بقلم غالب قنديل

السبهان في الرقة

غالب قنديل

بصحبة مشغله الأميركي الجنرال بريث ماكغورك المفوض بإدارة التحالف الدولي المكرس لدعم وتشغيل الإرهاب التكفيري من قبل الرئيس دونالد ترامب ظهر الوزير السعودي ثامر السبهان في الرقة السورية بعد جولات مكوكية بين بيروت والرياض حملت استدعاءات سعودية لأركان قوى الرابع عشر من آذار الذين تشغلهم المملكة في استنزاف المقاومة ومناكفتها منذ هزيمة العدوان الصهيوني عام 2006 الذي كان ثمرة تخطيط ثلاثي اميركي صهيوني سعودي في غرفة عمليات شرم الشيخ الشهيرة برئاسة كوندي رايس .

بكل وقاحة أدرجت الزيارة السبهانية في إطار حملة استرداد قادة وكوادر في داعش قبضت عليهم وحدات الحماية الكردية ويجري تسليمهم تباعا لموفدي مخابرت بلدانهم الذين أرسلوهم ودعموا نشاطهم في إطار الحرب الأطلسية السعودية الصهيونية على سورية والحصة السعودية من داعش كبيرة قدرت بآلاف المقاتلين ومئات الشيوخ والكوادر المدربة الذين نظمت صفوفهم بمعونة المؤسسة الوهابية في المملكة وأدارهم الأمير السعودي بندر بن سلطان بالشراكة مع الجنرال ديفيد بيترايوس عند انطلاق العدوان على سورية.

قبل السبهان كان في الرقة موفدان بريطاني وفرنسي في مهمة مشابهة وبالتنسيق مع الولايات المتحدة تجري “إعادة توجيه” قادة وكوادر داعش والقاعدة بالشراكة بين السعودية وقطر وتركيا كما جرت العادة وتقول معلومات موثوقة لمصادر عليمة في سورية إن فلول داعش والقاعدة تنقل إلى تركيا والأردن بإشراف أميركي وبالتنسيق مع مخابرات الحكومتين في عمان واسطنبول ومن هاك ستصدر الأوامر الجديدة بعد التجميع وإعادة التنظيم وقد جرى النقل إلى تركيا بمعونة حكومة إقليم كردستان حيث تعذر التحرك على المنقولين من الأرض السورية مباشرة وعبر الحدود الطويلة .

الوجهة الجديدة لتحريك محاربي التكفير موضوع لتكهنات المحللين والخبراء وهي تتوزع بين ليبيا ومالي ومصر والصومال والجزائر والصين وروسيا وبورما حيث تم تصنيع نقطة جاذبة جديدة من القضية التي تسمى إعلاميا بالروهينغا كما سبق ان جرى في البوسنة والهرسك لفرط يوغسلافيا الاتحادية بعد انهيار جدار برلين والتتمة معروفة بعد حرب دامية وطويلة تمخضت عن تفكيك يوغسلافيا وجذب اجزاء منها للهيمنة الغربية الأطلسية ومحاصرة صربيا السلافية الأرثوذكسية التي تعامل كنطاق نفوذ روسي محتمل يخترق منطقة الناتو أمنيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا.

لكن مؤشرات تحرك السبهان تبدو أبعد مدى من لم شتات داعش من سجون البيشمركة في ضوء حديثه عن بحث خطة لإعمار الرقة ولقاءاته مع احمد الجربا ومشايخ من العشائر ومغازلته لقوات الحماية وقوات سورية الديمقراطية التي جند فيها الأميركيون مع المقاتلين الأكراد مجموعات من لصوص الماشية والمهربين المعروفين في المنطقة الشرقية من سورية يتزعمهم احمد الجربا.

الرقة المقر السابق لإمارة داعش اختيرت لاختبار إمكانية إنشاء رقعة نفوذ اميركية سعودية في الرقة مقابل باقي سورية الذي تحكم السيطرة عليه وتتقدم في كل الاتجاهات الدولة السورية وقواتها المسلحة المصممة على بسط سيطرتها على آخر شبر من التراب السوري بما في ذلك الرقة بينما تفتح دمشق امام القوى الكردية فرص البحث في المطالب القابلة للتلبية في إطار سيادة الدولة الوطنية المركزية ووحدة أراضيها . كما قال الوزير وليد المعلم علانية.

بقدر ما يكشف الحدث السبهاني من حيث الحجم والمضمون تفاهة الرهان السعودي الباقي بعد الهزيمة والفشل التامين لمخطط تدمير سورية الذي راهنت عليه المملكة ووظفت فيه آلاف المليارات مع قطر إنما هو يوضح عزما سعوديا على المضي في التخريب والعرقلة في خدمة الحلف الأميركي الصهيوني فالمهمة السبهانية متناغمة كليا مع الغارات الصهيونية والضغوط التي يمارسها نتنياهو لابتزاز روسيا وإضعاف حرارة دعمها للرئيس بشار الأسد وللجيش العربي السوري.

حركة السبهان تندرج ضمن محاولات جديدة واوهام جديدة سوف تسقط وتنهار أسرع من سابقاتها لكنها ستستهلك وقتا وتهدر جهدا لتأخير ساعة انتصار سورية قادمة لا محالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى