الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

مرفأ بيروت

السفير : الإيراد السنوي 219 مليون دولار.. وخسائر الإضراب مليون الدولة “تغرق” في الحوض الرابع لمرفأ بيروت!

كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والخمسين بعد المئتين على التوالي.

تراجع الأمن وغابت السياسة، فصارت قضية ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت “قضية القضايا”. تقدم البعد الطائفي وغاب النقاش الاقتصادي، فيما المفخّخ أو المخفي أعظم، على عادة “أهل الشفافية” لبنانيا!

فقد شهدت هذه القضية، أمس، تطوّرا تمثل بمناخات إيجابية تتويجا لسلسلة اجتماعات بين عدد من المعنيين، الأمر الذي أوحى بوجود فرصة لتعميم مناخ “التوافق” على المشروع، في ضوء انضمام أطراف جديدة إلى “حفلة تقاسم الجبنة”، أو تجميد المشروع لفترة زمنية مفتوحة.

وعلمت “السفير” أن الاجتماع الذي عقد أمس بين رئيس الحكومة تمام سلام ووزير التربية الياس بو صعب والمكلف من قبل البطريركية المارونية بمتابعة الملف المطران بولس الصياح، قد أثمر وعدًا من سلام “بحلحلة الموضوع”.

وقال مصدر متابع للاجتماع لـ”السفير” إن الحلحلة قد تتمثل بوقف تنفيذ المشروع موقتًا إلى حين التوافق عليه، أو عبر طرحه علــى طاولة مجلـس الوزراء، وفق ما تطالب به الأحزاب المسيحية الممثلة في الحكومة ومعها بكركي، الأمر الذي يقتضي عندها موافقة الـ “24 رئيسًا” على المشروع!

وأكد بو صعب لـ “السفير” أن أجواء الاجتماع مع سلام “كانت إيجابية”، وأن لديه أيضًا ملاحظات على المشروع سيتم الأخذ بها. وعبًّر الصياح لـ”السفير” عن “كامل الثقة بسلام”، وقال إن الموضوع ستناقشه اللجنة المكلفة متابعة الموضوع في بكركي (تضم اللجنة ممثلين عن الأحزاب المسيحية).

وقال الوزير ميشال فرعون لـ”السفير” إن “البحث يدور الآن حول ما إذا كان الحوض الرابع سيردم كله أو يتم الاكتفاء بقسم كبير منه، وهناك اتجاه لإعادة درس هذه الناحية فنيًّا واقتصاديًّا لضمان شفافية العملية”.

وفيما شدد نقيب مالكي الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت نعيم صوايا على استمرار الإضراب المفتوح إلى حين طرح الأمر في مجلس الوزراء أو وقف العمل به، لخص الوزير السابق نقولا صحناوي ملاحظات معارضي مشروع ردم الحوض الرابع التي اتفقت عليها الأطراف المسيحية بالآتي: “عدم الاقتناع بالدراسات التي قدمتها لجنة إدارة المرفأ بالنسبة للمساحات المشغولة وتلك المطلوبة للإشغال، ضرورة إصدار مرسوم لردم الحوض الذي أُنشئ بمرسوم، عدم جواز التلزيم بالتراضي، بالإضافة إلى إمكانية إيجاد مساحات غير مشغولة في المرفأ لتوسيعه عن غير طريق ردم الحوض الرابع”.

ملاحظات صحناوي تلتقي مع تلك التي أبداها وزير الاقتصاد آلان حكيم (الكتائب)، ووزير الثقافة روني عريجي (المردة). واكد حكيم لـ “السفير”، أن وزراء الأحزاب المسيحية “سيطرحون موضوع مرفأ بيروت خلال جلسة مجلس الوزراء غدًا من خارج جدول الأعمال”.

وسأل عريجي إن “كان يحق للجنة موقتة كلجنة إدارة مرفأ بيروت اتخاذ قرار بمثل حجم المشروع المطروح، وهل تم إجراء كل الدراسات اللازمة”، مؤكدًا ضرورة “طرحه بكل شفافية في مجلس الوزراء”.

