كركوك أنموذج ما ينتظر إقليم كردستان
حميدي العبدالله
حدثت اضطرابات دموية في مدينة كركوك على خلفية اقتراب إجراء الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان عن العراق. حصلت اشتباكات بين مكونات المدينة سقط فيها قتلى وجرحى, وتم تفجير سيارة مفخخة في أحد أحياء المدينة, الأمر الذي دفع القوات الأمنية المعنية إلى فرض حظر للتجوال للسيطرة على الموقف.
ما جرى في كركوك لا يشكل حادثاً عابراً, وقد حذر منه رئيس وزراء الحكومة العراقية حيدر العبادي قبل 48 ساعة من وقوع أحداث كركوك, وقال إذا ما نشبت اضطرابات فإن الحكومة العراقية قد تلجأ إلى استخدام القوة.
واضح أن كركوك ليس وحدها المرشحة لحدوث اضطرابات تشبه ما حدث يوم الإثنين, بل إن سهل نينوى الشمالي بكامله مهيأ لمثل هذه الاضطرابات. وحتى مناطق في عمق إقليم كردستان, هي الأخرى تعج بالصراعات السياسية والحزبية والقبلية, يكفي القول إن رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني قد انتهت ولايته منذ أكثر من سنتين, ولم يستطع تجديد هذه الولاية لأن دستور إقليم كردستان ينص على أن رئيس الإقليم لا يحق له شغل هذا المنصب إلا لدورتين متتاليتين, ولكن البرزاني عطل مفاعيل الدستور وتسبب بأزمة سياسية ودستورية, وحتى برلمان الإقليم الذي صوت لصالح إجراء الاستفتاء دعي إلى الانعقاد بعد تعطل لمدة سنتين, ويمكن الطعن بشرعية الجلسة التي لم يحضرها رئيس البرلمان.
رئيس الحكومة العراقية كان قد أعلن سابقاً أنه إذا وقعت اضطرابات على خلفية استقلال الإقليم فإنه سيتدخل عسكرياً للحؤول دون تفاقم الاضطرابات, وقد أصدرت المحكمة الاتحادية العليا قراراً يقضي ببطلان الاستفتاء, وعدم الأخذ بنتائجه, كما أن التحالف الوطني العراقي الذي يمثل الأغلبية في الحكومة والبرلمان العراقي اتخذ قرارات ترفض قبول نتائج الاستفتاء وترفض الحوار مع قيادة إقليم كردستان على أساسه.
مجمل هذه التطورات تفيد بالخلاصات الآتية:
أولاً, استقرار إقليم كردستان, وبالتالي ازدهاره الاقتصادي قد قوضه الإصرار على إجراء الاستفتاء.
ثانياً, اندلاع مواجهة عسكرية تقود إلى إخراج البشمركة من المناطق المتنازع عليها بات احتمالاً مرجحاً إذا لم يتراجع القادة الأكراد عن خيار الاستفتاء.