مقالات مختارة

دول البريكس تركز على التآزر فيما بين دول الجنوب تشاينا ديلي

 

  6- 9- 2017

اُختتمت يوم الثلاثاء قمة البريكس التاسعة في شيامن بمقاطعة فوجيان شرق الصين. مراسل تشاينا ديلي تسوى شوفنغ التقى ثلاثة خبراء شاطروه آرائهم حول انجازات القمة خلال ندوة أقامها مركز الصين والعولمة. وفيما يلي مقتطفات من تلك الآراء :

الترتيبات المؤسسية يمكنها المساعدة في جعل المستقبل ساطعا

شي يين هونغ مدير مركز الدراسات الأمريكية بجامعة رنمين الصينية

تتمتع دول البريكس، التي تأتي في طليعة الدول التي تتبنى شكلاً أكثر إنصافاً من العولمة، بإمكانات كبيرة لتحفيز النمو العالمي وتحسين الحكم العالمي. لكن من أجل ذلك، يتعين على الدول الأعضاء في المجموعة حل مشاكلها الداخلية مثل العدالة الاجتماعية والتفاوت في توزيع الثروات.

وفي هذا الصدد ستخصص الصين 500 مليون يوان (76 مليون دولار) للتعاون والتبادل الاقتصادي والتكنولوجي بين دول البريكس، وفق ما ذكره الرئيس شي جين بينغ في الجلسة العامة التاسعة لمؤتمر قمة البريكس يوم الاثنين.

إن مستقبل المجموعة لا يخلو من التحديات. فالتكتل لا يزال صغيراً نسبياً ويفتقر إلى الاتساق المؤسسي، حيث تشهد البرازيل وجنوب أفريقيا نمواً ضعيفاً، فيما يسود التوتر علاقات روسيا بالدول الغربية التي تقودها الولايات المتحدة. ومن ناحية أخرى، يتعين على الصين والهند اتخاذ تدابير للحفاظ على نموهما القوي نسبياً وتجنب خروج المخاطر المالية عن نطاق السيطرة.

وبغية العمل بشكل فعال وتحقيق فوائد ملموسة للجميع، يتعين على دول البريكس إعطاء الأولوية للمهام “السهلة” التي يمكن أن تجني ثمارها أو تحقق تقدماً في المستقبل المنظور. وعلى الدول الخمس، كما اقترح اعلان شيامن، أن تنشط التعاون العملي لتعزيز التنمية المشتركة.

كما أن هناك حاجة إلى ترتيبات مؤسسية موجهة نحو تحقيق النتائج من أجل مساعدة التكتل على تحقيق الازدهار. والواقع أن إعلان شيامن يدعو إلى تعزيز التنسيق والاتصال لتحسين الإدارة الاقتصادية العالمية. وقبل دعوة أعضاء جدد، يتعين على أعضاء البريكس الحاليين إجراء مناقشات معمقة حول ما إذا كان التوسع سيعطي التكتل المزيد من المرونة ووجوداً جيوسياسياً أكبر.

العمل على إعادة العولمة إلى مسارها الصحيح

هو ويوين، نائب رئيس مركز الصين والعولمة

وفقاً لبعض التقديرات، إن الناتج المحلي الإجمالي التراكمي لدول البريكس الخمس يمكن أن يشكل نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي في المستقبل القريب، وقد شكل هذا الرقم 12 في المئة فقط عام 2006 وحوالي 23 في المئة العام الماضي. لكن الأرقام والآفاق الواعدة طغت عليها حقيقة أن الصين والهند ساهمتا بمعظم النمو الذي شهدته البريكس خلال 10 سنوات بنسبة 10.5 نقطة مئوية (كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي).

وقد زادت نسبة مساهمة الناتج المحلي الاجمالي الصيني إلى العالم بنسبة 9.4 نقطة مئوية خلال هذه الفترة فيما بينما نمت الهند بوتيرة معتدلة بلغت 1.2 نقطة مئوية. ويعرّض أداء الدول الاقتصادي المثير للإعجاب، سيما الصين، كفاءة إدارة البريكس للخطر، ويسوّغ الحذر عندما يتعلق الأمر بتوسيع المجموعة.

لأعضاء البريكس سجل محترم عندما يتعلق الأمر بالوفاء بتعهداتهم. ويقول أحد التقارير الصادرة عن جامعة تورونتو أن 78 في المئة من الوعود التي قُطعت في مؤتمر قمة البريكس عام 2015 في أوفا بروسيا قد تحقق. فيما تبلغ نسبة قمة العام الماضي في الهند 89 في المئة قياساً بالوقت الحاضر، وتغطي قضايا بدءاً من التنسيق السياسي والتجارة الالكترونية إلى مكافحة الارهاب. وتتوافق الاحتمالات ووثائق نتائج التعاون ال 63 التي تم تبنيها في قمة شيامن.

ومع ذلك، يتعين على أعضاء مجموعة البريكس الاستفادة من الإمكانات الكاملة لترتيبات البريكس التكميلية مثل بنك التنمية الجديد ومبادرة الحزام والطريق الصينية، لكي يكون لها رأي أكثر تأثيراً في الشؤون الدولية، بما في ذلك التغيّر المناخي والأمن الإقليمي. وبموجب إطار منظمة التجارة العالمية، يمكن لدول البريكس أن تساعد أيضاً على إعادة العولمة إلى مسارها الصحيح وتعميق التكامل الاقتصادي في منطقتها.

الحاجة إلى العمل الشاق لتضييق الفجوة في توزيع الثروة

شو شيوجون، باحث في معهد الاقتصاد والسياسة العالمية، الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية

إن آلية التعاون، التي تقودها قمم القيادات، والتي تعتمد على انشاء فرق عمل في مختلف المجالات، وتبرز في بنك التنمية الجديد وغيره من المؤسسات، هي إنجاز مؤسسي رئيسي لمجموعة البريكس في العقد الأول من وجودها.

وعلاوة على ذلك، لقد توصل أعضاء مجموعة البريكس إلى توافق في الآراء بأن يلعب التكتل مستقبلاً دور المنصة لاختبار التعاون بين دول الجنوب، وتكامل الأسواق، والحوكمة الاقتصادية العالمية. كما عززوا التعاون في مجالي التجارة والاستثمار، فضلاً عن التبادلات الشعبية من خلال الأحداث الرياضية والمهرجانات السينمائية.

ويقول إعلان شيامن إن الشكوك التي تواجه الاقتصاد العالمي والمخاطر السلبية ستستمر، مما يعني أنه يتعين على الدول الخمس العمل بجد لتضييق التفاوت في مجال النمو وتجنب حصول أي سوء فهم فيما يتعلق بمصالحها الاستراتيجية.

والخبر السار هو أن الاقتصادات الناشئة ككل آخذة في الازدياد وأنها ستتخذ زمام المبادرة في النهوض بالعولمة. ولاشتهارها بالالتزام بالانفتاح والشمولية والتعاون وترتيبات المنفعة المتبادلة، تسعى بعض البلدان الى الانضمام الى البريكس. لذا يجب على أعضاء البريكس استخدام إطار “البريكس بلاس” للعمل مع المزيد من البلدان النامية لتعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى