من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الاخبار: مجلس وزراء «كهربائي»: نحو «تطيير» الانتخابات الفرعية؟
كتبت الاخبار: أعادت الحكومة أمس ملفّ بواخر الكهرباء إلى دائرة المناقصات، بعد جدال دام أشهراً، واعتراضات كتلٍ سياسية عليها. فبعد قرار دائرة المناقصات في التفتيش المركزي بعدم إجراء مناقصة تلزيم بواخر الطاقة، أجريت أمس بعض التعديلات على دفتر الشروط الذي عرض قبل يوم واحد من جلسة الحكومة على الوزراء.
وقد وضع كل من وزراء حزب القوات اللبنانية وتيار المردة وحزب الله وحركة أمل عدداً من الملاحظات التي أضيفت إلى دفتر الشروط، فعُدّل وأحيل من جديد إلى دائرة المناقصات لإبداء الرأي، على أن يعود الملف إلى طاولة الحكومة. وبحسب مصادر الجلسة، فإن الملاحظات التي أضيفت إلى دفتر الشروط تؤكد «تعزيز المنافسة بين العروض، وفتح الباب أمام مشاريع يُمكن أن تنفذ في البر والبحر، والالتزام بالسرعة في التنفيذ والتسليم والعمل وخفض الكلفة». وأدخل تعديل مهمّ، وهو إمكانية عمل المحطات المنوي إقامتها على الغاز والنفط معاً. كذلك تمّ تمديد مهلة تقديم العروض من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع (راجع صفحة 6).
وبحسب المصادر، فتح وزير الزراعة غازي زعيتر، الذي يزور سوريا الشهر المقبل، الحديث عن العرض الذي قدمه رئيس الحكومة السوري عماد خميس، في ما يتعلق باستجرار الكهرباء من سوريا. إلا أن وزير الطاقة سيزار أبي خليل أكد أن لبنان «يحصل على حوالى 300 ميغاواط من سوريا»، وأن «الشبكة لا تحتمل أكثر من ذلك». ولفت أبي خليل إلى أنه حاول الاتصال بوزير الكهرباء السوري، لكن الأخير لم يجب، فردّ زعيتر: «نحنا منأمنلك اتصال معو». وفي تعليق له بعد الجلسة، قال وزير الخارجية جبران باسيل إنه لا يريد المشاركة «في حفلة الكذب بين ما يقولونه في الداخل وما يقولونه في الخارج»، في إشارة الى عدم رضى التيار الوطني الحر عن سير الملف.
وفيما كان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد وعد بطرح إجراء الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس على طاولة الحكومة أمس، مرّت الجلسة من دون أن يتحدّث أحد من الوزراء عن هذا الاستحقاق الدستوري، إذ لا يزال الرئيس سعد الحريري يحاول الضغط على رئيس الجمهورية ميشال عون لعدم إجراء الانتخابات، لما يمكن أن تعكسه نتائجها الآن على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة من تراجع لتيار المستقبل في مدينة طرابلس لمصلحة الوزير السابق أشرف ريفي والرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، فضلاً عن أن أطرافاً داخل التيار الوطني الحرّ تدفع باتجاه عدم إجراء الانتخابات في كسروان، نظراً إلى أن مقعد رئيس الجمهورية محسوم لمصلحة العميد المتقاعد شامل روكز، وأن الانتخابات في هذه الدائرة تفتح السجال مع حزب القوات اللبنانية وتؤثّر على ورقة «إعلان النوايا» الموقّعة بين الجانبين. مصادر وزارية أكّدت أن المشنوق، الذي لم يطرح الأمر في مجلس الوزراء، تحدّث جانبياً عن أن وزارة الداخلية جاهزة لإجراء الانتخابات النيابية، وأنه وعد بأن يطرح الأمر في جلسة مجلس الوزراء المقبلة. وتتخوّف المصادر الوزارية من أن الهدف من تأجيل طرح الانتخابات الفرعية من جلسة إلى جلسة، هو الوصول إلى مهلة الستة أشهر قبل الانتخابات النيابية العامة و«تطيير» الفرعية، بحجّة أن موعد الانتخابات العامة صار قريباً.