وأشار أحد أعضاء اللجنة الفنية التي شكلتها بكركي إلى وجود لغط في الأرقام التي تتحدث عن المساحات المشغولة في المرفأ، حيث يمكن توسيعه من دون ردم الحوض الرابع الذي كلف حفره عشرات ملايين الدولارات.

وكانت لجنة الأشغال النيابية قد أوصت في اجتماع لها بوقف “ردم الحوض الرابع، بسبب تلزيم المشروع بالتراضي بقيمة 130 مليون دولار”، وطلبت إعداد دراسة سياسية بحرية للمرافئ اللبنانية تأخذ بالاعتبار وضع مرفأَي بيروت وطرابلس وتطور حاجات المنطقة العربية، بما فيها موضوع إعمار سوريا والعراق، وكذلك إيجاد قطعة أرض إضافية، إما شمال نهر بيروت أو في بعض الأملاك التابعة لمرفأ بيروت شرقًا، من أجل توفير مساحة كافية لوضع الحاويات فيها، بدل ردم الحوض الرابع”.

وأكدت مصادر مجلس شورى الدولة لـ “السفير” أن المجلس رد طعن نقابة الشاحنات، وبالتالي رفض وقف الأعمال لعدم وجود ضرر بليغ لا يعوض.

الديار : الموفد الفرنسي يلتقي الأطراف ويمهد لزيارة فابيوس حوار المستقبل حزب الله على المحك وبري سيحضر

كتبت “الديار”: تخللت زيارة الموفد الفرنسي الى بيروت محطات هامة وهو سيلتقي الاطراف كلها واللقاء البارز هو مع حزب الله، حيث سيلتقي مساعد وزير الخارجية الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط قيادة حزب الله، لأن موفدين من السفارة الفرنسية التقوا مسؤولين في الحزب خلال الايام الماضية. وحسب المعلومات فان جيرو الذي زار السعودية والفاتيكان وايران ابلغه المسؤولون الايرانيون “ان الملف الرئاسي اللبناني بيد حلفائنا في لبنان وتحديداً حزب الله وان ما يقرره حلفاؤنا ستمشي ايران به”، وبالتالي فان جيرو سيسمع من حزب الله الموقف المعلن في هذا الخصوص.

وسيحاول الموفد الفرنسي تفعيل المسعى لانتخاب رئيس جمهورية في لبنان، ولو ان باريس تعرف ان هذا الملف معرقل على المستوى الاقليمي.

انما الموفد الفرنسي جيرو يُحضّر لزيارة وزير خارجية فرنسا الى بيروت التي لم يتم تحديد موعدها، وكذلك زيارة وزير الدفاع الفرنسي الذي سيبحث تسليح الجيش اللبناني. انما الابرز هو زيارة وزير الخارجية الفرنسي فابيوس والتي لم يعرف ما اذا كان سيجتمع مع قيادة حزب الله ام لا، لأن فرنسا قررت تفعيل دورها بقوة بشأن الانتخابات الرئاسية بعدما شعرت ان الاطراف اللبنانية تناست هذا الموضوع ولم تعد تهتم به.

وقد تدخلت فرنسا بقوة لعدم تصعيد الوضع في الجنوب اللبناني عبر دعوة مجلس الامن واجراء اتصالاتها مع اسرائيل ولبنان والرياض وطهران كي لا تتفاقم الامور بعد عملية الاغتيال في الجولان وبعد عملية شبعا، لأنها تريد ان يبقى لبنان مستقراً وان تجري فيه العملية الانتخابية لرئاسة الجمهورية. وقد سمع الموفد الفرنسي جيرو في موسكو كلاماً مشجعاً عن اجراء الانتخابات الرئاسية، وسمع من الرياض كلاماً مشجعاً ايضاً. اما طهران فأحالت الموفد الفرنسي الى قيادة حزب الله، وواشنطن قررت عدم التدخل مباشرة تاركة الامر لفرنسا كي تقوم بالحركة الدبلوماسية لإعادة قصر بعبدا الى فاعليته عبر وجود رئيس مسيحي فيه، في وقت يتعرض فيه المسيحيون للتهجير والاضعاف والاهمال.

من جهة أخرى سوف يجتمع تيار المستقبل وحزب الله لإكمال الجلسة الخامسة من الحوار بينهما في حضور الرئيس نبيه بري شخصياً، لأن الحوار اصبح على المحك بعد ان انتقد تيار المستقبل جزءاً من خطاب السيد حسن نصرالله واصر على ان قرار الحرب والسلم يبقى في يد الدولة اللبنانية وليس غيرها. كما ان وزير العدل اشرف ريفي، وهو من كوادر قيادة تيار المستقبل، اعترض بشدة على اطلاق النار الذي حصل في بيروت والضاحية اثر خطاب السيد حسن نصرالله في تكريم الشهداء الذين سقطوا في القنيطرة. واذ يحضر الرئيس بري شخصياً الحوار فلأن الوضع قد ينفجر بين المستقبل وحزب الله بعد ان اسقطت المقاومة قواعد الاشتباك وتفكيك الجبهات عبر خطاب السيد حسن نصرالله “أمين عام حزب الله”.

ومع ان الجلسات السابقة للحوار حصلت بهدوء بين تيار المستقبل وحزب الله واتفقا على ازالة الصور والشعارات من بيروت، فان هذه الجلسة ستكون حامية لان الامور عادت الى الاساس، الا وهو كيفية التعاطي مع القرار رقم 1701 ودور المقاومة والجيش اللبناني في الجنوب، كذلك الحديث عن قواعد الاشتباك التي تم احترامها بعد حرب العام 2006، اضافة الى تمدد المقاومة نحو الجولان. ويرى مصدر قريب من بري ان نقطتين ليستا على جدول اعمال الحوار وهما المحكمة الدولية وتدخل حزب الله في سوريا، لكن مسألة القرار 1701 والتمدد نحو الجولان ليست ممنوعة من البحث في رأي تيار المستقبل بل هي تدخل في اطار الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، واذا تمت اثارة هاتين النقطتين بشأن قواعد الاشتباك والتمدد نحو الجولان فان الخلاف سيكون جذرياً بين الطرفين. وهنا دور الرئيس بري في كيفية ادارة الحوار كي لا تعود الامور الى نقاط الخلاف.

الأخبار : المستقبل يُعدّ لـ “عملية محسوبة” في جلسة الحوار

كتبت “الأخبار”: تمكّن الرئيس فؤاد السنيورة من إحداث خرق في شأن التشويش على الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، بحجة “تفرّد الحزب بقرارات الحرب والسلم”. وفي السياق الأمني، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق، أن الإرهابي المطلوب شادي المولوي لا يزال متوارياً في مخيم عين الحلوة، ولم يغادره إلى عرسال كما أعلن سابقاً

يبدو أن تيار الصقور في تيار المستقبل قد حقق خرقاً في صفوف تيار الحمائم، في ما يخص ملف الحوار مع حزب الله. وعلمت “الأخبار” أن تداعيات ردّ المقاومة على الاعتداء الإسرائيلي الأخير ستكون حاضرة في اجتماع اليوم بين الفريقين. وقالت مصادر قريبة من التيار إن الرئيس فؤاد السنيورة أجرى “اتصالات ناجحة” مع الرئيس سعد الحريري تتعلق بفتح النقاش من جديد حول ملف سلاح الحزب لناحية “لجوء الحزب إلى التفرد بقرارات تخصّ كل اللبنانيين”. وبحسب المصادر، فإن البحث سيتناول المسألة من زاوية لا تقود إلى تفجير الحوار.

أوساط حزب الله، من جهتها، لا تشهر بأن هناك مقدمات لمثل هذه الخطوة. لكنها تعيد التذكير بأن جدول الأعمال الذي اتفق عليه يوم انطلق الحوار لا يشمل النقاط الخلافية. وهذا لا يعني أنه لا يمكن التطرق إليها، لكنه لن يحوّلها مادة للحوار بقصد التفاهم أو الخلاف.

وأوضح عضو في وفد المستقبل إلى الحوار أن الأحداث الأخيرة، “خصوصاً ما حصل في شبعا”، إضافة إلى كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخيرة، “وما رافقها من إطلاق رصاص في بيروت”، ستكون مطروحة للنقاش. وأشار إلى أن “حرص طرفي الحوار على النتائج والأجواء الإيجابية، لن يمنع وفد المستقبل من رفع سقف المناقشة، على عكس الهدوء الذي تحلّى به في الجلسات السابقة التي بقي النقاش فيها محصوراً في التدابير الواجب اتخاذها لتنفيس الاحتقان المذهبي”. وتابع أن وفد التيار “سيحمل انتقادات كثيرة وتساؤلات يريد أجوبة واضحة عنها، تتعلق بالقرار الدولي 1701، وتعمّد حزب الله كسر حالة الهدوء والاستقرار التي فرضها هذا القرار منذ عام 2006”.

وقال المصدر إنّ “من غير المقبول أن يذهب الحزب إلى تنفيذ عملية بهذا الحجم، وهو لا يناقش أحداً بحقه في موضوع مقاومة إسرائيل الذي يدخل ضمن الاستراتيجية الدفاعية التي لم ننته منها، ولكن إذا لم نتفاهم حول هذه النقطة، فما هي فائدة هذا الحوار إذاً؟”. وتطرّق إلى “ساعات الرعب التي مرت على بيروت وعدد من المناطق نتيجة إطلاق الرصاص والقذائف عشوائياً بالتزامن مع كلمة السيد نصرالله”، مشيراً إلى أن هذا الأمر “سيطرح على جدول أعمال الجلسة الحوارية”. ورأى أن “الوضع هيك مش ماشي، وما يحصل تجاوزات لا يُمكن السكوت عنها”. كذلك سيكون لكلمة السيد نصرلله حيز واسع من النقاش، بعد أن “أرسى نصرالله في كلمته الأخيرة معادلات جديدة”.

من جهة أخرى، أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ”الأخبار” أن الإرهابي المطلوب شادي المولوي لا يزال داخل عين الحلوة، متراجعاً عمّا سبق أن قاله سابقاً عن خروجه من المخيم ووصوله إلى عرسال. وقال المشنوق إنه استند في موقفه السابق إلى “تقرير أمني”.

وتساءلت مصادر أمنية في الجنوب عمّن “يقف خلف التقرير الذي ضلل وزير الداخلية، وعمّا إذا كان التشويش مقصوداً لإشاحة النظر عن مخطط آخر. وما هي صحة محاولة أجهزة أمنية محلية ودولية إصدار جواز سفر للمولوي يمكنه من السفر خارج البلاد”.

وبحسب مصادر أمنية داخل المخيم، فإن المولوي فضل “الانتقال من مكان إقامته الأخير في حيّ متفرع من الشارع التحتاني باتجاه حطين حيث يتجمع عدد من المطلوبين، بينهم أنصار الشيخ أحمد الأسير وعناصر الموقوف نعيم عباس الذي كان يقيم في الحيّ وعناصر من كتائب عبدالله عزام”.

وعلمت “الأخبار” من مصادر أمنية مواكبة لتحركات المولوي أنّ الأخير ينتظر مولوداً خلال الأيام المقبلة. وكشفت المعلومات أنّ زوجته الحامل بشهرها التاسع وصلت إلى المخيم بعده برفقة نجله البالغ من العمر أربع سنوات، لكنها لم تمكث معه في المنزل نفسه، بل كانت تتنقل من منزل إلى آخر. وأكّدت المعلومات أن زوجته لا تزال داخل المخيم، فيما أوقفت القوى الأمنية قبل يومين والدته وابنه على حاجز المدفون قبل أن تُعاود إطلاق سراحهما.

في سياق آخر، أفادت معلومات بأن الجيش اللبناني استهدف المسلحين في منطقة المخيرمة في جرود رأس بعلبك بعد إطلاقهم النار على تلة الحمرا.

البناء : الحكومة ترتبك أمام ملف الحوض الرابع لمرفأ بيروت… وكرة الثلج تكبر فشل خطة السنيورة لتفخيخ حوار “المستقبل” مع حزب الله بروجردي: المقاومة محور موحد في الردّ على “إسرائيل”

كتبت “البناء”: تداعيات المواجهة التي بلغت حافة الحرب بين المقاومة وجيش الاحتلال، خلال الأسبوعين الماضيين، والنتائج التي أفرزتها خصوصاً بعد كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والمعادلات الجديدة التي رسمها لقواعد الاشتباك الجديدة مع الاحتلال، سواء لجهة إسقاط منطق تفكيك الساحات والميادين، وتأكيد الترابط العضوي بينها، أو لجهة عدم الالتزام بقواعد الاشتباك السابقة، واعتبارها غير قائمة إذا ما أقدم الاحتلال على ارتكاب أي حماقة باستهداف المقاومة ورجالها.

الأبرز كان ما قاله رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي عن ترابط الجبهات وتأكيد معادلات السيد نصرالله، خصوصاً لجهة أنّ المقاومة محور واحد وليست أطرافاً متحالفة، وستتعامل مع أيّ عدوان بوحدة الجبهات ووحدة القدرات بين أطرافها كمحور واحد، وكذلك لجهة الوضوح في تأكيد عزم إيران على المشاركة في أيّ ردّ على “إسرائيل” أمام ايّ عدوان، مؤكداً استقلالية حزب الله في اتخاذ قراراته، والثقة والدعم اللذين يحوزهما من القيادة الإيرانية كأهمّ قوة مقاومة وقدرة ردع في وجه “إسرائيل” وغطرستها.

في مقابل الاحتضان الإيراني لمعادلات السيد نصرالله، شهد لبنان محاولة حثيثة لنسف الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، ليظهر انهيار الحوار وما يمكن أن يليه من توتير للعلاقات السياسية والطائفية كثمرة لعملية مزارع شبعا، ما يسمح بخوض حرب سياسية وإعلامية على المقاومة وتدفيعها فاتورة لم تستطع “إسرائيل” جعلها تدفعها، وقاد هذه الحملة الرئيس فؤاد السنيورة، محاولاً تحشيد أصوات مناصرة لجعل جلسة الحوار اليوم، ذات بند واحد على جدول أعمالها هو عملية المقاومة في مزارع شبعا وكلام السيد نصرالله عن سقوط قواعد الاشتباك، رهاناً على النتائج السلبية لفتح النقاش وصولاً إلى تفجير الحوار ونسفه، إلا أنّ الرئيس نبيه بري دخل على الخط ونزع الفتيل وثبت قواعد الحوار بما لا يطاول القضايا الخلافية، ومنها كما هو متفق عليه، قضيتا سلاح المقاومة، ومشاركة حزب الله في القتال في سورية، وما هو مطروح تحت عنوان عملية المزارع وكلام السيد نصرالله يندرج تحت عنوان ما اتفق على تحييده من موضوعات الحوار.

نجا الحوار من متفجرة السنيورة، لكن الحكومة لم تنج من عبوة الحوض الرابع لمرفأ بيروت، التي تحوّلت مع إضراب نقابة مالكي الشاحنات وسائقيها، الذي بدأ أمس، والمواقف السياسية والنقابية، إلى عامل ضاغط على الحكومة المرتبكة التي لا زالت تخشى إدراج الملف على جدول أعمالها لمناقشته، بينما توزع وزراؤها بين مدافع عن عملية الردم التي تسبّبت بالتحركات النقابية، وبين متسائل يطلب الإيضاحات ويخشى التصريح بطلب بحث الأمر في مجلس الوزراء.

تلتئم الجلسة الخامسة للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل اليوم في عين التينة، لاستكمال البحث في الوضع الأمني وتخفيف الاحتقان المذهبي، وإزالة الشعارات الحزبية من بيروت، والتي من المرجح أن يبدأ العمل على إزالتها يوم الخميس المقبل.

وأكدت مصادر عين التينة لـ”البناء” أن “الأجواء ستكون إيجابية وأن الحوار سيستمر، لا سيما أن الفريقين اتفقا على استبعاد الملفات المتعلقة بسلاح حزب الله، والمحكمة الدولية، وتدخله في الأزمة السورية”، مشيرة إلى “أن اعتداء القنيطرة وعملية شبعا التي نفذها حزب الله ضد العدو الإسرائيلي، وخطاب الأمين العام للحزب عن قواعد الاشتباك تدخل في هذه الملفات”. وقالت المصادر إن الأجواء التي ترافقت مع التطورات الأمنية الأخيرة لا تستدعي حضور رئيس المجلس النيابي نبيه بري الجلسة بل سيحضرها وزير المال علي حسن خليل.

