من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الأخبار : “داعش” ينهار في الجرود: “التنسيق” يسرّع التحرير
كتبت “الأخبار “: سريعاً ينهار إرهابيو “داعش” أمام تقدّم قوات الجيش اللبناني والسوري وحزب الله في معركة واحدة متزامنة من الجهتين اللبنانية والسورية. ومما لا شكّ فيه أن فتح الجيش السوري وحزب الله معركة مكمّلة لمعركة الجيش، منع “داعش” من الدفاع عن مواقعه وسرّع انهياره، وسط تقدّم سريع بلغ حتى أمس 80 كلم مربّعاً من الأرض اللبنانية وأكثر منها على الجانب السوري
لم تكد تمرّ 48 ساعة على العملية العسكرية “المتزامنة” التي ينفذها الجيش اللبناني والجيش السوري وحزب الله ضدّ تنظيم “داعش”، حتى استطاعت القوات المهاجمة تحقيق تقدّم كبير على مختلف محاور الهجوم من الجهتين اللبنانية والسورية، في مقابل انهيار كبير يسود صفوف مقاتلي التنظيم الإرهابي.
وما لا شكّ فيه، أن الهجوم من عدّة محاور، سواء من داخل الأراضي السورية أو من اللبنانية وبشكل متزامن، والنتيجة الحتمية لهذه المعركة الخاسرة، كان العامل الأوّل في تسريع انهيار الإرهابيين وإفقادهم عنصر الدفاع الفعّال، وخصوصاً مع سقوط صورة القتال الشرس التي اشتهر بها “داعش” في السنوات الأخيرة. وبحسب معنيين بسير المعارك على جانبي الحدود، يظهر إرهابيو التنظيم في أضعف صورهم، سواء لجهة تخلّيهم عن مواقعهم بسرعة، وفرارهم أمام تقدّم قوات الجيش السوري والمقاومة والجيش اللبناني، وغياب التنسيق في ما بينهم وظهور خلافات داخلية حول الخيارات المتاحة، فضلاً عن استسلام مجموعات منهم، ولا سيّما تلك التي استسلمت لمقاتلي المقاومة داخل الأراضي السورية، بعد ساعات قليلة من بدء المعارك.
وفي ظلّ هذا الإنجاز العسكري، الذي لم يكن ليحصل بهذه السرعة وبهذه الكلفة “المقبولة نسبيّاً” من الخسائر البشرية، سواء في صفوف الجيش اللبناني أو في صفوف القوات السورية والمقاومة، لولا تنسيق الحدّ الأدنى والعمل المتزامن والمتكامل على جانبي الحدود، تستمر فئة من السياسيين اللبنانيين بمحاولات تسخير إنجاز الجيش اللبناني العسكري، لمصلحة نظريّة أفضلية سلاح على سلاح، ومن ثمّ التأسيس لاحقاً للقول بعدم جدوى سلاح المقاومة بعد إظهار الجيش اللبناني قدرته في الميدان. وقد ساهم تبادل المعلومات، أمس، في تجنيب الجيش اللبناني وقوع مجموعة منه في شرك عملية انتحارية تستهدف جنوده، وجرى إحباطها وتمكن الجيش من تدمير سيارة ودرّاجة نارية مفخختين، على متنهما انتحاريون، على طريق وادي حورتة ومراح الدوار في جرود رأس بعلبك. إلا أن “المحرّضين” يستمرون في الضغط السياسي والإعلامي لإحراج الجيش، ودفعه إلى القول إنه لا يوجد تنسيق فعلي على الجبهات، مع أن مبدأ التنسيق، في حدّه الأدنى على الأقل، لا يحتاج إلى المعلومات، بل إلى قراءة ولو بعيدة لمجريات المعركة، منذ انطلاقتها بزمن واحد، وحتى اقتسام المحاور والقضم المتوازي للتلال والمرتفعات.
وفي تفاصيل التقدّم الميداني، حفلت الساعات الـ 48 الأخيرة بتقدّم كبير للقوات المهاجمة في عمليتي “إن عدتم عدنا” من الجانب السوري و”فجر الجرود” من الجانب اللبناني.