من جهة ثانية، أكّد الحريري خلال الجلسة أن «الجيش اللبناني سيتمركز في كل الأماكن التي تمّ تحريرها من سيطرة داعش»، لافتاً إلى أنه «ستقام مراكز مراقبة وتحصينات يحدد الجيش حاجته على ضوئها، حيث ستعمل الحكومة لتأمين هذه الحاجات»، وأطلع الوزراء على نتائج جولته على مواقع الجيش اللبناني عند الحدود الشرقية أول من أمس.
البناء: تظاهرات حاشدة في صنعاء للمؤتمر الشعبي وأنصار الله تتحوّل عرساً للوحدة بدل الفتنة… نصرالله: الحسم العسكري والتفاوض يقودان للتنسيق مع سورية… وبطلب رسمي علني… التحرير الثاني قريب التحقق على أيدي الجيش والمقاومة والشعب ومعهم الجيش السوري
كتبت “البناء” : الانتصارات المتدحرجة لقوى محور المقاومة في العراق وسورية ولبنان، كاد ينغّصها خطر خروج الخلاف بين المؤتمر الشعبي وأنصار الله في اليمن عن السيطرة، مع تحشيد المؤيدين من الطرفين على خلفية مناخ خلافي كان يُنذر بالفتنة، لكن المساعي الحميدة نجحت في اللحظة الأخيرة بتحويل المناسبة والحشود عرساً للوحدة بوجه العدوان الذي يستهدف اليمن، فخرج المؤتمر الشعبي ليؤكد تمسكه بالتعاون مع أنصار الله وانتمائه لمحور المقاومة موجّهاً شكره للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لمواقفه المشرّفة مع اليمن، ومثله فعل أنصار الله بتأكيد المشتركات والثوابت والتحية للسيد نصرالله.
السيد حسن نصرالله كان في كلمته الأقرب لخطاب ثوابت الحرب على الإرهاب وتصفية الحساب مع منطق المتلاعبين بالحقائق والوقائع، متيقناً من قرب النصر مع الشروح التي قدّمها على المدى الحاسم الذي بلغته المعارك، وانحسار وجود داعش لما يقارب 20 في المئة من المساحة التي كان يحتلّها على طرفي الحدود اللبنانية السورية، كاشفاً عن بدء التفاوض لتسوية تنتهي بانسحاب مسلحي داعش، متعهّداً أن يكون شرطها الأساس كشف مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين، عارضاً للسيناريوات الممكنة واقعياً، فالحسم العسكري الذي رجّحه السيد نصرالله بسبب طبيعة قيادة داعش المركزية التي قد لا تستجيب لضغوط المسلحين وقادتهم الراغبين بالتسوية، سيعني مواصلة القتال وصولاً للحدود من الجانبين السوري واللبناني، ونقطة الحدود المفصلية هي قمة تُعرف بـ “حليمة قارة”، على رأسها يوضع علما البلدين في نهاية العملية، فمَن سيحرّرها وكيف سيتمّ تحريرها من دون تنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، وإنْ سلك الخيار التفاوضي طريقه، وقد بدأت به المقاومة بطلب قادة المسلحين وقد حصلت على موافقة الدولة السورية بما يخصّ مقتضيات التسوية، خصوصاً مسارات وتفاصيل انسحاب المسلحين، فالمقاومة ستقوم بالتمسك بمبدأ لا تسوية من دون مصير العسكريين، فهل تكون لبنانية ووطنية أم ماذا؟ وهل عليها الحصول على تفويض من الحكومة؟ أم أنّ الحكومة ستطلب تولّي التفاوض، ولا مانع لدى المقاومة من ذلك، لكن شرط التفاوض هو القدرة على تطبيق التسوية، وكلّ تسوية فيها عائد لبناني هو مصير العسكريين لها تبعات ستتولاها الدولة السورية لجهة مصير المسلحين، والموقف السوري الذي تبلّغته المقاومة يقول لا تنسيق مع الحكومة والجهات الأمنية اللبنانية تحت الطاولة
وسراً بعد الآن، بل تنسيق بطلب رسمي وعلني، وكلّ الطرق تؤدّي إلى حقيقة التنسيق مع سورية أعجب هذا البعض أم لم يعجبه.
استعدّوا للاحتفال بالنصر العظيم الآتي ولا تصغوا لأصحاب المنغّصات، قال السيد مفصلاً، هذا النصر يتحدّث عن نفسه وعمن أنجزه، أليس الجيش والشعب والمقاومة هم أصحاب الإنجاز ومعهم الجيش السوري؟ هل من دليل على فاعلية هذه المعادلة أكثر من الحقائق الساطعة والوقائع الناصعة؟
نصرالله: معادلة الجيشين والمقاومة
حسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالمعلومات الميدانية والحقائق الجغرافية التكامل بين الجيش اللبناني والمقاومة والجيش العربي السوري في معركة تحرير الجرود اللبنانية والسورية من تنظيم داعش وتأمين الحدود كاملة بين الدولتين من الوجود الإرهابي، من خلال ما كشفه بأن المقاومة حرّرت في بداية المعركة 20 كيلومتراً مربعاً من الأرض اللبنانية المتداخلة مع الأرض السورية والتي كانت خاضعة بحكم الجغرافيا إلى منطقة عمليات الجيش السوري والمقاومة، مضيفاً بذلك إلى المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة، معادلة جديدة وصفها بالماسية أعمدتها الجيشان اللبناني والسوري والمقاومة.
المسلّحون يطلبون التسوية
وأعلن الأمين العام لحزب الله أن “مسلّحي داعش باتوا محاصَرين بوسط منطقة العمليات الواسعة 20 كلم2، منها داخل لبنان و40 كلم2 منها داخل سورية”، ورأى أن “جميع عوامل تحقيق النصر الحاسم والقريب متوافرة والمسألة بعض الوقت”.
وكشف السيد نصرالله عن قناة تفاوضية بين حزب الله وقيادة المسلّحين المختبئين في الجرود، لكنه أسقط إمكانية لجوء المسلّحين إلى المناورة للاستفادة من الوقت، جازماً بأن القرار قد اتخذ باستكمال القضاء على ما تبقّى من مسلحين في حال فشلت التسوية وبأن النتيجة حاسمة بالنصر، محدّداً السقف الزمني للتفاوض قبل الحسم العسكري وبالتالي المهلة ليست مفتوحة، بل ضرورات المعركة المفتوحة مع الإرهاب في المنطقة، تتطلّب أن تُنهي المقاومة جبهة الجرود للتفرّغ إلى جبهات أخرى.
وأكد أن “لا وقف لإطلاق النار قبل التوصل إلى اتفاق وأن أي اتفاق كامل مع داعش، سيكون شرطه الأول كشف مصير العسكريين المختطَفين اللبنانيين وعودتهم”، مرجّحاً “الذهاب إلى خيار الحسم العسكري في ظل ذهنية “داعش”.
وفي سياق ذلك، أكدت مصادر ميدانية لـ “البناء”، “أن وحدات المقاومة المنتشرة إن كان في القلمون الغربي أو الجهة اللبنانية حيث المواقع والمناطق التي تحرّرت من داعش، تعمل على التفتيش الدقيق لناحية كشف أي أثر للعسكريين المخطوفين، لكن حتى الآن لم يعثروا على أي دليل”.
التفاوض علني مع سورية
ووجّه السيد نصرالله رسالة للحكومة اللبنانية بضرورة التنسيق العلني مع الحكومة السورية في أي مفاوضات مقبلة تقودها الحكومة اللبنانية مع “داعش” في حال تطلب ذلك التزامات سورية بالتنفيذ، ما يعني أن التنسيق السرّي واللعب على الحبال والخجل والخوف من الغضب الأميركي لم يعُد يُجدي نفعاً من الآن فصاعداً، وبالتالي التنسيق يتم من دولة الى دولة لا سيما وأن عملية التفاوض إن حصلت فستفرض على الحكومتين التنسيق لنجاحها. ومَن يرفض ذلك في الداخل اللبناني سيعطّل المفاوضات من جهة ويزجّ الجيش اللبناني في حرب استنزاف طويلة مع “داعش” التي ستبقى موجودة على الحدود بين البلدين.
