من الصحافة الاسرائيلية
دعت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تغيير سياسته تجاه مواطني قطاع غزة، مُحذرة من امكانية حدوث حرب شرسة في القطاع، ستكون نتائجها باهظة الثمن على الجانبين (الفلسطيني والإسرائيلي)، وقالت الصحف الإسرائيلية إن غادي إيزنكوت رئيس الأركان الإسرائيلي، حذر من أن انهيار الاقتصاد في غزة قد يقود إلى مواجهة عسكرية على المدى القريب، ومع ذلك لا تهتم الحكومة الإسرائيلية بتحذيرات إيزنكوت وغيره من المسؤولين، وتمارس ضغوطا كبيرة على القطاع من أجل اضعاف حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) .
وتوقعت الصحف أن تقدم الشرطة الإسرائيلية توصياتها حول التحقيقات مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن شبهات فساد، للمستشار القضائي للحكومة خلال الأسبوع المقبل، وذكرت إن تلك التوصيات ستحدد ما إذا تشكل لديها أي أساس من خلال الأدلة والتحقيقات قد تؤدي إلى تقديم نتنياهو للمحاكمة، وتشير التقديرات إلى أنه سيتم نشر التوصيات حتى موعد أقصاه الثلاثاء المقبل بعد انتهاء المحققون في الوحدة القطرية للتحقيق في أعمال الغش والخداع (لاهف 433) من الاستماع إلى الإفادات وجمع الأدلة فيما يتعلق بـ”الملف 1000″ حول المنافع الشخصية التي حصل عليها على شكل هدايا من رجال أعمال أثرياء و”الملف 2000″ الذي يتعلق باتصالاته مع ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أرنون موزيس.
قال تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إنه على الرغم من الضربة الموجعة التي تلقتها الخلية التي يقودها أحمد نصر جرار والمسؤولة عن عملية نابلس التي قتل فيها أحد حاخامات المستوطنين باغتيال قائدها نجل الشهيد نصر جرار، إلا أنها تمكنت من تمويه قوات جيش الاحتلال على مدار شهر كامل، وهذا مؤشر على عودة العمليات المنظمة التي خرجت من إطارها الفردي نحو العمليات الجمعية المخطط لها.
وقال الخبير العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية رون بن يشاي “إن عملية إطلاق النار على الحاخام “رازيئيل شفاش” في “هافات جلعاد” قبل شهر وقتله، كان من المفروض أن تكون حافزا لإيقاظ جميع قوى الأمن الإسرائيلي لإحباط العمليات الفلسطينية قبل فوات الأوان، فتلك العملية ومنذ اللحظة الأولى كانت من تدبير مجموعة مهنية ومدربة وممولة تمويلا جيدا خططت بعناية للكمين قرب نابلس، ورسمت لنفسها طريق الهروب وسارت وفق خطة مدروسة للاختفاء بعد العملية القاتلة”.
وأكد “بن يشاي” على أن هذا الوضع يعطي مؤشرات على أن هذه الخلية ليست “منظمة محلية”، بل هي جزء من بنية تحتية منظمة، خصوصا مع اعتراف الجناح العسكري لحماس بأنها تنتمي له، كما أن السلاح الذي وجد بحوزة قائد الخلية أحمد نصر جرار، وكمية السلاح والعبوات الناسفة التي كانت معه، كلها دلائل على أنه كان ينتمي لخلية منظمة تعمل على تنفيذ أوامر عليا من قبل الذراع العسكري لحماس.
وأضاف “بن يشاي” أن “الفرق بين البنية التحتية للمقاومة المنظمة والمقاومة الشعبية أو المحلية هو أن الأمر يتطلب وقتا طويلا نسبيا، وهو يتطلب تحديث “المنفذين” و”المساعدين”، والتمويل والقيادة الموجهة، وفي خلية جنين، يبدو أن القيادة الموجهة خارج نطاق الضفة الغربية أو المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وكل ذلك يتطلب وسائل اتصال سرية تحول دون تعرض المنظمة للاختراق.
وتابع أنه في حالة “خلية جنين” والتي تضم أفرادا كثيرين من عائلة جرار، بات مؤكدا على أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن الخلية نفذت عدة عمليات خطيرة قبل عملية قتل الحاخام رازيئيل، وهي لم تكتف بتنفيذ هذه العمليات، بل إنها تمكنت من الاختباء من جهاز الأمن “الشاباك” وجيش الاحتلال لعدة أيام وربما شهور، ما يدلل على وجود بنية تحتية صلبة للمقاومة، وأن تلك الخلية تملك جيشا ربما من الفدائيين الذين يستعدون لتنفيذ عمليات مشابهة لعملية قتل الحاخام قرب نابلس.
وأشار الخبير العسكري الإسرائيلي إلى أن خلية جنين لم يكن أحد يشتبه بعناصرها حتى قبل قتل الحاخام “شيفاخ”، وحتى ذلك الحين تمكنت من تمويه طرق الهروب، كل ذلك حصل رغم الجهود الاستخبارية المكثفة التي بذلتها أجهزة الاستخبارات، ورغم أن قائد الخلية أحمد نصر جرار معروف بانتمائه لعائلة استشهد ربها وكان عنصرا فاعلا في كتائب القسام خلال الانتفاضة الثانية، إلا أنه لم يثر الشبهات حوله”.
ونوه “بن يشاي” إلى أن البنية التحتية لخلية جنين تذكر “إسرائيل” جيدا بخلايا حماس المنظمة خلال الانتفاضة الثانية، وبالإضافة إلى ذلك، بالإضافة إلى العبوات الناسفة المتطورة التي كشفتها قوات الأمن الفلسطينية، الأسبوع الماضي، قرب طولكرم، وفي منطقة خاضعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية، كلها تشير بحسب ما توصل له مسؤولو الأمن الإسرائيليون الذين فحصوا الموقع أن هذا حقل متطور للغاية، ويدلل على أننا أمام عمل منظم تقف خلفه مجموعة مدربة ومنظمة تمتلك فريقا من الخبراء، ما يؤشر على أن الذراع العسكري لحماس في الضفة قد أعاد بناء نفسه، وأن الإسرائيليين مقبلون على مرحلة جديدة من العمليات الفدائية التي يسقط فيها المزيد من الإسرائيليين.
وزعم التقرير أن قوات الاحتلال تمكنت خلال العام 2017 الماضي، من اعتقال 148 خلية تابعة لحماس، اعترف أفرادها بتلقيهم أوامر من قبل قيادة حماس في الخارج أو في قطاع غزة بتنفيذ العمليات وبذل المزيد من الجهود لتشكيل خلايا أخرى.