من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الاخبار: السعودية «تتراجع»: سعد الحريري راجع؟
كتبت الاخبار: نسفت مقابلة الرئيس سعد الحريري أمس، محاولات التعمية على إقامته الجبرية في السعودية واحتجاز حريّته. إلّا أن مواقف الحريري أتت في سقف أدنى بكثير من ذلك الذي ظهر في بيان استقالته، ممّا يشير إلى توجه سعودي بالتزام التسوية بعد تعديل شروطها، بعدما فشلت المرحلة الاولى من الانقلاب السعودي في تحقيق غايتها
لم ينجح معدّو مقابلة الرئيس سعد الحريري على شاشة تلفزيون المستقبل، أمس، في تبديد انطباعات اللبنانيين التي تكوّنت منذ تقديم استقالته، عن كون رئيس حكومتهم مسلوب الإرادة في إقامته في المملكة العربية السعودية. لا شكلاً ولا مضموناً، تمكّن الحريري ومن يقف خلف المقابلة في إزالة هذا اللّبس، أو التخفيف من وطأته، بل على العكس، رسّخ التعب والقلق، اللذين ظهرا على وجهه وصوته، نظريّة إقامته الجبرية في مملكة القهر السعودية.
وعدا عن ترتيبات المقابلة المفاجئة والسريّة التي أحيطت بها بدايةً، وعدم معرفة المحاوِرة الزميلة بولا يعقوبيان، بموعد المقابلة الدقيق حتى وصولها إلى الرّياض، وعدم معرفتها إن كانت المقابلة ستبثّ مباشرةً على الهواء أو سيتمّ عرضها لاحقاً بعد تسجيلها، كان كافياً أن يظهر رجلٌ في خلفيّة «الكادر» يرفع ورقةً للحريري، فيشيح رئيس الحكومة بنظره عن الشاشة، حتّى تزيد شكوك المتابعين بأن إحاطة الأمن السعودي للحريري في خطواته أكثر من حقيقة.
ويمكن القول من خلاصة المقابلة إن من خطّط لهذه الاستقالة، منتظراً مفاعيل مختلفة عن تلك التي ظهرت على الساحة اللبنانية، اضطّر تحت وطأة الفشل إلى أن يخفض من سقف مواقفه، وهو ما ظهر على لسان الحريري أمس.
أوّلاً، لم ينجح مهندسو الاستقالة في إحداث شرخ سريع على الساحة اللبنانية، إن على المستوى السياسي بين القوى أو على مستوى الشارع، على عكس التوقّعات بحدوث صدامات وهبّة مؤيدة للسعودية في بيئة تيّار المستقبل.
ثانياً، نجح مثلّث عون ــ الرئيس نبيه بري ــ قيادات المستقبل البارزة وعائلة الحريري في التماسك الكلّي، ونقل المعركة إلى المحافل الدوليّة والدبلوماسية، ما سبب حرجاً كبيراً للسعوديين.
ثالثاً، لم ينجرّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى خطاب التصعيد السعودي، بل ظهر في إطلالتين متتاليتين بكثيرٍ من الهدوء والتروّي والاحتضان لعائلة الحريري وتيار المستقبل، رامياً الكرة في ملعب التصعيديين.
رابعاً، ظهر لمعدّي استقالة الحريري ضعف الفريق المحسوب بالكامل عليهم وعجزه عن تحريك الشارع اللبناني، إن كان في الشمال، حيث يلعب اللواء المتقاعد أشرف ريفي، أو في الساحة المسيحية حيث نفوذ حزب القوات اللبنانية، الذي ظهر عاجزاً أمام تمسّك هذا الشارع شبه الكامل بخيارات رئيس الجمهورية وإجماع القيادات الرسمية خلف توجّهات عون وقيادته للمواجهة الدبلوماسية والشعبية.
