من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم إن وزارة الخارجية قد شكلت فرقة عمل على مدار 24 ساعة لجمع المعلومات وتنسيق الاستجابة لخطاب ترامب الذى تسبب بالفعل فى احتجاجات فى عدد من السفارات والقنصليات الأمريكية فى الخارج، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تشكيل فرقة عمل للطوارئ للتعامل مع تداعيات قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس.
وذكرت الصحف الأمريكية الذائعة والتى عادة ما تستمد معلوماتها من مصادر وثيقة بالدولة الأمريكية، أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون، لم يكن يريد من ترامب تقديم إعلانه عن القدس إلى يوم أمس الأربعاء، لكنه مازال يتعين عليه التعامل مع العواقب.
وضحت الصحف بخبر نيويورك تايمز التي قالت إن ما أسمته “المشتري الغامض” لأغلى لوحة في التاريخ هو أمير سعودي صديق ومقرب لولي العهد محمد بن سلمان، وأضافت الصحيفة أن لديها وثائق تؤكد أن مشتري لوحة ليوناردو ديفنشي “سالفاتور موندي” (مخلِّص العالم- المسيح) هو الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود، وقالت نيويورك تايمز إن الأمير بدر تباهى باقتناء هذه اللوحة الخلافية لصورة المسيح، والتي تعدّ منافية لتعاليم الإسلام، مشيرة إلى أن شراء مثل هذه اللوحة من قبل أمير مقرب من ابن سلمان يشير إلى “انتقائية الحملة على الفساد” في المملكة.
في افتتاحية صحيفة “واشنطن بوست” عن قرار ترامب نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس قالت فيها “خطوة ترامب للقدس مخاطرة كبيرة”. ورأت أن الرئيس في اعترافه بالقدس الغربية كعاصمة للدولة اليهودية هو اعتراف بالواقع ولن تغيره أية صيغة تفاهم وسلام مع الفلسطينيين . فهذا الجزء من المدينة كان مركز الحكومة الإسرائيلية منذ عام 1949 ويزوره المسؤولون الأجانب برغم أن السفارات موجودة في تل أبيب.
وبعيدا عن هذا الجانب قالت الصحيفة أن الرؤساء الذين سبقوا ترامب من بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما قدموا وعودا حول السفارة أكثر من ترامب لكن كانت لديهم أسبابهم التي جعلتهم يترددون في اتخاذ قرار كهذا. وحسبوا أن خطوة رمزية قد تقوض السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وتقضي على آمالهم بتسوية إسرائيلية – فلسطينية وقد تشعل العنف بما في ذلك ضد الأمريكيين. إلا أن ترامب قدم نفسه على أنه يتجاوز الحكمة التقليدية وأشار لعدم تحقق السلام وتقديم مدخل جديد. وهذا الموقف لقي ترحيباً من قاعدته السياسية المحلية والكثير من الإسرائيليين. إلا أن ترامب يشير تلميحا إلى أن الرؤساء من قبله كانوا مخطئين للقلق من الآثار السلبية في الشرق الأوسط، وأبعد من هذا. وهذه مخاطرة كبيرة يقوم بها الرئيس لتسجيل نقاط سياسية.
فحتى الآن رفض حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط وأوروبا قرار الرئيس بمن فيهم بريطانيا وفرنسا ومصر والسعودية وستزيد من ضغوط الأردن الذي يرى في ملكه حامي المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وستؤدي الخطوة لتعقيد خطوات إقامة تحالف تكتيكي بين الدول السنية وإسرائيل. وسترد بالتأكيد القيادة الفلسطينية على خطة السلام التي تقول الإدارة إنها تحضر لها بطريقة سلبية. ولو اندلع العنف في القدس ومناطق أخرى في الشرق الأوسط – وسيحاول المتطرفون التأكد من حدوثه – فسيتحمل ترامب المسؤولية. وبرغم محاولات ترامب تخفيف الأضرار لقراره من ناحية التأكيد أن إدارته لا تدعم طرفًا على طرف في محادثات الحل النهائي بما في ذلك حدود السيادة الإسرائيلية على القدس″ وهو ما يفتح الباب لأن يكون الجزء الشرقي من المدينة عاصمة للدولة الفلسطينية في المستقبل. ولم يشر إلى القدس بـ “العاصمة الموحدة” وهو المصطلح الذي يفضله القادة الإسرائيليون ذلك أنهم يريدون مواصلة السيطرة على 300.000 فلسطيني يعيشون في المدينة. ودعا للحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة بما فيها الأماكن الإسلامية التي تديرها السلطات الإسلامية. ولكن هذه الشروط يبدو ان مستشاري الرئيس أضافوها لتخفيف حدة القرار. وكانت الفكرة الرئيسية لخطاب الرئيس أن الرؤساء من قبله فشلوا في تحقيق وعودهم بشأن نقل السفارة إلى القدس إلا “أنني أفي بالوعد”. ويأمل الذين يرغبون بسلام في الشرق الأوسط أن يؤدي هذا العرض المتأنق إلى نتائج إيجابية لا سلبية.