الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

الاخبار: ترامب يُطوِّب القدس لغير أهلها: “بلفور” أميركي جديد

كتبت “الاخبار”: لا يتغيّر سلوك المستعمر رغم مرور مئة عام. صحيح أن قدرة المقاومة تغيّرت، لكن المعركة بالنسبة إلى العدو، ومن ورائه بريطانيا سابقاً والولايات المتحدة حالياً، لا تزال مستمرة، بالقدر نفسه التي ترى المقاومة أنها مستمرة. قرار دونالد ترامب أمس جاء تظهيراً لمسار تسووي يُنهي القضية الفلسطينية تعاون على بلورته مع “أشقاء عرب”. هؤلاء يستعجلون “صفقة القرن”. باتت فلسطين قِبلتهم لكن من الزاوية الإسرائيلية. “مَنح” القدس في “هبة” أو “هدية” من القوة العظمى عالمياً لدولة الاحتلال لن يغيّر من حقيقة الأشياء أو الأسماء: القدس لأهلها والمقاومة لم تمت.

من كان مفاجأً بالقرار الأميركي، المعلن “حرفياً” أمس والمتخذ فعلياً منذ مدة، يحاول أن يرى المشهد بعين واحدة. فسياق الأحداث الأخيرة، بما فيها الدور العربي التمهيدي (خليجياً ومصرياً وأردنياً)، كله يقود إلى نتائج أكبر من إعلان الولايات المتحدة القدس “عاصمة لإسرائيل” ونقل سفارتها إلى المدينة المحتلة، والحديث هنا عن “صفقة القرن”… بأي صيغة كانت.

لكن وللدقة: إنها أول مرة تُرسم فيها حدود الحل عملياً قبل طرحه نظرياً والدخول في متاهة المسوّدات والشروط المتغيرة وتأجيل المفاوضات… لتبدأ طريقة دونالد ترامب “التجارية والرخيصة” في الحل: هذا ما لدي، خذوه أو لا تأخذوه!

كان ترامب صادقاً للحظة في خطابه المدروس جيداً أمس، أولاً عندما قال إن هذا القرار ليس إلا تعبيراً عن “حقيقة واضحة منذ سنوات: القدس مركز للديانة اليهودية والمدينة مقر الحكومة الإسرائيلية”، وثانياً بأن إعلان القدس “عاصمة لإسرائيل” ليس قراره، بل قرار بلاده منذ عشرين عاماً، وأقره الرؤساء الذين قبله، لكنهم كانوا يؤجلون تنفيذه.

وقبل عشرين سنة نتحدث في المسار السياسي الزمني عن “أوسلو” الذي كان اتفاق “سلام” مؤقتاً لخمس سنوات، أنذرت مع انتهائها بأن ما حصل عليه الفلسطينيون آنذاك ــ تقلّص بنسبة 70% على المستويات كافة ــ هو ما أعطي لهم للمرة الأولى والأخيرة، وأن ما بعدها هي سنوات الاستنزاف الإسرائيلية برعاية أميركية ودولية، في حين أن كل ما حدث أمس هو إقفال لهذه المسيرة، كي ترتسم الصورة الجديدة لمرحلة الحكم الذاتي الفلسطيني المقلص جداً من دون هوية أو حتى رمزية.

بل إن الحديث المسرّب أميركياً، قبل يوم من إعلان ترامب، عن عرض سعودي “كريم” تعهده ولي العهد، محمد بن سلمان، بجعل منطقة أبو ديس، التي قطّعها جدار الفصل الإسرائيلي، عاصمةً للسلطة، ليس في أحسن أحواله إلا “نكتة سياسية سمجة”، إذ كان من الأوْلى بما أن التنازل حصل، أن تعلن رام الله عاصمة لـ”الأراضي الفلسطينية”، لو كان لدى ابن سلمان “قليل من الحياء”، كما تقول مصادر فتحاوية هذه المرة لا “حمساوية”!