من الجهة اللبنانية، تقدّمت وحدات الجيش اللبناني على محاور “سهلات خربة داود” و”ضهور وادي التينة”، وتمكّنت من السيطرة على مناطق: مرتفع ضليل أم الجماعة (1605)، ضهور وادي التينة (1551)، قراني مقيال فرح (1575)، جبل وادي الخشن، قرنة حقاب الحمام، قراني العقاب (1563)، ما يمكّن القوات من السيطرة بالنار على أقسام واسعة من المناطق المحاذية للحدود اللبنانية السورية. وبلغت المساحة التي حررها الجيش أمس، حوالى 30 كلم مربعاً، وبالتالي بلغت مساحة السيطرة منذ بدء العمليات حتى ليل أمس، حوالى 80 كلم مربعاً من أصل 120 كلم مربّعاً يحتلها “داعش” من الأراضي اللبنانية. واستشهد أمس ثلاثة عسكريين، وأصيب رابع بجروح بليغة نتيجة انفجار لغم أرضي بآلية عسكرية، فيما أصيب عسكريان اثنان بجروح غير خطرة أثناء الاشتباكات. وتمكّن الجيش من قتل 15 إرهابياً وتدمير 12 مركزاً تابعاً للتنظيم. ويوم السبت، تمكّن الجيش من السيطرة على مناطق “مراح المخيرمة”، “شعاب المخيرمة”، “المرتفع 1564″، “ضهرات حقاب العش”، “سهلات قلد الثعلب”، “وادي خربة الشميس”، “وادي الخشن”، “ضهور المبيّض”، “ضهور وادي التينة”، “جبل المخيرمة”، “شعبات الدرب”، “قلعة الجلادة”، “قرنة الجلادة”، متمكّناً من قتل نحو 20 إرهابياً، فيما أصيب عشرة عسكريين بجروح مختلفة، إصابة أحدهم حرجة. ويستخدم الجيش أسلحة المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، فضلاً عن استخدام طائرات الـ”سيسنا” والطوافات المقاتلة والطائرات المسيّرة في استهداف المواقع التي تصعب إصابتها بأسلحة الميدان.
أمّا من المحور الجنوبي على الجانب السوري، فقد سيطرت القوات السورية والمقاومة على “قرنة شعبة القاضي” و”قرنة مد محبس” و”قرنة تم الزمراني” و”واطيات الزمراني” و”خربة قر علي”. وفي المحور الشرقي، بسط المهاجمون سيطرتهم على “دوّار الشقيع”، و”سن ميري الجنوبي” و”جبل سن فيخا” و”مرتفع حرف الموصل”، و”معبر فيخا”، ما منح القوات الإشراف الناري الكامل على “معبر ميرا”. وكذلك في المحور الشمالي، حرّرت القوات المهاجمة “شعبة بيت سليم” و”حرف الجفر” و”شعبة الزويتينة الغربية” و”مرتفع شعبة الصهريج”، و”مرتفع شعبة شنشارة”.
و”قرنة الزويتينة”، المرتفع الذي يُعتبر من أبرز مواقع التنظيم في المنطقة، لإشرافه الناري وتحصيناته المُحكَمة. وترافق التقدّم البرّي مع عشرات الغارات الجويّة العنيفة من قبل سلاح الجو السوري على معظم محاور العمليات ومواقع إرهابيي “داعش” عند معبري مرطبية والروميات في جرود القلمون الغربي. كذلك تمّت السيطرة على ثلاثة معابر، هي: الزمراني، أبو حديج ومعبر ضهر علي. وفي اليوم الأول كذلك، تمت السيطرة على مساحات كبيرة من المحاور الثلاثة، أهمها جبل الموصل الاستراتيجي في جرود البريج، إضافةً إلى ضهر شعاب الحصن، ومنطقة السماقيات والعرقوب، وخربة اسطنبول، وحقاب الرواشنة، وسهلات درويش، وسهلة سيسيان. وبات معبر فيخا بحكم الساقط عسكرياً، بعد السيطرة على موقع الموصل. وفي المحور الجنوبي، استعادت المقاومة والقوات السورية “قرنة الشلوف”، “شعبة المحبس”، “شعبة المغارة”، “حرف وادي الدب” و”شعبة يونس”.
ويمكن القول إن التقدّم الذي حصل أمس في “شعبة الزويتينة” و”الزويتينة الغربية”، لا بدّ من أن يوازيه تقدم مماثل للجيش اللبناني إلى منطقة “عقاب الكيف” و”الكهف”، على غرار التقدّم المتوازي الذي حصل في “الحشيشات” من الجهة السورية و”ضهور الخنزير” من الجهة اللبنانية في بداية المعركة. وتشير مصادر معنية لـ”الأخبار” إلى وجود مغاور كبيرة يستخدمها عناصر التنظيم للاختباء والحماية في “عقاب الكيف” و”الكهف”.
الديار : الجيش ينتصر على الارهاب في اليوم الثالث … الرئيس عون : هؤلاء هم أبطالنا أيّ مُعادلة ستحكم لبنان وما هي ارتدادات معركة الجرود على الداخل ؟
كتبت “الديار “: اليوم ينتصر الجيش اللبناني لأرواح شهدائه الأبرار ، اليوم يتقهقر تنظيم ” داعش ” تحت أقدام الأفواج والألوية اللبنانية والمقاومون الذين سجلوا وسطروا ملاحم المجد والبطولة في وجه أشرس تنظيم ارهابي عرفه التاريخ الحديث .
نعم سقط تنظيم “داعش” سقوطاً مدوياً في وجه ضربات وقبضات الجيش اللبناني، حيث وفي معلومات خاصة بالديار ستعلن قيادة الجيش في مؤتمر صحافي بتمام الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم انتهاء المرحلة الثالثة والاخيرة من معركة “فجر الجرود” على ان تبقى قوة عسكرية لاستكمال عمليات تطهير الجرود من بقايا وفلول التنظيم الارهابي.
اذاً، النصر العسكري للجيش اللبناني يأتي بالتوازن مع تقدم الجيش السوري وحزب الله في القلمون الغربي واطباقهم على ما تبقى من مقاتلي التنظيم الارهابي داعش، مما يعني ان في غضون ايام ستصبح الحدود اللبنانية السورية امنة وخالية من اي تواجد ارهابي فعلي ما يطرح الاسئلة التالية على الصعيد السياسي: اي معادلة ستحكم لبنان بعد النصر المشترك للمقاومة والجيش اللبناني في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع؟ وما هي ارتدادات الانتصار على الداخل اللبناني؟
ان المعادلة التي تحكمت بالاستراتيجية العليا للدولة اللبنانية في السنوات الماضية اي معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي التي انتصرت على الارهاب في العام الحالي كما انتصرت على اسرائيل في صيف 2006 واصبحت راسخة في الوجدان الوطني اللبناني، اكثر من اي وقت مضى، اذ اثبتت الايام والتجربة ان تلاحم مكونات هذه المعادلة ضمن للبنان الحماية من الاخطار المحدقة به. وان انتصار الجيش اللبناني على “داعش” في الاراضي اللبنانية بالتلازم مع انتصارات المقامة والجيش العربي السوري على التنظيم في القلمون الغربي يؤكد مرة جديدة انتصار محور الممانعة في لبنان على المحور السعودي وهذا ما يثبت ان معادلة جيش وشعب ومقاومة هي المعادلة الثابتة والمستمرة.
اما عن ارتدادات الانتصار المشترك في الجرود على الداخل اللبناني، فمن المتوقع ان يتواصل ويتصاعد الجدال الحالي حول سلاح المقاومة بين مؤيد ومعارض، خصوصاً مع اصرار فريق 14 آذار على رؤية نصف المشهد العسكري اي معركة رأس بعلبك والقاع دون الاخذ بعين الاعتبار معركة جرود عرسال والمعارك السابقة التي خاضها حزب الله على الحدود اللبنانية – السورية والتي تعتبر ايضاً انتصاراً مهد للحسم النهائي على الارهابيين.
ان انتصار حزب الله على الارهاب سابقاً مصحوباً بالانتصار الاتي سيعطي الحزب حجماً سياسياً اكبر على الساحة اللبنانية وسيترجم هذا الدور عبر اتخاذ العلاقات اللبنانية – السورية منحى ومرحلة جديدة على كافة الاصعدة بما فيها العسكرية. كما انه سيزداد التنسيق الرسمي مع دمشق وليس من المتسبعد رؤية وفود وزارية ونيابية تزور دمشق وتلتقي الرئيس السوري بشار الاسد، هذا ما قد يعقد المشهد السياسي، الا ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيلعب دوره الجامع والضابط للعبة السياسية في البلاد لما يتمتع به من احترام وانفتاح على كافة الاطراف اللبنانية خصوصاً بعد وصوله الى قصر بعبدا، حيث ابدى كل تجاوب وتعاون مع الجهات السياسية بمن فيهم خصوم الامس.