إلى بعض الإعلام
وتوقف السيد نصرالله عند الأسلوب الذي يتعاطى به بعض وسائل الأعلام مع المعركة، داعياً تلك الوسائل التي فضلت التبعية الخارجية على أداء مهمتها الوطنية، إلى تصحيح أدائها وأن لا تُفرط بدورها الوطني خلال معركة المقاومة مع “جبهة النصرة”.
التحرير الثاني
وبدا سيّد المقاومة واثقاً من تحقيق النصر على الإرهاب في الحدود اللبنانية السورية، واصفاً إياه بالنصر الهام والعظيم، ودعا الى “التعاطي مع الانتصار المقبل”. وهو خاتمة تحرير كل الحدود اللبنانية ـ السورية من الإرهاب على أنه “التحرير الثاني بعدما كان 25 أيار عام 2000 هو التحرير الأول”. وأضاف: “هذا التكامل بين الجبهتين اللبنانية والسورية هو الذي عجّل بهذه الانتصارات”.
تطوّرات الميدان
بالعودة إلى تطوّرات الميدان في الجرود، سجّل الجيش اللبناني والمقاومة والجيش السوري تقدّماً سريعاً على جميع الجبهات من جهّتَيْ الحدود، الأمر الذي سيسرّع نهاية المعركة وتحقيق الانتصار، وفق مصادر عسكرية. فعلى الجهة اللبنانية يستكمل الجيش استعداداته لتنفيذ المرحلة الرابعة من العملية العسكرية، وأكدت مديرية التوجيه في الجيش في بيان أن وحداتها تواصل استعداداتها القتالية واللوجستية في جرود رأس بعلبك والقاع، تمهيداً لتنفيذ المرحلة الرابعة من عملية “فجر الجرود”.
وعلى الجانب السوري، دَخَلَ الجيش السوري والمقاومة معبر رأس الشاحوط الحدودي بين سورية ولبنان”، وتكمن أهمية المعبر غير الشرعي، الواقع جنوب جرود القلمون الغربي ويمتد من بلدة قارة السورية وصولاً لبلدة عرسال اللبنانية، بوصفه المنفذ الوحيد على جبل حليمة قارة الاستراتيجي ومرتفع حليمة القريص، أبرز معاقل الإرهابيين هناك.
كما سيطروا على تلال شعبة إسماعيل وضهرة علي ومعبر مشقتّة في جرود قارة في القلمون الغربي بريف دمشق.
الديار: خفايا الجرود تقلق واشنطن… والرياض تربك الحلفاء
كتبت “الديار”: بعيدا عن المعطيات الميدانية المسهبة في خطابه، واعلانه الشروط المقبولة لاستسلام ارهابيي “داعش”، أعاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وضع معركة الجرود في “نصابها” الصحيح بعد محاولات داخلية وخارجية لحرفها عن حقيقة معانيها وأهدافها الاستراتيجية، وفي توقيت اقليمي ودولي دقيق وحاسم، يعرف قائد المقاومة الكثير من خفاياه، كرس السيد معادلتين اساسيتين الاولى اعتبار الانتصار القريب بمثابة “التحرير الثاني” بعد نصر أيار عام 2000، والثانية اضافة تعديل جوهري يحمل الكثير من الدلالات السياسية والعسكرية،على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، باضافة الجيش السوري الى هذه المعادلة، وهو بذلك وجه رسالة بالغة الاهمية والدلالة لكل من يعنيهم الامر في الداخل والخارج حيال طبيعة التحولات المقبلة في لبنان والمنطقة، الاسئلة الكبرى لمرحلة ما بعد تحرير الجرود بدأت، في ظل “رمادية” اميركية مقلقة للحلفاء، وبحث سعودي عن “تسويات” تسمح للقيادة السعودية “بالنزول عن الشجرة”…
وكشف السيد نصرالله ان هناك خطان يعملان الآن في الوقت نفسه: الخط الأول هو الميدان، والخط الثاني الذي فُتح جديداً هو خط التفاوض. واشار الى ان التفاوض يحصل في الاراضي السورية بناء على طلب قيادة المسلحين للبحث عن مخرج، معلنا انه لن يكون وقف اطلاق نار قبل التوصل الى اتفاق، وهدف التفاوض تحقيق الاهداف أي ان لا يبقى “داعش” في الارض اللبنانية والسورية واذا كنا نفاوض في الجانب السوري فالقيادة السورية والمقاومة ملتزمتان ان اي اتفاق كامل مع “داعش” سيكون اول بند تفاوضي فيه كشف مصير العسكريين واعادتهم الى عائلاتهم. واكد ان القيادة السورية ستتجاوب مع نجاح اي اتفاق ولكن بشرط طلب رسمي لبناني وتنسيق علني مع دمشق، لكنه رجح الحسم العسكري بسبب عقلية قيادة “داعش” في الخارج…
