من الصحف البريطانية
طغى خبر توقيف 11 أميرا سعوديا، من بينهم الملياردير الوليد بن طلال، ووزراء حاليين وسابقين بعد تشكيل لجنة جديدة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تغطية الصحف البريطانية الصادرة اليوم.
وقالت بعض الصحف إن ما من أحد يشكك في أن ولي العهد السعودي ليس في عجلة من أمره، مضيفة أن قراره باعتقال 11 أميرا 4 وزراء والعشرات من الوزراء السابقين يظهر أنه رجل لا يأبه المخاطر على درجة لم تشهدها منطقة الشرق الأوسط من قبل، ورأت أن وجود الأمير الملياردير الوليد بن طلال ضمن جملة الأمراء الذين اعتقلوا واحتجزوا في فندق ريتز كالتون الفاخر في الرياض يعني أن “ولي العهد مستعد للتخلص من أقوى الشخصيات السعودية من أجل تنفيذ جملة الإصلاحات التي يريد تطبيقها وتوطيد قبضته على الحكم.
من ابرز العناوين المتداولة في الصحف:
– 26 قتيلا في إطلاق نار داخل كنيسة في ولاية تكساس الأمريكية
– مقتل نائب أمير منطقة عسير في تحطم مروحية جنوبي السعودية
– أوراق الجنة: أسرار الملاذات الضريبية لكبار الأثرياء في العالم
– ألمانيا “دفعت الملايين” من أجل الحصول على تسريبات “وثائق بنما”
– ترامب: علاقاتنا التجارية مع اليابان غير عادلة
– نصر الله يتهم السعودية بإرغام الحريري على تقديم استقالته
– السعودية تعلن تجميد أموال الموقوفين في قضايا الفساد
– في الصحف العربية: تحذيرات من “مواجهة كبرى” في لبنان إثر استقالة الحريري
– الأوبزرفر: كيف تمسك روسيا بخيوط السياسة في بريطانيا
– اعتقالات السعودية: محاربة للفساد أم تخلص من معارضي بن سلمان؟
– العراق: هل يؤدي الخلاف السياسي بين بغداد وإقليم كردستان إلى مواجهة عسكرية؟
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الزمان والمكان اللذين أعلن فيهما رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من منصبه توحي بأن ثمة أمورا على المحك وليس مستقبل لبنان القريب وحده.
ورأت الصحيفة أن السعودية، التي وصفتها بـ”راعية الحريري”، ظلت تحشد الدعم في الآونة الأخيرة للتصدي لغريمتها إيران ظنا منها أن الأخيرة توشك على بسط نفوذ غير مسبوق في المنطقة.
كما أن الاستقالة تجيء في أعقاب خطاب متشدد مناهض لإيران من جانب واشنطن.
وفي معرض إعلان الاستقالة، أوضح الحريري أن لدى إيران رغبة في تدمير العالم العربي، مشيرا إلى أن حزب الله فرض واقعا في لبنان بقوة السلاح وأن تدخله سبب للدولة مشاكل كبيرة مع حلفائها العرب.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما القول إن سلسلة من الرسائل المنسقة في واشنطن والرياض جرى إعدادها لإقامة ذريعة لمواجهة عسكرية مع إيران.
وأضافت صنداي تايمز أنه من المرجح ان تزيد استقالة الحريري تلك الهواجس وتفاقم المخاوف من اندلاع صدام بين حزب الله وإسرائيل.
ومضت إلى القول إن حزب الله ظل يلعب دورا بارزا في تأمين موقف الرئيس السوري بشار الأسد و”تطهير الحدود اللبنانية -ظاهريا- من أي تهديد متطرف”.
على أن المحصلة النهائية -بنظر الصحيفة- تتمثل في تعزيز إيران نفوذها على طول ممر بري يربط العراق وسوريا يصلها في نهاية المطاف بميناء طرطوس على البحر الأبيض المتوسط، وفي تعضيد دورها السياسي والعسكري في بغداد ودمشق وبيروت.
وتحدثت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن حملة الاعتقالات الواسعة التي شهدتها السعودية والتي شملت عددا من كبار الأمراء والمسؤولين بتهم تتعلق بالفساد، مشيرة إلى أن من بينهم الأمير متعب نجل الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، والذي يعد منافسا محتملا على العرش.
ومن وجهة نظر الصحيفة، فإن سرعة إصلاحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وحجمها أثارا امتعاض بعض أفراد العائلة المالكة، ونقلت عن مصادر قولها إن المطار الخاص في الرياض أُغلق لمنع إقلاع الطائرات الخاصة للحؤول دون هروب المطلوبين.
كتب باتريك وينتور في صحيفة الغارديان مقالا تحليليا بعنوان “إصلاحي في عجلة أم محاولة لتعزيز قبضته على الحكم”.
وقال كاتب المقال إن “ما من أحد يشكك في أن ولي العهد السعودي ليس في عجلة من أمره”، مضيفا أن ” قراره باعتقال 11 أميرا 4 وزراء والعشرات من الوزراء السابقين يظهر أنه رجل لا يأبه المخاطر على درجة لم تشهدها منطقة الشرق الأوسط من قبل”.
ورأى كاتب المقال أن وجود الأمير الملياردير الوليد بن طلال ضمن جملة الأمراء الذين اعتقلوا واحتجزوا في فندق ريتز كالتون الفاخر في الرياض يعني أن “ولي العهد مستعد للتخلص من أقوى الشخصيات السعودية من أجل تنفيذ جملة الإصلاحات التي يريد تطبيقها وتوطيد قبضته على الحكم”.
وأشار إلى أن ” ولي العهد قد يبقى في سدة الحكم لنصف قرن”.
ورأى كاتب المقال أن “السرعة وعدم التنبؤ بتصرفات ولي العهد، أمر يقلق المستثمرين الأجانب”.
وقال إن “بعض أسماء المعتقلين يخطف الأنفاس”، مشبها ما حدث بأن تقرر رئيسة الوزراء في بريطانيا إقالة نصف مجلسها مرة واحدة.
ونشرت صحيفة التايمز مقالا تحليليا لريتشارد سبنسر بعنوان “إصلاحات ولي العهد محفوفة بالمخاطر لأنها تمحي الجيل القديم”.
وقال كاتب المقال إن “الحقيقة تكمن في أنه ما من أحد يحب السعودية، إلا أنهم يتعاملون مع الرياض على أي حال”، موضحاً أنه مع وجود الملكية في البلاد، كانت الأمور أوضح نوعاً ما.
وأضاف أن “الأمير الشاب يلغي الكثير من الأمور التي لا تعجب الغرب”، مشيرا إلى أنه لا أحد يعلم ما هي القرارات المقبلة.
وأوضح أن “العديد من الدبلوماسيين والسياسيين ورجال العمال كانوا يعبرون عن تذمرهم من الطريقة التي يعاملون بها بالسعودية، مضيفا أن الدبلوماسيين كانوا يتنظرون ساعات طويلة لرؤية مسؤولين لديهم صلاحيات محددة في الكثير من الأمور.
وأشار إلى أن الكثير من السياسيين يعلمون “أن السعودية دولة صديقة محرجة نوعا، إذ أنها تصر على اللباس المرأة البرقع وتنفيذ الإعدامات الميدانية في الأماكن العامة وتنفيذ أحكام الجلد.
وأوضح كاتب المقال أن العديد من رجال الأعمال تذمروا مراراً من الرشاوى التي كانوا يجبرون على تلقيها مقابل عقد صفقات تقدر بملايين الدولارات.
وأردف أن الأمير الشاب، ابن الملك السعودي الحالي استطاع خلال سنتين التخلص من العديد من هذه الأمور، لنجد جيلاً جديداً من المديريين التنفيذيين مستعدين للسفر إلى عواصم الدول الغربية والتحدث في الكثير من القضايا التي تهم البلاد.
وتابع كاتب المقال بالقول إنه “تم إبلاغنا اليوم بأنه تم التخلص من الأشخاص الفاسدين الذين كانوا بمثابة وسطاء”، موضحا أن الكثير من هؤلاء الأمراء كانت أخبارهم المتعلقة بالفساد في إدارتهم منتشرة بشكل كبير”.
وختم بالقول إن “ما يجري في السعودية هو أمر يروق للغرب، إلا أن الخطر يكمن بأن ما من أحد يعلم حقاً كيف ستكون السعودية الجديدة، وهل باستطاعة الأمير تحويلها إلى دبي الثانية كما وعد إذ بقي في سدة الحكم؟ وهل من أحد يريد نسخة ثانية من دبي!”