تشكيك إسرائيلي بجدوى الجدار الأمني
شكك الكاتب العسكري الإسرائيلي بمجلة “ذي ماركر” حاغاي عاميت في تحقيق مطول في جدوى بناء الجدار الأمني تحت الأرض، الذي تبنيه إسرائيل على طول حدود قطاع غزة والبالغ طوله 65 كلم لمواجهة أنفاق حركة حماس، لأنه لن يحمي التجمعات الاستيطانية المحيطة بالقطاع بصورة كاملة من مخاطر وتهديد هذه الأنفاق .
وأضاف أن مثل هذه العوائق الأرضية ضد الأنفاق فعالة فقط لوقت محدود، لأن إسرائيل تواجه عدوا صارما وذكيا مثل حماس بإمكانها إيجاد أسلحة مضادة لهذه العوائق، موضحا أن إقامة جدار أمني بتكلفة مليارات الشيكلات أكبر دليل على فشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية طيلة 15 عاما في التغلب على تهديدات الأنفاق.
وكشف الكاتب أن شركات أجنبية -ولا سيما من الصين- أعلنت رفضها الاشتراك في بناء مقاطع من الجدار لأسباب سياسية، بعد أن تم رصد 800 مليون شيكل (220 مليون دولار) من أصل أربعة مليارات شيكل هي الكلفة الإجمالية المرصودة للجدار الذي يجري العمل فيه بأربع مقاطع مختلفة.
وأشار إلى أن التقديرات الإسرائيلية تؤكد أن التكلفة الحقيقية تزيد عن المبلغ المرصود بكثير، في ضوء التعقيدات التقنية وانعدام الثقة إزاء جزء من مركبات بناء الجدار الهندسية.
وقال الجنرال يوسي لينغوتسكي أنه قدم عام 2005 مشروعا متكاملا لقيادة الجيش الإسرائيلي لمكافحة الأنفاق بميزانية أقل من الميزانية الحالية، وذلك عبر نشر مجسات أرضية حول قطاع غزة بكلفة 100 مليون شيكل فقط، زاعما أن مثل هذا الحل كان سيساهم في اكتشاف الأنفاق الحدودية.
وأكد لينغوتسكي -وهو عالم جيولوجيا ومستشار سابق لرئيس هيئة الأركان لمكافحة الأنفاق- أن بناء الجدار جاء من أجل دغدغة عواطف المستوطنين وتهدئتهم نفسياً مؤقتاً، لكن هاجس خروج أحد مسلحي حماس من باطن الأرض سيبقى يرافقهم خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن المستوطنين على حدود غزة دأبوا خلال السنوات الماضية على ترديد شكاوى من استماعهم داخل بيوتهم لأصوات حفر أنفاق، ولذلك يمكن وصف هذا الجدار بأنه عملية متسرعة لتهدئة المخاوف الإسرائيلية ليس أكثر.
ومن المتوقع أن يشهد أكتوبر/تشرين الأول القادم ذروة أعمال بناء الجدار بمشاركة ما يزيد عن ألف من العمال القادمين من إسرائيل وإسبانيا ومولدوفيا بجانب عمال أفارقة، حيث سيتم العمل في أربعين موقعا على طول حدود غزة، وتوفير حماية أمنية لهم على مدار الساعة.