من الصحافة الاسرائيلية
ذكرت بعض الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم ان الاحتلال بدأ في الأسابيع الأخيرة في منطقة رأس الناقورة أعمال بناء جدار فاصل، وذلك في إطار مشروع يستمر لعدة سنوات تنفذه قيادة منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي لتعزيز البنية التحتية العملانية على طول الحدود ، من البحر المتوسط وحتى جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل، ويأتي إقامة هذا الجدار بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت بهدف منع السيطرة الطوبوغرافية على المنطقة بالنار أو الرصد أو المناطق التي تساعد في إقامة مسارات اختراق خفية، وفي الغالب فإن الجدار يقع بالقرب من مستوطنات حدودية، مثل “مطلولة” و”مسغاف عام“.
ويدعي الجيش أن الهدف العام من إقامة هذا الجدار هو لكي يكون عقبة أمام كتيبة “رضوان” في حزب الله التي تضم عشرات المقاتلين المدربين، لتحول دون اختراق الحدود إلى إسرائيل في المواجهة القادمة، أو محاولة احتلال موقع أو مستوطنة إسرائيلية.
ولفتت الى ان بلدية الاحتلال في القدس وما تسمى “السلطة لتطوير القدس” تنوي العمل على خطة لإقامة منتزه في جبل الزيتون يربط بين موقعين استيطانيين لليهود في داخل الطور في القدس، وبحسب صحيفة هآرتس فإن إقامة هذا المنتزه تقتضي مصادرة أراض فلسطينية خاصة، وصادقت ما تسمى “اللجنة المحلية للتخطيط والبناء” في بلدية الاحتلال على ضم البلدية كمبادرة للمخطط إلى جانب “السلطة لتطوير القدس”. كما أوصت اللجنة بالمصادقة على المخطط. ومن المقرر في المرحلة القادمة عرض المخطط على اللجنة اللوائية للتخطيط.
تحدث الكاتب الإسرائيلي رون بن يشاي عن جرأة أحمد جرار وعهد التميمي والجيل الفلسطيني الجديد، الذي انتزع الراية وواصل المقاومة على طريقته، فاعتبر المحلل السياسي لموقع “واينت” أن الخلية التي قادها أحمد جرار والتي نفذت عملية مستوطنة “حفات جلعاد” وقتلت الحاخام رازييل شيفح، استطاعت أن تخفي عن “الشاباك” والجيش حقيقة وجود “بنية إرهابية” تذكر بمجموعات “حماس” من أيام الانتفاضة.
بن يشاي الذي يرى العملية بمثابة جرس إنذار لكل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية العاملة في هذا المجال، قال إنه بدا واضحا منذ اللحظة الأولى أن الحديث يدورعن مجموعة مهنية، مدربة وممولة، خططت بعناية شديدة نصب الكمين بجانب مستوطنة “حفات جلعاد” وكذلك طرق هرب واختباء عناصرها بعد تنفيذ العملية.
وقال بن يشاي، إننا لسنا أمام تنظيم محلي أو “إرهاب شعبي”، بل أمام “بنية إرهابية”، على حد تعبيره، اعترفت “حماس” أنها تابعة لها، مشيرة في هذا الإطار إلى أن “البنية الإرهابية المؤسسة”، تتطلب فترة زمنية أطول لإقامتها، وتضم “عناصر تنفيذية” و”متعاونين” وهي ممولة وموجهة من قبل مركز قيادي، يبدو أنه لا يقع في المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة (قطاع غزة). وكل ذلك يتطلب أيضا وسائل وطرق اتصال وتواصل وتضليل قادرة على الحيلولة دون اكتشاف التنظيم، وهو ما قام به جرار.
من جهتها اعتبرت صحيفة “معاريف” أن وقوع عمليتين في أقل من شهر، في فترة تشهد توترا سياسيا شديدا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يشير إلى أن الأمور تتجه نحو المزيد من التصعيد الميداني، وذلك رغم عدم وجود أي رابط بين العمليتين، حيث تأخذ الأولى طابع “الإرهاب المنظم” والثانية طابع المقاومة الفردية.
وتضيف “معاريف” أنه بالرغم من ذلك وبرغم نتائجهما الصعبة، فإن العمليتين وحدهما لا تشكلان دليلا كافيا على أننا أمام موجة عمليات متجددة وأكثر خطورة، إلا أن الجو العام المتمثل بالأزمة السياسية والغضب الفلسطيني من ترامب، والتحريض المتواصل في أراضي السلطة الفلسطينية، إلى جانب ظاهرة التقليد المعروفة من السنوات السابقة، تفسر بشكل عملي ما قصده قائد أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، عندما تحدث عن قابلية الساحة الفلسطينية للانفجار وليس في غزة فقط.
وترى الصحيفة أنه في ظل وضع لا توجد فيه أية صلة تقريبا بين حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فإن مفتاح التهدئة مرتبط أساسا باستمرار العلاقات والحوار المتبادل بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وبين الجيش الإسرائيلي ومنسق شؤون الحكومة في “المناطق“.