تقارير ووثائق

التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 28/8/2017

 

نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

                                                         

المقدمة    

       أزمات متتالية خبرتها واشنطن في الآونة الأخيرة، لا سيما اشتباك وشيك بالنووي مع كوريا الشمالية سرعان ما تراجعت وتيرته، ليعيد الإهتمام الى ترسيم “استراتيجية أميركية جديدة” في أفغانستان، لم تلبث ان جاءت نسخة شبه متطابقة لمحاولات الرئيس السابق باراك أوباما – زيادة عدد القوات الأميركية لكن تحت سقف المقبول داخلياً.

       سيستعرض قسم التحليل حيثيات وتداعيات “الاستراتيجية” المعلنة، وما قد ينجم عن تأزيم لحدة الصراع قد تفضي الى مفاوضات “غير مشروطة” بين واشنطن وحركة طالبان لا تقوّض مستقبل الحكومة الأفغانية الموالية.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

استراتيجية ترامب

       أثنت مؤسسة هاريتاج على قرار الرئيس ترامب بشأن أفغانستان “واصطفافه إلى جانب مشورة الخبراء العسكريين وفريق الأمن القومي ..” وأضافت أنه دليل على “تركيزه الساطع لمكافحة الإرهاب وإقلاع عن وهم خطاب بناء الدولة، ومساعدة الأفعانيين على إلحاق الهزيمة بحركة طالبان .. وممارسة ضغط على باكستان لدعمها عناصر معينيين في طالبان.”

http://www.heritage.org/asia/commentary/trump-lays-out-winning-strategy-afghanistan

       أما مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فقد اعتبر قرار ترامب بمثابة إقرار بالهزيمة نظراً للظروف الذاتية التي تمر بها “الحكومة الأفغانية واستمرار انقساماتها وضعفها .. وقد تخسر الجولة مع مناوئيها حتى بإمدادات عسكرية أميركية مكلفة.” وأضاف أن أفغانستان “مرشحة لتصبح مركزاً لشن الهجمات الإرهابية خارج حدودها ..” وحذر المعهد من مطالبات البعض بالانسحاب من أفغانستان لما ينطوي عليه من “تسليم أعباء الأمن الأقليمي إلى روسيا والصين ودول محلية .. والإضطرار للتعامل مع تبعات ذلك.” وناشد صناع القرار أنه “لا ينبغي على الولايات المتحدة التفكير بالبقاء في أفغانستان بمعزل عن دراسة تلك المخاطر والمسؤوليات ..”

https://www.csis.org/analysis/how-trump-administration-losing-afghanistan

       إعلان ترامب في نظر معهد كارنغي ليس إلا “عملية تسويق جديدة” تعود جذورها الى “الخطة الإستراتيجية ذات البنود الستة عشر المعتمدة منذ ولاية الرئيس ريغان وانتهاء بالرئيس اوباما والتي أكدت من جديد قيادة الولايات المتحدة لنظام عالمي ليبرالي، حتى مع إقرارهم تباعاً بأنها ستفسح المجال لبروز قوىً أخرى وتآكل الهيمنة الإقتصادية الاميركية.” ولفت إنتباه إدارة الرئيس ترامب إلى أنها أمام مفترق طرق ينبغي عليها “تحديد مفهوم أميركا أولاً وما ينطوي عليه من دور مرتقب للولايات المتحدة في النظام العالمي وما إذا كان (المفهوم) يشكل تحولاً نحو توجه أضيق لتسويق جديد.”

http://carnegieendowment.org/2017/08/17/trump-s-national-security-strategy-new-brand-of-mercantilism-pub-72816

إيران

       استعرض معهد كاتو الجدل المتجدد حول الإتفاق النووي مع إيران “على الرغم من التطبيق الناجز لشروط الإتفاق الأساسية – إذ أن إيران إمتثلت للقيود المفروضة على برنامجها النووي حتى الآن .. بيد أن الإتفاق لا يزال يولّد انتقادات قاسية في كلا البلدين – إيران والولايات المتحدة. ” وحذر من أن مستقبل الإتفاق “رهن بالتطورات السياسية المعقدة والمضطربة في البلدين .. خاصة بعد صعود الرئيس ترامب وتعهده المتكرر لتمزيق الإتفاق.” وأوضح محذراً أن السياسة الأميركية في عهد ترامب أعلنت عن نواياها “بدعم عناصر (ايرانية) تسعى” لتغيير النظام السياسي في بلادها.

https://www.cato.org/publications/policy-analysis/preserving-iran-nuclear-deal-perils-prospects

       حذر المجلس الأميركي للسياسة الخارجية من مخططات إيران لتقويض “الأولوية الاستراتيجية الأميركية في محاربة داعش وحلفائها في الإقليم .. بدعمها بروز فصيل جهادي” جديد. وأوضح ان خاصية التنظيمات الجهادية تتمثل بما تشكل من “إلهام وإستقطاب للعناصر المتطرفة والساخطة لصفوفها .. ويقدر الخبراء إنضمام نحو 32،000 عنصر متشدد من منطقة الشرق الأوسط واوروبا وإفريقيا لتعزيز الدولة (الإسلامية) الوليدة.”

http://www.afpc.org/publication_listings/viewArticle/3582

       شدد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى غياب “أي ذكر للشرق الأوسط ولا حتى إيران” في خطاب الرئيس ترامب “تجاه أفغانستان والخليج، والزعم بأن تحالفاً تشكل في السابق بين “الحرس الثوري الإيراني وحركة طالبان ..” وأضاف أن مركزية الاستراتيجية الجديدة كانت منطقة جنوب آسيا “مع الإشارة الى باكستان كشريك هام،” وأخفاق ذكره لدول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، التي تتمتع بعلاقات قوية مميزة مع باكستان، ومحذرا لما قد ينطوي عليها من تطوير “ونقل التقنية النووية الباكستانية” الى منطقة الخليج.

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/president-trumps-afghanistan-policy-and-the-gulf

المملكة السعودية

       لفت معهد المشروع الأميركي الأنظار الى التحولات المرئية في السياسة السعودية مع دول الجوار، وخاصة في مجال تطبيع علاقاتها مع العراق، تتوجت بلقاء “وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان” منتصف الشهر الماضي. واستطرد أن بن سلمان ألحقها باستقباله “مقتدى الصدر” في محاولة منه للحد من تأثير النفوذ الايراني في العراق عبر “مهادنة” الشيعة العرب وتوفير دعم لهم.

http://www.aei.org/publication/how-saudi-arabia-is-stepping-up-in-iraq/

مصر

       قرار الادارة الأميركية “تأجيل أو إلغاء” المساعدت المقررة لمصر كان محطة اهتمام معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى معتبراً أنه شكل “مفاجأة” للقاهرة ودليل على “عجز إدارة ترامب معالجة” مسألة المساعدات المعقدة، مما أسفر عن “نتيجة مربكة تتعارض على الفور مع الأولويات الأخرى للإدارة الأميركية .. وفرضها شروط مبهمة، عجزت عن تحديد ما إذا كان ينبغي تذليل بعضها أو جميعها” لاستئناف الصرف. وأوضح أن واشنطن “تضغط على مصر للتوقف عن استضافة العمال الكوريين الشماليين ..” علاوة على الذرائع المعلنة في سجل حقوق الإنسان والمنظمات “غير الحكومية” العاملة في مصر. وحث المعهد إدارة الرئيس ترامب على تطويق الأزمة “والسماح للقاهرة بإنفاق المساعدة العسكرية البالغة قيمتها 195 مليون دولار ..” لتفادي تداعيات “التقويض الكبير في مصداقية إدارة ترامب مع القاهرة ..”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/washingtons-unfocused-decision-on-aid-to-egypt

سوريا

       اعتبر معهد كارنيغي الصيغ المتعددة لإنهاء الأزمة السورية “غير مناسبة وغير كافية .. لا سيما وأن عملية جنيف التي رعتها الأمم المتحدة، هي صيغة مضلّلة ومحاولة للتستّر على عجز المجتمع الدولي.” وأضاف ان الدعم الروسي لدمشق “أبطل إلى حد ما الفائدة المرجوة من جنيف .. وابتكرت روسيا مسار الآستانة بإنشاء مناطق خفض تصعيد التوتر وإرساء بعض الاستقرار.” وندد المعهد بالاتفاقيات الجزئية التي تتبناها روسيا “حيث تؤدي دور الوسيط بين الدول النافذة في كل من هذه المناطق .. وتشرّع الأبواب على مصراعيها أمام المخربين، مثل حزب الله أو كتائب أبو الفضل العباس وعصائب أهل الحق العراقية.” بالمقابل رحب المعهد باتفاق عمّان “بين الولايات المتحدة وروسيا” بدعم من الاردن كونه “لم يبرم في إطار مسار آستانة حيث لإيران كلمة” لإنشاء منطقة خفض تصعيد في جنوب سوريا. وختم المعهد بالإعراب عن شديد قلقه من صيغة “الاتفاقات .. التي أسفرت عن بروز بنية حكم أمر واقع تغلّب كفة النظام وتفسح المجال أمام استعادته بعض السيطرة ..”

http://carnegie-mec.org/diwan/72887

    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى