الغارديان: أوروبا بحاجة لخطة واقعية لحل أزمة الهجرة
قالت صحيفة غارديان إن محاولة منع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا لن تفلح، وإن أوروبا بحاجة لخطة واقعية. وقالت كاتبة المقال عضوة البرلمان الأوروبي صوفي إنت فيلد إن طريق الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط أصبح الأكثر فتكا في العالم، حيث يقدر عدد القتلى أو المفقودين حتى الآن هذا العام بنحو 2410 أشخاص .
وأضافت أن هذه الأزمة الإنسانية تتحول بسرعة إلى أزمة سياسية في إيطاليا، حيث إن رفض الحكومات الوطنية العنيد لإنجاح سياسات اللجوء في الاتحاد الأوروبي قد ترك الحكومة الإيطالية بمفردها للتعامل مع جزء كبير من تدفقات الهجرة. وقد دفع هذا الأمر بعض قادة الحكومات الوطنية إلى اقتراح صفقات أخرى مع بلدان ثالثة، على غرار اتفاق الاتحاد الأوروبي التركي المثير للجدل.
وعلى الرغم من أن هذه الصفقات تندرج في شكل مساعدات إنمائية، فإنها تمثل في واقع الأمر رشاوى كبيرة تقدم على أمل أن تمنع حكومات تلك البلدان الناس من الحركة بحثا عن حياة أفضل في أوروبا. وهذا الأمر لن يفعل شيئا يذكر لوقف الهجرة، وكل ما سيفعله هو ملء جيوب السياسيين الفاسدين وتحسين فرص المهربين والتسبب في معاناة إنسانية أكثر وخسارة أكبر في الأرواح. وبالتالي تظل الهجرة في حالة فوضى وخارجة عن السيطرة.
ورأت فيلد أن إغداق المال على ليبيا التي تمزقها الحرب الأهلية ليس حلا لقضية الهجرة، خاصة عندما ينتهي المطاف بهذه الأموال في أيدي المليشيات المسلحة. وأشارت في ذلك إلى الفشل الذريع لصفقة الـ6 مليارات يورو بين سيلفيو برلسكوني ومعمر القذافي قبل عدة سنوات والـ60 مليون يورو التي قدمها الاتحاد الأوروبي، وتساءلت: “ألم نتعلم الدرس؟“.
وأشارت إلى ضرورة استثمار الأموال الأوروبية في أفريقيا لأن هناك أسبابا اقتصادية وإنسانية جيدة جدا للقيام بذلك. وبدلا من محاولة شراء طريقها للخروج من أزمة الهجرة، يجب على حكومات الاتحاد البدء في تنفيذ إطار اللجوء والهجرة الذي لديها بالفعل والتبرع فعلا بالأموال التي تعهدت بها.
وبالإضافة إلى ذلك ينبغي تركيز جميع الجهود على السبل القانونية لهجرة اليد العاملة، مثل البطاقة الزرقاء للاتحاد الأوروبي، وبذلك فإن الأشخاص الذين يرغبون في العمل في أوروبا لن يضطروا لاستخدام إجراءات اللجوء. كما أن الهجرة لن تختفي، ولكن من المؤكد أن ما يعرف بنهج “حصن أوروبا” لن ينجح، وأنه مجرد تمثيلية تهدف إلى طمأنة الناخبين المعنيين وليس حل المشاكل. فأوروبا تنكمش وتشيخ وتحتاج إلى الهجرة.
وختمت الصحيفة بأنه بدلا من إهدار مليارات دافعي الضرائب على السياسيين الفاسدين في بلدان ثالثة، ينبغي استخدام هذه الأموال لصالح المواطنين والخدمات العامة، وقد حان الوقت لوقف العيش في حالة إنكار، وبدلا من ذلك تقديم نهج موثوق به لتحديات الهجرة التي تنتظر أوروبا.