مقالات مختارة

هل تختلف نتائج «أستانة 6» عن سابقيه؟: حميدي العبدالله

 

ينعقد مؤتمر أستانة في جولة سادسة، والسؤال الذي يطرحه كلّ المتابعين والمعنيين بهذا المؤتمر يدور حول ما إذا كانت نتائج الجولة الجديدة تختلف عن نتائج الجولات الخمس السابقة

.

واضح أنّ الجولات السابقة لم تحقق أيّ نتيجة على الإطلاق باستثناء قرار نظري بوقف القتال، لأنّ المعارك الكبرى توقفت في بعض مناطق خفض التصعيد ليس نتيجة الاتفاقات وجولات أستانة السابقة، بل لأنّ الجماعات المسلحة لم تعد قادرة على شنّ هجمات واسعة في ضوء نتائج هجمات سابقة باءت جميعها بالفشل، ومنها الهجوم الأخير على الريف الشمالي لمحافظة حماه، ذلك أنّ شنّ أيّ هجوم من قبل الجماعات المسلحة في مناطق خفض التصعيد سوف ينقلب خسارة كبيرة لها، وبالتالي باتت مصلحة هذه الجماعات المسلحة ومشغليها وداعميها الإقليميين وداعميها الإقليميين والدوليين تكمن في تجميد خوض المعارك الواسعة لهذه الأسباب، وليس احتراماً لما جاء في اتفاقات وجولات أستانة السابقة.

لكن ربما هذه الجولة قد تختلف عن جولات سابقة للأسباب الثلاثة الآتية:

ـ السبب الأول، الأتراك هم الذين كانوا وراء فشل جولات أستانة السابقة، وهم الذين عطلوا فصل مواقع جبهة النصرة عن مواقع التنظيمات التي توافق على الاتفاقات، كانوا يراهنون على احتمال حصول تفاهم بينهم وبين الأميركيين يتمّ بموجبه مقايضة توقف الولايات المتحدة عن دعم الأكراد مقابل خروج تركيا من دائرة الدول المتعاونة مع روسيا في أستانة، أيّ الخروج من مسار أستانة.

واضح أنّ رهان أنقرة على تغيير في المواقف الأميركية قد خاب، بل إنّ واشنطن سمحت للأردن بدخول مسار خفض التصعيد، وإن كان بصيغة مختلفة جزئياً عن مسار أستانة من خلال مشاركة واشنطن مع روسيا والأردن في هذه التفاهمات.

ـ السبب الثاني، الوضع الميداني تغيّر ويتغيّر جذرياً لصالح سورية وحلفائها، وبات لدى الدولة السورية فائض قوة يمكن استخدامه لاحقاً في محافظة إدلب، آخر معقل للإرهابيين الذين يمنحون تركيا ورقة مؤثرة في المفاوضات والاتصالات الجارية بشأن سورية، ومن مصلحة أنقرة الإقرار بالأمر الواقع الجديد وأيّ تعطيل آخر لأستانة لا يصبّ في مصلحتها وقد يعرّضها لوضع أصعب مما واجهته حتى الآن في سورية.

ـ السبب الثالث، قد ينفذ صبر الروس وهم الذين يرعون ويشرفون على مسار أستانة من المناورات التركية، وقد ينعكس ذلك سلباً على العلاقات التركية- الروسية، وأنقرة ليست في وضع يؤهّلها لتحمّل نتائج ذلك في ضوء علاقتها المتردّية مع حلفائها الغربيين.

هذه الأسباب الثلاثة قد تجعل لقاء أستانة السادس مختلف عن اللقاءات السابقة.

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى