لنقم بإعادة بناء مستوطنات شمال السامرة: موشيه آرنس
مقال يوتم بيرغر «في اليمين يناضلون على حق العودة»، الذي نشر في «هآرتس» في 16/11، أثار ذكريات تعود للإخلاء في آب 2005 عندما تم إخلاء آلاف العائلات بالقوة من منازلهم. والسؤال ما زال مطروحا: لِمَ تم ذلك؟ ما هو المنطق الذي أدى بشارون، المهندس المؤيد لجزء كبير من المستوطنات التي تقع خلف خط وقف إطلاق النار عام 1949، لاتخاذ قرار إخلاء المستوطنين من قطاع غزة وشمال السامرة؟ لِمَ قرر عدد كبير من أعضاء الليكود اتباعه، وأن يتركوا حزبهم ويؤيدوا الانفصال؟ .
غوش قطيف، خلافا لكفار دروم ونتساريم التي أقيمت في مركز قطاع غزة، يقع في المنطقة الجنوبية للقطاع، وكان تجمع للمستوطنات معزول نسبيا. دوغيت، نيسانيت وايلي سيناي كانت تجمع صغير آخر، ثلاث مستوطنات في المنطقة الشمالية من قطاع غزة. في حين أنه ربما كان لإخلاء كفار دروم ونتساريم مبررا أمنيا، لِمَ فرض على سكان غوش قطيف وعلى سكان شمال القطاع إخلاء بيوتهم؟ ببساطة كانت هناك اعتبارات أخرى هي التي دفعت شارون لاتخاذ هذا القرار.
بعض الذين وافقوا على تأييد الانفصال قالوا لشارون إنه لا يوجد سبب حقيقي لإخلاء دوغيت ونتسانيت وايلي سيناء. ولكن شارون أصر على أنه يجب إخلاء المستوطنات كلها من قطاع غزة، الموجودة خلف خط الهدنة عام 1949. لا شك أن شارون كان متحمسا لإعطاء إشارة إلى استعداد إسرائيل للانسحاب من المناطق كلها التي احتلها الجيش المصري عندما هاجم إسرائيل في عام 1948. هل كان ذلك سيكون سابقة لانسحابات مستقبلية من مناطق تقع خلف خطوط الهدنة عام 1949؟ يصعب إيجاد منطق آخر لهذه الخطة.
ولكن ما يثير الاستغراب أكثر هو قرار شارون أن يرفق الانسحاب من قطاع غزة بإخلاء المستوطنات في شمال السامرة: كديم، غانيم، حومش وسانور. هذه المستوطنات لم تكن لها أية صلة بقطاع غزة. ما هي الفائدة المتوقعة من خطوة كهذه؟ هل شارون أشار بذلك إلى أن هذه هي مجرد البداية، وأن كل المستوطنات في يهودا والسامرة، كل ما بني خلف خط الهدنة عام 1949 معد للإخلاء بالقوة؟ اهود اولمرت، وريثه، تحدث بصراحة عن نيته للذهاب في هذا الاتجاه.
منذ ذلك الحين دخل مصطلح «الكتل الاستيطانية» إلى قاموس الخطاب السياسي في إسرائيل. يبدو أن المستوطنات في يهودا والسامرة كلها كانت معدة للإخلاء، باستثناء الكتل الاستيطانية. ولكن عمليا، الكتل الاستيطانية الوحيدة التي أقيمت خلف خط الهدنة عام 1949، كانت مستوطنات غوش قطيف والمستوطنات في شمال قطاع غزة. وهذه تم هدمها بالفعل. في الوقت الذي أقيم فيه عدد كبير من المستوطنات في يهودا والسامرة، كانت معاليه ادوميم واريئيل بالتحديد ليست كتل استيطانية معزولة، وهي محاطة بقرى فلسطينية كثيرة. غوش عصيون كان كتلة استيطانية في الأيام التي سبقت إقامة الدولة، لكنه الآن محاط بمناطق فلسطينية مكتظة بالسكان. من المفهوم والمبرر الرغبة في أن يتم ضم المستوطنات الكبيرة إلى داخل حدود إسرائيل في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين، حتى لو لم تكن كتل استيطانية.
في هذه الأثناء، تلاشى جزء كبير من تأييد الجمهور للانفصال عن قطاع غزة، الذي كان يوجد عند تنفيذه. تطورات حصلت بعد ذلك، مثل سيطرة حماس على قطاع غزة والهجمات الصاروخية على البلدات الإسرائيلية، كشفت عن انعدام منطق تلك الخطوة. برغم ذلك، الآن أصبحت هذه حقيقة واقعة.
شمال السامرة، خلافا لقطاع غزة، يوجد تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي. يجب فحص إعادة بناء كل المستوطنات في شمال السامرة، التي تم هدمها في حينه، أو عدد منها.
هآرتس