باسيل كرم جمعة ودعا المغتربين الى تسجيل اسمائهم للاقتراع
أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، “أن كل ما قام به في الوزارة هو قليل بالنسبة للكثير مما يجب القيام به في كل المجالات، وفي كل يوم نشعر اننا انجزنا شيئا اضافيا، لكن لننجز بشكل صحيح، علينا ان نفكر اننا سنغادر غدا وبالتالي دافعنا للعمل والانجاز يصبحان اكبر “.
كلام الوزير باسيل جاء خلال كلمة ألقاها في الإحتفال الذي أقامه لمناسبة إنتهاء مهام المدير العام للمغتربين هيثم جمعة في المديرية، لبلوغه السن القانونية، في حضور الأمين العام لوزارة الخارجية هاني الشميطلي والموظفين الكبار في الوزارة ومديرية المغتربين من ديبلوماسيين واداريين.
وأكد باسيل انه “حين يدخل أحدنا الى العمل في المجال العام، فإنه في مثل هكذا لحظة وهكذا لقاء، يعرف انه يجب ان يفكر في اللحظة التي سيخرج فيها، وما هو الأثر الذي تركه وراءه على المستويين الشخصي والعام“.
وقال: “في كل فترة نودع في وزارة الخارجية سفيرا، نودع معه مرحلة من العمل والعطاء للبنان واللبنانيين، تحمل عبرا كثيرة، ما الذي حققناه وما يجب علينا تحقيقه؟ وهذا شيء مفيد لاننا في هكذا لحظة نسترجع الكثير من الامور التي حصلت والتي نستشف منها المستقبل. الحياة كلها تجارب، وأنا منذ مجيئي الى الوزارة لا يغيب عن بالي أبدا انني سأغادرها، وما الذي يجب ان اقوم به قبل مغادرتي. لأن كل ما قمنا به، هو قليل بالنسبة للكثير مما يجب القيام به في كافة المجالات. في كل يوم نشعر اننا انجزنا شيئا اضافيا، لكن لننجز بشكل صحيح، علينا ان نفكر اننا سنغادر غدا، وبالتالي دافعنا للعمل والانجاز الصحيح يصبحان اكبر“.
وتوجه الوزير باسيل الى هيثم جمعة، قائلا: “انت اليوم عشت تجربة كبيرة مع اللبنانيين في كل دول الاغتراب، وكانت لك الفرصة والنعمة للتعرف على اللبنانيين في الخارج، وهي نعمة يمنحها الله لكل من يعمل في هذه الوزارة، لأنه يتعرف على اللبنانيين وانتشارهم، ومن هنا يتحمل مسؤولية اكبر تجاه عمله. نودعك بعد وصولك الى السن القانونية، لكننا نعرف انك ستبقى مواكبا لعملك الذي أصبح جزءا من حياتك، وستبقى الوزارة تستعين بك عند الحاجة لان المتقاعدين هم في خدمة بلدهم دائما، وقضية لبنان المنتشر يجب ان تكون قضية كل لبناني حتى لو لم يكن عاملا في وزارة الخارجية، فكم بالحري اذا كان من أسرتها“.
اضاف: “نحن يوما بعد يوم ندرك أهمية ان يكون اللبنانيون المنتشرون جزءا من الوطن، وأهمية التواصل معهم ليكونوا جزءا متكاملا من الوطن في كل ما يربطهم به، بدءا من الجنسية والمشاركة بالاستحقاقات الوطنية منها، كالانتخابات النيابية المقبلة، والمشاركة الفعالة في الاقتصاد. ونحن اليوم امام فرصة تعطى للمرة الأولى للمنتشرين اللبنانيين ليمارسوا حقهم في الاقتراع، وبذلك يكرسون هذا الحق، وهو فرصة الانتخاب، ولديهم فرصة لتسجيل اسمائهم حتى 20 تشرين الثاني الجاري، حسب القانون. ونحن نتمنى ان نمدد المهلة اكثر، لكن هذا هو القانون. لذلك يجب ان يسجلوا أسماءهم لان رهاننا عليهم كبير، واذا كانت مشاركتهم كثيفة يكون لبنان قد استعاد جزءا كبيرا من نفسه. وبالنسبة لنا مشاركتهم ليست فقط تصويت في العملية الانتخابية، بل هي من ضمن نظرة كبيرة وبعيدة لدورهم الكبير تجاه لبنان“.
بدوره، ألقى جمعة كلمة وداعية، فقال: “25 عاما من العمل العام، رافقت خلالها نخبة من الوزراء والسفراء والموظفين، تجربة غنية جدا عشتها على الصعيدين المهني والشخصي وتقاسمت اوقات الفرح والامل مع الجميع. كانت فترات مليئة بالتضحية، تجاوزنا خلالها بكل مسؤولية صعوبات كثيرة لحسن سير العمل، لأن روح المسؤولية لدي وزملائي مكنتنا من تجاوز الكثير من الاوضاع الدقيقة، سواء كانت ادارية او سياسية. كنا دائما ننظر الى الامام لخدمة هذه المؤسسة والناس ساعة بساعة ويوما بيوم لتحقيق انجازات استثنائية سيذكرها الناس في لبنان وفي عالم الاغتراب حيث بنينا جسرا من الثقة بعد ان كان مفقودا“.
وتحدث جمعة الى المشاركين من موظفي الوزارة، فقال: “بذلنا جهودا كبيرة وأرسينا نظرة جديدة للتعامل النظيف مع المغترب، بالنسبة لي، هي لحظة مؤثرة وانا اودعكم من هذا الصرح الوطني، لكنني أعدكم اننا سنلتقي بلبنان الكبير الذي نعرفه. وانا اغادر هذه الوزارة اغادر اسرة تحمل رأسمال انساني وعلمي وحرفي كبير، اترك اخوة لي وطاقم ديبلوماسي عالي المهنية وطاقم اداري يحمل روحا عالية من المسؤولية والتنظيم والعمل“.
ثم وتوجه الى الوزير باسيل، قائلا: “احييك اليوم يا معالي الوزير، شاكرا لكم لفتتكم التكريمية لي لمناسبة انهاء خدماتي في الوزارة، ويسعدني ان اقول لكم انكم انجزتم خطوات كبيرة باتجاه الاغتراب اللبناني، وطبقتم على ارض الواقع التواصل مع المغتربين. ومبدأ التواصل مع الآخرين الذي قمتم به انتم يطبقه كل الاغتراب في دول العالم، ونشهد انكم من اكثر وزراء الخارجية حركة وديناميكية تجاه دول الاغتراب“.
اضاف: “في بعض الاحيان كانت القرارات المتخذة غير مقنعة بالنسبة للبعض منا، لكن هذا لا يمنع انكم يا معالي الوزير، سعيتم وسعينا دائما للمصلحة العامة لهذه الوزارة وللبنان المغترب. امور كثيرة عناوينها كانت مؤثرة في الاغتراب قمتم بها، مثلا موضوع استعادة الجنسية الذي بذلتم لتحقيقه جهدا كبيرا وتحقق، وبدأ البعض من المغتربين بحمل الجنسية اللبنانية بعد صدور القانون. كذلك عملتم على اشراك المغتربين في الانتخابات النيابية لاختيار من يودون ان يمثلهم وينتخبون من يطمحون به للبنان، وهذه الخطوات حققت نجاحات تاريخية وكسرت الجمود. اليوم نغادر هذه الوزارة، لكن نقول لكم الى اللقاء للعمل في ساحات هذا الوطن الجميل من اجل خدمة الانسان ومن أجل الأفضل للمواطن للبناني”.