وحتى مساء أمس، كان رئيس الجمهورية لا يزال متمسّكاً بموقفه، ومعه برّي ومعظم القيادات السياسيّة، في اعتبار ما يصدر عن الحريري من مقرّ إقامته الجبرية، «موضع شكّ والتباس ولا يمكن الركون إليه أو اعتباره مواقف صادرة بملء إرادة رئيس الحكومة». وظهر هذا الموقف المشترك بين عون وبرّي، بإعلان قناة «أن بي أن» عدم نقلها مقابلة الحريري، بناءً على ما عبّر عنه رئيس الجمهورية. وعكست شاشات التلفزة اللبنانية موقفاً متماسكاً انسجاماً مع موقف عون وبري، حيث امتنعت كل الشاشات الأرضية عن نقل المقابلة، باستثناء قناتي المستقبل و«أم تي في»، الأولى لأنها ملك تيار المستقبل و«رهينة» مثل الحريري لدى السعودية، والثانية لأنها «مرتهنة»، وتبغي تحقيق الرضى السعودي (وما ينجم عنه من أموال) مقابل هذه المواقف، خلافاً لشبه الإجماع اللبناني الرسمي والشعبي.
وبدا لافتاً في اليومين الماضيين موقفان، الأول صدر عن المتحدثة باسم البيت الأبيض هيذير نويرت، التي ارتبكت أثناء إجابتها عن أسئلة الصحافيين إن كان الحريري محتجزاً في السعودية، والثاني صدر عن الخارجية البريطانية، وأمل أن «يعود الحريري إلى بيروت من أجل الاستقرار السياسي ولا ينبغي استخدام لبنان كأداة للصراعات بالوكالة». أما نويرت، في ردّها على سؤال، فقد رفضت أن تشير إلى مكان وجوده أو إلى مكان لقائه القائم بالأعمال الأميركي في السعودية، كما أنها لم تجب إن كان باستطاعة الحريري العودة إلى بيروت أو لا. إلا أن موقف البيت الأبيض، كرّر ما قاله وزير الخارجية الأميركي تيلرسون قبل أيام، خلافاً لما يحكى عن اختلاف في وجهات النظر بين الخارجية وإدارة دونالد ترامب، مؤكّداً أن «الحريري شريك موثوق ونرفض تهديد سيادة لبنان».
وكان لافتا أن مضمون المقابلة ومواقف الحريري الهادئة، لا تقارن بتلك التي صدرت في بيان استقالته، من حيث تحميل مسؤولية عدم استقرار المنطقة لإيران وحزب الله، وتهديد حزب الله وإيران بالويل والثبور، بل ظهر الحريري كمن لعب ورقةً خطرة، بهدف تحسين شروط التسوية لا أكثر، من خلال فتحه باب الحلّ في أكثر من ثغرة خلال المقابلة، وتأكيده تعليق التسوية الرئاسيّة إلى حين عودة الطرف الآخر عن خروجه عنها، بما سماه العلاقة مع النّظام السوري. كذلك الأمر، بالنسبة إلى استقالته، إذ اعترف بأن الاستقالة ناقصة دستوريّاً، وأنه مطالب بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون لتقديمها رسميّاً، ووضع الرئيس في ظروفها.
وبدأ الحريري مقابلته بالتأكيد على أن ما يهمّه هو «مصلحة لبنان» وأن استقالته لمصلحة لبنان «بعدما رأى ما يحصل في المنطقة».
وركّز الحريري على ما سمّاه تدخّل حزب الله في اليمن، مصوّراً الأمر على أنه السبب الذي دفع السعودية إلى التصعيد ودفعه إلى تقديم استقالته. وردّاً على سؤال حول ما إذا كان محتجزاً أو في الإقامة الجبرية، تحدّث الحريري عن الملك السعودي وعن وليّ العهد محمد بن سلمان بودّ، مشيراً إلى أن وضعه الأمني مهدّد، وهناك «معطيات اكتشفتها هنا، ومنها أننا ذاهبون الى مكان وعلينا إنقاذ البلد. أنا لا يهمني إذا متّ، ولكن يهمني البلد، مهمتي الأساسية الحفاظ على البلد»، لكنّه أشار إلى سوريا لناحية تهديده الأمن، محيّداً حزب الله، قائلاً «ما زلت مهدداً من النظام السوري، وهناك خروقات حولي في مجال الأمن. وعندما أعود سأعمل على دراسة تأمين أمني بالتنسيق مع الجيش وقوى الأمن».
وقال إنه فخور بالعلاقة مع عون، و«عندما أعود الى لبنان سأتحاور معه في كل الأمور، وعلينا تصويب الأمور سوياً مع فخامة الرئيس في ما يتعلق بالنأي بالنفس». وأعلن الحريري أكثر من مرّة أنه سيعود الى لبنان قريباً، خلال يومين أو ثلاثة، ليؤكد على استقالته، إلّا أنه أكّد «الدخول بالحوار مع كل الأطراف على أساس النأي بالنفس، وعلى أساس الحوار الإيجابي والعلاقات الإيجابية مع كل العرب»، مشيراً إلى أن «المطلوب حوار حوله (سلاح حزب الله)، ويجب أن يكون حول جوانب إقليمية، ولكنني أقول إن حزب الله ليس شأناً لبنانياً فقط، وإنما إقليمي، لذلك أنا أشدد على مسألة الحوار». ورفض الحريري الكشف عن بعض «الأسرار» إلى حين عودته إلى لبنان والتحدث بها مع عون.
البناء: تفاهم روسي أميركي على السير بالتسوية في سورية بالتمهيد للانتخابات… لبنان ينتصر بتحرير رئيس حكومته من الاحتجاز السعودي.. الحريري يلتحق بعون وبري باعتبار الاستقالة غير قائمة
كتبت البناء: رغم التفسيرات المتباينة للبيان الروسي الأميركي حول سورية، ورغم كون الإشارة الوحيدة على حجم ثقة الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، بكون البيان تعبيراً عن تفاهم عميق بينهما، هي بالكلام الصادر عنهما بأنّ تفاهماً سيُنهي الحرب ويفتح باب الحلّ في سورية قد تمّ بينهما، بقيت الإشارة المهمة التي تضمّنها البيان المشترك عن التمهيد لانتخابات هي كلمة السرّ في البيان، والباقي إجراءات عملانية لتسهيل تثبيت وقف النار، وإنهاء العنف، سواء بفتح حوار بين الحكومة السورية والجماعات الكردية، أو بتثبيت مناطق حرام بعمق خمسة كيلومترات على الحدود الأردنية السورية ينتشر فيها الجيش السوري وحده، كما قالت مصادر إعلامية روسية، والتي أضافت حديثها عن توافق على تعزيز خطوات الجيش السوري لإنهاء داعش في المناطق الشرقية الشمالية في ريف دير الزور، وكذلك في المناطق الغربية الشمالية في ريفي حلب وإدلب ضدّ جبهة النصرة.
أهمية التفاهم الروسي الأميركي الكبير تأتي من كونه يغلق باب التنبّؤات عن تصعيد كبير قد يصل إلى حرب في المنطقة، وبالتالي يفتح الباب لكون التسويات عنواناً للأزمات المتفجرة من سورية وصولاً لليمن. وهذا معناه إغلاق الباب على التصعيد السعودي في الوقت الخاطئ، الذي استهدف لبنان، ويفسّر سرعة التراجع التي ظهرت في إفساح المجال لرئيس الحكومة سعد الحريري المحتجز في السعودية، بإطلالة تلفزيونية يمهّد فيها لعودته إلى لبنان، وربما عودته عن الاستقالة.
مصادر سياسية مطلعة قالت لـ «البناء»، إنّ كلام الحريري عن المضامين السياسية وربط النزاع حول التسوية التي أنتجت وصول العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية ووصول الحريري نفسه لرئاسة الحكومة، هو الحدّ الأدنى الذي يمكن للسعودية نيله من حرب الاستقالة واحتجاز الحريري بعدما كان السقف المرسوم للاستقالة تفجير فتنة مذهبية، وبدء حرب اقتصادية تتوّج بعدوان «إسرائيلي» على لبنان، فصار السقف الجديد التزام الحريري بعد عودته البقاء على استقالته حتى التوصل لتسوية جديدة مضمونها ربط لبنان بالمحور السعودي في صراعات المنطقة، وهذه أحلام سعودية يعلم الحريري أنها لن تتحقق، ويكفيه أن يعود بالتعهّد بها حراً، ويبقى مستقيلاً، وينهي المستعجلين لوراثته، ويخوض الانتخابات النيابية قوياً، وبعدها لكلّ حادث حديث، وأيّ تسوية جديدة ستنضج توازناتها، ستكون ثمرة توازنات إقليمية ودولية ستتبلور حتى موعد الانتخابات.
المهمّ في إطلالة الحريري أمران، وفقاً للمصادر المطلعة نفسها، الأول أنها أعلنت انتصار اللبنانيين بتماسكهم وموقف رئيس الجمهورية ودعم رئيس المجلس النيابي له، بفكّ أسر رئيس حكومة لبنان من الاحتجاز، ولولا الموقف اللبناني الرسمي والشعبي، ما خلا بعض أصوات النشاز المطالبة بقبول الاستقالة، لما فشلت الخطة السعودية، ولكان الحريري صار طيّ النسيان كرئيس سابق للحكومة «استقال وترك العمل السياسي وبقي طوعاً في السعودية»، ولولا هذه الهبّة اللبنانية لما تحرك المستوى الدولي ونشطت الوساطات الدولية والإقليمية لفك أسر الرئيس المحتجز، وما ترتب على ذلك من تحوّل الاحتجاز وما معه إلى عبء لا تستطيع السعودية مواصلة السير فيه والتغطية عليه. وهذا ما اعتبرته المصادر سبب شكر الحريري لرئيس الجمهورية على عدم قبول الاستقالة.
الأمر الثاني، برأي المصادر، هو أنّ الحريري ردّ ضمناً على الذين خرجوا من كنفه ومن المحسوبين عليه، والمستظلين بعباءة التحالف معه، يطالبون بقبول الاستقالة، وأسقط عنهم الغطاء، وكشف تآمرهم عليه وعلى لبنان، فقد كان واضحاً بالقول إنّ موقف رئيس الجمهورية برفض التعامل مع الاستقالة بصفتها مستوفية للشروط، هو موقف في مكانه فضمّ صوته لرئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي، والأمين العام لحزب الله، والمواقف هذه تستند إلى رفض التعامل مع الاستقالة لارتباطها بظروف مريبة ترسم أسئلة حول كونها تعبّر عن الإرادة الحرة لصاحبها.
لم يغيّر كلام رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من معتقله السياسي في الرياض مساء أمس من مشهد الوحدة الوطنية الذي تشكّل حول استعادة رئيس حكومتهم الى بيروت، كما لم يبدّل موقف الدولة اللبنانية وعلى رأسها رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي اعتبار استقالته، كما بيان الاستقالة غير شرعية وغير قانونية وغير دستورية، لأنها تمّت تحت الضغط والإكراه.
غير أنّ جملة من الأمور يمكن ملاحظتها في الشكل خلال المقابلة التي أقلّ ما يمكن القول فيها إنها جاءت بطلبٍ مباشر من السلطات السعودية، وتمّ توجيه مواقف الحريري لبعث رسائل عدة مطلوب إيصالها الى مَن يعنيهم الأمر في بيروت وخارجها، وذلك بعد عجز النظام السعودي عن تحمّل الضغوط الدولية التي توالت عليه ولا عن مواجهة الموقف اللبناني الموحّد الملتفّ حول الحريري، حيث نجحت الاتصالات الدولية، بحسب ما تؤكد مصادر مطلعة لـ «البناء» خلال الأيام الثمانية الماضية بإنقاذ ما أسمته حياة الحريري، بعد أن كانت مهدّدة كما تمكّنت من حفظ جزء من كرامته من خلال منع توريث بهاء رفيق الحريري على رأس عائلة الحريري وتيار المستقبل.
وقد بدا على رئيس الحكومة الإعياء والإرباك واختصار الإجابات وتكثيف الفواصل الإعلانية وتكرار مواقف عدة أكثر من مرة. وقد بدت علامات الخوف واضحة بحسب خبراء في علم النفس والجسد، كما لوحظ الفارق في مكان إجراء المقابلة وبين المقابلات السابقة التي كان يُجريها الحريري في أماكن فسيحة في منزله في بيت الوسط، وخصوصاً في منزله في العاصمة الفرنسية.
وقد لوحظ أيضاً خلال المقابلة ظهور أحد الاشخاص وبيده ورقة بيضاء ما شتّت انتباه الحريري حيث نظر اليه وأشّر له بيده، غير أنّ المحاورة بولا يعقوبيان سارعت الى استدراك الموقف لاحقاً، وأوضحت أنّ الشخص الذي اقترب وظهر في كادر الكاميرا هو من فريق العمل.
أما في المضمون فإنّ المقابلة السياسية للحريري وضعها المراقبون في كفّ فيما وضعوا بكاءَه في كفّ آخر، اذ عبّرت دموعه عن عمق الأزمة النفسية العاطفية الشخصية التي تصيبه جراء الاحتجاز التعسّفي، وبالتالي ملابسات المقابلة والتي تنضح بالمخفيّ من وقائع وليس بما قيل، فما ردّده الحريري هو ضمن السياق المفروض عليه.
الديار: السعوديّة تراجعت عن خطوتها ورئيس الجمهوريّة سيدعو لطاولة حوار
كتبت الديار: أدّى التحرك العربي والاوروبي والدولي الى إعادة الحياة الى التسوية السياسية في لبنان، والى تراجع المملكة العربية السعودية عن خطوتها التي أدت الى اهتزاز الوضع وحصول توتر كبير في لبنان اثر سفر الرئيس سعد الحريري الى الرياض وإعلان استقالته بشكل مفاجئ، وبيان عنيف، ثم ظهوره ليلة امس في مقابلة هادئة ركّز فيها على انه عائد الى لبنان خلال الأيام الثلاثة القادمة وانه سيزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وطالب الرئيس سعد الحريري بتطبيق مبدأ النأي بالنفس، معتبرا ان رئيس الجمهورية هو الذي يقرر الدعوة الى طاولة الحوار.
وكان التحرك العربي قد بدأ من العراق الى مصر التي دعمت استقرار لبنان والى الأردن والى التحرك الكثيف للرئيس الفرنسي ماكرون والاوروبي الشامل والى إشارة روسية واشارة أميركية بضرورة الحفاظ على استقرار لبنان السياسي وعلى الحفاظ على المؤسسات الدستورية في لبنان، وعلى ضرورة عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، وضمان الاستقرار الأمني والحفاظ على مؤسسة الجيش والقطاع الاقتصادي ووحدة لبنان، مما أعاد الحياة الى التسوية السياسية التي حصلت قبل 10 اشهر او قبل سنة تقريبا، وكادت ان تسقط عبر الخطوة السعودية، لولا ان الموقف العربي والاوروبي والأميركي والروسي يعتبر الاستقرار في لبنان هو خطاً احمر وهنالك غطاء عربي دولي فوق لبنان يمنع حصول أي فتنة.
ولا بد من الإشارة الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أدى دورا كبيرا في الاتصال والتحرك على المستوى العربي والاوروبي والدولي، كذلك الأطراف السياسية اللبنانية بمجملها، ومن خلال هذه التجربة تأكد ان لبنان يشمله غطاء عربي دولي، وان سقوط المؤامرة التي تمت تسميتها «الربيع العربي» لم تشمل لبنان، بل منذ سنة تم انتخاب رئيس جمهورية جديد هو العماد ميشال عون، وتم تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة وهي حكومة وحدة وطنية ضمت كل الأطراف من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال الى اقصى البقاع الى كافة المكوّنات السياسية والمذهبية في لبنان. وانجز عهد الرئيس العماد ميشال عون والحكومة والجيش والمقاومة خطوات كبيرة وهامة، منها إقرار اول موازنة منذ 12 سنة، إضافة الى تحقيق الامن الوطني على الساحة اللبنانية، إضافة الى ضرب التكفيريين وازاحتهم من حدود لبنان الشرقية على كافة الحدود بين لبنان وسوريا والتجهيز لمناقصة التنقيب عن الغاز وتعزيز قوة الجيش اللبناني عبر دعوة واشنطن لقائد الجيش العماد جوزف عون 3 مرات الى واشنطن، وعبر قيام الأجهزة الأمنية وعلى رأسها المديرية العامة للامن العام لكشف خلايا الإرهاب ووقف مسلسل السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية من التكفيريين في بيروت والبقاع ومناطق أخرى.
كما ان الحوار حصل بين الأطراف كافة، واولها بين تيار المستقبل وحزب الله، كما تم البدء بتطبيع العلاقة مع سوريا ضمن سيادة كل دولة رغم اعتراض فريق 14 اذار عليها، لكن رئيس الجمهورية استطاع تأمين التوازن ومنع تفجير الخلافات في مجلس الوزراء، كما تم إقرار سلسلة الرتب والرواتب التي امتدت ازمتها منذ عام 2011 حتى عام 2017.
وكان الوضع على الاجمال مقبولا، باستثناء الوضع الاقتصادي السيىء الذي كانت الحكومة والعهد يستعدان لمعالجته، وكذلك تم الاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية على أساس النسبية وتحديد موعد الانتخابات النيابية في اول أيار القادم، وإعادة لبنان الى الساحة الدولية وتنشيط علاقاته مع كافة الدول.
الصراع الإيراني – السعودي كاد ان ينعكس على الساحة اللبنانية، لكن سقوط المؤامرة ودور الدول العربية المعتدلة ودور أوروبا وروسيا وواشنطن منعوا انفجار الوضع في لبنان وقامت الأطراف السياسية اللبنانية بخطوات حكيمة ومتوازنة، مما كان يبشّر بمستقبل جيد للبنان.
ويمكن اعتبار ان لبنان اجتاز «القطوع» وان الحرب في سوريا الى انحسار، وان العراق انتصر على التكفيريين، وان العراق عائد الى وحدته، فيما يبقى وضع الخليج واليمن متوترا، وأدى حزب الله والمقاومة دورا كبيرا في اسقاط المؤامرة عن لبنان ومنعها في سوريا، ولم تجعل المقاومة اشتراكها في القتال يستغله احد او تستغله المقاومة لمصلحتها، بل بقيَ القتال خارج الساحة اللبنانية.
لكن حرب اليمن انعكست مباشرة سلبيا على السعودية وعلى الشعب اليمني، ولم يحصل انتصار سعودي في اليمن ولا انتصار إيراني في اليمن.
وانطلقت شرارة الحرب بين السعودية وايران من خلال اليمن ووصلت الى لبنان، والسعودية فشلت في حرب عاصفة الحزم، ودعمت ايران وحزب الله الحوثيين وقسماً كبيراً من الشعب اليمني دون تدخل مباشر. وقامت إسرائيل وفريق خليجي بتحريض الولايات المتحدة ضد حزب الله وايران، وبخاصة ضد ايران فهدد الرئيس الأميركي ترامب بإلغاء التوقيع الأميركي على الاتفاق النووي مع ايران وفرض عقوبات على ايران وحزب الله بضغط إسرائيلي – خليجي.
لكن إسرائيل عرفت ان حملتها فاشلة، وانها لا تستطيع القيام بحرب ضد لبنان وضد المقاومة. كذلك وقفت أوروبا ووزارة الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع الأميركية ضد خطاب الرئيس الأميركي ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع ايران، وبخاصة قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدور كبير في حماية سوريا ووحدة أراضيها، واستطاعت روسيا إقامة التوازن مع اميركا وضرب التكفيريين في سوريا، ومنعت تركيا من الاعتداء على سوريا، وزوّدت ايران بمنظومة صواريخ اس – 400 المضادة لأي هدف جوي واقامت روسيا توازناً في علاقتها مع تركيا، بعد ردع تركيا ودول الخليج عن ارسال تكفيريين الى العراق وسوريا.
وكل هذه الصورة أدت الى تجميد الأطراف كافة وسقوط التكفيريين. وتوقفت دول أوروبية وأميركية وخليجية عن دعم وتمويل الحركات الإرهابية المتطرفة لان الوضع انعكس على أوروبا وأميركا من خلال القوى التكفيرية الإرهابية التي قامت بعمليات إرهاب في أوروبا وفي الولايات المتحدة. وشعرت أوروبا وأميركا ان دعمها للتكفيريين كان خطأ كبيراً انعكس عليها، بعدما حاولت عبر تسليحهم وتمويلهم مع تركيا ودول خليجية اسقاط النظام السوري والعراق قد فشل وسقطت المؤامرة.
