من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الأخبار : وساطة مصرية فرنسية لإبقاء الحريري في منصبه رئيس الجمهورية مستعد لضمان التزام “النأي بالنفس”
كتبت “الأخبار “: علمت “الأخبار” من مصادر دبلوماسية أن فرنسا تسعى مع مصر لوساطة مع السعودية تُبقي الرئيس سعد الحريري في منصبه. وقالت المصادر إن اجتماعات مكثفة عُقدت مساء أمس في العاصمة القبرصية بين مسؤولين فرنسيين ومصريين يرافقون الرئيس عبد الفتاح السياسي إلى نيقوسيا للمشاركة في القمة المصرية القبرصية اليونانية.
وحسب المصادر، فإن الجانب الفرنسي يلحّ على بقاء الحريري في منصبه، وإنه يمكن إدخال تعديلات تعزز وضعه داخل الصيغة اللبنانية، وتبدي خشية كبيرة من حصول فراغ حكومي يؤثر بقوة في الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في لبنان.
وقالت المصادر إن السيسي الذي سيستقبل الحريري غداً في القاهرة، يدعم هذا التوجه، وإن مفاوضات تجري بين القاهرة والإمارات العربية المتحدة والسعودية لهذه الغاية، وإن القاهرة تعوّل على استثمار ما صدر أول من أمس عن مجلس وزراء الجامعة العربية لإقناع الجانب السعودي بأنه لا بديل من التسوية القائمة في لبنان، وأن اللبنانيين، كما العواصم العربية والدولية، أظهروا تمسكاً كبيراً ببقاء الحريري في منصبه.
وبانتظار ما ستؤول إليه المحادثات، لا يزال الالتباس مسيطراً على موقف الحريري، حيث ينقل المتصلون به وبفريقه في باريس، أنه متمسك ببقائه في السلطة، لكن هناك رأي يجزم بأنه مضطر لتثبيت الاستقالة ومحاولة فرض شروط جديدة لتشكيل حكومة جديدة. أما الرأي الآخر، فيقول إن الحريري الذي سيجتمع بالرئيس ميشال عون بعد احتفالات عيد الاستقلال، قد لا يخرج من الاجتماع بقرار نهائي، وبالتالي سيفتح الباب أمام محاولة معاجلة المشكلة. ويرى أصحاب الرأي الثاني أنه يمكن الاستفادة من المناخات التي ظهرت لأجل تعزيز شروط الحريري ضمن التسوية التي أُبرمت مع عون والحزب، وأن عون يقدر على ضمان توفير هذه الشروط.
ومن جهة بعبدا، بات واضحاً أن رئيس الجمهورية يبذل كل الجهود لإعادة إطلاق العملية السياسية والدستورية في البلاد، وأن يقود مفاوضات جدية بعيداً عن الإعلام لتوفير مناخ يبقي الحريري في منصبه. وتقول مصادر مواكبة إن الرئيس عون أبلغ الفرنسيين والحريري أن كل ما حصل حتى الآن يشير إلى أن التسوية السياسية لا تزال قائمة، وأنه (عون) يقدر على ضمان التزام لبنان سياسسة النأي بالنفس، وأن يحصل على موقف من حزب الله بهذا الخصوص.
وعُلم أن التواصل بين عون وحزب الله شمل هذه النقطة، وقد عبّرت قيادة الحزب عن انفتاحها على كل ما من شأنه احتضان الحريري وتسهيل بقائه في منصبه، والمساعدة على سحب الذرائع التي تستخدمها السعودية بهدف هزّ الاستقرار. ولفتت المصادر إلى أن خطاب السيد حسن نصرالله أمس، ونفيه رسمياً أي نشاط تسليحي للحزب في اليمن أو دول الخليج يخدم هذا الهدف.
بعيداً عن الإعلام، سمع “حزب الله” شكراً كبيراً على موقفه المساعد لإخراج الحريري من سجنه. لكن حزب الله سمع أيضاً أسئلة كثيرة عمّا يمكن القيام به لمعالجة جذر الأزمة التي تواجه الحريري ولبنان. كذلك وصلت إلى حزب الله نسخة عن المقترحات التي تخصّ المرحلة المقبلة، والعلاقة المباشرة مع الحريري.
وبحسب مصادر موثوقة، فإن الحزب كان على خط مفتوح مع الرئيس عون ومع جهات لبنانية وعربية ودولية خلال أزمة الحريري، وكان يطّلع أولاً بأول على كل تفصيل. وكان المطلوب منه في المرحلة الأولى المساعدة على تثبيت التهدئة، وهو ما اقتضى إطلالتين للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ساهمتا بقوة في تنفيس البالون السعودي، وأفسحتا في المجال أمام الجهود الرسمية القائمة.
لكن الحزب قال في الغرف المغلقة ما أكده السيد نصرالله في خطابه، وهو أنه لن يدخل في أي نقاش حول أزمة الحريري حتى عودته إلى بيروت، وأن الحزب يحدد موقفه بالآتي
أولاً: إن حزب الله يريد قبل كل شيء آخر، عودة الحريري إلى بيروت، ولن يكون الحزب معنياً بعدها بما يطلقه الحريري من مواقف، وليفعل ما يشاء وليقرر ما يشاء.
ثانياً: إن الحزب لن يعلّق على أيّ موقف يصدر عن الحريري، سواء كان سلبياً أو إيجابياً، وإن الرئيس عون تبلغ تعهد الحزب بعدم الانجرار إلى أي توتر سياسي، لا مع الحريري ولا مع الآخرين.
ثالثاً: إن الحزب متمسك بمواقفه من الجاري في المنطقة والإقليم، لكنه لن يبادر إلى شنّ أي حملة على أي جهة. لكنه لن يصمت عن أي هجوم أو إجراء يتعرض له من هذه الدولة او تلك.
رابعاً: إن الحزب يؤيد بقاء الحكومة الحالية، وإذا تقرر تأليف حكومة جديدة، فإنه سيكون مع بقاء الحريري رئيساً لها.
خامساً: إن الحزب يرفض بصورة مطلقة أي حكومة تكنوقراط، وهو أبلغ إلى الرئيس عون، وإلى جميع القوى في لبنان، بأنه لن يقبل بأي حكومة غير سياسية.
سادساً: إن الحزب يُصرّ على أن يتمثل في أي حكومة من خلال أعضاء حزبيين كما هو الحال اليوم، ولن يقبل بأي تمثيل موارب أو من خلال أصدقاء، وأنه لا يريد خوض معركة على الحقائب، لكنه لن يقبل بأي محاولة تهميش.
البناء : لبنان وفلسطين والعراق: نرفض وندين توصيف حزب الله الذي نفخر بمقاومته بالإرهاب أبو الغيط وسط العاصفة اللبنانية: عون: الاتهام مرفوض بري: نعتذر لقتال “إسرائيل” نصرالله: هزمنا “إسرائيل” وأنهينا داعش فأين قاتلتم؟ الناشف: جنوح أعمى لتغطية التطبيع
كتبت “البناء ” : رغم الإضاءات الكثيرة على مسار رحلات رئيس الحكومة سعد الحريري قبل وصوله إلى بيروت، بقي الحدث بيان وزراء الخارجية العرب، وجاءت الزيارة غير الموفقة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لتفجّر عاصفة غضب بدأت في القصر الجمهوري في بعبدا بكلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي رفض الاتهامات التي تضمّنها بيان الوزراء العرب للبنان تلميحاً ولأحد أكبر أحزابه وعنوان مقاومته بالإرهاب. وهو اتهام لم يوجّهه لحزب الله إلا “إسرائيل” وشاركتها به أميركا بحكم العلاقات الخاصة بينهما. وهذا ما حدا برئيس مجلس النواب لربط البيان العربي الاتهامي لحزب الله كعنوان للمقاومة بوجه “إسرائيل” بخطيئة لبنان بعيون أشقائه العرب، لكونه فعل ما لم يفعلوه، فانتصر على “إسرائيل” التي يريدونها قوية ولا تُقهر ليبرّروا ضعفهم أمامها، فاستحقّ لبنان العقاب، لخروجه على إجماع الضعف العربي، ووجب عليه الاعتذار، وفقاً لما وصفت مصادر مطلعة مضمون كلام بري عن الاعتذار لقتال “إسرائيل”، بينما وقفت الأحزاب اللبنانية وراء خطاب يرى في البيان الوزاري تضييعاً لمفهوم الأمن القومي، ووصفه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف بالجموح الأعمى الهادف للتعمية على التطبيع مع “إسرائيل”، معتبراً البيان أبعد من مجرّد خطأ جسيم يرتكب بحق المقاومة، لكونه تعبيراً عن نهج التلاقي مع العدو وتسديد الفواتير لحسابه.
الموقفان الفلسطيني والعراقي، حكومياً وسياسياً، كانا مشابهين للموقف اللبناني، حيث كان موقف الحكومة العراقية والفصائل السياسية، كما موقف حركتي فتح وحماس ومعهما حركة الجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وسائر الفصائل المتوافدة للحوار في القاهرة، صوتاً مرتفعاً بوجه الوزراء العرب برفض محاكمة المقاومين الذين هزموا “إسرائيل” بصفتهم إرهابيين.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فنّد في إطلالة تلفزيونية له، مضمون البيان العربي في سياق مقاربته لنتائج معارك البوكمال، ونهاية “دولة” تنظيم داعش، متسائلاً إذا كان المعيار للعروبة والأمن القومي العربي هو فلسطين، وبالتالي هو قتال “إسرائيل”، فهذه المقاومة هي التي هزمتها وأذلّتها، وإذا كان المعيار هو قتال الإرهاب، فهذه المقاومة هي شريك رئيسي في هزيمة داعش وإنهاء دولة داعش، فمن قاتل هؤلاء الوزراء وحكوماتهم، وخصوصاً الخليجيين منهم، ومتى قاتلوا “إسرائيل” أو الإرهاب؟
مصادر مطلعة رأت في تلميح السيد نصرالله إلى قرب الانسحاب من العراق ونفيه أيّ وجود للحزب في الكويت والبحرين واليمن سقف ما يمكن قبوله في أيّ نص لتسوية يمكن وضعه بيد الرئيس الحريري لمساعدته بوجه الضغوط السعودية كمواصلة لحسن النية تجاهه شخصياً، بمعزل عن البعد الوطني لمعركة تحريره من القبضة السعودية. وأنّ أيّ طلب حريري يتخطى هذا السقف يعني انكسار فرص التوصل لتسوية ودخول لبنان في أزمة حكومية، تضع الأولوية اللبنانية عند معادلة منع “إسرائيل” من الربح بواسطة السعودية ما لم تربحه بجيوشها وحروبها والعقوبات الأميركية المساندة لها، وقد يصير عندها استبعاد الحريري المرتهن لضغوط سعودية لا يرغب الكثيرون في إيذائه نفسياً بالحديث عنها، وطرح قضية رئاسة الحكومة في التداول الوطني على قاعدة الحاجة لحكومة تمنع “إسرائيل” من تحقيق أرباح بالواسطة في لبنان، من دون أن يعني هذا تخلياً عن الحريري الذي احتضنه الجميع في محنته، بل ربما يكون فرصة لتحريره من الضغوط بتحريره من رئاسة الحكومة. وهذا يعني بالتأكيد استبعاد أيّ مرشح يضع أولويته الحصول على الرضا السعودي، ولو أدّى ذلك لأزمة حكومية مفتوحة حتى الانتخابات النيابية.
في الوقت الذي كانت فيه القوات السورية وحلفاؤها ومعها حزب الله تحرّر البوكمال من تنظيم داعش الذي يجمع العالم على توصيفه بالإرهابي، كان الوزراء العرب يصفون حزب الله بأنه إرهابي، وفي الوقت الذي تتحمّل فيه إيران الدعم ضد داعش يتهمّونها أنها دولة راعية للإرهاب هكذا فنّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ردّه على بيان “العرب” الاتّهامي.
وأشار إلى أن “الاتهام لنا تافه وسخيف”، وشدّد على أن لا علاقة لحزب الله بإطلاق الصاروخ من اليمن على الرياض ولا بما سبقه، ولا بما سيلحقه نافياً إرسال أي سلاح الى اليمن او البحرين أو الكويت أو أي بلد عربي. وأضاف أن الوزراء العرب اتهمونا بدعم المنظمات الإرهابية في المنطقة بصواريخ بالستية، فعلى ماذا اعتمدوا في ذلك؟ مشيراً إلى أننا أرسلنا سلاحاً فقط إلى المقاومة في فلسطين المحتلة كصواريخ الكورنيت المضادّة للدبابات، ونفتخر بأننا دعمنا المقاومة. وتوجّه السيد نصر الله للدول التي تتّهم حزب الله وإيران بالإرهاب، سائلاً: ماذا فعلتم في الحرب على “داعش”؟
وأكد السيد نصر الله أنه مع تحرير البوكمال سقطت “دولة داعش”، وهذا لا يعني انتهاء تنظيم داعش مؤكداً أن علينا أن نتابع بالقوة والاندفاع نفسيهما للإجهاز على بقايا داعش، خصوصاً أننا نعلم أن الأميركيين يعملون على إحيائه. وكشف أن مهمة الحزب قد أنجزت وأنه ينتظر إعلان النصر العراقي “لنتخذ الخطوات المناسبة حول وجود قيادات وكوادر حزب الله الجهاديين في العراق وأنه سيتمّ نقلهم الى ساحات أخرى. واعتبر أن إعلان العراق النصر النهائي على داعش لم يعُد بعيداً”.
غير أن السيد نصر الله، بحسب ما قال مطلعون لـ “البناء” ميّزَ بين وجود الحزب في العراق، حيث هناك خبراء وقياديون ومستشارون ولا يوجد مقاتلون وبين الميدان السوري حيث للحزب مقاتلون ميدانيون ولم يوحِ بأي دلالة على أن أوان الانسحاب من سورية قد اقترب، بل دوره لم ينته وهناك أكثر من جبهة سيشارك في تحريرها الى جانب الجيش السوري، أما في العراق فهو ينتظر قرار الحكومة العراقية إعلان نهاية داعش لينقل قيادييه وخبرائه الى ساحات أخرى، لكنه بحسب المصادر المطلعة ننفسها لم يقل الى لبنان ولم يحدّد أي ساحات، الأمر الذي أربك المتابعين ليل أمس للتحرّي من مصادرهم عن أي ساحات يقصدها السيد نصرالله؟ هل الى الرقة وإدلب أم الى لبنان لتحصين جبهة الجنوب ضد العدو “الإسرائيلي”؟
وأكد السيد نصرالله أن “تحرير البوكمال إنجاز كبير وأهمية البوكمال أنها مدينة حدودية وعلى معبر القائم، وبالتالي، فالوصل بين سورية والعراق قد حصل، وتحرير المدينة يعني أنه لم يعُد هناك مدينة يسيطر عليها داعش ليس في سورية فقط بل في المنطقة. وشدّد على ان الانجاز في البوكمال يحصن وحدة سورية ويسقط مشروع التقسيم. وكشف أن “الأميركي فعل كل ما يستطيع لمساعدة داعش في البوكمال وأمّن غطاء جوياً لداعش شرق الفرات وشنّ حرباً الكترونية وعملية تشويش على القوات المهاجمة”.
ورفع السيد نصرالله صوت المظلومية ضد استمرار العدوان السعودي على اليمن، وجاءت إدانته لمارسات النظام السعودي ضد الشعب اليمني، امتداداً لإطلالاته على الوضع الإنساني والمأساوي في اليمن على مدى يزيد عن عامين، التي شكلت نقطة مركزية في إصابة المشروع السعودي في الصميم، كما أصرّ السيد نصرالله على لعب هذا الدور الأخلاقي والإنساني الذي يشرف أي قائد يقف في وجه الظلم والعدوان.
ووجّه نداءً الى المرجعيات الدينية كلها والعرب والمسلمين كلهم لموقف وصوت يرتفع للطلب من السعودية وقف الحرب ووقف سحق الأطفال والمجاعة والكوليرا والذهاب لحل سياسي.
في الشأن السياسي الداخلي أرجأ السيد نصرالله مكاشفة جمهور المقاومة والرأي العام حول خلفيات الاستقالة والاتهامات لحزب الله بخرق شروط التسوية الرئاسية بانتظار عودة رئيس الحكومة سعد الحريري، لكنه ترك الباب مفتوحاً على الحوار مع الحريري حول المرحلة المقبلة. وقال: “إننا ننتظر جميعاً عودة رئيس الحكومة الذي هو بالنسبة لنا غير مستقيل الى أن يأتي الى لبنان ونرى. والأولوية عودة الحريري الى لبنان وعندما يأتي ويحصل حوار نتوجّه الى الناس بكل شفافية”، وأعلن في هذا السياق “أننا منفتحون على اي نقاش في البلد”.
وأشارت مصادر مطلعة لـ “البناء” الى أن “إعلان السيد نصرالله قرّب إنهاء تواجده في العراق ونفي أي وجود عسكري له في اليمن يمكن أن يشكل مقدمة لإنتاج تسوية جديدة بين القوى السياسية، لا سيما أن حزب الله أبلغ الجهات الدولية العاملة على خط الوساطة بين لبنان والسعودية، بأنه وافق على تلبية الطلبات في ما خص اليمن بقدر ما يستطيع لجهة موقفه السياسي والإعلامي والإنساني، لكن مقابل وقف السعودية عدوانها على اليمن والدخول في حوار مع أنصار الله للتوصل الى حل سياسي”.
ورأت المصادر في كلام السيد نصرالله عن الحوار رسالة إيجابية للحريري، وبأن الحزب مستعد للحوار إذا كان الحريري سيأتي بهذه الروحية، لكن السيد أبدى استعداده لكافة الاحتمالات لا سيما وأنه ذكر سلسلة انتصارات محور لمقاومة في الإقليم كانت بمثابة رسائل للداخل والخارج بـ “أننا منتصرون ولن نقبل المس بالمعادلة الداخلية”. ولفتت المصادر الى “مشاورات يومية ومكثفة بين لبنان وفرنسا للتحضير لعودة الحريري وللمرحلة السياسية المقبلة في ضوء الوساطة التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين السعودية وايران”.
الديار : هل أسقطت حرب اليمن التسوية السياسية في لبنان مع رفع المواجهة السعودية الايرانية نصر الله يعلن سقوط دولة داعش ويشيد بسليماني وتحرير البوكمال بيان الجامعة زاد التعقيد والحريري يجتمع بالسيسي الذي يحاول التهدئة
كتبت “الديار “: هل سقطت التسوية السياسية في لبنان نتيجة حرب اليمن وتصاعد المواجهة السعودية ـ الإيرانية الى اقصى حدود، لان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري عندما وصلا الى الحكم جاءا ضمن تسوية إيرانية ـ سعودية تحت رعاية دولية.
وكانت التسوية ان الرئيس ميشال عون جاء بدعم من حزب الله، الذي لم يؤيد الوزير سليمان فرنجية، ووصل العماد عون أيضا عبر تحالف الدكتور سمير جعجع مع عون مما أدى الى جبهة مسيحية كبيرة أدت الى عدم وصول الوزير فرنجية ووصول الرئيس ميشال عون الى رئاسة الجمهورية.
في المقابل، تسلم الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة ورئاستها، والتسوية كانت هي مشاركة السعودية في الحكم في لبنان من خلال الرئيس الحريري وحلفائها خاصة من الطائفة السنيّة وأحزاب مسيحية، وعندما وصل الرئيس الحريري منذ 10 اشهر كان يعرف ان حزب الله مضى على قتاله في سوريا 3 سنوات وعلى قتاله في العراق 3 سنوات وعلى دعم حزب الله للحوثيين في اليمن منذ 3 سنوات، ومع ذلك تولى تشكيل حكومة لبنان. فما الذي حصل الان كي يقرر الرئيس سعد الحريري استقالته مطالبا بالنأي في النفس عن التدخل خارج لبنان وهو عندما وصل الى رئاسة الحكومة منذ 10 اشهر كان حزب الله منذ 3 سنوات يقوم بالتحرك في دول المشرق العربي ودعم الحوثيين.
ان سبب سقوط التسوية السياسية في لبنان هي حرب اليمن، حيث ارتفعت المواجهة السعودية ـ الإيرانية الى اقصى حد، ذلك ان الحرب ضد نظام الرئيس بشار الأسد من قبل التكفيريين ودعم تركي ـ خليجي واميركي واوروبي سقط وانتصر نظام الرئيس بشار الأسد بفعل مشاركة حزب الله في القتال في سوريا والإيرانيين وخاصة الدعم الجوي الروسي والميداني لنظام الرئيس بشار الأسد.
ثم في العراق انتصر الجيش العراقي والحشد الشعبي الذي هو تحت النفوذ الإيراني والعراق تقريبا هو في تحالف او تحت النفوذ الإيراني وسقط المشروع الخليجي في العراق.
اما في اليمن، فبعد انقلاب الرئيس علي عبد الله صالح والحوثيين على الرئيس عبد الهادي فان السعودية شنّت حربا هي عاصفة الحزم ضد اليمن. وواجهت حربا ضروسا مع الحوثيين وجماعة المؤتمر الشعبي التابع للرئيس علي عبدالله صالح.
واستعملت السعودية أسلحة متطورة مثل طائرات الـ “اف -15” وصواريخ من الطائرات وقنابل واشتعلت حرب حقيقية في اليمن. لكن الحوثيين تلقوا دعما من ايران، كما قاتلوا أيضا قتالا شرسا هم وجماعة علي عبدالله صالح ضد الجيش السعودي. ولم تنجح الحرب السعودية ضد اليمن في ضرب الحوثيين والمؤتمر الشعبي، وبالتالي ازدادت المواجهة بين السعودية وايران.
ورفعت السعودية من حجم مواجهتها لإيران واعتبرتها انها تتدخل في البحرين وفي اليمن عبر انصار الله وفي العراق بواسطة الحشد الشعبي وفي سوريا والعراق واليمن ودول خليجية بواسطة حزب الله.
فيما ايران كدولة قوية وارتاحت بعد توقيع الاتفاق النووي رفعت المواجهة أيضا مقابل المواجهة السعودية، وجرت حرب النفوذ بين ايران والسعودية على مدى الخليج والمنطقة كلها. ولان قطر تقيم علاقات مع ايران من خلال تنسيق مخابرات قطر وايران سويّة وتنسيق امني مشترك قررت السعودية مع دولة الامارات والبحرين فرض حصار على قطر. الا ان ايران استفادت من الحصار لاقتراب قطر اكثر اليها واقتراب ايران الى قطر اكثر.
اما في شأن حرب اليمن، فالجيش السعودي لم يستطع الانتصار والحوثيون حققوا بعض الانتصارات، كما ان الحوثيين مع جماعة علي عبدالله صالح قاموا باطلاق قذائف مدفعية وصواريخ كاتيوشيا ثم صواريخ بعيدة المدى على المدن السعودية مع حدود اليمن، مما رفع من المواجهة السعودية ـ الإيرانية الى اقصى حد.
ولم تقم الولايات المتحدة او روسيا او أوروبا بأي دور للوساطة بين ايران والسعودية، بل تركت هذه الدول امر المواجهة بين ايران والسعودية تستمر وترتفع الوتيرة دون ان يكون هنالك أي وسيط بين السعودية وايران.
النهار : الاحتواء الصعب للقرار العربي بين الحكم والحزب
كتبت “النهار “: ربما للمرة الاولى منذ نشوء ازمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، برزت ازمة موازية ومنافسة لها وان يكن سبب الازمتين واحداً. اذ ان انشغال لبنان الرسمي بتداعيات قرار وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاخير الاحد الماضي في القاهرة طغى في الساعات الاخيرة على اجواء الانتظار المحفوفة بالقلق لعودة الرئيس الحريري الى بيروت في الساعات المقبلة وسط أجواء ضبابية لم يبددها أي عامل طارئ خلال اقامته في باريس منذ السبت. وزادت وتيرة الغموض مع انسداد كل ابواب التسريبات وما اليها من معطيات منسوبة الى زوار الرئيس الحريري او القريبين منه بفعل ابعاد كل الحركة الجارية لديه عن الاعلام والاضواء. ومن المتوقع ان يقوم رئيس الوزراء المستقيل مساء اليوم بزيارة سريعة للقاهرة يلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقب عودة الاخير من قبرص بعد الظهر ويعود بعدها الى بيروت.
وتتجه الانظار غدا الى العرض العسكري الذي سيقام في جادة شفيق الوزان بوسط بيروت في ذكرى الاستقلال اذ ستكون المناسبة الاولى يظهر فيها الحريري الى جانب الرئيسين عون ونبيه بري منذ استقالته وعودته الى بيروت. ولن يقتصر الامر على مشاركته في حضور العرض ومن ثم الاستقبال الرسمي في قصر بعبدا، بل ستكون له وقفة سريعة مع تجمع لمناصري “تيار المستقبل” في بيروت في “بيت الوسط” احتفالا بعودته، علماً ان تحركات مماثلة للمناصرين ستجرى في الطريق الجديدة.
وأفادت موفدة “النهار” الى القاهرة هدى شديد ان الرئيس المصري اضطلع بدور مهم في موضوع الرئيس الحريري في الاسبوعين الاخيرين منذ طلب منه رئيس مجلس النواب نبيه بري التدخل لدى زيارته شرم الشيخ التي تزامنت مع اعلان الحريري استقالته من الرياض. ولفتت الى ان وزير الخارجية المصري سامح شكري كان قام بجولة واسعة في اطار هذا الدور المصري، استكملها في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لجهة تحييد الحكومة اللبنانية عن قرار التنديدي لـ”حزب الله”. وكانت الفقرة التي تنص على “تحميل حزب الله اللبناني الإرهابي- الشريك في الحكومة اللبنانية- مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية” في القرار الصادر عن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب موج?هة مباشرة الى ادانة الحكومة اللبنانية في مشروع القرار. وفي الاجتماع التشاوري المغلق الذي سبق جلسة وزراء الخارجية حصل نقاش حادٍ وبفضل الاتصالات الديبلوماسية تمّ التوصل الى تعديل الفقرة وتحييد الدولة اللبنانية وحكومتها عن اي اجراءات وعقوبات كانت ستطاولها جراء ادانتها وتحميلها المسؤولية عن اعمال “حزب الله”.
المستقبل : السفير السعودي يصل بيروت.. والإقبال الاغترابي على التسجيل الانتخابي يفوق الـ90 ألفاً العرب يتفهّمون “تركيبة” لبنان: لا نريده مسرحاً للصدام
كتبت “المستقبل “: بلسان عربي مؤتمن على نقل الصورة بأبعادها الواضحة للبنانيين حيال مقررات اجتماع القاهرة أمس الأول، تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالأمس من بيروت تبديداً لأي لغط في قراءة الموقف العربي حيال لبنان وتأكيداً لاستمرارية الحرص العربي التاريخي على أمن واستقرار الساحة اللبنانية. وبهذا المعنى جاءت تصريحات أبو الغيط المتعاقبة منذ لحظة وصوله إلى مطار رفيق الحريري وصولاً إلى قصر بعبدا وعين التينة لتركّز على نقطة مركزية أساس تتمحور حول تظهير تفهّم العرب “لتركيبة لبنان وخصوصيته” وعدم رغبتهم في إلحاق “أي ضرر” به ولا جعله “مسرحاً لأي صدام عربي – إيراني”.
الموقف الداعم لاستقرار لبنان الذي أكده الأمين العام لجامعة الدول العربية أمام رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري، وردّده مراراً وتكراراً على مسامع الإعلاميين واللبنانيين، أتى بالتوازي مع تسليطه الضوء بشكل واضح وصريح على رسالة الحزم العربية في مواجهة التدخلات الإيرانية تعبيراً عن “الضيق من النهج الإيراني في الإقليم العربي”، كما قال أبو الغيط في معرض توصيفه مضامين القرار الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب والذي أتى
اللواء : إلتزام عربي بصيغة لبنان وإستقرار يُبقي الأزمة في الإطار السياسي السفير السعودي في بيروت.. ونصر الله يمهِّد لمراجعة دور الحزب الإقليمي
كتبت “اللواء “: بين الشرح والتحذير من الذهاب إلى مجلس الامن لمواجهة إيران، والتأكيد على الحرص العربي على استقرار لبنان وتفهم خصوصية تركيبته والقرار باحترامها، والرد اللبناني الذي تراوح بين رفض تحميل لبنان مسؤولية الخلافات العربية، أو الإقليمية أو نعت حكومته بالارهاب، في بعبدا، والعتب والاستياء الذي سمعه أمين عام الجامعة العربية احمد أبو الغيط في عين التينة أنهى الموفد العربي “مهمة دبلوماسية” شاقة، وإن كان أوضح انه حضر إلى لبنان للمشاركة في اجتماعات الجامعة مع اللجنة الاقتصادية – الاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة.
الجمهورية : إصرار على الإستقالة واحتوائها… وتهيُّب داخلي من سلبيات الأزمة
كتبت “الجمهورية “: ساعات ويعود الرئيس سعد الحريري إلى بيروت بعد فترة الغياب الثقيل، ومع عودته يبدأ البلد رحلتَه الطويلة في أزمة يصفُها المتفائلون بالدقيقة والحرجة، أمّا المتشائمون فيقولون إنّها حُبلى بعقدٍ ومطبّات متعدّدة الأشكال والألوان. ولعلّ الصورة الجامعة للرؤساء الثلاثة في مقدّمة الاحتفال بالعيد الـ74 للاستقلال ستكون محطَّ أنظار داخلية وخارجية، أكثر من العرض العسكري في المناسبة، ولعلّها صورةٌ أرادها اللبنانيون أن تظهر في لحظة شعور البلد ولو بتحسّنٍ شكليّ، وليس في لحظة أزمةٍ تُنغّص عليهم فرحة العيد وتُهدّد الجسمَ اللبناني بوجعٍ في كلّ مفاصله.
الواضح أنّ عودة الحريري في الساعات المقبلة تشكّل الحدّ الفاصل بين العودة بالوضع الى ما كان عليه قبل اعلانه استقالته، والانتقال الى أزمة كبرى يضيع فيها الوضع السياسي والحكومي في متاهة البحثِ عن حلول مفقودة. وكلّ ذلك وقفٌ على ما سيعلنه الحريري، مع أنّ المناخ العام يَشي صراحةً أنّه سيصِرّ على استقالته.
يأتي ذلك فيما الداخل اللبناني بكلّ مستوياته متهيّب الموقف، وقلِق من الرياح الخلافية التي تهبّ عليه من جبهة الاشتباك الاقليمي المحتدم بين ايران وجيرانها، ويراقب في أيّ اتّجاه ستدور العجَلة الداخلية وسُبل احتواء أو منعِ تعرّضِ لبنان لسلبيات لاحَت احتمالاتها من اجتماع وزراء الخارجية العرب وبيانِهم الختامي، وهو أمرٌ زرَع الخشية من منحى لوضعِ لبنان في مربّع لا يُحسَد عليه، على حدّ تعبير مرجع سياسيّ قال لـ”الجمهورية”: “لمستُ في الأيام الأخيرة إشارات ايجابية كانت تَرِدُني من وقتٍ الى آخر من بعض المراجع الدولية والاقليمية حيال الأزمة التي نمرّ بها، لكن بعدما اطّلعتُ على نقاشات وزراء الجامعة العربية انتابَني القلق من انعكاسات شديدة السلبية على البلد، خصوصاً وأنّ الكلام كان هجومياً على الحكومة اللبنانية، فأن توضعَ هدفاً لمعاقبتها ومعاقبة البلد من خلالها أمرٌ لا يُطمئن”.
وعلمت “الجمهورية” أنّ لبنان الرسمي تابع عن كثب وقائعَ الاجتماع الوزاري العربي، وجَهد قبل انعقاده لمحاولةٍ للنأي بالبلد عن وضعه على منصّة التصويب، وذلك بعد ورود معلومات ديبلوماسية الى مراجع رسمية تعكس وجود منحى تصعيدي.