سعد الحريري حين يقول ما في خواطرنا!: يوسي يهوشع
ما كان يمكن لأفضل كتّاب الخطابات في إسرائيل أن يصيغوا على نحو أفضل خطاب رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، ضد حزب الله وإيران .
لقد وصف هذا الخطاب بدقة، حتى وإن كانت بلغة هجومية، التحدي الذي تقف أمامه إسرائيل والشرق الأوسط بأسره في مواجهة محور إيران ـ سوريا ـ حزب الله. فقد اختتم أسبوعا من الأحداث العاصفة في الجبهة الشمالية التي أعطت الانطباع بأنه لا يوجد علاقة بينها، ولكنها جميعها تشهد على مستوى التفجر العالي في المنطقة وتؤشر أساسا إلى نهاية الحرب الأهلية في سوريا، بآثارها في لبنان أيضا.
يوم الأربعاء، وحسب منشورات أجنبية، هاجمت إسرائيل إرسالية من الصواريخ الدقيقة كانت في طريقها إلى مخازن حزب الله في لبنان. وإذا كانت إسرائيل هي التي فعلت ذلك حقا في مثل هذه الفترة الحساسة، فلا يمكن التقدير بأن هذه كانت إرسالية استثنائية ولاحت الفرصة لضربها قبل وصولها إلى لبنان، حيث لا توجه إسرائيل ضرباتها.
أما الحدث في قرية حضر فهو جزء من محاولة لتصميم خط الحدود مع إسرائيل في ختام القتال في سوريا.
فالثوار، من رجال جبهة النصرة، نجحوا في هجومهم بقتل تسعة من سكان القرية الدرزية التي تقع في الأراضي السورية، بمحاذاة الحدود مع إسرائيل. وبعد الهجوم ـ وفي أعقاب ضغط شديد من وجهاء الطائفة الدرزية في إسرائيل، ممن دفعوا مئات الشبان إلى مجدل شمس وطالبوا بعمل إسرائيلي من أجل إخوانهم ـ أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا استثنائيا قال فيه إنه لن يسمح باحتلال القرية.
في أثناء الحدث اجتاز مع ذلك بضع عشرات من الدروز الجدار اتجاه سوريا، فاضطر الجنود إلى ملاحقتهم وإعادتهم. ينبغي الأمل بأن يستنفد جهاز القانون محاسبتهم. وهنا المكان للإيضاح بأن الجيش الإسرائيلي لم يخطط لإرسال لواء غولاني لاحتلال القرية بقوات مشاة.
فللجيش الإسرائيلي سيطرة ممتازة من جبل الشيخ، ومن خلال المعلومات الاستخبارية والنار من الجو ومن الأرض كان يمكنه أن يحقق السيطرة.
وعودة إلى رئيس الوزراء الحريري، الذي ألقى خطابه من السعودية وبلغ هناك أيضا عن الخطة لاغتياله. إذا كانت المعلومات مصداقة، فمن غير المستبعد أن تكون محافل غربية ساعدت في إطلاع الحريري عليها، ولكن توجد إمكانية في أن تكون هذه نوعا من الأحبولة الإعلامية. في هامش المصالح ليس لأحد من المحافل في الساحة مصلحة في فتح حرب الآن، ولكن هذا لا يعني أن الحرب لن تندلع.
فحزب الله بحاجة إلى الهدوء كي يعمل على إعادة بناء قواته التي ستعاد إلى لبنان من سوريا، وسينشغل من الآن فصاعدا حتى الرأس في الساحة السياسية اللبنانية الداخلية. ليس للإيرانيين مصلحة في استخدام حزب الله في هذا الوقت، بل الابقاء عليه لغرضه الأصلي ـ استخدامه عند الطوارئ ضد إسرائيل في حالة هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. كما ليس لإسرائيل مصلحة في فتح الحرب، ولكن التطورات الميدانية تستوجب أعمالا عسكرية مشروعة، أحدها من شأنه أن ينتهي بالتدهور إلى الحرب. وعليه، ينبغي إدارة هذه الأعمال بالحذر اللازم وأن نكون جاهزين لإمكانية الحرب ـ حتى لو لم تكن مخططة.
يديعوت