لكن، بدلاً من أن تعلن السلطة، ومعها “منظمة التحرير”، أنه انتهى دورها وفي النتيجة وجودها، بعدما ضاعت رمزية القدس ــ حتى شرقيّها ــ كعاصمة للدولة “الحلم” بيد “راعي السلام”، لم يحدث سوى الدعوة لاجتماعات لبحث التداعيات، كأن رئيس السلطة، محمود عباس، شخصياً لم يكن أول من أُبلغ بقرار ترامب مفصلاً قبل إعلانه. وما بقاء السلطة والتنسيق الأمني وملحقاتها سوى إقرار بالجو السائد حول أن ما يحدث أقرب إلى مسرحية بإخراج أميركي وإضاءة عربية. بجانب ذلك كله، من المهم تتبع مسار الأحداث الأخيرة جيداً، فليست الرياض هي وحدها مخترع فكرة ابتزاز حلفائها وإذلالهم، ثمة واشنطن التي أعادت “موظفي المفاوضات والتنسيق الأمني” خائبين من زيارتهم قبل ثلاثة أيام إليها، واليوم تُسمع منهم تصريحات “صدمة وحزن”. أولاً، ولإنهاء آخر صورة لعلاقة السلطة بشعبها وبقضيتها، بدأ الضغط الأميركي بالصوت العالي كي تتوقف رام الله عن دفع مخصصات أهالي الشهداء والأسرى. بعد ذلك، جاء قرار ليّ الذراع: سنغلق مكتب “منظمة التحرير” في واشنطن إذا لم تنصاعوا، وقبله يُسمع السعوديون عباس أحلامهم في طريقة رسم المنطقة وخريطة القوة فيها: اقبل ما سيقوله ترامب، أو استقِل!

أكثر من ذلك، قرّر الأميركيون أمس تخفيف (أو قطع) المساعدات المالية عن السلطة. وقبل هذا وذاك، لم تكن الزيارات التي أجرتها الوفود الأميركية لمقر المقاطعة في رام الله “لطيفة” البتة، إذ كان المسؤولون الفلسطينيون كلهم يقرون بأن نذر الشؤم مقبلة.

بالعودة إلى قرار “أحمق بيت الأبيض”، كما وصفه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في وقت سابق، رأى ترامب أن الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل “تأخر كثيراً”، وحان الوقت لاتخاذ هذه الخطوة، مبرراً ذلك بالقول إن “إسرائيل دولة ذات سيادة، مثل أي دولة أخرى لها الحق في تحديد عاصمتها والاعتراف بأن هذا أمر واقع هو شرط ضروري لتحقيق السلام”. وفي الوقت نفسه، أعلن التزام بلاده “حلَّ الدولتين إذا رغب فيه الفلسطينيون والإسرائيليون… سأبذل قصارى جهدي للتوصل إلى حل الدولتين”، مشيراً إلى أن نائبه مايك بنس سيتجه إلى المنطقة في غضون أيام للتأكيد لجميع الأطراف “التزامنا تحقيق السلام”.

ورغم أن عباس كان متأهباً لإلقاء كلمته فور انتهاء ترامب من خطابه، خاصة أنه يعرف فحوى ما سيقوله الأخير، فإنه أجّلها لنحو نصف ساعة بعدما أجرى اتصالين: الأول بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والثاني بأمير قطر، تميم بن حمد. بعد ذلك، أعلن عباس بلغة أقل حدة من المتوقع استنكاره ورفضه إعلان الرئيس الأميركي، مبيّناً أنه “إعلان انسحاب أميركي من رعاية عملية السلام”. وأضاف: “الإدارة الأميركية بهذا الإعلان اختارت أن تخالف جميع القرارات والاتفاقات الدولية والثنائية، وفضّلت أن تتجاهل وأن تناقض الإجماع الدولي… حول القدس”. ورأى أن ذلك “يُمثل مكافأة لإسرائيل على تنكّرها للاتفاقات وتحديها الشرعية الدولية وتشجيعاً لها على مواصلة سياسة الاحتلال والاستيطان والابرتهايد والتطهير العرقي”.

البناء: عرب أميركا ينتظرون زيارة بنس “كأنّ شيئاً لم يكن”… وفلسطين لجمعة الغضب ترامب ينفذ قانون الكونغرس: “القدس مدينة موحّدة غير قابلة للتقسيم عاصمة لإسرائيل” عون وبرّي والحريري وباسيل يحذّرون من الأخطار… والناشف للمقاومة وإسقاط التفاوض

كتبت “البناء”: فَعَلَها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصرف رصيد انضمام أغلب النظام العربي الرسمي لحلف التطبيع مع “إسرائيل” وإسقاط العداوة والقطيعة معها، وإعلان العداء لإيران وقوى المقاومة بديلاً عنها ومدخلاً للحلف معها، وقدّم لبنيامين نتنياهو بديلاً عن نصر عسكري وسياسي انتظراه معاً طويلاً وكانت الخيبة حصادهما، فأعلن التوقيع على القرار التنفيذي للقانون الصادر عن الكونغرس عام 1995 القاضي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، محاولاً ذرّ الرماد في العيون بالقول إنّ قراره لا يُلغي الالتزام بالمسعى التفاوضي نحو عملية السلام، ولا يضمّ صوت واشنطن لأيّ فريق في النزاع الفلسطيني “الإسرائيلي” حول القضايا المسماة بقضايا الحلّ النهائي ومنها القدس والحدود، بينما هو ينفذ قانوناً لا يخوّله إلا أحد خيارين، توقيع التنفيذ أو التأجيل، أما المضمون فقد حسمه نص القانون بلا لبس ولا اشتباه، ويقول النص:

– “إنّ القانون الدولي يكفل لكلّ دولة تحديد عاصمتها، وفي هذا السياق أعلنت “دولة إسرائيل” منذ 1950 القدس عاصمة أبدية لها، وجعلتها مقرّاً لكلّ مؤسّساتها الوزارية والإدارية، وبينها مقرّ الرئيس والبرلمان والمحكمة العليا، كما أنها “مركز الديانة اليهودية”، وتعتبر مدينة مقدّسة بالنسبة إلى “أعضاء ديانات أخرى”.

– “إنّ القدس كانت مدينة مقسّمة، وإنّ المواطنين الإسرائيليين ومعتقدي الديانة اليهودية ظلوا ممنوعين من دخولها منذ 1948 وحتى 1967، حيث تمّ توحيدها مرة أخرى بعد حرب الأيام الستة”. وقد “عملت إسرائيل على توحيد القدس، وفسح المجال أمام معتقدي جميع الديانات، للوصول إلى كلّ الأماكن المقدسة في المدينة من دون تضييقات”.

– “التأكيد على أنّ سياسة الولايات المتحدة الأميركية تنبني على الاعتراف بالقدس مدينة موحّدة غير قابلة للتقسيم، وأنه يجب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وبناء على ذلك يجب أن تكون سفارة الولايات المتحدة في عاصمة إسرائيل”.

الوضوح القاطع لنصّ التشريع حول أنّ القرار الرئاسي التنفيذي يُنهي الجدل حول إمكان خوض عملية تفاوضية حول مستقبل القدس الشرقية التي احتلتها “إسرائيل” عام 1967، فيعتبر احتلالها إعلاناً لتوحيد القدس التي يجب أن تبقى موحدة كعاصمة لـ”إسرائيل” موحّدة غير قابلة للتقسيم، يضع كلّ تعامل مع القرار الأميركي في دائرة أحد خيارين إما التعايش مع واقع نسيان أيّ بحث بمستقبل القدس والتسليم بضمّها موحّدة لـ”إسرائيل”، وفي قلبها المسجد الأقصى والكنائس المسيحية، وجعل سقف المطالبة بسماح “إسرائيل” لمعتنقي الديانات الإسلامية والمسيحية بممارسة شعائرهم تحت سلطة “إسرائيلية” وبإذن منها ووفقاً لأنظمتها، كعاصمة لها، أو إعلان سقوط خيار التفاوض الذي ينتهي عندما يضع القدس خارج التفاوض، وينتهي عندما تكون أميركا القوة التي باع كثير من العرب سيادتهم لها وتنازلوا عن أموالهم لها، وقالوا إنها ستضغط على “إسرائيل” بسبب ذلك لتعيد بعض الحقوق العربية والمسيحية والإسلامية، وفي طليعتها القدس، تنهي العملية التفاوضية، ولا فرصة لتفاوض بدونها، ولا أمل بتفاوض مع “إسرائيل” له قيمة بعد الانحياز الأميركي في شأن القدس للسياسة “الإسرائيلية”.

