من الصحافة الاسرائيلية
ذكرت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم ان تحقيق سلاح الجو الإسرائيلي حول إسقاط طائرة F-16 بصاروخ أرض جو سوري، كشف عن أن طائرة أخرى من الطائرات الثمانية التي شاركت في الغارات على سورية فجر وصباح السبت، قد حوصرت بالصواريخ المضادة للطائرات، لكنها تمكنت من المناورة والإفلات منها، وأشار التحقيق إلى أن أكثر من 20 صاروخ مضاد للطائرات أطلق نحو الطائرات الثمانية، وأن الصاروخ الذي تسبب بإسقاط الطائرة لم يصبها مباشرة، بل انفجر قربها، وخلال ثوانٍ معدودة قررت طاقمها الخروج من المهمة دون التبليغ عن ذلك.
ويشير تحقيق أولي أجراه سلاح الجو الإسرائيلي، إلى أن إصابة الطائرة الحربية الإسرائيلية “إف 16” بصاروخ سوري مضاد للطائرات، جاءت إثر استغلال نقطة ضعف في الطريقة التي عمل من خلالها طاقم الطائرة.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الحكم في التصعيد العسكري بين إسرائيل وايران على الأرض السورية، وهو من أطلق صافرة النهاية وقبل الطرفان بحكمه، وهذا ما يظهره تحليل الأحداث التي وقعت يوم السبت الماضي، بحسب ادعاءات المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل.
وبحسب هرئيل أظهر المسؤولون الإسرائيليون بعد سلسلة الغارات الثانية على سورية، نية هجومية وتبنوا الخط القتالي، ودرسوا إمكانية مواصلة شن الغارات على مواقع لإيران في العمق السوري، لكن هذا النقاش انتهى بعد وقت قصير، عندما تحدث رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع بوتين.
“تجاهل بيان الخارجية الروسية دخول طائرة استطلاع إيرانية إلى الأجواء الإسرائيلية”، وفق هرئيل، واستنكر انتهاك السيادة السورية من قبل إسرائيل، وخلال المحادثة الهاتفية بين بوتين ونتنياهو، دعا بوتين للامتناع عن اتخاذ خطوات ستؤدي إلى مرحلة جديدة ذات تبعيات خطيرة على المنطقة.
وقال هرئيل إن الروس قلقون من تعريض جنودهم ومستشاريهم العسكريين للخطر بقصف مطار وقواعد 4–T بالقرب من تدمر، حيث قصفت إسرائيل مركز توجيه الطيارات بدون طيار التابعة لإيران، وهذا ما أعلنته روسيا للمرة الثانية، بعد أن أعربت عن ذلك في شهر آذار/ مارس الماضي، عندما قصفت إسرائيل موقعًا هناك.
وتابع: “الصمت الإسرائيلي بعد المحادثة بين نتنياهو وبوتين يظهر من صاحب الكلمة الأخيرة في الشرق الأوسط، وفي ظل لعب الولايات المتحدة دور الحاضر الغائب في المنطقة، ترسم روسيا الخطوات التي يجب أن تتخذ، خاصة بعد أن بذلت جهدًا عسكريًا واستراتيجيا وسخرت الموارد لإنقاذ نظام بشار الأسد خلال السنوات الأخيرة، ولن تقبل بأن تبدد إسرائيل هذه الجهود“.
ومن المرجح، بحسب هرئيل، أن رسائل من هذا النوع أوصلها بوتين لنتنياهو لكن هذا لا يعني أن إسرائيل خالية الوفاق ولا تملك أوراق لعب، لكن نتنياهو لا يبدو كمن يريد المواجهة مع الروس وتكفيه المواجهة التي فرضت عليه مع الإيرانيين.