أبعاد متعلقة بأمن الدولة، وربما أخذ نصيب من ميزانية الدفاع على حساب احتياجات الجيش الإسرائيلي. الثاني، إذا ترسخت اتهامات كهذه فإن المؤيدين الأساسيين لنتنياهو سيكون من الصعب عليهم حلها بدون شيء، واعتبارها تنكيل آخر من قبل الشرطة والنيابة العامة ووسائل الإعلام المعادية لرئيس الحكومة. وحتى في عالم المفاهيم المرن للسياسة الإسرائيلية فإن الإثراء على حساب جنود الجيش الإسرائيلي هو مخالفة أخلاقية لا تغتفر.
ولكن ما زلنا بعيدين عن أي استنتاج كهذا، حتى لو أن المتظاهرين في بيتح تكفا وفي تل أبيب قاموا بمد خط مستقيم بين كل هذه النقاط. على مدى تحقيقات سلاح البحرية التي كشفها للجمهور رفيف دروكر في القناة 10 في تشرين الثاني 2016 (يبدو أنها نضجت لدى الشرطة قبل بضعة أشهر من ذلك) اتخذ المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت خطا حذرا، سلبيا تقريبا، في كل ما يتعلق بمشاركة نتنياهو. في البداية تباطأ مندلبليت في اتخاذ قرار حول فتح تحقيق جنائي. قبل سنة أعلنت النيابة العامة بصورة شاذة أن نتنياهو ليس متهما في القضية، وفقط الآن يتبين أن نتنياهو سيستدعى لتقديم شهادته، وليس واضحا إذا كان هذا الأمر سيكون في إطار تحقيق تحت التحذير.
حتى بدون مشاركة نتنياهو المباشرة أيضا فإن التحقيق أوقع ضحايا في محيطه، محاميه وقريبه المحامي دان شمرون هو متهم أساسي في القضية، وتم إبعاده فعليا عن أي اتصال مع نتنياهو. شريك شمرون ومبعوث نتنياهو السياسي الخاص، وحتى وقت متأخر المحامي اسحق مولخو، تم التحقيق معه واضطر إلى التنازل عن وظيفته. افريئيل بار يوسف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي ومرشح نتنياهو لرئاسة المجلس، هو أيضا أحد المتهمين الأساسيين، وقد تم إلغاء تعيينه المخطط له. دافيد شيرن الذي كان لفترة قصيرة مدير مكتب رئيس الحكومة، كان من الذين حقق معهم والمعتقلين، ومثله أيضا عدد من الأشخاص المقربين من وزير الطاقة، يوفال شتاينيتس، وقائد سلاح البحرية السابق الجنرال احتياط اليعيزر مروم. وبدون التقليل من أهمية ملفات نتنياهو الأخرى، مشكوك فيه إذا كانت لدينا قضية أخرى جلبت إلى غرف التحقيق قائمة كهذه من الموظفين الكبار في جهاز الأمن وحول المستوى السياسي.
في قضية الغواصات والسفن طرحت عدة اتهامات. في الأساس هي تضم الصيغ المختلفة في تحديد الحجم المرغوب فيه لأسطول الغواصات الإسرائيلي (هنا من المعقول أن يكون لنتنياهو ادعاء دفاعي قائم على خلافات مهنية وموضوعية). التغييرات الغريبة في عطاء السفن، إلى مستوى الغائه وتوقيع صفقة مع حوض بناء السفن الألماني «تسنكروف»، ومحاولة شمرون والشاهد الملكي الوسيط ميخال غانور السيطرة على الميزانية الضخمة لصيانة الغواصات؛ والقضية الثانوية الغريبة التي أبلغت فيها إسرائيل ألمانيا بأنه ليس لديها معارضة لتزويد غواصات متطورة لمصر، وذلك من خلال التنازل عن التفوق النوعي على جاراتها.
ما زال متوقعا حدوث تطورات إضافية. أولا، كل تعميم آخر في القضايا القائمة يتوقع أن يكشف عن محابيات أخرى، أخطاء ورشوة من شأنها أن تعرض للخطر الصفقات التي تم التوقيع عليها مع حكومة ألمانيا في السابق لتزويد قطع بحرية، والتسبب على الأقل بتأخير تسليمها لسلاح البحرية. ثانيا، التحقيق كما هو معروف، حتى لو لم يمس بإمكانية أن الفساد الذي يتكشف في صفقات سلاح البحرية يرتبط بصورة غير مباشرة بالسؤال الذي يحوم منذ سنوات حول القرار بشأن سوق الغاز، رغم أنه كان لجزء من المتهمين (في الأساس بار يوسف ورجال شتاينيتس) علاقة مع مجال الغاز وحتى أن سلاح البحرية، بصورة واضحة، حصل على سفن أكبر وأغلى عن طريق تصنيفها من جديد كسفن للدفاع عن المياه الاقتصادية.
عندما سيشهد نتنياهو مؤخرا في ملف 3000، سيتم عندها اختبار السؤال المركزي: هل كان رئيس الحكومة واع لتضارب المصالح الشديد الذي كان فيه حسب الاتهام محاموه ومستشاروه في إشعارهما بصفقات السفن؟ منذ اندلاع قضية نتنياهو ـ شمرون يدعون بشدة أن الإجابة سلبية. إذا نجح نتنياهو في الحفاظ على بعد عن الاتهامات، يبدو أنهم سيورطون فقط مقربيه. مع ذلك، سيكون من الصعب تجاهل سؤال آخر حتى إذا لم يكن له تداعيات سلبية: كيف يمكن أن ينجح هذا العدد الكبير من المحيط القريب لنتنياهو في التورط مع القانون، ونتنياهو نفسه يكون دائما هو الأخير الذي يعرف عن ذلك؟.
هآرتس