تجربة الصاروخ الباليستي الايراني دليل آخر على ضعف الاتفاق النووي: يعقوب عميدرور
تشير تجربة الصاروخ الباليستي الايراني الى مدى 2.000 كيلو متر مرة اخرى الى ضعف الاتفاق النووي الذي وقع مع ايران بقيادة الولايات المتحدة، الى جانب روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا والمانيا. من الدارج التفكير بان الدول التي تطور مثل هذا النوع من الصواريخ، تعتزم ادخال سلاح نووي الى رؤوسها، ولا يوجد ما يدعو الى التقدير بان ايران تختلف عن غيرها في هذا الشأن، غير ان الصواريخ لم تبحث في الاتفاق. فضلا عن ذلك، فان الاتفاق يسمح لايران بان تطور الجيل التالي من اجهزة الطرد المركزي، الاسرع عشرة اضعاف من تلك التي كانت لايران عشية الاتفاق. هكذا تصل ايران دون ان تخرق الاتفاق الى وضع يكون لديها عندما ينتهي مفعوله، امكانيات اسرع لانتاج اليورانيوم المخصب وكذا الصواريخ المناسبة لحمل القنبلة.
ينبغي للمرء ان يكون متفائلا بلا أمل في الصلاح او ساذجا على نحو متطرف كي يعتقد ان الايرانيين لن يستغلوا المشروعية التي ستكون لهم في نهاية فترة الاتفاق كي يتحولوا الى دولة نووية، او على الاقل الى “دولة حافة نووية”، اي من يمكنها أن تعد قنبلة وان تطلقها في غضون اشهر، دون أن يكون ممكنا منعها باي سبيل.
اذا اردنا ان نفهم طريق ايران يجب أن نرى ما تفعله كوريا الشمالية، غير أن ايران هي دولة أكبر بكثير، اقوى ومع امكانيات اكبر بكثير. مثل ايران، كوريا الشمالية هي الاخرى وقعت على عدة اتفاقات، وان كانت أفصل تفصيلا الا انها كانت على اساس ذات المبدأ الذي كان هدفه تقييد تقدمها نحو قدرة نووية عسكرية. ومثل ايران، فان كوريا الشمالية هي الاخرى استغلت الاتفاق للعمل ضده، حتى عندما تبين أنها تخرق الاتفاقات وعرفت كيف تستغل التوتر بين القوى العظمى كي تتقدم نحو النووي – دون ان يصل العالم الى اجماع حول ما ينبغي عمله لمنعها. يتبين أنه اذا لم تعمل الولايات المتحدة كي توقف دولا من نوع كوريا الشمالية او ايران – فانها لن تفعل اي قوة عظمى. والولايات المتحدة في حالة تردد. مشوق ان نرى ماذا ستفعل الان، بعد الاقوال الحازمة للرئيس في الامم المتحدة، قبل أن يظهر الايرانيون تجاهلهم له حين نفذوا التجربة فور ذلك. بالنسبة لاسرائيل هذه مسألة حرجة وذلك لان قرارا امريكيا بعدم عمل شيء سيستدعي اسرائيل ان تفكر بتعابير اخرى عما ينبغي لها ان تفعله في المستقبل بنفسها.
اسرائيل اليوم