تقرير ألماني يتوقع انهيار الاتحاد الأوروبي
حث تقرير إستراتيجي رسمي الجيش الألماني على إحداث تطوير نوعي غير مسبوق بآلياته وتسليحه لمواجهة سيناريوهات متوقعة الحدوث خلال عقدين أو ثلاثة، سيكون أسوأها -بحسب التقرير- انهيار الاتحاد الأوروبي وتفكك الغرب بصيغته الراهنة .
ويحمل التقرير -الذي حصلت عليه أسبوعية دير شبيغيل ونشرت أجزاء منه- عنوان “المنظور الإستراتيجي حتى عام 2040” ويقع في 102 صفحة، وقد صودق عليه في فبراير/شباط الماضي، وأحيط من ذلك التاريخ بسرية مطلقة.
وحسب مراسل الجزيرة نت في برلين، خالد شمت، فقد رسم التقرير الإستراتيجي -وفق المجلة- ستة سيناريوهات توقع حدوثها حتى عام 2040، ودعا الحكومة الألمانية للاستعداد لمواجهة تداعياتها غير المتوقعة على بلادها خاصة في المجال الأمني.
وتحدث التقرير عن “عالم قادم خلال عشرين أو ثلاثين عاما يتآكل فيه النظام العالمي الحالي بعد عقود من عدم الاستقرار، ويؤدي فشل الولايات المتحدة كقوة عالمية أحادية في إيقاف انهيار النظام الدولي إلى اتساع وتفاقم حدة الأزمات مما سيتسبب بتغييرات جذرية في البنية الأمنية لألمانيا وأوروبا“.
وقال الخبراء الذين عكفوا على وضع التقرير إن السيناريو السادس هو أسوأ السيناريوهات الستة المحتملة، وستأخذ فيه ألمانيا وضع رد الفعل، بالموازاة مع مواجهات متعددة وانهيار الاتحاد الأوروبي، بعد أن يتم التخلي عن توسعة الاتحاد وخروج عدة دول من صفوفه وفقدان أوروبا لقدرتها التنافسية بمجالات عديدة“.
ومن السيناريوهات الأخرى التي توقعها التقرير سيناريو”غرب أوروبا في مواجهة شرقها”، وهو أقل حدة وسوءا من السيناريو السادس، وستواجه فيه برلين تجميد بعض دول شرقي أوروبا لعملية اندماج الاتحاد الأوروبي وتشكيل دول أخرى من شرق القارة تكتلا خاصا يجمعها.
وتوقع سيناريو آخر “منافسة متعددة الأقطاب” بوصول التطرف اليميني والقومي لذروته بالاتحاد الأوروبي خلال عقدين أو ثلاثة، وتقارب شركاء بالاتحاد اقتصاديا مع النموذج الرأسمالي للدولة على غرار النموذج الموجود بروسيا.
أما فيما يتعلق بالجيش الألماني، فقد لفت التقرير إلى جمود النمو السكاني بالدول الأوروبية مع تزايد التفاوت الاجتماعي داخلها في مقابل تزايد موجات الهجرة القادمة إليها مما سيزيد خلال العقود الثلاثة القادمة من مخاطر ضعف الارتباط بالدولة القومية نتيجة لربط الهوية في هذه الدول بمجموعات اجتماعية أو إثنية أو إقليمية أو دينية.
وأمام تنوع هذه التحديات، أوصى التقرير الجيش الألماني بإحداث تطوير نوعي غير مسبوق بآلياته وتسليحه مرجحا تأثير تراجع القدرات الاقتصادية والمالية للدول الأوروبية على سياساتها الدفاعية والأمنية.
وأشارت مجلة دير شبيغيل في هذا السياق إلى أن وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين أصبحت في ظل المعطيات التي تضمنها تقرير المنظور الإستراتيجي على قناعة بأن وضع خطط مستقبلية عسكرية ثابتة لم يعد ممكنا بعالم مضطرب تماما.
ونقلت دير شبيغيل عن واضعي التقرير الإستراتيجي قولهم إن كل من يريد تطوير الجيش الألماني مطالب بأن يكون لديه تصور تقريبي عن التهديدات المحتملة التي ستواجهها البلاد وأوروبا في العقود القادمة.
وخلص الخبراء الإستراتجيون الألمان إلى أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم غيّر التفكير الإستراتيجي لبرلين، ووضعها أمام أسئلة عديدة حيث لم تكن تتوقع هذا التطور بالإضافة إلى تغيير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإستراتيجيته تجاه الغرب قبل عشرة سنوات.