نيويورك تايمز: انقلاب ترامب على داعميه الجمهوريين
تناولت صحف أميركية زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى مدينة فينيكس بولاية أريزونا الثلاثاء الماضي، وإلقاءه خطابا أمام حشد كبير من أنصاره، وقال بعضها إنه وجه سيلا من الانتقادات لأعضاء جمهوريين في الكونغرس سبق أن دعموه .
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إلى أن هذه الولاية تعد من الولايات التي عادة تلون باللون الأحمر على الخريطة الانتخابية، وذلك باعتبارها مؤيده للحزب الجمهوري، أي إنها تمنح ترمب القوة عندما يواجه مشاكل في واشنطن.
وأضافت أن ترمب هاجم في خطابه أمام هذا الحشد -الذي يشبه حشودا كانت تتجمع للقائه في الولايات المؤيدة للجمهوريين إبان الحملة الانتخابية- كعادته وسائل الإعلام الأميركية، وقالت إنه لم يقف عند هذا الحد، بل هاجم أعضاء من الجمهوريين في الكونغرس، وهم الأعضاء الذين سيحتاج إليهم بكل تأكيد، وذلك إذا أراد أن يوفي بوعوده تجاه البنية التحتية لبلاده أو تجاه أي شيء ذي قيمة يتعلق بالطبقة العاملة من الأميركيين الذين انتخبوه.
وأوضحت الصحيفة أن من بين الذين هاجمهم ترمب في خطابه عضوين في مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا نفسها، هما جون ماكين الذي سبق أن أدلى بصوته الحاسم في المجلس كي يسهم في إنجاح جهود ترمب لإلغاء نظام الرعاية الصحية الذي وضعه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ويعرف بـ”أوباماكير“.
يشار إلى أن مجلس الشيوخ الأميركي صوت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة ضد مشروع قانون إلغاء أجزاء من قانون الرعاية الصحية حيث رفض 51 عضوا المقترح التشريعي مقابل موافقة 49 عليه، وكان صوت ماكين هو الحاسم في تحديد مصير المشروع القانون، حيث عارض الإجراء.
وأما عضو الكونغرس الآخر الذي وجه له ترمب سيلا من الانتقادات في هذا الخطاب فكان جيف فليك، وهو المحافظ الذي كان يمثل شوكة دفاعية لصالح ترمب.
وقالت الصحيفة إن ترمب لم يفصح عن هذين الشخصين بالاسم الصريح، ولكنه أشار إلى ماكين بالقول “صوت واحد” بينما أشار إلى فليك بالقول “لا أحد يعرف من هو“.
وأضافت أن ترمب شن هجوما واسعا في اليوم نفسه أيضا على زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وأشارت إلى أن صحيفة ذي تايمز البريطانية نشرت تفاصيل تفسح العلاقة بين ترمب وماكونيل.
وقالت نيويورك تايمز إن ماكونيل سبق له أن دافع بولاء وشراسة عن ترمب عند كل منعطف واجهه، وإنه دعمه في الكثير من القضايا الرئيسية، وأشارت إلى أن ترمب غاضب عليه لبعض تصريحاته العلنية والسرية.
وأضافت أن مشكلة ترمب الكبرى -وهي التي تعد مشكلة أميركا- هي غياب أي رؤية معقولة للحكم، الأمر الذي خلق فراغا تتصارع فيه كل الأفكار، وقالت إنه هاجم في خطابه كل من يعارضه في رؤيته، وإن خطابه الذي استمر 77 دقيقة كان مليئا بالغضب والزمجرة التي أتعبت مستمعيه.
في السياق قالت صحيفة وول ستريت جورنال في افتتاحيتها إن أحد كتاب السير الذاتية قال إن ترمب سبق أن أخبره أنه كان يسعى للطلاق من زوجته الثانية مارلا مابليس، وذلك عن طريق تسريب الخبر إلى مجلة نيويورك بوست.
وقالت الصحيفة إنه يبدو أن ترمب الآن يستخدم “تويتر” ليخبر الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ أنه يطلقهم أو أنه يسعى إلى ذلك.
وأضافت أن تقريع ترمب للأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ ليس من شأنه أن يجعلهم يمررون أجندته الفاشلة، وذلك رغم انسجامه معهم في الأشهر السبعة الأولى لرئاسته.
واستدركت بأن ترمب ربما يريد أن يحمي نفسه سياسيا بإلقاء اللائمة على الكونغرس، وتحدثت عن هجومه الذي شنه على ماكونيل وعلى رئيس مجلس النواب بول ريان وذلك بشكل مسبق، إزاء متاعب تتعلق بالتفاوض لرفع سقف الدين عندما يعود الكونغرس الشهر القادم.
وأشارت إلى الانتقادات ضد الجمهوريين التي تضمنها خطابه الثلاثاء بولاية أريزونا، وقالت إن هذا يعني أن الجمهوريين في الكونغرس بحاجة للتفكير بأنهم يعملون مع رئيس مستقل.
وأوضحت أن هذا لا يعني انضمامهم إلى الديمقراطيين أو جانب “المقاومة” في المجلس، ولكن يعني أن عليهم العمل من تلقاء أنفسهم للوفاء بوعودهم التشريعية بدعم أو بدون دعم من جانب ترمب.