إلا أن التطورات المذكورة ستخيم على جلسة مجلس الوزراء غداً الأربعاء مع حرص كل المكونات الحكومية على عدم هز الحكومة.

وفي السياق، أكد وزير العدل أشرف ريفي لـ”البناء” “أنه بالخط العريض لا أحد يريد من الأفرقاء السياسيين أن يفجر الحكومة”، رافضاً التعليق على جلسة الحوار بين حزب الله و”المستقبل” .

في الأثناء استمرت الحماوة على محاور البقاع الشمالي حيث واصل الجيش اللبناني قصف مواقع المسلحين في جرود رأس بعلبك.

وبالتوازي أكدت مصادر أمنية لـ”البناء”، أن “جبهة النصرة تحضّر لعمل أمني كبير وأشبه بهجوم واسع من شبعا وصولاً إلى قرى عدة في قضاء راشيا مروراً بمنطقة العرقوب عين عطا، راشيا، عيحا، كفرقوق وينطا ” لإحداث فتنة مذهبية، وتوقعت المصادر حصول “معارك عنيفة”، في تلك المنطقة حيث الطبيعة الجغرافية تساعد على ذلك من حيث المواجهة والصمود. إلا أن تخطي “النصرة” لتلك القرى سيجعلها على تماس مباشر مع قرى أخرى تتوزع فيها مخيمات النازحين السوريين في شكل كبير ولافت، خصوصاً في كل من كفردنيس والرفيد وخربة روحا ومذوخا في قضاء راشيا، فضلاً عن الانتشار الكثيف للشقق المستأجرة في راشيا وضهر الأحمر، إضافة إلى القرعون وبعلول ولالا وجب جنين وكامد اللوز وغزة وحوش الحريمة والروضة والصويرة والمرج في البقاع الغربي، وصولاً إلى برالياس ومجدل عنجر وديرزنون وكفر زبد، الأمر الذي وجدت فيه “جهات استخبارية مكاناً آمناً” يوفر للمجموعات التكفيرية المهاجمة “بيئة حاضنة” كبيرة تمكنها من التحصن في هذه القرى، والضغط عسكرياً على مدينة زحلة وسهل البقاع”.

في المقابل لفتت أوساط مقربة من القوى السياسية الفاعلة في منطقة البقاع لـ”البناء”، أن “اجتماعاً عقد بين ممثلين عن هذه القوى مع ممثلين عن حزب الله، قبل أشهر، طرحت خلاله هذه “الفرضية” باعتبار أنَّ المنطقة الممتدة من بلدة شبعا وصولاً إلى البقاع الغربي هي نقطة ضعف عسكرية، إلا أن الحزب طمأن المجتمعين إلى وجود تغطية عسكرية لكل تلك المناطق”.

النهار : أجواء مشدودة تُحاصر جولة الحوار الخامسة جيرو في بيروت وتطمينات سعودية للبنانيين

كتبت “النهار”: مع ان المشهد الداخلي كاد يختصر أمس بالمسافة المأزومة لقضيتين أجتماعيتين بين الحوض الرابع في مرفأ بيروت وكازينو لبنان فان ذلك لم يحجب انشداد الانظار الى الجولة الخامسة من الحوار الثنائي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” التي تنعقد مساء اليوم في عين التينة وسط ترددات احدى أقسى الضربات التي تلقاها هذا المسار الحواري منذ انطلاقته. ولعل انعقاد هذه الجولة بذاته بدا بمثابة إثبات لمتانة القرار السياسي لدى طرفيه بالمضي فيه على رغم كل ما أثارته تداعيات الخطاب الملتهب للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي، فضلا عما اثارته ايضا، وفي موازاة المضامين السياسية للخطاب، ظاهرة اغراق العاصمة بزخات الرصاص الابتهاجي من ردود فعل ساخطة. لكن ذلك لا يعني تقليل صعوبة التعقيدات التي طرأت على مناخ الحوار واجوائه بعدما تسببت التطورات الاخيرة ولا سيما منها خطاب السيد نصرالله بمضاعفة اجواء التشكيك في جدوى هذا الحوار ونتائجه.

ومع ان التكتم التقليدي الذي طبع جولات الحوار السابقة لم يتبدل عشية الجولة الخامسة بحيث لم يفض أي من الطرفين بأي توقعات مسبقة من الجولة التي ستعقد اليوم، فان ثمة معطيات تحدثت عن حتمية تداول التطورات الاخيرة على الاقل من زاوية انعكاساتها على مجريات الحوار ومسها مباشرة بالبند الاساسي الوحيد الذي لا يزال يجري تحت عنوانه وهو تنفيس الاحتقان المذهبي. وتشير هذه المعطيات الى أنه اذا صح ما صرح به أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري من ان الفريقين اتفقا أساسا على تحييد المسائل الخلافية بينهما مثل سلاح المقاومة ومشاركة الحزب في الحرب في سوريا والمحكمة الدولية، فمن غير المستبعد ان يتناول تيار “المستقبل” التطورات الاخيرة وتداعياتها من واقع ضغطها السلبي المباشر على عملية بناء الثقة بحدها الادنى بهذا الحوار كمتنفس للانفراج وتخفيف الاحتقانات.

وعلمت “النهار” ان جلسة الحوار اليوم سيسبقها اجتماع لكتلة “المستقبل” وصف بانه “مهم” يحدد خلاله الموقف من التطورات الجارية.

وأوضحت مصادر وزارية لـ”النهار” ان غاية هذا الحوار كانت ولا تزال تنحصر بأمرين هما التهدئة والوصول الى قواسم مشتركة. ومع ان شيئا من هذا لم يتحقق بعد فان القرار لدى الطرفين هو الاستمرار في الحوار للوصول الى شيء ما في هذين الهدفين. واشارت الى ان اجتماع كتلة “المستقبل” اليوم سيتناول خطاب نصرالله واطلاق الرصاص علما ان هناك انقساما في الرأي بين مؤيدين للحوار ومعارضين له لكن الحوار سيستمر.

وبدورها قالت مصادر مواكبة لجلسات الحوار لـ”النهار” مساء أمس ان ثمة حاجة الى خطوات جدية لإعطاء الحوار دفعاً جدياً بعدما اهتز بفعل الاحداث الاخيرة ولن يكون هذا الدفع أقل من خطة أمنية فعلية في بيروت ومثلها في البقاع الشمالي. ولفتت الى ان هناك واقعا مقلقا في بيروت نفسها حيث تسجل سيطرة حزبية في بعض الاحياء مدعومة بالسلاح ولو غير ظاهر للعيان من خلال تجمعات للمحازبين بصورة دائمة في هذه الاحياء. واعتبرت ان ما صدر أمس عن الاجتماع الامني الذي رأسه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والذي خصص لموضوع إزالة الشعارات الحزبية على طول الطريق الساحلية من صيدا الى طرابلس بدءا من بعد غد الخميس هو خطوة متواضعة على هذا الصعيد.

المستقبل : اجتماع مسيحي حول “الحوض الرابع” اليوم.. وعائدات البلديات بند حكومي “ساخن” غداً سلام يعيد النظر في “الآلية”: التصويت وفق الدستور

كتبت “المستقبل”: في عين التينة، تُعقد اليوم جولة الحوار الخامسة بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” على وقع إيعاز وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق للقوى الأمنية والمحافظين إطلاق عملية نزع الشعارات واللافتات والصور الحزبية على طول الخط الساحلي من صيدا حتى طرابلس بدءاً من بعد غد الخميس. وفي السرايا الحكومية، يلتئم مجلس الوزراء غداً وعلى جدول أعماله بنود “ساخنة” أبرزها كما علمت “المستقبل” البند المتعلق بكيفية توزيع عائدات البلديات، في وقت كشفت مصادر حكومية لـ”المستقبل” أنّ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بات “يفكّر جدياً” بتعديل الآلية المتبعة راهناً في التصويت داخل المجلس لكونها “أثبتت أنها تساهم في شلّ العمل الحكومي بعدما حوّلت المجلس إلى 24 رئيساً”، مشيرةً في هذا الإطار إلى أنّ سلام “أعلم مختلف الكتل الوزارية بنيته إعادة النظر بهذه الآلية وبدأ فعلياً التشاور معهم حول الاقتراحات والبدائل المتاحة بشكل يؤدي إلى اعتماد آلية تصويت تتماهى مع ما يقرّه الدستور، بحيث يصار إلى حصر الإجماع بالمسائل الميثاقية التي تحتاج إلى توافق وطني شامل، بينما يتم الالتزام بالنصاب الدستوري الملائم في ما يتعلق بالقضايا الأخرى لناحية الحاجة في إقرارها إلى النصف + 1 أو الثلثين من أعضاء الحكومة”.

اللواء : الحوض الرابع ورصاص الجُمعة لن يعدلا “قواعد التساكن” في مجلس الوزراء تسوية تعيد فتح كازينو لبنان .. والمشنوق يُطلِق صفارة إزالة الشعارات والأعلام

كتبت “اللواء”: شغل رفض الكتل المسيحية، مدعومة من بكركي لردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت، جزءاً من حركة الاتصالات، ومن لقاءات الرئيس تمام سلام في السراي الكبير، فضلاً عن مكونات الحكومة الأخرى، بعدما اتخذت الاشغال الجارية في الحوض ابعاداً طائفية، وفرضت الشاحنات التي تركها أصحابها على الباب رقم 14 في المرفأ، تعطيلاً قسرياً لحركة مرفأ بيروت، في إطار الضغط لإلغاء قرار مجلس الوزراء بردم الحوض المتخذ في عهد الحكومة السابقة.

الجمهورية : تقاطُع دولي على احترام 1701 والكازينو فَتَحَ أبوابَه والمرفأ على حاله

كتبت “الجمهورية “: أظهرَت الأحداث الأخيرة والخطرة من القنيطرة إلى شبعا، وما بينهما من مواقف تصعيدية وناريّة خرَقت كلّ السقوف السياسية والوطنية، أنّ القاسم المشترك لكلّ القوى السياسية العدوّة والصديقة والمحَلية هو القرار 1701. فإسرائيل وجّهت رسالةً إلى طهران و”حزب الله” في سوريا، والحزب ردّ على الرسالة خارج الخط الأزرق في شبعا، والحكومة التي يشارك فيها الحزب أكّدت مجتمعةً على ضرورة الالتزام بمنطوق هذا القرار، والأمم المتّحدة شدّدَت بوضوح أنّ المعبر للحفاظ على الأمن في لبنان الثباتُ في تطبيق القرار 1701، فيما المواقف الدولية على اختلافها دعَت إلى الالتزام التامّ بهذا القرار. ومن الثابت لغايةِ اليوم أنّ أحداً لا يريد تحمّلَ مسؤولية الإطاحة بالقرار المذكور، فضلاً عن تجنّب طهران وتل أبيب الدخولَ في الحرب، غير أنّ الفعل وردّ الفعل أثارا المخاوفَ الدولية من انفراط الاستقرار في لبنان من البوّابة الإسرائيلية، فيما كانت المخاوف من انفراطِه من البوّابة السوريّة، فتسارعَت الاتصالات لتدارُك الموقف وتطويق كلّ الثغرات المحتمَلة، الأمر الذي أعاد الـ1701 إلى الواجهة وحوّله إلى عنوان المرحلة الراهنة. وفي سياق متّصل تنعقد الجلسة الخامسة من الحوار اليوم بين الحزب و”المستقبل” تحت عنوان المصارحة والمكاشفة لتنقيةِ القلوب وتبديد الهواجس، على أثر التطوّرات الأخيرة التي انعكسَت سَلباً على المناخات الحوارية، وذلك في ظلّ حِرص الطرَفين على مواصلة الحوار في أجواءٍ من الثقة والإنتاجية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى