الصحف العالمية تحلل ما يجري في السعودية
أفردت الصحف العالمية مساحات غير معهودة لتغطية الاعتقالات الأخيرة في السعودية، التي أمر بها ولي العهد محمد بن سلمان تحت شعار مكافحة الفساد .
وبينما رحبت بعض الصحف بمحاربة الفساد من حيث المبدأ وبجهود ابن سلمان لإعادة تقديم المملكة إلى الغرب، فإنها تحدثت عن إحكام قبضته على السلطة، وخوضه مغامرات متتالية ليس واضحا إلى ماذا ستؤول.
وفي الصحافة الأميركية، شبهت “وول ستريت جورنال” الوضع في السعودية بأنه “مرجل يغلي”، وقالت إن حملة ابن سلمان تنبئ بصراعات قادمة في الشرق الأوسط، وتشير إلى أن التحول المنشود في المملكة ستكتنفه صعاب جمة.
وكشفت الصحيفة نفسها في تقرير آخر عن أن بعض الأمراء والوزراء ورجال الأعمال الذين اعتقلوا محتجزون في فندق ريتز كارلتون الفخم في الرياض.
ومن جانبها، رأت صحيفة واشنطن بوست في الاعتقالات “مسعى جامحا” من ابن سلمان لتعزيز نفوذه قبل وفاة والده الملك أو تنازله عن العرش.
وفي الصحافة البريطانية، قالت صحيفة تايمز في تغطيتها الموسعة للتطورات إن حملة ابن سلمان في وجهها الإيجابي تبدو خطوة حاسمة ضد الفساد المنظم بالمملكة، لكنها في وجهها الآخر “لعبة لتعزيز سلطته“.
ورأت الصحيفة أن ابن سلمان أزال كثيرا من الأشياء التي يشكو منها الغربيون، لكن المشكلة أن الغرب لا يدري حاليا إلى أين تساق المملكة. وأشارت أيضا إلى أن على ابن سلمان أن يأخذ في اعتباره المعارضة الواسعة “لحربه القمعية في اليمن وحملته الدبلوماسية الثأرية مع قطر“.
أما الصحف الفرنسية، فقد اعتبر بعضها أن ما حصل لم يسبق له مثيل في تاريخ آل سعود، وأنها آخر حملة يقوم بها ابن سلمان قبل أن يتسلم السلطة رسميا في المملكة. ورأت صحيفة لو فيغارو أن الحملة استهدفت أمراء فاسدين ومعارضين سياسيين محتملين على السواء.
وقالت صحيفة لاكروا إن “السعودية تقضي على الرؤوس المزعجة”، وأوردت تعليقا لأحد المراقبين يقول إن “ابن سلمان يحلم بأن يصبح مستبدا مستنيرا، في الوقت الراهن هو مستبد، والدهر كفيل بجعله يظهر إن كان مستنيرا أم لا“.
وفي الصحافة الألمانية والنمساوية، برزت تحذيرات من عواقب قرارات ولي العهد السعودي، وحديث عن معارضة أقوى وأوسع “للسياسة العدوانية لابن سلمان في اليمن وضد قطر ووصول هذه السياسة إلى طريق مسدود“.
وأشارت صحيفة “شتاندرد” النمساوية إلى أن وصف الاستخبارات الألمانية لمحمد بن سلمان قبل عامين “بالمتهور والمتقلب يفسر فشل مغامرته العسكرية في اليمن وحصاره قطر ووصول الملفين إلى طريق مسدود“.
أما صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه” الألمانية فرأت أن أوامر ابن سلمان باعتقال الأمراء “توسع دائرة خصومه بعد إغضابه رجال الدين المحافظين، وقطاعا من الجهاز الأمني الموالي لوزير الداخلية السابق ولي العهد المعزول محمد بن نايف”.