شروط التفاوض
وفي هذا السياق كشفت مصادر مطلعة، انه اضافة الى ما اعلنه السيد نصرالله من شروط لاستسلام مقاتلي “داعش”، فان الكشف عن مصير عنصرين من حزب الله، وضابط إيراني انقطعت اخباره في البادية السورية، ضمن بنود اي اتفاق… في المقابل يطالب أمير “داعش” المدعو ابو السوس بضمانة حزب الله لاخراج نحو مئة وخمسين مسلحا مع عائلاتهم الى مدينة الميادين السورية، ووفقا للمعطيات المتوافرة لدى القيادات الميدانية يوجد بين هؤلاء نحو خمسين انتحارياً، فيما يبقى الرقم المعروض من قبل المسلحين مشكوك به…
وفي سياق تأكيده على تكامل دور المقاومة والمؤسسة العسكرية، اشاد السيد نصرالله بدور الجيش اللبناني الذي “قام بعمل دقيق ومحترف وحقق الانجاز الكبير بكفاءة عالية وأقل كلفة بشرية” مشيرا ان مساحة الأرض اللبنانية المحررة من “داعش” 120 كلم مربعاً أنجز منها الجيش اللبناني 100 كلم مربع وكشف ان المقاومة حررت 20 كلم ، لكن لم يفصح عنه، ان غارات الطيران السوري لم تميز في بداية المعركة بين مواقع “داعش” داخل الاراضي السورية عن تلك المنتشرة فوق الاراضي اللبنانية، حيث مهد الطيران السوري لبدء الهجوم بسلسلة غارات على تحصينات التنظيم الارهابي على جانبي الحدود، وهذا ما دفع رئيس الحكومة سعد الحريري الى ابداء “انزعاجه” لتجاوز الطيران السوري للحدود اللبنانية، لكنه تلقى اجابة “حاسمة” من شخصية غير مدنية، أكدت له ان هذه الحدود غير مرسمة بشكل دقيق…!
“ازدواجية” اميركية
واذا كان السيد نصر الله قد كشف ان السفارة الاميركية هددت وسائل الاعلام اللبنانية ابان معركة جرود عرسال ان لا تستمر التغطية بهذا الشكل والتعاطف مؤكدا ان الإدارة الأميركية يزعجها أن تبدو المقاومة في لبنان بمشهد القوي الذي يسحق الجماعات التكفيرية، واشار ان الاميركيين وبعض الجهات اللبنانية اتصلت ببعض الوسائل الاعلامية ان لا تأتي على ذكر الجبهة داخل حدود سوريا مؤكدا ان بعض وسائل الاعلام التي خضعت للضغوط تفقد مصداقيتها، فإن معلومات موثوقة أكدت أن قائد القيادة المركزية الاميركية جوزيف فوتيل يتابع بنفسه مجريات المعركة في الجرود، وهو مهتم بنجاح الجيش في المواجهة لان هذا الامر يعزز وجهة نظره في واشنطن لاستمرار تقديم المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، وهو كان حريصا للغاية منذ اليوم الاول لبدء المواجهات عدم خروج اي “اقرار” علني بوجود تنسيق ميداني على الارض، مع العلم ان ما اعلنه السيد نصرالله عن تحرير المقاومة لنحو 20 بالمئة من الاراضي اللبنانية امر يدركه الاميركيون جيدا من خلال “المراقبين” العسكريين الاميركيين الموجودين في بيروت، وورد في تقاريرهم “المقلقة” ما يفيد بان مقاتلي حزب الله قدموا اداء عسكريا محترفا، ونجحوا دون “ضجيج” في عملية التنسيق غير المباشر بين الجيشين السوري واللبناني، من خلال “دوزنة” السير بالجبهتين تصاعديا دون الوصول الى حدود التكامل العسكري على الارض، ومع ذلك لم يحصل اي تقدم ميداني دون تخطيط مسبق ما جعل مسلحي “داعش” بين “فكي كماشة” وهو امر أفقد التنظيم القدرة على القيام بأي مناورة عسكرية.
جهوزية الجيش
ووفقا لاوساط ميدانية، فان الجيش اللبناني الان في وضعية قتالية مريحة للغاية، ويستعد لاطلاق المرحلة الرابعة والاخيرة من العمليات العسكرية، وفقا لتكتيكات عسكرية جديدة و”خلاقة”، للدخول الى آخر مواقع “داعش” في وادي مرطبيا، لكن التريث فرضته التطورات العسكرية في الجانب الاخر من الحدود، حيث تضيق المقاومة الخناق على من تبقى من مجموعات “داعش” في سلسلة جبال حليمة قارة، واذا ما فشل التفاوض، وتمكنت المقاومة والجيش السوري من الدخول الى تلك المنطقة، تصبح ما تبقى من المناطق اللبنانية ساقطة عسكريا، وتصبح عملية الجيش الاخيرة محسومة وباقل الخسائر الممكنة…
وفي سياق التحضير للعملية اعلن الجيش بالامس استهداف مراكز التنظيم في وادي مرطبيا ومحيطها بالمدفعية الثقيلة والطائرات ما ادى الى تدمير الاماكن المستهدفة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين… فيما باتت المقاومة والجيش السوري يشرفان على حليمة قارة من ثلاث جهات، بعد تحريرعدد من المعابر الحدودية المهمة بين سوريا ولبنان بالامس، اهمها معبر الشاحوط الذي يربط جرود قارة بجرود عرسال، كذلك تحرير مرتفعات وادي المغارة الكبير والصغير، وقد تم تحرير 45 كيلومترا مربعا خلال الـ24 ساعة الماضية… وبات عناصر “داعش” موجودين في مساحة ضيقة في حليمة قارة والقريص ومعبر مرطبيا…
النهار: معركة الجرد الأخير داعش محاصر بالنار
كتبت “النهار”: اذا كان تبديل وجهة المناقصات في ملف البواخر المنتجة للكهرباء عاد ليحتل واجهة الاولويات في جلسة مجلس الوزراء أمس، فإن ذلك لم يحرف الاهتمامات بالعد العكسي للمواجهة الحاسمة النهائية التي سيخوضها الجيش ابتداء من “أي لحظة” لاتمام عملية “فجر الجرود” وتحرير جرود رأس بعلبك والقاع في المربع الأخير من العملية. وبدا من المعطيات الميدانية بعد ظهر أمس وفي ساعات المساء أن أي تطور لم يطرأ من شأنه ان يؤخر المعركة الحاسمة الى وقت طويل أو يرجئ انطلاقتها أقله وفق الاجراءات الميدانية التي ينفذها الجيش والتي أوحت بأن “تحمية” الارض للمعركة الحاسمة قد بدأت تدريجاً بدليل كثافة عمليات القصف المدفعي والصاروخي الذي وجهه الجيش بعد الظهر الى مواقع انتشار “داعش” في وادي مرطبيا والذي يبدو انه كان شديد الفتك بصفوف التنظيم. وهو الأمر الذي زاد الغموض في شأن معلومات عن فتح مفاوضات بين “داعش” والنظام السوري و”حزب الله” في شأن انسحاب التنظيم من الحدود السورية مع لبنان.
وكانت وكالة “رويترز” نقلت في هذا الصدد عن مسؤول من تحالف عسكري موال للرئيس السوري بشار الأسد أمس الخميس إن تنظيم “الدولة الإسلامية” طلب من الجيش السوري وحليفه “حزب الله” السماح له بالانسحاب من الحدود السورية مع لبنان إلى محافظة دير الزور بشرق سوريا.
