من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الاخبار: “الانتفاضة مستمرة”… حتى لا تضيع القدس
كتبت “الاخبار”: وعد بلفور الجديد لم تظهر تبعاته السلبية كلها بعد، خاصة على صعيد ما ينتظر مدينة القدس المحتلة، وكذلك سكانها الفلسطينيين في بلدتها القديمة وأحيائها العربية وضواحيها، ولا ما قد يتبعه من قوانين إسرائيلية ينوي الكنيست أن يقرّها استناداً إلى المستجد الأخير، وستمس حياة هؤلاء وبجانبهم حياة أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في الأراضي المحتلة عام 1948. يرى هؤلاء أن تركهم وحيدين هذه المرة ليس ككل مرة، فما يُحاك قد يخرجهم من دائرة المواجهة، ويحوّل حياتهم إلى جحيم خالص، أو ربما يجدون أنفسهم قانونياً مواطنين إسرائيليين، أو على عاتق سلطة فلسطينية ضعيفة لا تسمن ولا تغني من جوع، أو حتى “بلا قيد”.
وفي الوقت الذي تبقى فيه العين مفتوحة لترصد هذه التحولات، في حال مرّ القرار الأميركي بإعلان القدس “عاصمة لإسرائيل” وتبعتها في ذلك دول أخرى لتستفيد إسرائيل من هذا التحوّل في تطبيق ما تريده، فإن العين الأخرى مفتوحة على الظروف الميدانية؛ كل المؤشرات على الأرض توحي بأن انتفاضة جديدة تلوح في سماء فلسطين، وإن لم تكن بوادرها مقبلة، فإن الإعداد لها يجري على قدم وساق.
من جهة أخرى، فإن المستوى السياسي المحبط لم يعد لديه ما يقدمه في روايته المعتادة، التي نقصت منها جملة “وعاصمتها القدس الشرقية”… أو القدس الشريف، إذ لم تنجح مفاوضات التسوية على مدى أكثر من عشرين عاماً، ولم ينل الفلسطينيون أي شيء وعدوا به: لا دولة، ولا حتى شبه دولة، ولا عاصمة، ولا حدود… ولعل موجة الغضب التي خرجت في الضفة أمس، وأدت إلى إصابة 104 فلسطينيين، هي تعبير عن الإحباط من هذا الخيار، وغضب مرتبط برمزية القدس. مع ذلك، كان واضحاً أن هذا الحراك الجماهيري ما كان له أن ينطلق لولا كفّ السلطة يد أجهزتها الأمنية، والسماح للحشود بالوصول إلى مناطق التماس مع العدو، لتعود مشاهد المواجهات إلى كل من رام الله ونابلس والخليل وطولكرم وقلقيلية وبيت لحم.
ووفق مصادر تحدثت إلى “الأخبار”، منح رئيس السلطة محمود عباس، قبل سفره إلى الأردن، الضوء الأخضر لقيادة حركة “فتح” عبر أقاليمها المختلفة وأمناء السر فيها، بحرية التحرك على الأرض بمختلف الوسائل، لكن مع التشديد على الابتعاد عن المظاهر المسلحة أو استخدام السلاح؛ فعباس لا يزال يصرّ على منع اندلاع انتفاضة مسلحة، وهو متمسك حالياً بخيار “المقاومة الشعبية”. كذلك، طلب غض النظر على صعيد الفصائل الأخرى، إذ ترجمت دعوات للفصائل، كحركة “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، إلى التظاهر في الضفة عملياً، ولوحظت مشاركة واسعة من عناصر الحركتين ومؤيديهما في الضفة، وهو أمر لم تشهده الأخيرة منذ حرب غزة عام 2014، في ظل ملاحقة الأجهزة الأمنية.
