مقالات مختارة

تعلموا من كوريا الشمالية: اليكس فيشمان

 

لماذا تحتاج ايران لصاروخ ثقيل، من مرحلة واحدة، يتحرك بوقود سائلة، غير دقيق، مع رأس ضخم بقطر لتر ونصف يمكنه ان يحمل وزن اكثر من طن الى مدى 2.000 كيلو متر؟ الجواب المنطقي الوحيد هو أن صواريخ “حُرمشهر” المتطورة بالتوازي مع صواريخ “شهاب” – تستهدف حمل سلاح نووي. في مثل هذه الحالة فان الدقة تلعب دورا ثانويا .

بالمقابل، فان الانواع الاكثر تطورا من”شهاب 3″ تصل منذ الان، بزعم الايرانيين الى مدى 1.950كيلو متر، وفي واقع الحال تغطي كل نقطة في اسرائيل من عمق ايران. غير ان وزن رأسها هو نحو نصف وزن الرأس المتفجر في “حرمشهر”. ما يفسر لماذا يطورون عائلة صواريخ اخرى، يمكنها أن تحمل رؤوس نووية.

التجربة على “حرمشهر” والتي نفذت في الاشهر الاخيرة في ايران ونشرت أمس هي ثمرة بواكير الاتفاق النووي بين ايران والقوى العظمى. وللدقة: هذا هو احد الاثمان الذي تدفعه اسرائيل على سلوكها الفاشل على مدى المفاوضات بين القوى العظمى وايران، والذي ادى الى ابعادها عن كل قدرة تأثير سواء على الاتفاق العلني ام على بنوده السرية وغير الرسمية.

منذ العام 2013، حين وقع الاتفاق المرحلي بين ايران والقوى العظمى، كان معروفا في اسرائيل ان بين ممثلي اوباما وممثلي الايرانيين ينسج اتفاق جانبي سري، ومنذئذ كانت أنباء عن ان الايرانيين تلقوا موافقة امريكية على مواصلة تطوير الصواريخ الى مدى حتى 2.000 كيلو متر. في ذاك الوقت، عني الايرانيون بتطوير صواريخ الى مدى بعيد يتراوح بين 2.500 – 5.000 كيلو متر تصل الى اوروبا والى الولايات المتحدة. وعرض الامريكيون على طهران في الاتصالات السرية قيدا: لا للولايات المتحدة أو لاوروبا بل الى مدى 2.000 كيلو متر – وهو بالضبط المدى الفاعل للعدو المركزي لايران: اسرائيل. واذا اصروا، فللسعودية ايضا. وقد اقتبس معهد بحوث الاتصالات في الشرق الاوسط “ممري” عن مسؤولين ايرانيين تحدثوا علنا عن التفاهم الذي حققوه مع الامريكيين في موضوع الصواريخ. هكذا مثلا قال قائد الحرس الثوري، علي الجعفري، فور الاتفاق المرحلي ان “يمكن لايران ان تنتج صواريخ تتجاوز مدى 2.000 كيلو متر ولكنها قيدت من الزعيم خامينئي. على صواريخنا ان تصل الى اسرائيل. فالخطوط الحمراء للنظام لم يتم تجاوزها في محادثات النووي”. كما أن قائد الذراع الجوي في الحرس الثوري اعترف قائلا: “مدى 2.000 كيلو متر لصواريخنا مخصص للمواجهة مع الكيان الصهيوني”. والمعنى واضح: الامريكيون صادقوا على الخطوط الحمراء الايرانية – التي هي المدى لاسرائيل. أما اليوم فالايرانيون يتحدمون الامريكيين لانهم يستطيعون. فالتصدي الامريكي للازمة مع كوريا الشمالية لا يؤدي الا الى تشجيع الايرانيين على السلوك الازعر. ففي الوقت الذي تهدد فيه الولايات المتحدة باعادة البحث في الاتفاق النووي معهم، يكشف الايرانيون الصواريخ مع القدرة النووية كي يطلقوا رسالة تقول انه من المجدي الحديث معهم وعدم الانشغال بتغيير الاتفاق النووي.

حرمشهر” هو صاروخ كوري شمالي صرف ويعكس التعاون الوثيق بين الدولتين. مصدره في الصاروخ الباليستي الروسي الذي يطلق من الغواصات، واجتاز تحولا الى صاروخ بري. في 2005 نقل الكوريون الشماليون 20 صاروخا كهذا الى ايران. واستغرق الايرانيين نحو عقد من الزمان كي يكيفوه مع احتياجاتهم وجعلهم في حالة اطلاق.

لقد ترافق النشر عن التجربة في ايران امس ومعلومة تقول ان للصاروخ ايضا قدرة على ان يحمل ثلاثة رؤوس منشطرة. اذا كان ما هو حقيقي في هذه الاقوال – فهذه هي المرة الاولى التي يعرف فيها ان لدى ايران صاروخا مع قدرة رأس منشطر. على اسرائيل أن تنطلق من نقطة أن كوريا الشمالية سلمت قدرة نووية – لسوريا – في المفاعل الذي قصف في 2007. وهكذا ينبغي الافتراض بانه في اطار العلاقات الحميمة بين ايران وكوريا الشمالية تحظى ايران ايضا بتعاون من كوريا الشمالية في المجال النووي مقابل دفعة سخية. وعلى اسرائيل أن تأخذ بالحسبان بان ايران وصلت الى قدرة على انتاج صاروخ يحمل رأس متفجر نووي – سواء منشطر أو لا.

يديعوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى