التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 18/11/2017
نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
18 تشرين2 – نوفمبر/ 2017
المقدمة
استغل الرئيس ترامب جولته الآسيوية “المطولة” لتعديل بوصلة الإهتمام الإعلامي في مواكبة نشاطاته ولقاءاته بعيداً عن روتين واشنطن الفضائحي؛ وتصدرت التحولات المتسارعة في المملكة السعودية رأس اهتمامات مراكز ومفاصل القرار السياسي الأميركي.
يستعرض قسم التحليل انقضاء عام كامل على انتخاب الرئيس ترامب وتناول ما استطاع تحقيقه من انجازات، التي لا تشذ عن سياسات الحزب الجمهوري، خاصة في نطاق السياسة الخارجية، بصرف النظر عن التهويل الإعلامي والمشادات التي تبرز بين الحين والأخر داخل البيت الواحد.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
سوريا
زعمت مؤسسة هاريتاج ان الرئيس ترامب كانت لديه رؤيا ثاقبة حول السياسة الاميركية في سوريا “قبل تسلمه مهام الرئيس بزمن طويل .. والنواقص والمطبات التي ميزتها.” وبعد أن اصبح صاحب القرار السياسي، فان “موسكو تستمر في تغلّبِها بدهاء على واشنطن عبر تغاضيها عن ترتيبات خفض التصعيد.” واضافت انه بعد النجاحات الميدانية التي ادت لتقلص “دولة الخلافة .. شرعت روسيا وسوريا وايران وحزب الله بالعمل بالقرب من مجموعات المعارضة المدعومة أميركياً ..”
المملكة السعودية
أشارت مؤسسة هاريتاج الى التطورات المتسارعة في السعودية وما إذا كان “محمد بن سلمان جاهز لتولي قيادة ثورة من الأعلى، في خضم الهزة المذهلة في الايام الماضية .. مع العلم أن التغييرات تؤتي أكلها ببطء.” وأوضحت أن “محمد بن سلمان يلعب الدور الموجه لعملية التطهير المفاجأة .. وقيادته للتغييرالسريع في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.”
استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مسببات “الاعتقالات المفاجأة” وانعكاساتها والتي كانت ثمرة لتشكيل “هيئة مكافحة الفساد قبل ساعات من حملة الاعتقالات.” واستطرد بالقول أن “طبيعة الاعتقالات لكبار الأمراء وركائز الاقتصاد المحلي تشير الى نية ولي العهد الأمير محمد توطيد مراكز القوة والولاء والسير قدما بخططه الطموحة للتقدم بالمملكة اقتصادياً واجتماعياً.” وأوضح أن اعتقال “نجلي الملك الراحل عبد الله، متعب وتركي، تؤشر الى حسابات سياسية ذات بعد استراتيجي خاصة وأن جهاز الحرس الوطني بقيادة متعب قد يكون باستطاعته التصدي لبعض تحركات إبن سلمان ضد العائلة الملكية؛ بينما تركي بن عبد الله في منصبه كأمير منطقة الرياض خوّله للعب دور سياسي لحشد التأييد بين صفوف العائلة، وهو نفس المنصب الذي شغله الملك سلمان بفعالية شديدة لعقود مضت.”
https://www.csis.org/analysis/arrests-saudi-arabia-causes-and-implications
وشاطره الرأي معهد كارنيغي بقوله أن حملة الاعتقالات تؤشر على “عزم ولي العهد إبن سلمان توطيد نفوذه، بدعم والده الملك، داخل صفوف العائلة الحاكمة.. وكبح جماح السلطات القضائية والدينية؛ بخلاف نمط الحكم المعهود بالمماطلة في ترسيخ أسس دولة حديثة.” ومضى موضحاً أن التغييرات السياسية المبتغاة “يقودها ولي عهد طائش وطموح، تفرضها التزامات اجتماعية موروثة لا يمكن تحمل أعباءها قد أضحت أكثر إلحاحاً بفضل تجاوزات السياسة الخارجية للسعودية.”
http://carnegieendowment.org/2017/11/09/remaking-of-saudi-state-pub-74681
استحضر معهد أبحاث السياسة الخارجية حكايات “ألف ليلة وليلة،” للدلالة على ما يجري في الرياض “بالليلة الثانية بعد الألف .. وسرد شهرزاد حكاية الملك يونان والحكيم رويان .. وحديث القمع في كل قلب.” وأضاف أنه ربما من العسير تحديد حجم القمع الممارس “والناجم عن اعتقال الأمراء .. لكن إبن سلمان استشعر مواطن قوته المتزايدة كوصفة للمضي فيما يراه ممارسة قمعية ضرورية.” في الخيارات المتاحة، وفق رؤية المعهد، بقاء إبن سلمان في الواجهة أو تراجع مكانته، فإن ما ليس مرجحاً “قدرته على استعادة الترتيبات السياسية كما كانت عليه منذ نهاية عام 1953،” أي زمن وفاة المؤسس عبد العزيز بن سعود. واعتبر المعهد أن “تهور” الأمير الشاب قد أدى “لتفكيك مفاصل الدولة القائمة، بمساندة والده الضعيف أو بدونه؛ وربما قام بذلك نتيجة عدم تطابق طموحاته الشخصية مع ما ينبغي أن يتحلى به من حكمة وخبرة ..”
https://www.fpri.org/article/2017/11/1002nd-arabian-night/