المشهد في الضفة آخذ بالتصاعد، وقد يصل ذروته اليوم (الجمعة)، خاصة مع بدء الدعوات إلى الحشد في المسجد الأقصى، وقد تتدحرج كرة الحراك إلى حد اندلاع انتفاضة على غرار انتفاضة الأقصى والحجارة، ولكن هذا الأمر يبقى مرهوناً بموقف السلطة وقيادات الفصائل، خاصة أن الحديث السياسي الرسمي يدور حول مراقبة “أداء الجماهير”، ثم قرار رام الله كيفية التفاعل معه: التصعيد… أو الاحتواء غالباً بعد مرور أسبوع مثلاً، وهي تقديرات تتشابه مع التقييم الإسرائيلي، إلا في حال حدوث “طارئ” كبير يقود إلى تصعيد أقوى. وسياسياً، جل ما أعلنته السلطة أنها لن تستقبل نائب ترامب في رام الله الأسبوع المقبل، كما أنها ترى أن “الاتصالات مع أميركا بحكم المقطوعة”.
ووفق قيس عبد الكريم، وهو عضو في “اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير”، سيبحث الاجتماع الأول لـ”اللجنة” غداً السبت “التداعيات السياسية لإعلان ترامب، والخطوات المقبلة من القيادة الفلسطينية على هذا القرار”. وأوضح عبد الكريم، في حديث إلى “الأخبار”، أن في مقدمة الخيارات الدعوة إلى عقد المجلس المركزي للمنظمة، مشيراً إلى أن “الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ستقدم مقترحاً عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى مشاركة رئاسة المجلس التشريعي ورؤساء الكتل النيابية”.
مع ذلك، قالت مصادر إن حركة “حماس” ومعها فصائل أخرى تحاول إقناع عباس بعقد الإطار الوطني المؤقت لقيادة “المنظمة” ــ تشارك فيه قيادة الفصائل ــ قبل عقد “المجلس المركزي”، مضيفة: “في حال أصرّت السلطة على عقد الأخير فقط، فمعناه أن الرد سيدرس ضمن رؤية السلطة فقط… لكن يمكن أن يضغط عليها لتنفيذ مقررات المجلس الماضي، ومنها وقف التنسيق الأمني قبل الحديث عن عقد أي مجلس جديد”.
البناء: إجماع دولي ضدّ قرار ترامب… وقلق من ضياع العملية السياسية… وفلسطين تنتفض نصرالله: تظاهرة الإثنين لنقول إنّ القدس عاصمة أبدية لفلسطين… ماذا عن الحكومات؟ بري لإجماع نيابي وسفارة بسفارة الحريري يضيء السراي بالقدس قانصو للمقاومة
كتبت “البناء”: لم يأتِ اليوم الأوّل على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتشريع احتلال القدس الشرقية وضمّها لـ”إسرائيل” كعاصمة لها، بالأخبار السارة لواشنطن وتل أبيب، فكلّ ردود الأفعال الدولية جعلت إلغاء القرار ممراً إلزامياً لاستئناف العملية السياسية تحت عنوان السعي للسلام في المنطقة. وقد عبّرت التحذيرات الأوروبية والروسية عن مخاوف من أن يكون القرار نهاية العملية التفاوضية ومدخلاً لتصعيد وانفجار أعمال العنف، بصورة تهدّد بالخروج عن السيطرة، خصوصاً مع الأنباء التي حملها اليوم الفلسطيني الأوّل من انفجار لانتفاضة شعبية بدأت بوادرها في المدن والبلدات الفلسطينية، وشهدت القدس أبرزها، بينما بدأت عناصر التوتر العسكري على جبهات غزة تنذر بالتصعيد.