عرب أميركا وفي طليعتهم دول الخليج، الذين وجدوا أنفسهم مضطّرين لاستنكار القرار الأميركي بدأوا الاستعداد لاستقبال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي سيقوم بجولة في المنطقة لامتصاص ردود الأفعال الناجمة عن القرار، وبدأوا يروّجون لأكاذيب ترامب عن عدم تأثير القرار على إمكانية البحث في مستقبل القدس في عملية التفاوض التي لا زالت خيارهم وعنوانها صفقة القرن.

ردود الفعل الدولية كانت أكبر من حجم المواقف العربية التي كان سقفها يحاكي ما صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بالتحذير من أخطار القرار على الاستقرار والعملية التفاوضية، بينما كانت مواقف الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية والرئيس الروسي ووزارات خارجية دول عدة في العالم، تذهب لوصف قرار ترامب بالطائش وغير المدروس والمتهوّر.

فلسطينياً لم يصل موقف السلطة الفلسطينية إلى إعلان أيّ مواقف نوعية بمستوى قطع العلاقة بالإدارة الأميركية وكيان الاحتلال، أو إعلان نسف الخيار التفاوضي وإلغاء مفاعيل اتفاق أوسلو، فيما بدأت علامات الانتفاضة الفلسطينية تتجمّع بانتظار يوم الغضب الذي تستعدّ له فلسطين وعواصم عربية وعالمية يوم الجمعة المقبل، تحت شعارات المطالبة بإغلاق السفارات الأميركية، وقطع العلاقات بـ”إسرائيل”، والتمسك بخيار المقاومة.

لبنانياً، تلاقت المواقف المندّدة لأغلب القيادات اللبنانية بالقرار الأميركي، مع ما صدر عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فيما وصف رئيس المجلس النيابي القرار بوعد بلفور جديد وعطاء مَن لا يملك لمَن لا يستحقّ، وحذّر رئيس الحكومة سعد الحريري من تداعيات القرار، وقال وزير الخارجية جبران باسيل إنّ القرار تصعيد خطير، بينما دعا رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف إلى اعتبار القرار إعلاناً بسقوط الخيار التفاوضي ودعوة لإعلاء شأن خيار المقاومة.

ترامب: القدس عاصمة “إسرائيل”

في وقتٍ نجح لبنان في لملمة وضعه الداخلي بأقل الأثمان وتجاوز أزمة إقالة رئيس الحكومة سعد الحريري التي تحوّلت قضية عربية ودولية، خطف قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ “إسرائيل” وقرار نقل سفارة بلاده الى القدس الأضواء وأشعل الأراضي المحتلة وشغل العالمين العربي والإسلامي وبلغ صداه العالم برمّته.

خطوة ترامب التصعيدية الممزوجة بالتحدّي للشعوب العربية ولحركات المقاومة جاءت في زمن الوهن العربي والأزمات والحروب والمشاريع التقسيمية والإرهابية التي أنهكت الساحات العربية، وفي زمن تبدّل أولويات معظم الأنظمة الخليجية والعربية من العداء لـ “إسرائيل” الى إعلان العداء والقطيعة مع ايران والتطبيع مع “إسرائيل”. وما تخفيه تلك الأنظمة كشفه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين ننتياهو بقوله أمس، إن “معظم الدول العربية لديها علاقات مع “إسرائيل”.

