من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: لافروف والجبير: وحدة سورية وتوحيد المعارضة ودعم مناطق التهدئة… تمهيداً لـ بوتين – سلمان… إنجازات متسارعة للجيش السوري في دير الزور تفاجئ الأميركيين وتُربكهم وتدفعهم للسباق… توقيف أبو عجينة… والحريري إلى موسكو… وقاسم يصفه بالعقلانية… و«إسرائيل» تنتهك 1701
كتبت البناء: أدهش الجيش السوري وحلفاؤه، وفي مقدّمتهم حزب الله، الأصدقاء والأعداء بسرعة ونوعية الإنجازات المتلاحقة على جبهة دير الزور التي وصفت بأنها الأشدّ مناعة وقوة في مناطق سيطرة داعش، وقد تساقطت خلال أسبوع واحد ثلاثٌ من قلاعها، الأولى مع فك الحصار عن اللواء 137، والثانية مع فك الحصار عن المطار العسكري والأحياء القريبة منه، والثالثة بالسيطرة على دوار البانوراما الحيوي في المدينة وطريق دير الزور ـ دمشق الدولي وجبال الثردة الاستراتيجية في تأمين حركة الطيران من مطار دير الزور العسكري وإليه، ما يعني وفقاً لمصادر عسكرية في الجبهة قالت لـ «البناء» إنّ التسارع سيزداد وتيرة بعد تحرير خطوط الإمداد البرية والجوية من العقد التي كانت تعترضها.
تابعت الصحيفة، لبنانياً، بالتزامن مع تسجيل الخرقين «الإسرائيليين» للقرار 1701 والحضور العلني للقائد الميداني لحزب الله من جبهة دير الزور، مواصلة الجيش والأجهزة الأمنية مهام الملاحقة والمداهمة على خلفية فتح التحقيق في قضية استشهاد العسكريين المخطوفين لدى داعش، وسجل اعتقال الرئيس السابق لبلدية عرسال علي الحجيري الملقب بـ «أبي عجينة» كأول إنجاز على هذا الصعيد، بينما على المستوى السياسي جاء سفر رئيس الحكومة على رأس وفد وزاري توافقي، متزامناً مع كلام لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يصف به تصرّفات الحريري بالعقلانية.
مهرجان الانتصار الخميس
تقيم وزارة الدفاع الوطني بالتعاون مع وزارة السياحة، وبرعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضوره، مهرجان الانتصار على الإرهاب يوم الخميس المقبل عند السابعة مساء في ساحة الشهداء. وستلقى كلمات بالمناسبة لكل من الرئيس عون ورئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري، من وحي المناسبة ستؤكد على الانتصار على الإرهاب وتحرير الجرود، كما ستؤكد مواصلة التحقيق الذي فتح لمعرفة مَن كانت له اليد الطولى في خطف العسكريين واحتلال الإرهابيين أجزاء من الارض اللبنانية.
وكان رئيس الجمهورية سأل «هل يعلم مَن يسعى لعرقلة التحقيق قولاً أو فعلاً أنه يشجع على الثأر والانتقام الفردي؟»، ودعا عون إلى «الاختيار بين الدولة وعدالة القضاء أو العشيرة وعدالة الثأر». وأكد خلال استقباله قائد الجيش العماد جوزف عون في بعبدا إلى أنه حصل لغط كبير ومَن سلّم الأرض بات خارج المحاسبة، ومَن حرّرها أصبح وكأنه مسؤول عما حصل في السابق، والبعض حاول أن يسلب من الجيش انتصاره، و«كي نردّ على هذه الاتهامات، فتحنا تحقيقاً في الموضوع أساسه معرفة ملابسات خطف العسكريين واحتلال الإرهابيين أجزاء من الأرض اللبنانية».
وفي إطار ملاحقتها للمتهمين المتورطين بقتل العسكريين اللبنانيين ودعم الإرهاب، ألقت مخابراتُ الجيش اللبناني القبض على رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري الملقب بأبو عجينة، الصادرة بحقِه مذكرة توقيف قضائية.
وأكدت مصادر مطلعة على الملف لـ «البناء» أن توقيف أبو عجينة جاء بناء على اعترافات أدلى بها عبادة الحجيري، فضلاً عن علاقته بقتل المعاون إبراهيم زهرمان والرائد بيار بشعلاني وعمليات خطف مقابل فدية ومخازن أسلحة. وإذ أشارت المصادر إلى أن «ابو عجينة» مطلوب أسوة بمصطفى الحجيري «أبو طاقية»، شددت المصادر على أن أبو طاقية لن يُهرّب إلى خارج لبنان، وهو لا يزال متوارياً عن الأنظار في أحد المساجد، مرجّحة أن يتم القاء القبض عليه بفترة ليست ببعيدة، ومرجحة أن يلعب الرئيس سعد الحريري دوراً في توقيفه لقاء صفقة معينة، مع تأكد المصادر أن الصفقة غير مرتبطة بالتحقيقات التي بدأت في قضية العسكريين، فالتحقيق أخذ مساره ولا أحد قادر على إقفال الملف. وأكدت المصادر نفسها لـ «البناء» أن هناك «أكباشاً سيقدَّمون على مذبح فضيحة العسكريين الشهداء التي تتدحرج ككرة ثلج بدأ ينتج عنها وعيٌ يربك الطبقة السياسية كلها».
في موازاة ذلك تواصلت في عطلة الأسبوع المواقف المحذّرة من أن تأخذ المواقف التصعيدية التي خرجت من فريقي 8 و14 آذار الحكومة إلى المجهول، حيث أطل رئيس المجلس النيابي نبيه بري يوم السبت في تصريح، قائلاً «حاجي الناس تهبّط حيطان برّات الصحن»، مشيراً إلى أن الحكومة باتت شراً لا بدّ منه. ولفت بري إلى أن الفتنة السنية الشيعية عام 2014 هي من منعت تحرير العسكريين، لافتاً إلى أنه غير معني بتغطية الرئيس تمام سلام وقائد الجيش السابق جان قهوجي سواء سياسيا أو حتى مذهبياً، لكن هل يعقل هذا الكمّ من التزييف على حسابهما؟
وأكد أن « الانتخابات النيابية ستحصل في أيّار وإلا سيطير البلد»، لافتاً إلى أن «وزير المال علي حسن خليل عرض إجراء الانتخابات النيابية بعد شهرين إذا كانت ستتعثر البطاقة الممغنطة، لكنْ تيارا «المستقبل» و«الوطني الحر» رفضا بسبب عدم الجهوزية».
الحريري يتصرّف بعقلانية
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أننا «مستمرون في القناعة التي تعمل على إبقاء الحكومة وعدم المس بها حتى الانتخابات النيابية المقبلة، والاتفاق على بعض الملفات بين حزب الله ورئيس الحكومة سعد الحريري هي نقطة إيجابية على أمل ان نتفق على ملف النازحين الذي يستوجب اتفاقاً داخلياً على التنسيق مع سورية، لنصل إلى الخواتيم المطلوبة»، مشددا «على مبدأ العودة الآمنة والطوعية الذي يجب أن يتم بالتفاهم مع الدولة السورية». وأشار إلى أن «الرئيس الحريري يتصرّف بعقلانية لحماية الاستقرار وهو متأذٍ من الأصوات التي تثير البلبلة، ولا يوجد مانع من الحوار الثنائي معه».
.. ويتضامن مع سلام
وكان الحريري زار الرئيس تمام سلام متضامناً معه في وجه الحملة التي شنّت ضده على خلفية العسكريين الشهداء، وأكد أن «المزايدات التي تحصل في ما يخصّ التحقيق بعملية خطف العسكريين مرفوضة»، مشيرا إلى أنه كان على الرئيس سلام حينها اتخاذ قرارات لحماية لبنان بالرغم من انقسام القيادة السياسية في حينها، وجرت محاولات عدة لحل موضوع العسكريين.
وقال الحريري «لن نسمح بزرع الفتنة بين السنة والشيعة ونتفق على بعض الأمور مع حزب الله مثل استقرار وأمن لبنان»، واشار إلى أنه «عند الضرورة نوافق على رفع الحصانة عن الجميع من أجل التحقيق حتى عن الإعلام الذي صبّ الزيت على النار ولا يزايدنّ علينا أحد.»
الاخبار: حزب الله: الحريري يتصرّف بعقلانية
كتبت الاخبار: بعدَ إنجاز تحرير الجرود والكشف عن مصير العسكريين المخطوفين، والمطالبة بفتح تحقيق جدي يطال كل المرحلة السابقة لغزوة عرسال وما تلاها من خطف للعسكريين وقتل عدد منهم، قرر الرئيس سعد الحريري رسم خط أحمر يمنع توسّع التحقيق في أحداث عرسال 2014 ليطال شخصيات سياسية. فيوم أمس، زار الحريري رئيس الحكومة السابق تمام سلام في منزله في المصيطبة، متضامناً معه، ومعتبراً أن المس به غير مقبول.
وفي السياق عينه، أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري ارتياحه الى هذه الزيارة، معتبراً أنها «رسالة موفقة». وقد جاءت هذه الزيارة بعدما خرج سلام عن صمته، ولاقاه وزير الداخلية نهاد المشنوق برفضه التعرض لسلام الذي «تحمّل لثلاث سنوات جبالاً من الخلافات السياسية والاستهتار الدستوري في ظلّ الفراغ الرئاسي».
في المقابل، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن الوحيد الشريف والنزيه الذي يحقّ له طلب التحقيق في أحداث عرسال هو الرئيس ميشال عون. ودعا قاسم الى «عدم الاستماع الى بعض الخطابات التي تحاول إبعادنا عن الانتصار، وما تحقق في الجرود هو انتصار كامل وحقيقي للجيش اللبناني وللمقاومة». وقال «صحيح أنه ليس هناك غرفة عمليات مشتركة مع الجيش، ولكن التنسيق حصل بشكل حقّق ما يجب تحقيقه في الحرب ضد الإرهاب». وشدّد على «إبقاء الحكومة وعدم المس بها حتى الانتخابات النيابية المقبلة، والاتفاق على بعض الملفات بين حزب الله ورئيس الحكومة سعد الحريري هو نقطة إيجابية، على أمل أن نتفق على ملف النازحين السوريين الذي يستوجب اتفاقاً داخلياً على التنسيق مع سوريا»، لافتاً إلى أن «الحريري يتصرف بعقلانية، ولا مانع من الحوار الثنائي معه». ورأى قاسم أن «علينا استثمار تحسّن الوضع الأمني في إجراء الانتخابات ونحن في زمن الانتصارات، أما القانون فهو صار أمراً واقعاً تم إقراره برضى الجميع، ومن الضروري أن تحصل في موعدها مع معالجة بعض التفاصيل التي تعرقل إجراءها، مثل البطاقة الانتخابية الممغنطة وغيرها من التفاصيل».
ظهر توتّر عونيّ ــ قواتيّ من خلال تزامن احتفالين لكلّ منهما في معراب وجونية
وذكر من جهة أخرى أن حزب الله لا يعطي أهمية لمواقف الوزير السعودي ثامر السبهان، كاشفاً أن السعودية «تمر في أوقات صعبة، فهي فشلت في مشاريعها في المنطقة، وهي تسعى للتقارب مع اسرائيل بهدف التطبيع معها، وخياراتها لم تكن صحيحة». ولفت الى أن المناورات الإسرائيلية قرب الحدود الجنوبية «لا نعتبرها تحضيراً للحرب، بل أهدافها سياسية، ولكننا جاهزون لأي حرب». وكشف أن الحزب أراد من رسالة الحاج أبو مصطفى، بالظهور العلني في سوريا، القول «إننا في سوريا لسنا مختبئين، ونحن جزء أساسيّ من محور المقاومة، ومستمرون في هذا الاتجاه ولا عودة الى الوراء، وأصبحنا جزءاً من متطلبات هذا المحور».
وبرز أمس تطور أمني، تمثّل في اختراق الطائرات الإسرائيلية الأجواء اللبنانية وخرقها جدار الصوت فوق مدينة صيدا. وفي هذا الإطار، علّق الرئيس بري على هذا الحدث بالقول «نحن نلتهي في الداخل فيما إسرائيل تجري مناوراتها ضدنا، وأعطت مثالاً على ذلك، عبر تنفيذها خرق جدار الصوت في صيدا». وقال لـ«الأخبار» إن «تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق منطقة صيدا، وتحديداً عين الحلوة، إنما هو رسالة تهديد مباشرة موجّهة الينا، تعني أننا لسنا بعيدين عمّا حققتموه ولم ننسَكم، إنما نحن هنا في كل وقت».
من جهة أخرى، أكد رئيس «التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، في غداء خلال جولته في بشري، أن «الأحادية لا مكان لها في لبنان. الفكر الأحادي داعشي، لا أحد يلغي أحداً، وهذه هي قيمة لبنان». ورأى أن القانون النسبي فعلناه لكل لبنان، ليس مسايرة من أحد. حتى تربحوا في بشري، دفعنا الثمن في المتن وجبيل، وتنازلنا عن حقنا، ونفكر بأخذ الأقلية حصصها»، مضيفاً «أشعر بالمسؤولية والأمانة برقبتي لناحية الحفاظ على قوة مجتمعنا حتى لو دفع التيار الوطني الحر الثمن». واللافت أن باسيل افتتح مكتباً للتيار الوطني الحر في بشرّي، عشية احتفال القوات اللبنانية السنوي في معراب بذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية»، والذي تزامن أيضاً مع احتفال للتيار الوطني الحر في ملعب فؤاد شهاب في جونية، لتسليم بطاقات للمنتسبين. وأظهرت المناسبات الثلاث توتراً في العلاقة بين الطرفين، بدا واضحاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما جهد مسؤولوهما لنفيه.
في سياق آخر، توجه الحريري أمس إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة يلتقي فيها كبار المسؤولين الروس، وفي مقدمهم الرئيس فلاديمير بوتين، تتناول الوضع في المنطقة، وتحديداً في سوريا، وضرورة تكثيف الجهود للوصول الى حل سياسي، إضافة الى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال التوقيع على اتفاقات للتعاون في مختلف المجالات.
الديار: مهرجانات شيعيّة لأمل وحزب الله.. ومسيحيّة للقوات والتيّار… جنبلاط على الحياد.. والطائفة السنيّة مُنقسمة
كتبت الديار: خلال أقل من شهر، ظهر في لبنان أن هنالك جمهورين كبيرين متحركين وفاعلين هما الجمهور الشيعي والجمهور المسيحي. أما الجمهور السني، فهو منقسم بين الرئيس الحريري والرئيس نجيب ميقاتي واللواء أشرف ريفي والفريق الاسلامي المتطرف.
لم يكن أحد يتوقع أن تستطيع حركة أمل والرئيس بري أن يجمعا هذا الجمهور الضخم في ذكرى الامام الصدر المغيب، فقد امتلأت الساحات بشكل لم يسبق له مثيل إلا نادراً في مهرجانات حركة أمل. وصحيح أن أكثرية الجمهور الشيعي الذي اشترك في مهرجان حركة أمل هو من الجنوب، غير ان قسماً كبيراً لا يستهان به جاء من البقاع إلى المهرجان بعدد ضخم من السيارات يفوق الآلاف، وأعاد الرئيس بري إليه وإلى حركة أمل الوجه الكبير في حشد الجماهير الشيعية، ولم يكن أحد يتوقع أن يحصل هذا الحشد الكبير.
بعد أقل من أسبوع، أقام حزب الله مهرجاناً ضخماً في بعلبك حشد فيه عشرات الآلاف، وكانت الاكثرية من البقاع مع مجيء جمهور من الجنوب، لكن الاكثرية كانت من البقاع. وكان الجمهور شيعياً بامتياز وبين جمهور حركة أمل الشيعي وجمهور حزب الله الشيعي حيث حصل مهرجانان من أضخم المهرجانات، مع الاحتفال بانتصار معركة الجرود في عرسال وبيان سماحة السيد حسن نصرالله امتلأ الاسبوعان اللذان مضيا بحركة شيعية ضخمة ظهر فيها الجمهور الشيعي كم هو متحرك وفاعل. وانطلق الجمهور الشيعي من زحلة حتى بعلبك في مهرجان حزب الله، وانطلق الجمهور الشيعي في مهرجان حركة أمل من الجنوب حتى بيروت. وهكذا ظهرت كتلة شيعية ضخمة في لبنان لم تجتمع منذ فترة الامام المغيب موسى الصدر.
المهرجانات المسيحية
ما إن انتهت المهرجانات الشيعية حتى ظهرت المهرجانات المسيحية، فجمع الدكتور سمير جعجع في ذكرى شهداء القوات عشرات الآلاف من المحازبين وألقى خطبة عنيفة ذكر فيها بانتصار القوات عند انتخاب العماد عون ضد الوزير سليمان فرنجية. وركز الدكتور جعجع على مبدأ الدولة وعدم ازدواجية السلاح. وبالتالي قال كلاماً باسم جمهور مسيحي ضد جمهور شيعي يمثله حزب الله وحركة أمل. وهنا يظهر الخلاف السياسي العميق بين حزب مسيحي مثل القوات اللبنانية يمثل جمهوراً مسيحياً ضد سياسة جمهور شيعي تمثله حركة أمل وحزب الله.
ثم أقيم مهرجان ثان برئاسة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، ولم يقل كلام الدكتور سمير جعجع، لكنه لم يشر بشيء إلى المقاومة، وظهر كأنه يريد الابتعاد عن هذا الموضوع. لكن من يقرأ خطاب الوزير باسيل، يرى أنه يقود الجمهور المسيحي نحو الدولة فقط، دون مراعاة الجمهور الشيعي من حركة أمل وحزب الله، وبخاصة أن بين العونيين وحزب الله ورقة تفاهم في كنيسة مار مخايل تتحدث عن السياسة الدفاعية، وعن وحدة الدفاع عن لبنان حتى تحريره في شبعا وكفرشوبا بواسطة الجيش والمقاومة. لكن الوزير باسيل ابتعد عن هذا الموضوع، وكان خطابه مسيحياً بامتياز. وكان خطابه أيضاً باتجاه الدولة اللبنانية الواحدة، دون الاشارة إلى انتصارات المقاومة في جرود عرسال. ويمكن اعتبار خطاب الوزير باسيل خطاباً مسيحياً مثل خطاب القوات، ولكن بلهجة أخرى. وهكذا يكون قد ظهر جمهوران على خلاف عميق بالنسبة لسلاح المقاومة وبالنسبة للمقاومة بحد ذاتها وبالنسبة للنظام في سوريا.
فالوزير جبران باسيل، وهو وزير خارجية لبنان، رفض حتى الآن أن يقوم بزيارة سوريا وهو وزير خارجية لبنان. ومفروض فيه أن يرتب لقاء بينه وبين وزير خارجية سوريا الاستاذ وليد المعلم، سواء على الاراضي اللبنانية أم على الاراضي السورية أم على الحدود. لكن الوزير باسيل اعتمد سياسة 14 آذار في سياسته مع النظام السوري بعدم التعاطي مع نظام الرئيس بشار الاسد، وإن كان الوزير باسيل اتخذ مواقف لا تناسب السعودية في مؤتمرات عربية وتناسب الموقف السوري.
جنبلاط وحركة حزبه
أما الوزير وليد جنبلاط، فقد قرر القيام بحركة جذرية على مستوى الحزب التقدمي الاشتراكي وقيادة الطائفة الدرزية. واتخذ قراراً نهائياً بتسليم نجله تيمور قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي. وأعلن أنه سيقوم بتغيير 70% من مسؤولي الحزب والوزراء والنواب تمشياً مع سياسة جديدة تلاقي سياسة نجله تيمور. فمعروف عن السيد تيمور وليد جنبلاط أنه معتدل يحافظ على الطائفة الدرزية، لكنه غير متطرف بل معتدل ومنفتح على الجميع ولا يدلي بتصريحات عنيفة. ولذلك فهو بحاجة إلى فريق جديد قرر الوزير وليد جنبلاط تحضير له هذا الفريق ليرافقه في سياسة للحزب التقدمي الاشتراكي تتناسب مع الخلاف بين الجمهور الشيعي والجمهور المسيحي، وفي الوقت نفسه يظل بعيداً عن النظام السوري، وعلى علاقة ودية مع السعودية، دون أن يغرق في هذه السياسة.
وسيكون للسيد تيمور جنبلاط دور هام في السياسة اللبنانية، لأن الكتلة النيابية التي سيرأسها ويأتي بها إلى المجلس النيابي، ستكون كتلة وازنة وكبيرة وترجح الكفة في الصراع النيابي والوزاري وفي الخلافات الاساسية. وعند اللزوم، سيقف تيمور وليد جنبلاط على الحياد، ولن يشترك في النزاع الحاصل بين المذاهب الكبرى الشيعية والمسيحية.
الوضع السني
عندما عاد الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة كان ضعيفاً شعبياً، وكانت أحواله المادية سيئة جداً. لذلك، وقف ضد الانتخابات النيابية وعمل على تأجيلها حتى نيسان 2018، لأنه لو جرت الانتخابات وقتذاك، لكان خسر الرئيس الحريري الكثير من نوابه، وظهر أن تيار المستقبل قد أصبح ضعيفاً جداً. لذلك وضع كل جهده في التنسيق مع الرئيس بري والوزير جنبلاط لتأجيل الانتخابات حتى نيسان 2018، ونجح في ذلك. وبدأ الرئيس الحريري بتحسين وضعه تدريجياً. وكانت هنالك حاجة كبرى لتوظيف مسؤولين وموظفين من الطائفة السنية، فعمل على ملء المراكز بقسم كبير جداً من الطائفة السنية الموالية لتيار المستقبل، سواء من طرابلس حتى صيدا وبخاصة في بيروت وحتى البقاع الاوسط، وصولا الى عنجر وبرالياس. وهكذا استطاع الرئيس الحريري تحسين أوضاعه الشعبية بنسبة 20 %. ثم قام بتسوية مالية بشأن شركته في اوجيه سعودي في المملكة العربية السعودية، مما أراحه مالياً واستفاد مصرفياً لتحسين السيولة بين يديه. وإذا كان الرئيس الحريري قد وضع كخصم له اللواء أشرف ريفي، فقد ظهر أن الرئيس نجيب ميقاتي هو من أقوى الشخصيات والرؤساء السنة المعتدلين والصالحين لرئاسة الحكومة في المرحلة القادمة. واستطاع الرئيس ميقاتي، عبر تيار العزم وعبر المساعدات المالية في طرابلس، أن يصبح قوياً جداً في عاصمة الشمال. وهو أقوى من الرئيس الحريري في طرابلس ومحيطها، وسوف تنتصر لائحة الرئيس نجيب ميقاتي على لائحة تيار المستقبل في طرابلس انتخابيا. وحتى الآن لم تتدخل المملكة العربية السعودية في إيجاد خط وصل وتلاق بين الرئيس الحريري والرئيس ميقاتي، علماً أن جمهور الرئيس ميقاتي لا يقبل كلياً التحالف مع تيار المستقبل.
وفي المقابل، هنالك حزب الله الذي يصر على دعم فيصل عمر كرامي، ويريده نائباً في طرابلس. ويصر حزب الله على دعم أسامة سعد في صيدا كي يكون لحزب الله نائبان سنيان حليفان له. وهذا يعطي حزب الله نكهة هامة من خلال وجود نواب من الطائفة السنية حلفاء له. كما أنه يدعم النائب السابق عبدالرحيم مراد في البقاع ويعمل على إيصاله الى النيابة.
لكن في مجمل الاوضاع، فإن الطائفة السنية منقسمة على نفسها، والمملكة العربية السعودية لم تتدخل حتى الآن. وإذا تدخلت، قد لا تنجح في إقناع الاطراف بالتحالف بين بعضها بعضاً، إلا إذا دفعت حوالى 300 مليون دولار وأكثر، كما دفعت في آخر انتخابات نيابية حوالى 800 مليون دولار.