المهم الان ان الرئيس سعد الحريري عائد الى بيروت خلال الأيام القادمة، وان مصادر بعبدا أكدت ان رئيس الجمهورية سيدعو الى طاولة حوار في الأسابيع القادمة، وان الرئيس سعد الحريري لن يقدم استقالة خطية الى رئيس الجمهورية بل سيشترك في الحوار. واما نتيجة الحوار فغير معروفة، لكن الأكيد ان هنالك غطاء عربي دولي روسي – أميركي يضمن الاستقرار اللبناني ووحدة لبنان وسيادة لبنان.
المستقبل: «المطلوب تسوية حقيقية لمصلحة لبنان والعرب.. والمملكة أول داعمي الاستقرار»… الحريري: راجع بعد يومين أو ثلاثة
كتبت المستقبل: غداة مشاركته إلى جانب كبار المسؤولين السعوديين في استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى عودته من المدينة المنوّرة، وبُعيد استكمال مروحة مشاوراته الديبلوماسية في الرياض مع كل من سفراء تركيا وبريطانيا وإيطاليا وروسيا، أطل الرئيس سعد الحريري مساء أمس من دارته في الرياض في حوار مع «تلفزيون المستقبل» تطرق فيه إلى قرار استقالته من رئاسة الحكومة وما تلاه من تطورات ومواقف ليزفّ إلى اللبنانيين قراره العودة إلى لبنان قائلاً: «راجع بعد يومين أو ثلاثة».. لتشتعل على الفور مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف المناطق اللبنانية، من بيروت إلى طرابلس والشمال والبقاع والجنوب، بعبارات وتغريدات ومفرقعات التأييد والابتهاج بعودته المرتقبة. في حين برز على شريط المواقف الدولية أمس تأكيد بريطاني على ضرورة عودة الحريري إلى بيروت «من دون مزيد من التأجيل من أجل الاستقرار السياسي اللبناني» كما عبّر وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون مشدداً على وجوب احترام استقلال لبنان «وعدم استخدامه كأداة لصراعات بالوكالة».
اللواء: الحريري يرفض إدعاءات «أسبوع الإستقالة»… سأعود خلال يومين.. ومعالجة الأزمة بالتزام «حزب الله» النأي بالنفس
كتبت اللواء: بددّت إطلالة الرئيس سعد الحريري من منزله في الرياض، ليل أمس «الغيوم الداكنة» التي تجمعت في سماء لبنان والمنطقة، بعد تقديم استقالته من رئاسة الحكومة في 4 تشرين الثاني الجاري في المملكة العربية السعودية، وفتحت الباب امام موجة مغايرة لما ساد في الأيام الثمانية الماضية:
1- حملت مقابلة الرئيس الحريري تطميناً بأنه غير محتجز في بمنزله في الرياض، وهو حرّ في تحركاته في المملكة، واضعاً بذلك حداً لما كان تردّد في بيروت، لا سيما في دوائر الرئاسة التي سبق وتحدثت عن «حدّ» من حريته في المملكة.
2- كشف الرئيس ما التبس في ما خص الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة، واساسها، وفقاً لما جاء على لسانه «عدم احترام سياسة النأي بالنفس في لبنان.. في إشارة إلى حزب الله».
3- دفع الرئيس الحريري الشك باليقين: سأعود إلى لبنان قريباً جداً، لأقوم بالاجراءات الدستورية اللازمة.. عودتي ستكون قريبة جداً، يومان أو ثلاثة..
4- دحض الرئيس الحريري جملة واسعة من الادعاءات والمزاعم: أنا كتبت بيان الاستقالة بيدي واردت احداث صدمة إيجابية.
5- فتح الرئيس الحريري الباب للتسوية: التراجع عن الاستقالة يبقى مرتبطاً «باحترام النأي بالنفس والابتعاد عن التدخلات التي تحدث في المنطقة».
وأردف الرئيس الحريري موضحاً فكرته: لا يمكن ان نكمل في لبنان بطريقة تتدخل فيها إيران بكل هذه الدول العربية، ويكون هناك فريق سياسي يتدخل معها (في إشارة إلى حزب الله)..
6- أنهى الرئيس الحريري في مقابلته كل اللغط، في ما خص علاقته بالمملكة العربية السعودية والقيادة الحالية: إن العلاقة بولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان «ممتازة ومميزة» واللقاءات معه «كانت أكثر من ودّية»، مضيفاً انا اعتبره أخاً لي، وهو يعتبرني أخاً له ودعا الجميع إلى عدم التدخل في هذه العلاقة.
وقال: الملك سلمان هو بمثابة والد لي، مبدياً تفهمه لموقف المملكة، وقال: «قد ما تحب المملكة لبنان ما راح تحبو أكثر من نفسها».. وهذا طبيعي.
7- وفي معرض حديثه عن المخاطر الاقتصادية التي يتعرض لها لبنان قال الحريري «خلال المرحلة السابقة تحدثت كثيرا مع الجميع أن ما يجري إقليميا هو خطر على لبنان بخاصة أننا نضع أنفسنا في مواقف تعرض لبنان لعقوبات وتعرض لبنان لعواقب اقتصادية».
وأضاف «في مكان ما نعرف أن هناك عقوبات أميركية ولكن نضيف عليها أيضا عقوبات عربية ما هي مصلحتنا نحن كلبنانيين».
الجمهورية: الحريري: لتسوية حقيقية والنأي… والراعي إلى الرياض اليوم
كتبت الجمهورية: يلف البلاد مشهد ضبابي بامتياز ولكنه مفتوح على احتمالات شتى. فبعد دخول استقالة الرئيس سعد الحريري اسبوعها الثاني ولم يتبلور بعد ما ستؤول اليه، تستمر المساعي الديبلوماسية بحثا عن مخرج للأزمة الناجمة منها، كسر الحريري جدار الصمت الذي التزمه منذ اعلان استقالته، فاتحا الباب امام التراجع عن استقالته مشترطاً التوصل الى تسوية تكون «نهائية وحقيقية» حول سياسة النأي بالنفس و«مع «حزب الله» حول الموضوع الاقليمي»، وداعيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى فتح حوار حول سلاح الحزب. ومؤكداً عودته الى لبنان «خلال يومين تلاتة».
فقد أطلّ الحريري مساء امس من منزله في الرياض وللمرة الاولى منذ اعلان استقالته، عبر شاشة «المستقبل» ليؤكد عودته الى لبنان قريباً، وأنه لن يتراجع عن استقالته الا في حال احترام سياسة «النأي بالنفس»، وقال: «سأقوم بكل الخطوات الدستوريّة في ما يتعلق بها، وتراجعي مرتبط بالنأي بالنفس، وسنلتقي خلال يومين أو ثلاثة في لبنان»، واضاف: «بدنا نعمل تسوية نهائية حقيقية مع «حزب الله» في الموضوع الاقليمي».
واشار الى أن «الإنتخابات النيابيّة ستجري في موعدها، وسأكون على رأس حكومة لتصريف الأعمال»، لافتاً الى «معطيات اكتشفتها أدّت بي الى الاستقالة ومهمّتي الأساسية محاولة الحفاظ على البلد وتجنيبه كثيراً من الأزمات الآتية». وقال: «اكتشفت في آخر زيارة للرياض أن هناك معطيات جديدة وما يهمني هو لبنان».
وأعلن «أنني أردت استمرار التسويّة وعدم السماح للنظام السوري أو غيره أن يفعل ما يريد في لبنان، والتسوية كانت أن ننأى بانفسنا وأن لا ننجرّ إلى النزاعات وأن نحافظ على العلاقات الجيّدة مع الدول العربية والدوليّة، واستقالتي هي صحوة».
واعتبر ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «أكثر إنسان متمّسك بالدستور، ومن حقه أن يقبل الإستقالة أو يرفضها، ونحن كلنا تحت سقف الدستور وهو على حق أن ينتظر عودتي إلى لبنان للنظر في الإستقالة»، مضيفاً: «كل ما أقوله إنّنا سنسعى مع عون للعودة إلى البيان الوزاري، وعلى فخامة الرئيس تأدية دور في إطار فتح قنوات مع «حزب الله» للسير في ما هو لمصلحة لبنان فقط كما تفعل كل الدول حيث تعمل لمصلحة بلدها».