هل يستدرجون حكومة نتنياهو إلى الحرب؟ :عاموس غلبوع
هل دولة إسرائيل تجر إلى الحرب؟ هل رئيس وزرائنا يجرنا إلى الحرب؟ الجواب على ذلك هو نعم، نحن نُجر، بل ونُجر جدا، لأن رئيس وزرائنا لا يسكت، بل يُعنى بالعلاقات العامة. هكذا على الأقل يقول اللواء احتياط عميرام لفين في مقال نشر في بداية الأسبوع في صحيفة «يديعوت أحرونوت» وفي برنامج «103 اف ام» الذي حل فيه ضيفا.
لب أقواله هو التالي: نتنياهو يعلن بصوته أننا «لن نسمح لإيران بالتثبت في سورية» ولكن إذا فشلنا وإيران تثبتت بالفعل، فهل في نيتنا شن الحرب؟ وكي لا يكون للقارئ المتفاجئ شك، أضاف في مكان آخر: «لتعلم كل أم عبرية ـ رئيس الوزراء، الكابنت والحكومة يجروننا إلى الحرب، ومهمة الجيش الإسرائيلي ستكون تقليص ثمن الحرب». إليكم أربع ملحوظات قصيرة :
الأولى: أنا اعرف جيدا العمل الشخصي الخاص لعميرام لفين من أجل أمن إسرائيل كونه قائد وحدة «سييرت متكال» الخاصة. فهو أحد العقول الأكثر ألمعية التي كانت هنا في مجال التفكير في العمليات الخاصة. ولكن لأسفي فإن مقاله وأقواله هي أقوال سياسي. فلفين يشدد على ذلك صراحة في بداية مقاله (هو يأمل في أن يحركنا مقاله، نحن القراء «لعمل شيء ما»)، وفي نهايته يشرح ما هو «العمل» («التجند لإنهاء ولاية الحكومة قبل المصيبة»). كسياسي هو يخيفنا ويحذر بأن أقواله ستقض مضاجعنا لأن حربا رهيبة على الأبواب. في الحرب ضد مَن بالضبط؟ فقد ألمح بشكل واضح بأنها ستكون ضد إيران وفروعها. متى بالضبط، ماذا ستكون طبيعة الحرب، أين ستجرى، هل ستكون هذه حرب بين جيوش، هل الإيرانيون سيبادرون إلى الحرب أم ربما نتنياهو، لا توجد أية كلمة في المقال، ولا عجب في نظري. فهذا هو طريق السياسيين.
الملحوظة الثانية: النقطة الأرخميدية في كل المقال هي قول نتنياهو: «لن نسمح لإيران بالتثبت في سورية». وحسب تفكير لفين، هذا قول حماسي كان محظورا أن يقال، لأنه هو الذي سيعبر عن التدهور إلى الحرب. هذا تفكير مغلوط تماما لا أجد له أي منطق. وبشكل عام، لا يمكن أن نفهم ماذا يريد لفين. هل هو فقط ضد الثرثرة؟ هل من حيث المبدأ هو مع تثبت إيران في سورية أم ضده؟ ما هو طريقه؟
الملحوظة الثالثة ترتبط بالثانية. رأيي هو أن قول نتنياهو غلط. ليس لأنه سيجلب الحرب، بالتأكيد لا. هو غلط لأن دولة إسرائيل لا يمكنها أن تمنع تثبت إيران في سورية. فليس لدينا قدرة على ذلك. لعل هذا موضوع في المستقبل لروسيا والولايات المتحدة، ولكن ليس لنا. لدينا نموذج تاريخي أصغر: لبنان. في منتصف السبعينيات، كانت مصلحتنا «منع تثبت سورية في لبنان». وسرعان ما تعلمنا أن هذا طموح غير قابل للتحقق، وعندها، في تعاون وثيق مع الإدارة الأمريكية توصلنا إلى اتفاق «الخطوط الحمر» مع سورية، العدو المرير: محظور عليهم أن ينزلوا قوات عسكرية جنوب خط معين في جنوب لبنان. محظور عليهم أن يدخلوا إلى لبنان صواريخ أرض ـ جو. ومحظور على سلاح الجو لديهم الطيران إلا في شمال لبنان. بتعبير آخر، فإن ما يجب بالفعل أن يقال وألا يُسكت عليه هو أن دولة إسرائيل لن تسمح بتثبت الإيرانيين وفروعهم في كل هضبة الجولان السورية حتى الخط المقرر. هذا بالفعل بوسعنا.
والملحوظة الأخيرة تحببية: لِمَ تجند الأمهات العبريات بمقال سياسي. فهل ينقصنا متحمسون؟ وفي كل الأحوال من الأفضل قليل الكلام.
معاريف