مطلب صهيوني لحملة سعودية
غالب قنديل
كشفت جوقة السبهان سر اللعبة منذ الليلة الأولى للاستقالة الحريرية المبرمجة فقد انطلقت تصريحات عديدة لسياسيين وشنت حملة إعلامية هادفة لتصوير ان عودة حزب الله كليا من سورية سوف تنهي الأزمة التي تم افتعالها بالاستقالة وهذا المطلب ليس جديدا بل هو مرفوع وحاضر منذ مخاض تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام قبل سنوات وتم سحبه من التداول بأوامر أميركية تبلغتها الرياض وقوى الرابع عشر من آذار وقد عاودت الأطراف نفسها الكرة في مخاض تشكيل الحكومة التي يفترض أنها اليوم مستقيلة باستقالة رئيسها الذي يصر ريس الجمهورية على التيقن من كونه حر الإرادة وليس سجينا او رهينة وسماع طلبه مباشرة مع كتاب استقالة رسمي عملا بالأعراف الدستورية,
هذا المطلب أي انسحاب حزب الله من الشراكة الميدانية مع الدولة الوطنية السورية وقواتها المسلحة في مطاردة اوكار التكفير الإرهابية ومعاقل المرتزقة الدوليين لم يكن فحسب مطلبا لقوى الرابع عشر من آذار بل هو ذاته كان مطلبا اميركيا صهيونيا وخلال الأشهر الماضية بذل بنيامين نتنياهو جهودا مركزة لتحقيقه من خلال ضغوط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة على إدارة ترامب وتولى رئيس وزراء العدو شخصيا طرحه في كل من واشنطن وسوشي عندما سافر للقاء الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين وعاد بخفي حنين حتى بعد تراجعه من الدعوة إلى إخراج حزب الله من سورية نحو سقف ادنى عبر مطالبة موسكو وواشنطن على السواء بضمان ابتعاد قوات الحزب والحرس لمسافة أربعين كيلومترا عن خط التماس في الجولان وعاد نتنياهو من رحلتية خائبا حيث كان اعتذار ترامب محددا بانه ليس في وضعية الاشتراط على الروس ويخشى من الاصطدام بقواتهم في سورية إذا توسع الاحتكاك من دائرة تواجد المستشارين الإيرانيين وقوات المقاومة لتشمل الجيش العربي السوري وبالتالي القوات الروسية وهذا خط ممنوع على ترامب تجاوزه بتوصيات صارمة من جنرالات البنتاغون مع خط تشديد احمر.
في موسكو سمع نتنياهو كلاما صارما من الرئيس بوتين الذي رد على مطلبه بالقول إن روسيا لن تطلب من حليفها السوري التحكم بأي تواجد عسكري يسهم في مقاتلة الإرهاب وهذا يشمل الحرس الثوري وحزب الله وأية فصائل مقاتلة ضد داعش والقاعدة اللذين يلقيان الدعم والاحتضان من الدولة العبرية ومخابراتها ونقلت مصادر عليمة ان الرئيس الروسي وكذلك وزير الدفاع شويغو نصحا نتنياهو بالانسحاب من مزارع شبعا اللبنانية وبالعودة إلى اتفاق فصل القوات على جبهة الجولان والتفكير جديا في انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من الهضبة السورية المحتلة ليصبح المناخ مواتيا لمفاوضة الدولة الوطنية السورية والدولة اللبنانية على قواعد ما بعد الانسحاب الصهيوني الشامل من الأراضي السورية واللبنانية المحتلة.
بعد خيبة نتنياهو المزدوجة نشط الصهاينة تدخلاتهم الداعمة للإرهاب وهو ما فعلته بالتوازي القوات الأميركية في الشرق السوري من خلال قصف طلائع الجيش العربي السوي قبل وخلال وبعد تحرير دير الزور ويمكن القول ان التصعيد الأميركي السعودي ضد حزب الله هو تلبية للمشيئة الصهيونية النابعة من مخاوف اكيدة تتعلق بتوازن القوى والمعادلات العسكرية في حال قرر العدو شن حرب على سورية او لبنان او كليهما معا في أي توقيت قادم وليس ما يضمن للكيان وقادته العسكريين والسياسيين ألا تبادر المقاومة والجيش العربي السوري لإشعال الجبهة اللبنانية السورية كخط قتال واحد ردا على أي عدوان وهو ما سيجعل العدو في حالة شديدة الصعوبة عسكريا كما سيشعل العمق السكاني والإقتصادي الذي تطاله بطاريات الصواريخ والمدفعية مباشرة من الأرض السورية واللبنانية.
ليست الغاية من طرح هذا الشعار وتحميله لزمة الاستقالة الملتبسة تحصين الاستقرار ولا أي مصلحة لبنانية من نغمة ببغاوات السبهان مدفوعة الأجر سواء من الساسة أوالنواب أم من الإعلاميين بل إن الغاية وبالخط العريض هي مصلحة الكيان الصهيوني فقط.