شؤون لبنانية

ابراهيم: انها ايام النصر والشهادة الثمن الطبيعي له

أقام النادي الثقافي الجنوبي حفل عشائه السنوي، برعاية المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في فندق “كورال بيتش” – بيروت ،في حضور أعضاء النادي وحشد من طلاب الجامعات .

بداية، آيات من القرآن الكريم والنشيدان الوطني و”حزب الله”، ثم ألقى اللواء ابراهيم كلمة قال فيها: “انها ايام النصر، ايام الشهادة الملازمة ابدا لهذا النصر والثمن الطبيعي له. لأن التاريخ علمنا ان الاوطان لا تصان، ولا يعلو لها سياج، من دون تضحيات ودم يبذلان لأجل ان يبقى الوطن سيدا حرا منيعا.

للجنوب، الذي ما زال فرحه مؤجلا طالما ان العدو الإسرائيلي جاثم على ارضنا، يتهدده كل يوم.

للجنوب إمام التضحيات، وراهب الصبر والصمود على عاتيات الزمن دفاعا عن لبنان كل لبنان ألف تحية وتحية.

لطلاب النادي الثقافي الجنوبي، المؤتمنين على غد مشرق ومستقبل آمن، بضمانة وعيهم وعلمهم وعقولهم النيرة بثقافة الديموقراطية، كل التقدير والاحترام لنجاحاتكم وتقدمكم، وكذلك لدعوتكم الى هذا العشاء المميز بمناسبة التحرير والانتصار اللذين اعتز وأفخر بهما“.

أضاف: “نلتقي اليوم، ولبنان يئن ألما على شهداء الوطن الذين قتلوا ظلما وغيلة وعدوانا، على يد ارهاب متوحش همجي، يتشابه ويتماثل مع عدو اسرائيلي لئيم، لأن كليهما يشكلان امتدادا للآخر في سعيهما لضرب نموذجنا الفريد في التعايش والتفاعل الحضاري والثقافي. فالارهاب الاسرائيلي والتكفيري هو من طبيعة همجية، لا يعترف بآخر، ويسعى لإقامة دول آحادية قائمة على عنصرية بغيضة وقاتلة.

لكن المشرق والمضيء في لبنان، هو انتصارنا على هذين العدوين بوحدتنا الوطنية، بوصفها ضمانة بقاء لبنان، دولة استثنائية بغناها الثقافي والروحي. وما لقاؤنا اليوم في ناد ثقافي، وفي حضرة أهل علم يشكلون أحد أوجه قوة لبنان، الا دليل على ذلك. فالدول القوية يصنعها العلم والمتعلمون، بالقدر نفسه الذي يدافع عنها جنود شديدو البأس كما هم جنودنا الشهداء“.

وتابع ابراهيم: “من دواعي سروري ان يبادر كل فرد او مجموعة من الوطن إلى بناء اطار ثقافي، لكن الأهم والأكثر ضرورة، ان يكون ذلك على طريق التكامل والتقاطع مع الجميع، والتفاعل لتقديم الأمثل والأفضل للبنان الواحد الموحد بجميع طاقاته ومكوناته الحضارية والثقافية. ولا يعتقدن أحد للحظة واحدة ان جزءا يمكن ان يصير كلا. لقد اختبر البعض هذا الأمر في لحظة جنون، فكان ان تحول لبنان إلى صندوق بريد للخارج. اما طموحنا اليوم وغدا، هو منع عودة لبنان – الساحة، بل العمل سويا من اجل بناء دولة قوية بمؤسساتها، فخورة بأبنائها المتعلمين والحرفيين والمزارعين والصناعيين والتجار والمهنيين، وانتم بالطبع ستكونون جزءا منهم.

ان تاريخ الانتصار الذي نحتفل به الان، كتب بدم شهداء الوطن، الذين طردوا، وبقرار وطني جامع، المحتل الاسرائيلي واذنابه الارهابيين على حد سواء، لأن كل عمل يستهدف الكيان اللبناني هو ارهاب يستدعي اجتثاثه، لا محاربته فقط، او انتظاره حتى يصبح داخل حدودنا، ولنا خير مأثرة في قول الامام علي: “ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا“.

ما يجب ان يعلمه الجميع ويتنبه اليه بوعي وطني وحدس سياسي محترف، هو اننا معنيون بالالتفاف حول مؤسساتنا الدستورية لمواصلة بناء الدولة القوية بأجهزتها العسكرية والامنية، العادلة بقوانينها، القادرة بشعبها، ليكون لنا سلام واستقرار، مصانان بسياسة حكيمة واقتصاد متين وعلم حديث وعمل وافر، وكل عملية استنزاف داخلي خارج هذا الاطار لا تعني غير المتاجرة بآمال اللبنانيين، وسعيهم لعيش حر وكريم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى