نيويورك تايمز: استراتيجية مصر في القضاء على الارهابيين فاشلة
أثار رد الفعل الغاضب من السيسي المتمثل في شن غارات بصحراء سيناء الشاسعة وسحق السيارات التي هاجمت المسجد ونشر الجنود على نطاق المنطقة، أثار السؤال الأكثر إقلاقا وهو: لماذا فشلت إستراتيجية السيسي في القضاء على المتمردين بسيناء؟
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها من القاهرة أن أكثر الجوانب إدهاشا في الهجوم على المسجد هو السهولة التي تم بها.
وقالت إن الهجوم بالنسبة لسكان سيناء عمّق الإحساس المستمر بالخوف من الحياة في هذا الجزء من مصر حيث يشعر كثيرون بأنهم يعيشون بين متمردين متوحشين وجيش حكومي يفتقر للرحمة.
ويقول خبراء إن النهج الذي تتبعه الحكومة المصرية في محاربة المتمردين بسيناء تجاوزه الزمن، ويكرر أخطاء قادة مصر المتعاقبين.
وطوال عقود كانت القاهرة تنظر لسيناء نظرة عسكرية فقط، إذ تورط الجيش في إعدامات ضد المواطنين خارج القضاء ودمر وحرق قرى بأكملها، بينما لا يتم تقديم شيء للمنطقة لحل المشاكل العميقة في العطالة والأمية والفقر وتدهور الخدمات الصحية.
وتجاهلت القاهرة أن تنظيم الدولة بسيناء ليس مجرد تنظيم “إرهابي”، بل إن مقاتليه لديهم جذور في المنطقة وورثوا تقاليدها القديمة في التهريب، كما تجاهلت أن قتل “الإرهابيين” لا يكفي.
ونسبت نيويورك تايمز للخبير السابق في الشؤون المصرية بمجلس الأمن القومي الأميركي أندرو ميلر قوله إن على مصر أن تحرم تنظيم الدولة من الدعم المحلي من سكان سيناء، وهو تجاهل متجذر في تعامل القاهرة مع سيناء.
وقالت إن الدعم الذي كان يتلقاه الجيش المصري من سكان سيناء قد انتهى بسبب التعذيب والقتل خارج القضاء والتكتيكات العسكرية غير التمييزية والتي تتسبب في ضحايا مدنيين وتثير الغضب على نطاق واسع بين المواطنين.
وأضافت أن بعض من تحدثوا إليها من سكان سيناء يشعرون بالحنين للفترة التي كانت إسرائيل تدير فيها سيناء، ما بين 1976 و1982.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أميركيين قولهم إن الحكومة المصرية عقدت كثيرا من الاتفاقيات لتزويدها بالأسلحة مثل الدبابات والطائرات والغواصات مع ألمانيا وفرنسا وروسيا لتعزيز قواعدها العسكرية حول النيل، لكنها رفضت العروض الأميركية لاستخدام المساعدات الأميركية التي تبلغ 1.3 مليار دولار لشراء معدات وتقنيات ملائمة لجمع المعلومات الاستخباراتية ومكافحة “الإرهاب” في سيناء.
وأضافت أن استعادة العراق وسوريا الموصل والرقة ونهاية الأمل باستمرار دولة الخلافة، كل ذلك دفع عددا قليلا من مقاتلي تنظيم الدولة المصريين للعودة إلى بلادهم، لكنه عجل بتغيير التنظيم تكتيكاته في سيناء ليركز على الأهداف الهشة مثل المسيحيين الأقباط والصوفيين لإثارة الكراهية الطائفية في المجتمع المصري والإضرار بنظام السيسي.