فكيف سيواجه ملوك وحكام وولاة العهد العرب والخليجيون، وهل ستدعو السعودية مجلس وزراء الخارجية العرب وجامعة الدول العربية والمنظمات الدولية للانعقاد لإدانة “إسرائيل” ووصفها بالإرهاب وقطع العلاقات معها على غرار ما فعلت ضد إيران وحزب الله عقب سقوط الصاروخ الباليستي على الرياض؟

خطوة ترامب أثارت ردود فعل محلية شاجبة ومستنكرة، محذّرة من التداعيات السلبية على المنطقة وعلى لبنان كبلدٍ معني بالصراع العربي “الإسرائيلي”، ولا سيما أنه لا يزال على خط المقاومة للعدوان والمشاريع “الإسرائيلية” ويحتضن مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين. وقد أشار رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف إلى أن القرار الأميركي “يُملي على القوى الحيّة والرافضة في أمتنا، أن تستجمع قواها وتتحمّل مسؤولياتها في مواجهة هذا القرار المشبوه، والذي يشكّل حدثاً عدوانياً بالغ الخطورة في مسار مخطط تصفية المسألة الفلسطينية”.

وأشار في بيان إلى أن إقدام الولايات المتحدة على اتخاذ قرار بهذا المستوى، يضع أكبر قوة في العالم، في موقع الدولة المعتدية والمنتهكة الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، والمشجّعة على استباحة الحقوق المشروعة للشعوب المحتلّة أراضيها، وهذا يشكّل أيضاً تهديداً للأمن والسلم الدوليين.

ونبّه من خطورة وتداعيات القرار الأميركي في حال اتخاذه، إذ إنه سيؤجّج الصراع، وفي هذا الصراع لن تقف قوى شعبنا مكتوفة الأيدي، بل سيكون الردّ غضباً عارماً في الساحة القومية والساحات العربية، وانتفاضة فلسطينية شاملة متجدّدة، تُعيد المسألة الفلسطينية إلى صدارة القضايا العادلة، وتُعيد الاعتبار لخيار المقاومة.

ودعا الفلسطينيين بكل قواهم، إلى “تعزيز وحدتهم الوطنية ونبذ الخلافات، والتمسّك بخيار المقاومة، وشدّد على أن حق العودة والتمسّك بالقدس عاصمة لفلسطين شرطان غير قابلين للتفاوض أو المساومة من قبل أي جهة مهما علا شأنها”.

واستقبل الناشف أمس، الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان نعمان شلق، على رأس وفد ضمّ عضوَيْ القيادة القطرية أحمد عاصي وفريد الطويل.

وأكّد رئيس الجمهورية ميشال عون ، في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي ، أنّ القرار “يهدّد عملية السلام واستقرار المنطقة”، مشدّداً على أنّ “المطلوب وقفة واحدة من الدول العربية تُعتبر مبادرة السلام، السبيل الوحيد لإعادة الحقوق إلى أصحابها”.

وقد حضرت التطوّرات في فلسطين المحتلة في عين التينة ونقل النواب عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري في لقاء الاربعاء، أمس: “إننا أمام وعد بلفور جديد يمهد لصفقة العصر على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني”. ونقل زوار بري عنه لـ “البناء” إشارته الى تصريح الرئيس التركي وبعض رؤساء الدول العربية والإسلامية المعبّرة عن رفضهم خطوات ترامب غير كافٍ، بل يجب ترجمتها بقطع العلاقات مع إسرائيل”، مشيراً الى أن ذلك “يفترض تضامناً عربياً وإسلامياً لمواجهة المخطط “الإسرائيلي” الاميركي الجديد وإثارة القضية في المنظمات الدولية والرأي العام العالمي”.

بدوره، شدّد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ، في تصريح على أن “الخطوة يرفضها العالم العربي وتنذر بأخطار تهبّ على المنطقة”، مؤكداً أن “لبنان يندّد ويرفض هذا القرار ويعلن في هذا اليوم أعلى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقّه في قيام دولة مستقلة عاصمتها القدس”.

النهار: لبنان يندّد بخطوة ترامب و”المجموعة” تراقب التزام النأي بالنفس

كتبت “النهار“: اتخذت خطوة تعويم الحكومة وعودة رئيسها سعد الحريري عن استقالته عقب التوصل الى بيان “النأي بالنفس” باجماع مكونات الحكومة، بعداً جديداً واضافياً على المستويين الاقليمي والدولي أمس في ظل الخطوة الدراماتيكية الشديدة الخطورة التي أقدم عليها الرئيس الاميركي دونالد ترامب باعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل واعلانه نقل السفارة الاميركية اليها. ذلك ان لبنان الذي يعتبر نفسه من اكثر البلدان العربية المعنية بتطورات الصراع العربي – الاسرائيلي نظراً الى وجود أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني على أرضه وانتشار عدد من المخيمات الفلسطينية في مناطقه، يخشى ان تشكل الخطوة الاميركية مؤشراً مقلقاً للتوطين من جهة وامكان تأثر أوضاعه بتداعيات التوترات الكبيرة التي ستثيرها هذه الخطوة في المنطقة من جهة أخرى.

ورأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل “يهدد عملية السلام واستقرار المنطقة “، وقال إن “المطلوب وقفة واحدة من الدول العربية تعتبر مبادرة السلام السبيل الوحيد لإعادة الحقوق الى أصحابها”.

كذلك قال الرئيس الحريري إن “القرار الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة اليها خطوة يرفضها العالم العربي وتنذر بمخاطر تهب على المنطقة”. واضاف ان “لبنان يندد ويرفض هذا القرار ويعلن في هذا اليوم أعلى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في قيام دولة مستقلة عاصمتها القدس”.

وعلّق وزير الخارجية جبران باسيل بأن “موقف الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس هو قرار معاكس لاتجاه السلام وندين بشكل كبير هذه الخطوة التي أتت من طرف كان من المفترض أن يكون أهم الساعين إلى تحقيق السلام”.

ويلقي الامين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله كلمة في السادسة مساء اليوم يخصصها للحديث عن موقف الحزب من خطوة ترامب.

الجمهورية: القدس: قلق دولي ورفض عربي…وتقييم داخلي لمدى الإلتزام بـ”النأي بالنفس”

كتبت “الجمهورية”: الأربعاء 6 كانون الأوّل 2017، تاريخٌ أرّخ لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وإيعازه بالاستعداد لنقلِ سفارة الولايات المتّحدة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. هذا القرار الأميركي الذي يثبتُ الهوية الإسرائيلية للقدس، يُعَدّ الأخطرَ في التاريخ الفلسطيني، ويُرخي ظلالاً قاتمةً على مستقبل المنطقة ويُشعل الفتيلَ على امتداد كلّ الخريطة التي تقع على تماسٍ مباشر مع القضية الفلسطينية، ويُلقي بمصيرها في مهبّ احتمالاتٍ شتّى.

وحدَها إسرائيل رحّبت بالقرار الأميركي، في وقتٍ كان العالم كله تقريباً يَشهد عاصفةً من ردّات الفعل التي وصَفت القرار الاميركي بالمرفوض والمؤسف والمتسرّع، وبالعامل المفجّر لعملية السلام في الشرق الاوسط، فيما الموقف الفلسطيني وصَف القرار بإعلان حرب، وأعلنَ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنّ قرار ترامب لا يغيّر من واقعِ أنّ القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.

أمّا لبنان فأدان القرار الاميركي، واعتبره رئيسُ الجمهورية العماد ميشال عون خطيراً ودعا الى وقفةٍ عربية لإعادة الهوية العربية الى القدس، فيما حذّر رئيس مجلس النواب نبيه بري من “وعد بلفور جديد”.

أمّا رئيس الحكومة سعد الحريري فرفضَ القرار وأعلنَ تضامن لبنان مع الشعب الفلسطيني وحقّه في قيام دولة مستقلة عاصمتها القدس. فيما اعتبَرت وزارة الخارجية “أنّ الخطوة الاميركية مدانة ومرفوضة، تتنافى ومبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي اعتبرت القدس الشرقية جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967”.

أمّا الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله فسيتناول قضية القدس والتطوّرات الاخيرة في كلمة متلفزة يلقيها عند الساعة السادسة من مساء اليوم.

اللواء: وثبة حكومية بعد مؤتمر باريس.. وغليان في المخيمات الحريري يردّ على قاسم: ما قاله في طهران غير مقبول وسأعطي فرصة

كتبت “اللواء”: شغل قرار الرئيس الأميركي المتهور بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، تكريساً لها عاصمة للدولة العبرية، الأوساط اللبنانية الرسمية والسياسية والشعبية، وتحركت المخيمات الفلسطينية احتجاجاً على الخطوة، بين تحذير من الارتدادات السلبية، وتظاهرة حاشدة انطلقت ليلاً من مخيم برج البراجنة واضاءة شموع وإطلاق نار في مخيم الرشيدية.

ووسط حالة الترقب والغضب هذه، والاستعداد لمؤتمر مجموعة الدعم الدولية الذي ينعقد غداً في الخارجية الفرنسية، يوجه السيّد حسن نصر الله عند السادسة من مساء اليوم كلمة متلفزة حول قضية القدس، وعلى الرغم من الارتياح في قصر بعبدا وعين التينة وبيت الوسط، من خطوة العودة عن الاستقالة وبيان النأي بالنفس، سجّل أمس الأوّل، ردّ من الرئيس سعد الحريري على موقف لمسؤول في حزب الله. واعتبر الرئيس الحريري ان ما قاله نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم في طهران ليس مقبولاً لا من قريب ولا من بعيد، قائلاً: “لن استفيض في الرد عليه الآن لانني سأعطي فرصة لتثبيت النأي بالنفس”.

المستقبل: أكد ألا خوف على المصارف.. وارتياح وطني وإقليمي ودولي لعدوله عن الاستقالة الحريري يرفض كلام قاسم.. ويمنح “النأي” فرصة

كتبت “المستقبل”: اعتبر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن ما قاله نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم في طهران مؤخرا ليس مقبولا لا من قريب ولا من بعيد، وقال: “لن أستفيض في الرد عليه الآن لأنني سأعطي فرصة لتثبيت النأي بالنفس”. وتساءل الرئيس الحريري: “هل من مصلحة اللبنانيين أن نختلف مع أشقائنا العرب؟ وهل من مصلحة اللبنانيين أن نتدخل بشؤون أشقائنا العرب؟ وهل من مصلحة اللبنانيين أن نؤذي أخواننا العرب؟ أم مصلحتنا أن يكون هناك نأي بالنفس، وخاصة حين تكون هناك خلافات إقليمية كالتي تحصل في اليمن والعراق وسوريا وغيرها؟”.

كلام الرئيس الحريري جاء خلال استقباله مساء اليوم في “بيت الوسط” وفداً حاشداً من جمعية “بني العيتاني” في بيروت برئاسة رئيس الجمعية النائب السابق محمد الأمين عيتاني. بداية رحب الرئيس الحريري بالحضور مذكرا أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان دائما يعتبر عائلات بيروت هم حزبه الحقيقي. وقال: بالأمس صدر قرار عن الحكومة بالنأي بالنفس، وهو قرار لا علاقة له بسعد الحريري بل بمصلحة لبنان واللبنانيين”. أضاف قائلاً: “إن مصلحتنا تكمن في أن ينظر كل الأفرقاء السياسيين إلى مصلحة المواطن الذي عانى ما عاناه خلال السنوات الماضية، من دون انتخاب رئيس جمهورية وعدم وجود حكومة ومجلس نواب معطل. في هذه الحكومة، عملنا على استعادة الثقة، وهو ليس بالأمر السهل، خاصة مع انتشار موجة الفساد التي كانت تحصل والاهتراء الذي أصاب مؤسسات الدولة، لذلك فإن إعادة بناء الدولة اليوم تتطلب وقتا. وقد عملنا مع فخامة الرئيس خلال الفترة السابقة ونجحنا في أماكن وأخطأنا في أخرى، لكن ميزة هذا البيت أننا نعترف حين نخطئ ونصوب الخطأ، فيما غيرنا يخطئ ويستمر في الخطأ ويغطي الخطأ بخطأ بآخر”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى