ضم أحادي الجانب يلغي اتفاقيات أوسلو: كارني الداد
فكرة السيادة في المناطق ثارت منذ احتلال يهودا، السامرة وقطاع غزة، هضبة الجولان وشرق القدس في 1967، ولكنها نالت دفعة قوية في السنوات الأخيرة عندما أخذت منظمة تسمى «نساء في الأخضر» مهمة غرسها ودفعها إلى الأمام. وانطلاقا من الرؤية بان ليس لليمين في إسرائيل في واقع الأمر خطة سياسية، عملت «نساء في الأخضر» على بحث الموضوع ومواجهة نواب من اليمين به، كي يفهموا ما هو موقفهم وإلزامهم التفكير واتخاذ موقف في المسألة .
في مجلة تحمل اسم «سيادة» ظهر نواب، وزراء وشخصيات عامة كثيرون، لكل واحد منهم ظل ما في تعريف ما هي السيادة الإسرائيلية في المناطق. وكل هذا انطلاقا من الفهم بأن هذه ليست رغبة الفلسطينيين وانطلاقا من الرؤية بأنه لا توجد مفاوضات سياسية. إن إحلال السيادة هو بالتالي ضم أحادي الجانب للمنطقة، بخلاف موقف الفلسطينيين ومعظم دول العالم.
إن أغلب زعماء اليمين يطالبون بضم مناطق ج، او في الأقل ضمها خطوة أولى لضم المنطقة كلها ـ وهكذا يتم إلغاء اتفاقات أوسلو التي قسمت المناطق إلى ثلاثة أقسام: مناطق أ تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة، مناطق ب تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية والمدنية الفلسطينية، والمناطق ج تحت السيطرة الإسرائيلية. في هذه المناطق توجد المستوطنات ومعظم طرق الوصول إليها، ويعيش فيها قرابة نصف مليون نسمة.
من المهم الإشارة إلى أن المستوطنين الذين أخذوا على أنفسهم القانون الإسرائيلي من جهة، لا يحظون بالحقوق من جهة، ويضطرون إلى عبور أروقة بسيطة عبر الإدارة المدنية ـ وهي هيئة عسكرية معقدة، هزيلة بالقوى البشرية، مؤتمنة على حياة السكان في المناطق. لا يمكنهم أن يكونوا أصحاب الأرض التي يبنون عليها بيوتهم، إلا إذا اشتروها من الفلسطينيين، وكل تغيير يجب أن يلقى الإذن من لابس البزّة.
المستوطنون عطشى للحالة الطبيعية. وحقيقة أنهم هم أيضا، مثل الفلسطينيين، يوجدون تحت حكم عسكري، يثقل عليهم حياتهم. فهم مواطنو إسرائيل الذين ينتخبون ممثليهم لكنيست إسرائيل، ولكن الكنيست لا تدير حياتهم، بل قائد المنطقة العسكرية. كل شيء يحتاج إلى إذنه، الأمر الذي يجعل حياتهم متعلقة بنزوات وجدول أعمال رجل واحد. أما السيادة، في مناطق ج في الأقل، فستغير هذا الوضع من ناحيتهم.
بالطبع، ينبغي أن يؤخذ بالحسبان أن مثل هذه السيادة ستتناول أيضا الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق ج (الذين ليس معروفًا عددهم، لأن هذا يعتمد على تقارير غير صادقة من السلطة الفلسطينية، وفي كل الأحوال لا يصل إلا إلى بضع عشرات الآلاف). هنا أيضا الآراء منقسمة: هناك من يعتقدون أنه يجب نقلهم إلى المناطق أ أو ب، هناك من يدعون بأنه يجب منحهم الإقامة، مثلما سكان شرق القدس، وهناك من يقترحون منحهم المواطنة الإسرائيلية الكاملة.
معاريف