وقال المسؤول إن التنظيم طلب التفاوض والانسحاب وإن الجانب السوري و”حزب الله” وافقا على ذلك.
أما في المقلب اللبناني من المواجهة مع “داعش”، فصعد الجيش قصفه لما تبقى من مراكز التنظيم في منطقة وادي مرطبيا ومحيطها بالمدفعية الثقيلة والطائرات. وأكد بيان للجيش انه أوقع اصابات مباشرة في مراكز الارهابيين وآلياتهم وتجمعاتهم مما أسفر عن تدمير الأماكن المستهدفة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم. كما أفاد لاحقاً عن استهداف سيارتين رباعيتي الدفع للتنظيم في منطقة وادي مرطبيا كانتا محملتين بكمية كبيرة من المتفجرات والذخائر وحقق فيهما اصابات مباشرة. وتحدثت معلومات ليلاً عن خسائر جسيمة وسقوط عشرات الاصابات بين قتلى وجرحى في صفوف “داعش” جراء قصف الجيش لمراكزه.
وعلى رغم انحسار العمليات في اليومين الخامس والسادس من المعركة، تركز معظم العمل التحضيري للجولة الحاسمة الأخيرة على وحدات فوج الهندسة المستمرة في تنظيف المناطق الصخرية الصعبة من الألغام والعبوات المفخخة والتشريكات المعقدة. وعملت وحدات الهندسة على شق طرق جديدة للوصول الى الوادي الذي يقع مباشرة تحت “راس الكف”، حيث يضيّق الخناق أكثر على عناصر “داعش”.
وعملت الوحدات الهجومية على نقل مدافعها الثقيلة وراجمات الصواريخ والأعتدة الى مواقعها الجديدة الحدودية مع مرطبيا، لمعاودة العمليات العسكرية، مع رفض حاسم لوقف العمليات العسكرية والتفاوض مع “داعش”.
المستقبل: إسناد رئاسي لعمليات الجيش تنويه بفاعليته وحرفيته وتأكيد على تأمين كل احتياجاته… المستقبل عن “رباعية” نصرالله: نسفت “الثلاثية” من الأساس
كتبت “المستقبل”: مجسّداً حالة اختناق بدت مُطبقة على أنفاس “حزب الله” نتيجة عسر هضمه لإنجازات الجيش اللبناني في الميدان ولموجة التسونامي الشعبية والإعلامية العارمة دعماً لمعركة “فجر الجرود” التي تخوضها الدولة بذراعها العسكرية تحريراً للأرض ودفاعاً عن سيادتها دونما أدنى تنسيق مع أي جهة خارج نطاق الشرعية والحدود اللبنانية، أطلّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله على اللبنانيين أمس ليعبّر بكثير من الحنق والغيظ عن امتعاضه من المواكبة الوطنية والتغطية الإعلامية لعمليات الجيش اللبناني في الجرود مقابل تجاهل معارك “حزب الله” السورية، فخلص إلى تخوين الوسائل الإعلامية اللبنانية واتهامها بأقذع التهم بدءاً من اعتبارها مأجورة “تأتمر بأوامر الأميركيين” مروراً بوصمها بـ”الذل والخضوع” وصولاً إلى اعتبارها “ساقطة أخلاقياً”. بينما وبشكل مفضوح لم يتوانَ نصرالله عن استثمار قضية وطنية إنسانية بحجم قضية العسكريين المخطوفين في بورصة رهاناته الإقليمية سعياً منه إلى ابتزاز الدولة اللبنانية في هذه القضية عبر محاولة زجّها قسراً في تنسيق علني مع النظام السوري “كشرط مسبق” لنجاح أي مفاوضات مع “داعش” تفضي إلى جلاء مصير العسكريين اللبنانيين، وذلك بالتوازي مع ابتداعه “معادلة رباعية” جديدة بعدما أضاف إلى ثلاثيته “الجيش والشعب والمقاومة” جيش الأسد، لكن سرعان ما وأد “تيار المستقبل” المعادلتين عبر ثنائه على بدعة نصر الله الجديدة باعتبارها “أفضل وسيلة لنسف المعادلة التي أرادها ذهبية أو ماسية من الأساس”.
اللواء: مدفعية الجيش تلاحق الإرهابيّين.. والمستقبل يرفض دعوة نصر الله لمفاوضة داعش وسوريا… تعديلات على عروض بواخر ومعامل الكهرباء.. واشتباك كلامي بين باسيل وفنيانوس
كتبت “اللواء”: بين “وادي مرطبيا” حيث دكت مدفعية الجيش اللبناني ما تبقى لتنظيم داعش من مراكز، وحققت اصابات مباشرة بسيارتين للتنظيم كانتا محملتين بكمية كبيرة من المتفجرات والذخائر، ومرتفع “حليمة قارة” في جانبية اللبناني والسوري، بدا ان العمليات العسكرية دخلت في سباق مع الوقت، حتى وأن كانت “المفاوضات” التي طلبها “تنظيم داعش” للانسحاب من القلمون السوري الغربي، لاقت آذانا، في ظل عوامل سياسية، وربما ميدانية طرأت على الموقف، سواء في ترتيبات التفاوض أو كيفية الحسم الميداني، بعدما تمكن مسلحو “التنظيم” من أخذ مجموعات كبيرة من المدنيين “رهائن حماية”، أو سواء تعلق التفاوض “بالتريث في انجاز” المرحلة الرابعة من عمليات الجيش اللبناني لأسباب بعضها يتعلق بالحد من الخسائر، وبعضها الآخر يتعلق بكشف مصير العسكريين المخطوفين لدى “داعش”.
الجمهورية: المستقبل لنصرالله تستخدم العسكريين المخطوفين للإبتزاز
كتبت “الجمهورية”: تبقى الجرود ومسارُ العملية العسكرية التي ينفّذها الجيش اللبناني ضدّ مجموعات “داعش”، محطَّ الأنظار الداخلية، في ظلّ التقدّم الذي تُحقّقه الوحدات العسكرية في الميدان، فيما أثار كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله عن إضافة الجيش السوري الى معادلة “الجيش والشعب والمقاومة”، والدعوة الى التنسيق مع النظام السوري موجة ردود عنيفة كان أبرزها من تيار “المستقبل”. وفي السياسة، لوحِظت في الساعات الماضية حركةٌ مكثّفة لوزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان، حيث أجرى لقاءاتٍ شَملت رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، والنائب وليد جنبلاط في كليمنصو وكذلك الوزير السابق اللواء أشرف ريفي. والبارز في هذه اللقاءات حرصُ الوزير السعودي على إبقاء الهدف من زيارته ولقاءاته التي يُجريها سرّياً وبعيداً عن الإعلام، في وقتٍ أبلغَ مرجع سياسي “الجمهورية” قوله إنّ زيارة الوزير السعودي استطلاعية، والهدفُ الأساس منها هو محاولة التقريب بين بعض المكوّنات السياسية التي تُصنّفها المملكة بالصديقة لها.
لمّ يمرّ كلام نصرالله مرور الكرام حيث إعتبر البعض وعلى رأسهم تيار “المستقبل” أنه حرفُ للانظار عن الإنتصارات التي يحققها الجيش اللبناني والتي تلقى تأييد كل اللبنانيين، فيما غالبية الشعب ترفض قتال “حزب الله” الى جانب نظام الأسد في سوريا، إضافة الى نشاطه في العراق واليمن والخليج ضارباً عرض الحائط مصالح اللبنانيين.
نصرالله
وكان نصر الله قد إعتبر أنّ “الإنجاز العسكري على الجبهتين اللبنانية والسورية هو أحد النتائج المهمّة جداً للمعادلة الذهبية أي الشعب والجيش والمقاومة، واليوم يجب أن نضيفَ إلى هذه المعادلة الجيشَ السوري و”ليزعل مين بدّو يزعل”. وأكّد أنّ “التفاوض يَحصل في الأراضي السوريّة بناءً على طلبِ قيادة المسلّحين وبطبيعة الحال عندما نريد أن نتكلّم عن حلّ، فالمعني الأوّل هو الدولة السوريّة وقيادتها، وبعد مراجعة هذه القيادة حصَلنا على الموافقة لنكونَ نحن مَن نفاوض مع قيادة المسلّحين”.