أين غزة من الانتخابات؟ ران إدلست
للمجتمع الاسرائيلي بمؤسساته ومنظماته توجد قدرة كبح مدهشة. خلال كل ضجة الانتخابات واحداث الشرق الاوسط هناك طنجرة ضغط واحدة امكانية انفجار النتروغلسرين فيها خطيرة وقابلة للانفجار القريب جدا. قطاع غزة، هل تذكرون؟ الشتاء، هل تذكرون؟
11 ألف منزل مدمر، 100 ألف انسان بدون مأوى، هل تذكرون؟ هذا لا يشمل البنية الاساسية للكهرباء والصرف الصحي والمواصلات التي انهارت في كل أرجاء غزة.
الحديث يدور عن مليون ونصف شخص. في يوم الاحد، في مؤتمر الامن في ميونخ طالبت الرباعية بـ «زيادة البناء من جديد من اجل تلبية الحاجات الاساسية للسكان الفلسطينيين وتأمين الاستقرار والأمن».
في هذا الاسبوع ينهي روبرت سيري سبع سنوات من خدمته كمبعوث للامم المتحدة في الشرق الاوسط، والمبعوث الرئيسي للسكرتير العام للامم المتحدة للموضوع الاسرائيلي الفلسطيني. بعد «الجرف الصامد» وقبيل الشتاء كرس سيري جهوده لمساعدة الـ 100 ألف شخص الذين ليس لهم منازل، والمليون ونصف من المتضررين من البنية التحتية التي انهارت. حتى اليوم يحاول تجميع الخمسة مليارات دولار التي وعدت بها دول الخليج والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي لاعمار القطاع. الوفود تصل ببطء شديد أكثر من الشتاء، قطرة قطرة، مقابل الهطول الشديد للامطار مؤخرا.
قبل العملية مباشرة طلب سيري أن يتم نقل 30 مليون دولار إلى القطاع، وذلك لدفع رواتب موظفي السلطة. إلى جانب المساعدة الإنسانية توجد لاسرائيل مصلحة واضحة لمساعدة رجال السلطة لتعزيز موقفهم أمام حماس. وزير الخارجية افيغدور ليبرمان تدخل من اجل منع دخوله إلى غزة بذريعة أنه يهرب في حقيبته اموالا للارهاب. اضافة إلى ذلك طلب الإعلان عن سيري كشخصية غير مرغوب فيها.
لدى ليبرمان، كالعادة، كلمته هي كلمة، وهذه الفقاعة بقيت في اطار الكلمات. ليس عندي شك، بالمناسبة، انه في استطلاع للرأي العام فان اسرائيليين كثيرين كانوا سيطلبون الإعلان عن ليبرمان كشخصية غير مرغوب فيها أكثر من سيري، فهو هولندي مستقيم قال في خطاب الوداع له: «غزة هي فيل في الغرفة». يجب التفكير حول الهدنة في غزة، اذا استمر تكرار نفس التجربة ثلاث مرات (عمليات الجيش الاسرائيلي في القطاع) مع نفس النتائج السيئة، كما قال آينشتاين، «فأنت كما يبدو غير سليم العقل».
في هذه الاثناء تقوم اسرائيل بتقييد نقل مواد البناء، الامر الذي أدى باللواء احتياط دورون ألموغ، قائد المنطقة الجنوبية السابق للقول: «اذا بقي الغزي لاجئا، فان احتمال أن يكون مستعدا ليصبح شهيدا وينضم لحماس أو لداعش الذي بدأ في الدخول إلى غزة، سيزيد جدا»، وأضاف «إن الخطر في نقل مواد البناء هو خطر مرئي. اذا اختاروا جولة اخرى، فاننا أكثر منهم قوة بكثير».
الشخص الوحيد الذي تطرق إلى غزة رغم الانتخابات هو اللواء احتياط يوآف غالنت، الذي قال: «كل مكان تحت السيطرة الاسرائيلية يجب الدفاع عنه بكل ثمن. غير مقبول أن يكون اطلاق نار من غزة». هذا كلام فارغ بسبب الانتخابات. غزة هي مشكلة لسكان غلاف غزة. فالانتخابات كما نعرف هي حول إيران.
معاريف