خيار المواجهة المفتوحة الذي شكّل قرار قوى المقاومة، باعتبار القرار الأميركي نهاية مرحلة وبداية مرحلة، يجب دخولها بتأنٍّ ودون حرق الأوراق دفعة واحدة، عبّر عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي تجمع قوى المقاومة على تفويضه دفة القيادة، كما قالت مصادر فلسطينية في المقاومة، لـ”البناء”، فالمواجهة يمكن أن تصل بـ “إسرائيل” للخروج إلى حرب ستكون المقاومة مَن يخوض غمارها، ما يمنحها الموقع الحاسم في رسم خطط المواجهة، والتدرّج في خطوات التصعيد، ومع البعد الشعبي الذي سيكون عنوان المرحلة الأولى الذي يشكّل عنوانه، تأكيد أنّ القدس عاصمة أبدية لفلسطين، ومطالبة الحكومات باعتماد هذا العنوان بقرارات مؤسسية، دعا السيد نصر الله لتظاهرة حاشدة يوم الإثنين تحت هذا الشعار، داعياً الحكومات لحسم مواقفها، فيما ركّز السيد نصر الله على شرح مخاطر القرار على القدس ومستقبل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، أكد على سقوط خيار التفاوض طالما أنّ الأهمّ قد سقط وهو القدس، معتبراً الصفعة الأميركية لدعاة التفاوض إهانة لكلّ العرب والمسلمين والمسيحيين الذين يعتبرون أنهم أصدقاء وحلفاء أميركا، وأنّ هذه الصفعة تنبئ بالأخطر، فمن يستخفّ بالأقدس لديك فلن يقيم اعتباراً لما هو دونه مكانة وقداسة.
فيما سيكرّس رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة خاصة للمجلس النيابي اليوم لإدانة القرار الأميركي بإجماع نيابي، والاتجاه لاستصدار قانون يعتمد القدس عاصمة لفلسطين، تسبقهما كلمة للرئيس بري يعيد فيها الدعوة لمعادلة عربية إسلامية سبق ودعا إليها في مؤتمرات برلمانية عربية وإسلامية عنوانها سفارة بسفارة، بربط صدور قرار أميركي بنقل السفارة إلى القدس بقرارات موازية بإغلاق السفارات الأميركية، بينما غرّد رئيس الحكومة سعد الحريري مستنكراً القرار الأميركي، وقرّر مساء إضاءة السراي الحكومي بصورة للقدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة بما بدا رداً على إضاءة “إسرائيلية” لجدار القدس أول أمس بالعلمين الأميركي و”الإسرائيلي”.
وحدة الموقف اللبناني بسقف جامع كانت موضوع تداول بين عدد من قادة الكتل النيابية لدراسة الدعوة لتجمع شعبي موحّد في ساحتي الشهداء ورياض الصلح الأسبوع المقبل يتحدّث معه عبر الشاشات الرؤساء الثلاثة والأمين العام لحزب الله وعدد من القيادات الروحية والسياسية، في رسالة للعالمين العربي والإسلامي، وفي قلبه فلسطين حول الشكل الواجب للمواجهة، وفي رسالة للخارج كله، خصوصاً للغرب بأنّ القرار وحّد اللبنانيين ومثلهم سيوحّد العرب والمسلمين، في رفضه ويجب إدراك حجم الاستفزاز الذي يحمله هذا القرار.
عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو دعا بعد لقائه بالرئيس بري لمواجهة مخاطر القرار الأميركي بالتمسك بخيار المقاومة.
نصر الله: للتظاهر الإثنين دفاعاً عن القدس
كقائدٍ معني وأساسي في الصراع العربي “الاسرائيلي”، ولما تمثله بيروت كعاصمة للمقاومة وحاضنة للقضية الفلسطينية، أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مخاطباً العالمين العربي والإسلامي أنظمة وحكاماً وحكومات وشعوباً متجاوزاً جميع الخلافات للانضواء تحت العنوان الأساس الدفاع عن القدس كرمز إسلامي ومسيحي وعربي، حيث تصبح كل الحقوق العربية مباحة للكيان الصهيوني، إذا ما تم السكوت عن القرار الأميركي الخطير.
وأكد السيد نصر الله في كلمة متلفزة مساء أمس، أن “الموقف الأميركي في السابق كان يشكل حاجزاً أو مانعاً دون الاندفاعة “الإسرائيلية” لتنفيذ كافة البرنامج “الاسرائيلي” لتهويد القدس، لافتاً الى انه بعد هذا القرار الأميركي قد نشهد ظاهرة استيطان كبيرة وستتّسع القدس أكثر نحو الضفة الغربية تحت مشروع “القدس الكبرى”.
ودعا السيد نصر الله الى استخدام أقصى وسائل التضامن والتكاتف كلٌ حسب إمكاناته، وطالب الجميع بتحويل التحدي فرصة والعودة كعرب ومسلمين الى فلسطين كبوصلة لما تمثله من قضية ذات وزنٍ وقيمة وأهمية.
وأكد سيد المقاومة أن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية باتت في خطر شديد بعد هذا القرار، واعتبر أن القدس هي محور وجوهر القضية الفلسطينية، موضحاً أنه عندما يتم إخراج القدس منها لا يبقى للقضية شيء. سائلاً ماذا سيكون مصير الضفة الغربية والجولان ومزارع شبعا عندما تتجرأ أميركا على ما هو أعز عند الفلسطينيين والعرب والمسلمين؟
ورأى السيد نصر الله أنه يجب أن يصدر إعلان فلسطيني وعربي يؤكد بأن ترامب أنهى “عملية السلام” وقضى عليها، وأنه يجب إبلاغه برفض العودة إلى المفاوضات قبل تراجعه عن قراره، مشدّداً على ضرورة صدور قرار ملزم للدول العربية والإسلامية يعتبر القدس عاصمة أبدية لفلسطين وغير قابلة للتفاوض.
ومن الواضح أن رسائل الأمين العام لحزب الله جاءت في سياق متكامل لإعلان المواجهة التي ستتدحرج ككرة ثلج بعد أن تنازلت الولايات المتحدة عن “دورها الوسطي” على مدى الصراع العربي “الاسرائيلي”، وبالتالي خسرت موقعها الذي كانت تدعيه ولم تمارسه، ولأجل عيون “إسرائيل” لم تُبقِ الولايات المتحدة كرامة لأي من حلفائها. وتجنّب السيد نصر الله فتح مضبطة اتهام للمتواطئين مع قرار الرئيس الأميركي على أن تتكشف منظومة المتواطئين في الأيام المقبلة.
ودعا السيد نصر الله إلى تظاهرة شعبية كبرى يوم الإثنين المقبل في الضاحية الجنوبية للاحتجاج على هذا القرار الأميركي الظالم وللتضامن مع الشعب الفلسطيني تحت عنوان “الدفاع عن القدس والتنديد بالعنجهية الأميركية”، مؤكداً أن ما قام به ترامب هو تهديد كبير يستطيع الفلسطينيون والعرب والمسلمون أن يحوّلوه إلى أعظم فرصة.
النهار: ماكرون يفتتح اجتماع مجموعة الدعم مظلّة لـ”النأي بالنفس” وتحضير لمؤتمرات
كتبت “النهار”: تستقبل باريس اليوم اجتماعاً لمجموعة الدعم الدولية للبنان يكتسب دلالات بارزة في توقيته ونتائجه المتوقعة بعد طي ازمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري واضطلاع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بدور أساسي ومحوري في بلوغ خواتيمها. وسيفتتح الاجتماع صباحاً الرئيس ماكرون نفسه بمداخلة أولى له من “الكي دورسيه”، فيما يرأسه، استناداً إلى بيان صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية، وزير الخارجية الفرنسي جان – ايف لودريان ونائبة الامين العام للامم المتحدة السيدة آمنة محمد. وسيحضر الاجتماع الرئيس سعد الحريري الذي وصل مساء أمس الى باريس لهذه الغاية ووزير الخارجية جبران باسيل، كما تشارك فيه المانيا والصين والولايات المتحدة وايطاليا وبريطانيا وروسيا ومصر والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والبنك الدولي ومكتب المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان.
وجاء في بيان الخارجية الفرنسية “ان هدف الاجتماع تأكيد المجتمع الدولي دعمه للبنان وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه”. وسيلقي الرئيس ماكرون كلمة الافتتاح، تليها كلمة للرئيس الحريري، قبل أن يعبر المشاركون عن دعمهم للبنان. ويصدر في ختام الاجتماع بيان صحافي يتضمن دعماً للبنان وحكومته.
