التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 23/2/2018
نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
23 شباط – فبراير/ 2018
المقدمة
تصدرت حادثة أطلاق النار داخل مدرسة ثانوية في ولاية فلوريدا التغطية الإعلامية ومراكز الأبحاث، على السواء؛ ومضى بعض المراكز في استعراض وتحليل إسقاط سوريا لطائرة مقاتلة “اسرائيلية،” من طراز إف-16، وتداعياتها المقبلة.
يتناول قسم التحليل حادثة الإعتداء المسلح داخل مدرسة، على الرغم من أنها ليست الحادثة الأولى باستهداف مدارس ومقتل عشرات الطلبة، وتجدد الدعوة لتشديد القيود على إقتناء السلاح. الخلاصة المرئية ان مصير أي قانون جديد للحد من “سهولة شراء قطع سلاح،” في ظل انتشار “معارض السلاح” بكثرة، لن يكون أفضل حالً مما سبقه من مساعي سرعان ما تتلاشى بعد هدوء العاصفة الإعلامية، وذلك لقوة نفوذ لوبي السلاح وتخاذل الحزبين المهيمنين على السلطات الأميركية.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
سوريا:
اعتبر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى اسقاط سوريا مقاتلة “اسرائيلية” متطورة، إف-16، أمراً “في غاية الأهمية .. واختباراً للخطوط الحمراء الأميركية والإسرائيلية في سوريا؛ (واكبه) إطلاق سوريا صواريخ أرض-جو؛ سقط عدد منها في شمال إسرائيل مما أدى إلى إطلاق أجهزة إنذار الدفاع المدني.” وأضاف أن “دورة التصعيد .. شهدت إطلاق سوريا ما يزيد عن عشرين صاروخاً من طراز “سام” SA-3, SA-5, SA-6, SA-17” . وأردف متهماً “حرس الثورة الأيرانية وقوفه وراء العمليتين الاستفزازيتين الأخيرتين .. اللتين وقعتا على خلفية الثقة الأيرانية المتزايدة بأن التدخل في سوريا قد أنقذ نظام الأسد، وحدّ من انتشار القوات الأميركية شمال شرق البلاد؛ وسمح لطهران بإنشاء قاعدة للعمليات الموجهة ضد إسرائيل.” ومضى المعهد بالقول أن “المواجهتين الأخيرتين تثيران أسئلة ملحة حول تحركات إيران المقبلة ودور روسيا المحتمل.” وختم بالقول أنه يتعين على الولايات المتحدة “إبلاغ روسيا بأنها ستدافع بقوة عن مصالحها في سوريا .. والعمل سوياً على إعادة تنشيط الجهود الديبلوماسية، وتجنب تورط البلدين في مواجهة خطيرة.”
سخر معهد كاتو من مزاعم الولايات المتحدة بأن هجومها على قوات “موالية للحكومة السورية،” قبل أسابيع قليلة، يندرج تحت بند “الدفاع عن النفس،” قائلا “دفاعاً عن أي نفس .. إذ لم نلمس قيام نظام بشار الأسد بقصف ميناء بوسطن” مثلاً. وأضاف أن الجيش السوري بالمقابل “شن هجوماً على قاعدة سيطر عليها المسلحون السوريون منذ زمن، تواجد داخلها مستشارون عسكريون أميركيون.” وأوضح أن الإدارة الأميركية حسمت أمرها لتواجد قواتها في سوريا “لأجل غير مسمى .. وتواجدها بكل تأكيد لم يأتِ بناءً على طلب الحكومة المضيفة؛ بل لم يصادق الكونغرس على نشرها بأي صيغة كانت.”