بالخلاصة يمكن القول ان هنالك جمهورين كبيرين فاعلين الجمهور الشيعي والجمهور المسيحي. والجمهور السني منقسم على نفسه، والجمهور الدرزي تقريباً على الحياد، ويقوم بترتيب أوضاعه. وهكذا نقترب من الانتخابات النيابية بهذه الصورة السياسية، ولا أحد يعرف ماذا ستكون نتيجة النسبية في الانتخابات النيابية. لكن من المؤكد أنها ستعيد حوالى 20 نائباً سقطوا في الدورة الاخيرة في الانتخابات، وتعيدهم بنسبة 10% إلى المجلس النيابي، لكن لن يحصل تغيير جذري وحقيقي في مجلس النواب بل سيبقى على حاله.
الجمهورية: «حزب الله»: لا مانع من محاورة الحريري… وإتّفاق ضمني على تريُّث في «السلسلة»
كتبت الجمهورية: يشهد الأسبوع الجاري الذي بدأ بزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لموسكو وسينتهي بسفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك مترئساً الوفد اللبناني إلى اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، مزيداً من السجال والأخذ والردّ في موضوع التحقيق في استشهاد العسكريين المخطوفين عام 2014 في جرود عرسال على يد المجموعات الإرهابية، وما بدأ يثيره من مضاعفات وردود فعلٍ وسجالات بين بعض القوى السياسية على نحوٍ بات يثير المخاوفَ على الاستقرار العام، وكذلك على مصير الحكومة، خصوصاً أنّ البعض بدأ يتوسّل ما حصل لغايات انتخابية، ربّما لم يحِن أوانها بعد. وفي حين صعَّد رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع ضدّ «حزب الله»، كان موقفٌ للحزب أكّد فيه استعداده لحوار ثنائيّ مع الحريري في ضوء توقّفِ حوار عين التينة بينه وبين تيار «المستقبل» منذ أشهر. ويُنتظر أن يكون مجمل هذه التطوّرات محورَ بحثٍ في جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل، إلى جانب ما بدأ يُثار من شكوك حول تأخير تنفيذ قانون سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام في ظلّ تجميد قانون الضرائب التي حُدِدَت لتأمين تمويل هذه السلسلة.
فيما ينتظر الجميع قرارَ المجلس الدستوري في الطعن الذي قدّمه حزب الكتائب وخمسة نوّاب آخرين في شأن قانون الضرائب، علمت «الجمهورية» أنّ صرفِ الرواتب على أساس السلسلة لشهر أيلول ليس محسوماً حتى الآن في انتظار تبلورِ مسار هذا الطعن، علماً أنّ اتّفاقاً ضمنياً تمّ بين القوى السياسية خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة ويقضي بالتريّث في البدء بدفعِ الرواتب على أساس «السلسلة» بعدما أبلغ وزير المال علي حسن خليل إلى المجلس أنه أعدّ الجداول. وكان هناك شِبه اتّفاق على وجوب الحفاظ على المالية العامة بتلازمِ الضرائب مع السلسلة، بحيث إنه عندما يُقرّ الأوّل يبدأ الصرف.
التحقيق القضائي
في هذا الوقت، يبقى التحقيق في قضية خطفِ العسكريين وقتلِهم في عرسال عام 2014، الذي دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في صدارة الاهتمامات الداخلية. ويأتي ذلك فيما التحضيرات جارية للاحتفال بالانتصار على الإرهاب في مهرجان سيُقام الخميس المقبل في ساحة الشهداء ويتحدّث خلاله الرؤساء الثلاثة.
وفي سياق التحقيق، قال مصدر سياسي بارز «إنّ هذا التحقيق يجب حصوله ولكن بموضوعية وليس بخلفية الافتراء على أحد». وأضاف: «للأسف هناك فريق في البلد يحاول تكبيرَ أيّ مسألة بدلاً من تصغيرها، وهناك مَن يكبّر المسألة لتصغيرها، ولكن في حالتنا الراهنة هناك مَن يضخّ إعلامياً وسياسياً، ليس تمجيداً بالجيش، وإنّما بهدف مصالح سياسية».
وردّاً على سؤال قال المصدر نفسُه: «الفتنة ممنوعة في لبنان على مستوى الداخل، أو بين الجيش و«حزب الله»، فهذا الأمر لن يحصل مع أنّ هناك مَن يتمنّى ذلك ليلاً ونهاراً».
المستقبل: زار سلام في المصيطبة: حمينا البلد وكفى مزايدات… الحريري في موسكو: دعم الجيش وأزمة النزوح
كتبت المستقبل: يبدأ رئيس مجلس الوزراء اليوم زيارة لروسيا يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد غد الأربعاء، ويناقش معه العلاقات الثنائية وأوضاع المنطقة والاهتمام المشترك باستقرار لبنان وعدم انتقال حروب الإقليم إليه، مع التركيز على ملف دعم الجيش اللبناني وتصوّر الحكومة اللبنانية لإعادة النازحين السوريين.
الرئيس الحريري الذي وصل أمس إلى موسكو على رأس وفد وزاري موسع، سيوقّع والوزراء المعنيين مجموعة اتفاقيات تفاهم اقتصادية وثقافية، من أجل تطوير العلاقات الإقتصادية بين البلدين. كما سيركّز في هذه الزيارة، حسب أوساط في الوفد المرافق على دور لبنان وموقعه في عملية إعادة إعمار سوريا بحيث يكون نقطة انطلاق للشركات الروسية وغيرها من الشركات الدولية.
وسيلتقي الحريري غداً الثلثاء نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
اللواء: تضامن وطني وشعبي مع سلام والحريري: منعنا معاً الفتنة بين السُنة والشيعة
عون: التحقيق يمنع الثأر الفردي { بري: كفى تهبيط حيطان
كتبت اللواء: قبل وصوله إلى موسكو على رأس وفد وزاري سباعي، أعلن الرئيس سعد الحريري من دارة المصيطبة، حيث نقل موقفاً تضامنياً مع الرئيس تمام سلام واداء حكومته، طوال فترة اختطاف العسكريين اللبنانيين في 2 آب عام 2014، سلسلة مواقف مفصلية، تجاوزت زيارة التضامن، حتى لا يكون رئيس الحكومة في لبنان مكسر عصا ولا كبش محرقة (والكلام للوزير السابق فيصل كرامي)، بل لوضع الأمور في نصابها الصحيح، وسياقها الموضوعي، كأحداث وقعت في ظروف معروفة، وكانت طريقة التعامل معها حسّاسة لدرجة خطيرة، فالخطأ كارثي، والتقديرات غير الصائبة مدمرة.
1- قال الرئيس الحريري لا أحد يزايد علينا، الرئيس تمام سلام كانت مهمته حماية لبنان وتجنب الخلاف بين الشيعة والسنة.
2- أكان الرئيس سلام «أم أنا سعد الحريري» لن نسمح لأحد بأن يحاول إشعال الفتنة بين السنة والشيعة.
3- داعش قام بهجوم لزرع الفتنة وحرق عرسال.
4- عض كلانا الرئيس سلام وأنا على الجرح لحماية لبنان.
5- من قتل العسكريين هم «داعش»، وهم ارهابيون وبالتأكيد ليسوا لبنانيين.
6- كفى مزايدات وكلاماً على الهواء، فلنبحث عن الدور الإيجابي في انتصار الجيش على الإرهاب وحرام ان نضيع إنجازه.
7- هناك خلافات بيننا وبين «حزب الله» لا يمكن إصلاحها، لكننا متفقون على الحفاظ على الاستقرار والأمن.
8- إذا أردنا تحديد المسؤوليات فكلنا مسؤول وكل القيادات السياسية كانت تجلس على الطاولة.
ولم يتأخر ردّ «حزب الله» إذ وصف نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم تصرف الرئيس الحريري بالعقلانية لحماية الاستقرار، مؤكداً ان لا مانع من الحوار معه.