باحثون: معامل التكرير بحيفا في مرمى صواريخ حزب الله
حذر باحثون ومختصون إسرائيليون في “رفائيل”، من توسعة معامل تكرير البترول بمنطقة خليج حيفا، واعتبارها “تهديدا لم نكن نعهده في الماضي”، بحيث ستكون هدفا لصواريخ حزب الله، بحسب ما أفادت القناة الثانية الإسرائيلية .
اجتمع نائب رئيس البحث والتطوير في “رفائيل”، نائب مدير قسم الصواريخ ورئيس مشروع “باراك”، نظام الدفاع الصاروخي، هذا الأسبوع في نقطة تطل على مصافي ومعامل تكرير البترول في خليج وحيفا. وأجمعوا أن إسرائيل ستواجه في الحرب القادمة تحديدات وتهديدات جديدة غير معهودة ولم تعرفها بالسابق.
بادر الثلاثة لعريضة وحملة تواقيع ضد مشروع توسعة معامل التكرير في خليج حيفا، ويعتزمون بذل كل ما في وسعهم لمنع إتمام المشروع، وبرروا موقفهم بالقول إن “أي ضربة من حزب الله ستكون كارثية ولم يسبق لها مثيل“.
وقال نائب رئيس قسم الصواريخ في “رفائيل” شايك شتازبرغر: “في عام 2006 لم يكن حزب الله يملك ذلك والقصد تحديد الأماكن بالضبط، فهذا بمثابة تجديد وعلينا أن نفترض أن منظومة تحديد الأماكن بحوزتهم، فهم يعرفون بالضبط أين معامل ومصافي التكرير، ما هي بيانات الأرصاد الجوية، لذلك سيتم استهدافها وضربها. فهذا تغيير كبير منذ ذلك الحين“.
ووصف التقرير، الذي أعده مجموعة High Level Military Group، والذي يضم كبار ضباط الاحتياط في جيوش الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وأستراليا وإيطاليا ، بالإضافة إلى مسؤولين سياسيين وعسكريين في إسرائيل، التطور العسكري لحزب الله اللبناني، ووصفوه بأنه “يمتلك قدرات
لقد تسبب قراران للحكومة اتخذا في الأشهر الأخيرة في قيام مدراء تنفيذيين سابقين بشن هجوم ضد خطة توسيع معامل ومصافي تكرير البترول، وخطة الأراضي الشمالية التي تشمل نقل خزانات الوقود إلى المساحات المفتوحة المتاخمة للمصافي مما سيزيد بشكل كبير من مساحة المواد الخطرة، كما وسيتم تحويل المكان إلى منطقة لا يمكن الدفاع عنها.
وقال الرئيس السابق لقسم الدفاع الصاروخي في “رفائيل” الدكتور آفي وينرب: “إذا حصننا وأغلقنا أهدافنا، فلا توجد مساحات مفتوحة، وهذا يعني أن كل صاروخ سوف يسبب الضرر وضربة واحدة سوف تشعل المنطقة بأكملها“.
ذات الموقف يتبناه شتازبرغر، الذي أضاف: ” مجمع الأمونيا هو هدف صغير نسبيا، والذي يمكن أن الدفاع عنه ويكون تحت الحماية ميدانيا، ومع ذلك، عند الحديث عن مخاطر من الجو والفضاء فهذا هو الفرق الكبير“.
ويعتقد الباحثون، أنه حتى لو تم نصب العديد من المنظومات الدفاعية وقواعد القبة الحديدية من حول معامل التكرير ومجمع الأمونيا، فإنها لن توفر الحماية التامة وسيتم استهدافها بالصواريخ، فالضرر أمر لا مفر منه وسيكون حتمي رغم وجود المنظومات الدافعية.
الهجوم الإسرائيلي على مركز الدراسات العلمية كان لعرقلة إقامة بنية تحتية لإنتاج إيراني سوري مشترك لسلاح متطور ويهدف الهجوم لإيصال رسالة إلى سورية وحزب الله مفادها أن “إسرائيل لن تتعايش مع ترسيخ الوجود الإيراني الأمني والاقتصادي في سورية
وقال الدكتور وينرب “هذا النظام الصاروخي الدفاعي، مع فرصة نجاح 90% من الاعتراض، ليس له سابقة في العالم، وهذا هو النظام مع أعلى النسب المئوية الموجودة بالنجاح باعتراض الصواريخ الهجومية والتي لا تزال لديه إخفاق وتسرب 10% “.
بدوره، قال شتازبرغر: “هناك آلاف الصواريخ بحوزة حزب الله، لنتذكر 400 صاروخ كانت قد دمرت البنية التحتية للبتروكيماويات بأكملها في مدينة السويس، لنأخذ بالحسبان تسرب 10 % من الآلاف الصواريخ التي بحوزة حزب الله،“.
وذكر أنه في تشرين الأول / أكتوبر 1967، هاجم وقصف الجيش الإسرائيلي مصافي النفط في مدينة السويس، مما أدى إلى فرار عشرات الآلاف من السكان، وأغلق سوق الطاقة المصري تماما، ووفقا لمسؤولين سابقين في “رفائيل”، “ليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن هذا سوف ينتهي بشكل مختلف في البلاد“.
وقال نائب الرئيس السابق للبحث والتطوير في “رفائيل”، الدكتور نفتالي عميت، “انظر إلى قرب المنازل في كريات آتا وكريات حاييم، ستعرف إنه ليس فقط حيفا لن تبقى”. وأضاف: ” سيتم إجلاء كريات حاييم والكريوت وكريات آتا، من السكان عندما يكون هناك أي حدث، فالإجلاء ليس فقط لسكان حيفا و200 ألف شخص، بل سكان المنطقة كافة“.
من جانبها، قالت ليحي شاحر بيرمان من منظمة “الخضر” في حيفا “لا أحد يتحمل المسؤولية، لا يوجد حاليا جهاز أمني رسمي لدولة إسرائيل قام بفحص ودراسة استقصائية كبيرة للمخاطر ودرس الخطر ودرس تأثير الكارثة وحذر من هذه المخاطر وصادق على احتمال وقوعها“.
ورد الخبراء على هذه الطعون والادعاء بالقول إنهم “يقدمون أفكارا إلى أعدائنا لكيفية استهداف والإضرار بدولة إسرائيل”. وقال الدكتور عميت: “كل من يقدم هذه الأفكار هو شخص يأتي بمقترحات ليست له أي صلة بالأمن، فقط اذهب وضع مجمع الوقود هنا في هذا المركز، ما يعني أن خليج حيفا تحول لهدف للصواريخ“.
وأضاف الدكتور وينرب “هذا هو جوهر فشلنا المستمر في ازدراء العرب”، مضيفا “بعد كل شيء، هل نعتقد أن هناك أشخاصا في حزب الله ليس لديهم معرفة؟، نحن لا نكشف شيئا جديدا لهم، ونأمل أن نبين لسكان إسرائيل إنه ستكون هناك كارثة هنا “.
وفي ورقة الموقف التي صاغوها، يقترحون سلسلة من البدائل، مثل وضع الحاويات، وتفريقها، ووضعها على منحدرات الكرمل، الأمر الذي سيجعل من الصعب ضرب الأهداف. كما حظيت الورقة بدعم وتوقيع عدد من كبار المسؤولين، بمن فيهم الحائز على جائزة الأمن في إسرائيل والرئيس التنفيذي السابق لشركة “رفائيل“.
وستصبح ورقة الموقف عريضة خلال الأيام المقبلة، مما سيؤدي إلى تحقيق نتيجة مماثلة لتلك التي تحققت مع مجمع الأمونيا. وقال شتازبرغر: “ما ناقشناه هنا هو باختصار وفقط ما يمكن مناقشته والخوض به فالكثير من الأمور لا يمكن مناقشتها علنا”.