“المعارضات” بين التشدد في الرياض- 2 والتعثر في جنيف- 8.. احمد حاج علي
فشل المبعوث الأممي الى سوريا والأمم المتحدة من خلفه في تشكيل وفد معارضات واحد بعد ان اوكلت مهمة تجميع منصات المعارضات للمملكة السعودية ، وخلص إجتماع الرياض ٢ الى بيان يطالب القوات الإيرانية بالإنسحاب من سوريا و يلحَظ عملية إنتقال سياسية لا مكان للرئيس الأسد فيها رُغم ما حصل من انسحابات واستقالات وإقالات في صفوف قيادات تأتمر بأوامر السعودي والأميركي .
وقد سُجل رفض منصة موسكو المشاركة في إجتماع الرياض الثاني إعتراضا على هيكلية التمثيل وطريقة إتخاذ القرارات ورفضاً للفقرتين المتعلقتين بإيران والرئيس الأسد.
وتعتبر منصة موسكو للمعارضة السورية إبقاء الفقرة الرافضة لأي دور للرئيس الأسد خلال مرحلة العملية السياسية شرطا مسبقا يعوق أي بدء لحوار مباشر وهدفه تعطيل الحوار المباشر بين المعارضات والحكومة.
والفقرة الثانية في بيان الرياض٢ المتعلقة بإيران و المطالبة بإنسحاب القوات الإيرانية و الصديقة من محور المقاومة ، امر ترفضه منصة موسكو وتعتبره محاولة إلتفاف على منتجات أستانا ولا سيما ان إيران إحدى الدول الضامنة لها و وجودها ضروري لضمان الحل السياسي، و إقترحت منصة موسكو المعارضة المطالبة بإنسحاب جميع القوات الأجنبية بعد الحل السياسي وهو ما رفضته جماعة الرياض بتوجيهات سعودية .
بالنتيجة لم يتمكن إجتماع الرياض من تأمين وفد معارض واحد يكون ورقة تفاوضية يمكن للمبعوث الأممي تسويقها و العمل على محاولة بدء مفاوضات مباشرة. لذلك ظهر اجتهاد دي ميستورا بتجزئة الجولة الثامنة من مباحثاته الى مرحلتين ، قبل و بعد مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي دعت اليه موسكو في سوتشي المنشود قريبا.
لذلك سيبدأ “المتعثر” الأممي جولته الثامنة بثلاث وفود معارضة و سيفشل في امرين:
١– تشكيل لجنة لبحث الدستور
٢– إجلاس المنصات المعارضة على طاولة حوار واحدة مع وفد حكومة الجمهورية العربية السورية.
فالبحث بإصلاحات دستورية تكلم عنه الرئيس بوتين في قمة سوتشي و لم يلفظ عبارة دستور جديد، و هذا البحث سيبدأ جديا في سوتشي و لن يبدأ في جنيف حتى و لو بذل دي ميستورا جهده.
كما أن الرئيس بوتين ذكر أن ٩٨٪ من مساحة الأراضي السورية باتت محررة بمعنى هي تحت سيطرة الحكومة السورية و نفوذ الدول الضامنة و لا نستثني محافظة إدلب التي سيتم تحريرها بالكامل،
فمن يلتحق بركب سوتشي يحفظ دوره في خارطة سياسية سورية مستقبلا و إلا ما جدوى التفاوض مع من لا يسيطر الا على ٢ ٪ من الميدان ؟