بقلم غالب قنديل

لعيني سورية الداميتين

syrie-20140428-092839

غالب قنديل

يعيش اهلنا السوريون اهوالا رهيبة قلما عرفتها الحروب الأخرى في التاريخ المعاصر في كثافة المجازر وشدتها وبربريتها وأخطر ما فيها هو عشوائية القتل الجماعي التي خبرها اللبنانيون نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل منذ العام 1948 وخصوصا بعد الاجتياح الصهيوني الكبير عام 1982 وكذلك في مذابح وجرائم جماعية وقعت خلال الحرب الأهلية خصوصا تلك التي نفذتها ميليشيات محلية يديرها الصهاينة بصورة مباشرة ام غير مباشرة .

أولا واقعيا ليس التكفيريون إلا نسخة معاصرة للتوحش البربري الذي عرفته المنطقة على يد عصابات الصهيونية وتشكيلات محلية عميلة مختلفة مرتبطة بالمستعمرين في أزمنتها وصفة جيش لحد السوري التي اطلقها قائد المقاومة على عصابات النصرة في الشريط السوري الحدودي الذي ترعاه إسرائيل وتدعمه في الجولان هي تعبير أصيل عن تلك الحقيقة.

بعد اهتزاز التوازنات وانطلاق تحولات ميدانية يفرضها الجيش العربي السوري وبعد انهزام إسرائيل في اختبار القوة عبر الجولان اطلق حلف العدوان موجة من المجازر المنفذة ضد الشعب العربي السوري في مختلف المناطق المهددة بالقصف وبالعبوات من دمشق حتى المنطقتين الجنوبية والشرقية مرورا بالمنطقة الوسطى وحلب وإدلب وسواها وصولا إلى مدن الساحل السوري واريافها وتلك الموجة الناتجة عن مأزق قوى العدوان هي التعبير الحي عن حقيقة مشروع البربرية المدمر الذي يستهدف سورية لحساب الصهيونية فإسرائيل وحكومة الوهم العثماني يقفان اليوم كقوتين راعيتين لداعش والنصرة وجيش الإسلام وغيرها من المنظمات الإجرامية متعددة الجنسيات في سورية.

ثانيا سقطت الأقنعة وباتت الحقيقة عارية امام من يرد ان يرى من السوريين فالشعب والوطن مستهدفان بموجة بربربة دموية من عمليات الإبادة والتدمير التي تمارسها عصابات من التكفيريين والمرتزقة تعمل لحساب تركيا وإسرائيل وهما القوتان الطامعتان بسورية وخيراتها منذ زمن بعيد فالعثمانية والصهيونية تستهدفان سورية وقوتها وقدراتها الاقتصادية والحضارية وثرواتها الهائلة وبتمويل ودعم من الرجعية العربية ممثلة بحكومتي السعودية وقطر ومعهما النظام الأردني وسائر عملاء الاستعمار وأدواته في المنطقة.

لا الثورة المزعومة صمدت ولا اطنان ورق الحيزبونات والأحزاب في الواجهات العميلة التي يديرها روبرت فورد لها معنى فقد انهارت امام صمود السوريين جبال شاهقة من الكذب والدجل.

ثالثا الأصل والفصل في هذه الحرب وتلك الويلات هو تدمير سورية واستباحتها ولذلك فالقدر هو الصمود والمقاومة وتلبية نداء وطن جريح مهدد يستصرخ أبناءه وإعلان النفير هو الخيار العلمي في جميع المستويات إعلاميا وسياسيا وحزبيا وشعبيا لشن اوسع حملة وطنية تعبوية تعرفها سورية تحت شعارات الدفاع عن الوطن فهذا هو طريق اختصار الآلام الكثيرة والأحزان الكبيرة والصغيرة لكل سورية وسوري في الوطن ام في وحشة النزوح وذل الغربة.

إن قدرات وإمكانات الشعب السوري كبيرة وقواه الحية الفتية هادرة وقادرة وينبغي رص الصفوف دفاعا عن الوطن ومن اجل انتصار مسيرة تحرير سورية وتوحيدها وإعادة بنائها كقوة كبرى في المنطقة بقيادة الرئيس بشار الأسد الزعيم الشعبي المقاوم الذي يحمل برنامجا للنهوض ببلاده والذي برهن عن قدرة نادرة على القيادة في أصعب الظروف وتميز بإرادة خارقة في الصمود وسط الأعاصير والتهديدات دفاعا عن حرية سورية واستقلالها وعن دولتها الوطنية.

رابعا يمكن للشعب العربي السوري ان يبدع أشكالا جديدة من الالتفاف حول جيشه الشجاع المقاتل الذي يطارد عصابات الإرهاب ويمكن لحملة تعبوية وطنية قومية ان تستنهض همم السوريين وجميع العرب دفاعا عن درة الشرق العربي سورية قلعة العروبة والمقاومة تطوعا للقتال وانخراطا في جميع أشكال العمل لدعم صمود الجيش العربي السوري وتعزيز القدرة على إلحاق الهزيمة بعصابات التوحش التي تهدد المنطقة بأسرها فإن تم سحقها في سورية تبددت سمومها واخطارها في المحيط.

إن خروج الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية في جميع انحاء بلادنا على الأنماط التقليدية للعمل السياسي شرط لا بد منه فالزمن الراهن يحتاج إقداما بمستوى ما فعلته المقاومة ولا وقت للبيانات الدورية والاجتماعات الرتيبة والخطب العادية المملة فلتتفتح ألف وردة من اجل الدفاع عن سورية والشرق العربي ضد الصهيونية والإرهاب والهيمنة الاستعمارية.

خامسا في هذه اللحظة الفاصلة من معركة الوجود ينبغي التشمير عن السواعد وتحريك اوسع عملية حشد ممكنة في مسيرة سورية الوطنية الكبرى،سورية التي هي اليوم أرض المقاومة والبطولة وما يجب ان يكون هو انخراط الجميع في ملحمة تغيير العالم انطلاقا من خلاص سورية ولإنقاذ الشرق العربي كله .

في سورية يتقرر مصير شعبها ودولتها الوطنية ومصيرالمعركة على مستقبل العالم ومصير معادلات القوة من اجل فلسطين وفي سورية يتقرر مستقبل كل أبناء الشرق بجميع دياناتهم وتياراتهم الفكرية والسياسية من اجل العيش معا بحرية وكرامة ولا مجال للتردد في هذه المسيرة القومية الكبرى إنه نداء السوريين والعرب في كل مكان وكل تخاذل سيرفع كلفة النصر الآتي من الشهداء والدماء الزكية وسيضاعف حجم التضحيات والزمن المطلوب لدحر زمر العمالة والتوحش والبربرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى