المزيد من الاكاذيب حول التقدم الأميركي في أفغانستان: ماثيو هوه
لم يحرز الجيش الأمريكي اي تقدم بارز في أفغانستان، -إلا إذا كنت تسأل المقاولين العسكريين الأمريكيين أو بارونات المخدرات الأفغانيين، والميليشيات وقوات الأمن- بل هناك الكثير من المعاناة والتدمير.
غالبا ما يتحدث السياسيون الأمريكيون والمندوبون والجنرالات عن “التقدم” الذي تحرزه القوات الأميركية البالغ عددها 70 ألف جندي والتي وضعها الرئيس أوباما في أفغانستان في العام 2009 بالإضافة إلى 30000 جندي أوروبي و 100 ألف مقاول، ولكن في الواقع ومنذ العام 2009، افغانستان لم تستقر أبدا وحدة التصعيد لم تتراجع.
ازدادت قوة طالبان على الرغم من عشرات الآلاف من الضحايا والسجناء، واستمرت الإصابات الأمريكية والأفغانية في النمو، وقد انخفض عدد الضحايا الأمريكيين فقط عندما بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب من أجزاء من أفغانستان في العام 2011، في حين منيت قوات الأمن الأفغانية والمدنيون بالمزيد من الخسائر .
وبالمثل، تبين أن أي تقدم في إعادة بناء أفغانستان أو تطويرها لم يكن قريبا على الرغم من أن الولايات المتحدة تنفق أكثر من 100 مليار دولار على هذه الجهود التي يبذلها المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان وبالمناسبة مبلغ 100 مليار دولار، هو أكثر من المال الذي أنفق على خطة مارشال عندما وضعت لإعادة إعمار القارة الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية.
غالبا ما يتم عرض القرى الحديثة على الزائرين من البنتاغون، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، من اجل حثهم على الاستمرار بإرسال التمويل وبالتالي السماح بالمزيد من القتل والدمار، فضلا عن ذلك فان برنامج إعادة الإعمار الأمريكي في العراق، وبرنامج إعادة الإعمار في أفغانستان اثبتا فشلهما في تحقيق الإنجازات المفترضة، وقد وثقت ذلك التحقيقات المتعددة التي اجراها المحققون والباحثون في منظمات مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
سوف يشهد الشعب الأمريكي مجددا على الكذبة الكبيرة حول التقدم الذي يحرزه الجيش الأمريكي في أفغانستان بعد “الطفرة الأفغانية”، كما سيسمع كثيرا عن فوز “الجيش الأمريكي” في العراق.
ففي العراق، استطاعت واشنطن التوصل إلى حل توافقي سياسي أدى إلى وقف الأعمال العدائية لبضع سنوات، وانهيار التوازن السياسي أدى إلى عودة العنف في السنوات القليلة الماضية.
وفي أفغانستان، لم يكن هناك أبدا حل لمشكلة العنف في السنوات الثماني الماضية، فكل عام كان العنف يتفاقم اكثر.
وسيسمع الاميركيون ايضا عن الانجازات التي قام بها الجيش الأمريكي من أجل الشعب الأفغاني. وسيكون من الصعب أن نجد العديد من الأفغان خارج الحكومة الفاسدة وغير الشرعية، وهذه الظاهرة هي افضل مثال “للكليبتاكراسي”، حيث تبقى الولايات المتحدة في السلطة مع جنودها والـ 35 مليار دولار سنويا، بموافقة السياسيين الأميركيين، والجنرالات الأميركيين، ممن يتم تمويلهم في الغالب، بشكل مباشر أو غير مباشر، من قبل الشركات العسكرية.
ومن المهم أن نتذكر أنه في ثلاث انتخابات مباشرة في أفغانستان، دعمت حكومة الولايات المتحدة الانتخابات المزورة، مما ساهم في مقتل المزيد من الجنود الأمريكيين.
ومن المهم أيضا أن نتذكر أن العديد من أعضاء الحكومة الأفغانية هم أنفسهم أمراء حرب و بارونات للمخدرات، وكثير منهم مذنبون بأسوأ انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم الحرب، وهي نفس الانتهاكات التي تتهم فيها طالبان، في حين أن رئيس الحكومة الحالي، وحكومة كرزاي السابقة، قد سمحت بحدوث تلك الجرائم الفظيعة وبالأخص ضد المرأة.
قرار الرئيس ترامب حول أفغانستان على تويتر هو قرار مثير، كما لو كان إعلانا لإطلاق منتج جديد أو حلقة تلفزيونية، على عكس الواقع الكئيب والمؤلم للحرب.
التقدم الأميركي في افغانستان كذبة كبيرة فليس هناك اي التزام اميركي بحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية، وسنشهد دوما على استمرار الة الربح التي تستفيد منها الشركات العسكرية وبارونات المخدرات، والتي يعاني منها الشعب الأفغاني بالتأكيد.
ماثيو هوه هو عضو في المجلس الاستشاري لفضح الحقائق، قدامى المحاربين من أجل السلام.
ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد- ناديا حمدان
http://www.informationclearinghouse.info/47661.htm