وذكرت مصادر ديبلوماسية فرنسية عشية الاجتماع بأن مجموعة الدعم الدولية انطلقت بمبادرة فرنسية عام 2013 في الامم المتحدة وكان هدفها توفير دعم أفضل للبنان وتعزيز موقعه في مواجهة تحديات الازمة السورية وتداعياتها عليه ومساعدته على تعزيز وضعه الاقتصادي. وتشكل هذه المبادرة رسالة لدعم الصيغة اللبنانية والمحافظة عليها لمواجهة التوترات الاقليمية والمحافظة على استقراره وسيادته وسلامة أراضيه.
ولاحظت المصادر ان لبنان معرض لضغوط من الخارج من شأنها إضعافه داخلياً ويعود تالياً الى المجتمع الدولي حشد جهوده لتذكير الذين يمارسون ضغوطاً عليه من خلال رسائل دعم لاستقراره.
المستقبل: “عاصفة غضب” لنصرة القدس ضد ترامب
كتبت “المستقبل”: .. وكما كان متوقعاً عاش العالم، وليس فقط العرب والمسلمون، أمس، على وقع تسونامي “وعد ترامب” بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. تظاهرات في عواصم كثيرة. إدانات. تحذيرات. اتصالات متشعبة بين زعماء. صواريخ فلسطينية من جديد واعتدءات إسرائيلية كالعادة. عاصفة غضب حقيقية وحّدت العرب والمسلمين إذ أدركوا، وهم الذين اعتادوا خسارة المدن، أن الخسارة الجديدة ليست كسابقاتها. إنها المدينة المقدسة ذات المكانة الدينية المميزة، فإن ضاعت يضيع معها الكثير: تاريخ ومستقبل.
انقسم العالم أمس. الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحده مع إسرائيل في جهة، وكل البقية وحتى أوثق حلفاء واشنطن المخلصين في الجهة الثانية. فحاول البيت الأبيض التخفيف من شؤم “وعد ترامب” بالقول إنه لا يعني التخلي عن عملية السلام، برغم إدراك الجميع أن هذا “الوعد” أغلق كل الدروب المؤدية إلى تسوية مقبولة نوعاً ما، وفتح باباً واسعاً لنكبات وخيبات ومواجهات.
“يوم غضب” اليوم. وصلاة الجمعة ستكون مشحونة بأدعية ولعنات على من أهدى إسرائيل “أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”.
فقد عمت دعوات الغضب العالمين العربي والإسلامي، وجاءت مدوّية دعوة الفصائل الفلسطينية إلى “يوم غضب” فيما خرجت موجة من الاحتجاجات في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وتسببت في اشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية.
الجمهورية: أميركا: لإستراتيجية ضدَّ “الحزب” و تجدّد التـــوتّر القواتي العوني
كتبت “الجمهورية”: على وقع مواجهات في الأراضي المحتلة تنذر بانتفاضة فلسطينية جديدة تفاعلَ اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل دولياً وعربياً، وقوبلَ لبنانياً بإدانة واسعة وبتشديدٍ رسمي على التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في رفضِ هذه الخطوة وضرورة مواجهتها بموقفٍ عربي واحد فيما برَز موقف أميركي جديد ضد “حزب الله”، عبَّر عنه نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفين مؤكّداً أنّ إدارة ترامب تطوّر استراتيجية خاصة للتصدّي لنفوذ الحزب، وأبدى خلال جلسةِ استماعٍ عقَدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب قلقَه من امتداد هذا النفوذ إلى “جنوب أميركا”. وقال “إنّ حزب الله أصبح يشكّل مجموعة حاكمة محلية في جنوب لبنان، إضافةً إلى كونه منظمةً إرهابية تؤثّر على الأحداث في سوريا”. وأضاف: “إنّ الحزب الذي تدعمه إيران يسعى أيضاً إلى بسطِ نفوذه في مناطق أخرى”، موضحاً “أنّ الإدارة الأميركية تُركّز على هذه القضية”.
وأكّدت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية” أنّ قرار ترامب “سيتسبّب بردّة فِعل سلبية كبيرة في البلاد العربية والإسلامية، وردّةِ فِعل ديبلوماسية قوية لحلفاء أميركا الأوروبيين.
فالرئيس التركي هدّد فِعلاً بقطعِ العلاقات مع إسرائيل منذ اليوم الأوّل، ووزيرة العلاقات الخارجية الأوروبية استبَقت الأمر بتصريح يحذّر من اتخاذ قرارات تؤثّر على عملية السلام في المنطقة.
وكذلك فإنّ عملية السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية ستتعطّل وتُرجَأ إلى أجَلٍ غير مسمّى. والمدى الذي ستبلغه واشنطن بما قرّره ترامب سيتوقف على حدّة ردّات الفعل العربية والإسلامية والأوروبية من جهة، وعلى مصير إدارة ترامب في الأشهر المقبلة، نتيجةً لتحقيق المحقّق الخاص روبرت موللر من جهة أخرى”.
واستبعَدت المصادر “أن تشارك دول أخرى واشنطن في هذه المغامرة غيرِ المدروسة، ما سيَجعلها يتيمةً في هذا المجال”. وقالت: “بالنسبة إلى لبنان، فإضافةً إلى المفعول السلبي لقرار ترامب على القضية الفلسطينية، مِن غير المنتظر أن يتسبّبَ القرار باهتزاز إضافي في الأوضاع الأمنية والاقتصادية فيه بنحوٍ يُخرجها عن السيطرة”.
لبنانياً، قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمام زوّاره أمس إنه سعى منذ أمس الأوّل إلى عقدِ جلسةٍ نيابية خاصة بالقدس عند الخامسة مساء أمس، واتّصَل لهذه الغاية برئيس الحكومة سعد الحريري متمنّياً عليه أن يحضر ولو لساعة، لكنّ اضطرار الأخير للسفر إلى باريس للمشاركة في مؤتمر مجموعة دعمِ لبنان حالَ دون ذلك، فتقرّر أن تنعقد هذه الجلسة اليوم حيث ستنتهي بتوصيةٍ تحدّد الموقفَ من القرار الاميركي. وقد خصَّص بري عشر دقائق لمداخلةِ كلّ كتلة من الكتل النيابية في حال تحدّثَ باسمِها نائب أو اثنان.
وسيفتتح بري هذه الجلسة بعبارةٍ قالها الإمام موسى الصدر يوماً للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في أحد الاحتفالات، وهي “إنّ القدس تأبى أن تتحرّر إلّا على أيدي المؤمنين”.
وقال بري أمام زوّاره: “بعد القرار الأميركي فإنّ المقاومة هي الخيار الأفضل للرد”.
اللواء: لبنان ينتصر للقدس.. ويحمي خياراته في مؤتمر باريس خطب الجمعة تندّد وجلسة للبرلمان.. وتحركات في الشارع
كتبت “اللواء”: في لحظة إقليمية ودولية ولبنانية بالغة الخطورة، يفتتح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم، في مقر الخارجية الفرنسية اجتماع مجموعة الدول الداعمة للبنان يحضره وزراء خارجية الدول الخمس الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن إضافة إلى نائبه الأمين العام للأمم المتحدة آمنة محمّد.
ويرأس وفد لبنان الرئيس سعد الحريري وعضوية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اللذان وصلا إلى باريس أمس.
وطلب الرئيس الحريري إضاءة السراي الكبير قبيل سفره، فأضيء قرابة منتصف الليل بالإضافة إلى جامع محمّد الأمين وكنيسة مار جرجس المارونية.
وبعد انتهاء الاجتماع يعقد وزير الخارجية الفرنسي لودريان مؤتمراً صحفياً بمشاركة الرئيس الحريري، يتناول فيه النتائج التي انتهى إليها المؤتمر.
الديار: اليوم يوم غضب ومواجهات مع الاحتلال واستمرار التنديد العربي والدولي
نصرالله يدعو للتظاهر الاثنين وتحويل قرار ترامب إلى فرصة للانتصار
كتبت الدبار: قرار الرئيس الاميركي ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة اسرائيل لن يمر، ولا يساوي الحبر الذي كُتب فيه في ظل قرار الشعب الفلسطيني بالمواجهة مهما كانت التضحيات، وفي ظل اتجاه فلسطيني عام لاطلاق انتفاضة جديدة، واعلان الاذرع العسكرية لفتح والجهاد الاسلامي وحماس والشعبية النفير العام، والتصدي للجيش الاسرائيلي بكل الوسائل بما فيها السلاح، والاعلان عن يوم غضب في كل المناطق الفلسطينية (اليوم الجمعة)، وتحديداً في المسجد الاقصى. هذا بالاضافة الى انطلاق المواجهات بين الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال، وقد اسفرت عن سقوط 120 جريحاً فلسطينياً واعتقالات. كما اعلن المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الامم المتحدة رياض منصور ان دولة فلسطين قدمت شكوى حول القدس ضد الولايات المتحدة. كما بعثت القائمة بالاعمال بالانابة السفيرة فداء عبد الهادي ناصر رسائل الى رئيس مجلس الامن (لهذا الشهر اليابان) وللامين العام للامم المتحدة، كما وجهت دعوات لعقد اجتماع لمجلس التعاون الخليجي.
ورغم ان تحركات الشارع العربي كانت خجولة وليست بمستوى خطورة الحدث، فان البرلمان التونسي نظم حركة احتجاجية، وكذلك منظمات عراقية، وشهدت مدن باكستانية وتركية تظاهرات ضد قرار ترامب.
اما الرد البارز والموقف اللافت عبر خطوات عملية، فتمثل بكلام الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الذي دعا الى تظاهرة نهار الاثنين في الضاحية الجنوبية عند الساعة الثالثة بعد الظهر، وحضّ الفلسطينيين على اطلاق انتفاضة فلسطينية جديدة ومغادرة كل التسويات وعمليات التطبيع داعياً الى تحويل تهديد ترامب الى فرصة لانتصار الشعب الفلسطيني. وطالب بوقف الحروب بين الدول العربية والتوجه نحو فلسطين، ودعا الى قمة اسلامية تعلن القدس عاصمة ابدية لفلسطين ووقف كل الاتصالات مع العدو وكل اشكال التطبيع واعلان انتهاء ما يسمى عملية السلام، وان يقال لترامب «لا عودة للمفاوضات دون العودة عن القرار». وطالب بممارسة كل اشكال التنديد والاستنكار، ويجب ان تسمع الادارة الاميركية والعالم كله اعتراضنا على هذا القرار.
وخاطب سماحته الحكام العرب والمسلمين بالقول «عليكم ان تفهموا انكم لا تساوون شيئاً على الاطلاق بالنسبة لترامب» معتبراً أن قرار ترامب شكل اهانة لكل دول العالم واعتداء على مشاعر المسلمين والمسيحيين وبأن اسرائيل لا تحترم المواثيق الدولية ونحن امام وعد بلفور جديد.
تصاعدت هذه المواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال، وقد خرج الفلسطينيون الى الشوارع.
وأطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع ما أدى إلى إصابة العشرات من المتظاهرين الفلسطينيين، في الخليل وبيت لحم جنوبي الضفة الغربية، ونابلس شمالي الضفة، والقدس وبيت آيل وخان يونس وقلقلية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن «المواجهات الدائرة مع قوات الاحتلال في محافظات الضفة وغزة أسفرت عن 49 مصابا». فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إن هناك «9 إصابات وصلت إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله، بينهم 5 مصابين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و3 مصابين بالرصاص الحي، وإصابة جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع».
وفي وقت لاحق أشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى سقوط أكثر من 108 جرحى خلال مواجهات في الضفة الغربية.