https://www.cato.org/publications/commentary/americas-creeping-regime-change-syria
استعادت مؤسسة هاريتاج السردية الرسمية حول إيران ووجودها في سوريا بأنه “يهدد الإقليم.” وفي الدلائل أشارت المؤسسة إلى “مصادر إسرائيلية .. بأن طائرة الدرونز الإيرانية هي عبارة عن نسخة تمت هندستها عكسياً عن الطراز الأميركي RQ-170″ والتي أسقطتها إيران داخل أجوائها عام 2011. وأضافت بأن “رسالة إسرائيل لكل من سوريا وإيران .. لن تصبر على التهديد المتنامي لإيران من سوريا.”
https://www.heritage.org/middle-east/commentary/irans-moves-syria-threaten-region
اليمن
استعرض مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية معالم السياسة الأميركية في المنطقة متمثلة باستمرار انخراطها في “الشرق الأوسط،” والبناء عليها في اليمن، كما يستدل من تجربة سوريا والتي عمد “كبار المسؤولين الأميركيين إلى تسخير قسط كبير من الوقت للتعاون مع الحلفاء والتنسيق بالتناوب مع الخصوم ومواجهتم أيضاً.” وأوضح المعهد أن “الأزمة اليمنية لا تختلف كثيراً” عن سوريا، فحلفاء الولايات المتحدة “يشعرون بالضعف، بينما تتنامى أعداد الإرهابيين، وتمضي إيران بالتدخل.” ولفت الأنظار إلى البعد الإنساني في تدفق المهاجرين إلى اوروبا “التي تعتمد بشكل كبير على خطوط النقل البحري بالقرب من السواحل اليمنية.”
https://www.csis.org/analysis/yemen-model-future-us-middle-east-policy/?block2
افريقيا والتدخل الأميركي
سعى معهد كارنيغي إلى استعراض ما يمكنه القول أن هناك صلة بين “تنامي تواجد الإرهابيين في إفريقيا مما يبرر توسع وانتشار القوات الأميركية؛” بالإشارة إلى مقتل عدد من أفراد القوات الخاصة الأميركية، في شهر تشرين الأول/اكتوبر 2017، في النيجر مما “أثار عاصفة سياسية” في واشنطن. وأوضح أن تواجد القوات الخاصة هناك كان “مفاجئاً للشعب الأميركي وللكونغرس” على السواء. وفنّد المعهد تصريحات أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين بالتظاهر بعدم المعرفة نظراً لأن الكونغرس صادق على إنشاء “قيادة القوات الأميركية لأفريقيا – أفريكوم، عام 2007، وما ترتب عليه من توسع مضطرد للقوات الأميركية ووجودها الأمني جنوبي الصحراء الإفريقية الكبرى.”
نتنياهو أمام القضاء
استعرض معهد واشنطن تحقيقات “الرشوة والإحتيال وخيانة الأمانة” الصادرة بحق بنيامين نتنياهو من قبل جهازالشرطة والمدعي العام، وسعيه المحموم “لدحض الاتهامات .. في حين لم يكن دفاعه مقنعاً واعتبر بأنه يحاول إضعاف مؤسسة رئيسية لإنفاذ القانون.” واعتبر المعهد أن مساعي نتنياهو تدل على أنه “أدرك إمكانية أن يكون مصيره السياسي في يد محكمة الرأي العام ..” وحث المعهد “مختلف أعضاء الإئتلاف الحاكم أن يقرروا الآن ما بين البقاء في الحكومة أو الانسحاب منها .. دون انتظار صدور توصية سلبية (بحق نتنياهو) من الشرطة؛ أو المراهنة عليه لإجراء انتخابات مبكرة لاستعراض قوته السياسية أمام المؤسسة القانونية.” يشار إلى أن الإئتلاف الذي يتزعمه نتنياهو لديه 67 عضواً في “الكنيست” من مجموع 120. وشدد المعهد على تشبث نتنياهو “بقاعدته اليمينية للحد من التداعيات على السياسة مع الولايات المتحدة؛” مستطرداً أن “إحراز تقدم في خطة السلام المحتضرة مستبعدة أكثر من السابق.”