معركة فجر الجرود
ميدانياً، لليوم الثاني على التوالي من معركة فجر الجرود، اكد مصدر عسكري للديار ان الجيش امسك بخط التلال باستثناء تلال الكف وسيطر على ما يقارب الـ80كلم2، حيث تمكن من تقسيم وفصل منطقة سيطرة “داعش” الى مساحتين لا يتعدى مجموعها الـ40 كلم2، وتعد هذه المرحلة اساسية لاحراز النصر على التنظيم عبر فصل قواته للانقضاض عليها في المرحلة الثالثة والاخيرة. غير ان المصدر العسكري اعتبر ان المرحلة الاخيرة ستشهد معارك ضارية لانه لن يكون للارهابيين سبيلاً للهرب.
كما اشار المصدر العسكري ان الجيش عمل ليلاً على نقل الدبابات والمدافع الى الجبهة وتحصين المراكز المحررة لكي يستعد للهجوم صباح اليوم من خلال وحدات قتالية تستعمل الـATV (آليات رباعية الدفع) والمشاة من فوج المجوقل والتدخل الاول يليهما القوة الضاربة في مديرية المخابرات ومجموعات من فوج المكافحة للعمليات الخاصة واللواء السادس الذي يتمركز في النقاط المحررة ويحصنها.
معركة القلمون الغربي
هذا وواصل الجيش العربي السوري والمقاومة تقدّمهم في جرود القلمون الغربي، في اليوم الثاني من عملية “وإن عدتم عدنا”. وأحرزت القوات، تقدّماً كبيراً في المحاور الثلاثة، عقب المواجهات العنيفة ضد مسلحي تنظيم “داعش”، أسفرت عن مقتل وجرح عددٍ منهم.
وفي المحور الجنوبي، سيطرت القوات على قرنة شعبة القاضي، وقرنة مد محبس، وقرنة تم الزمراني، وواطيات الزمراني، وخربة قر علي.
أما في المحور الشرقي، فقد بسط المهاجمون سيطرتهم على دوّار الشقيع، وسن ميري الجنوبي، وجبل سن فيخا، ومرتفع حرف الموصل، ومعبر فيخا، ما منح القوات الإشراف الناري الكامل على معبر ميرا.
وإلى المحور الشمالي، حُرّرت كُلّ من شعبة بيت سليم، وحرف الجفر، وشعبة الزويتينة الغربية، وقرنة الزويتينة، ومرتفع شعبة الصهريج، ومرتفع شعبة شنشارة.
بدوره، استهدف طيران الجيش السوري ، مواقع إرهابيي “داعش” عند معبري مرطبية والروميات، في جرود القلمون الغربي.
البناء : 3 شهداء و10 جرحى وسيطرة على نصف المساحة المستهدفة مع “فجر الجرود” انهيار داعش بثلاث ضربات على الرأس من الجرود والقلمون وتلعفر… إلى التفاوض الأسد: هزيمة المشروع الغربي لا فرص للتقسيم بوصلتنا فلسطين ومحاربة الإرهاب
كتبت “البناء “ : خلال ثلاثة أيام أُعلنت ثلاث عمليات نوعية بوجه تنظيم داعش، في القلمون الغربي عملية “إنْ عُدتُم عُدنا” بالتعاون بين الجيش السوري والمقاومة بدأت غروب الجمعة، وفجر السبت بدأت عملية “فجر الجرود” للجيش اللبناني لتحرير جرود القاع ورأس بعلبك، وفجر الأحد أعلنت عملية تحرير تلعفر في العراق في حديث متلفز لرئيس الحكومة حيدر العبادي، بالتعاون بين القوات المسلحة العراقية ومن ضمنها الحشد الشعبي، وخلال ثلاثة أيام بدا أنّ التنظيم الذي شغل العالم بقدراته القتالية وحروبه المتنقلة، قد فَقَد قدرته على القتال، فتهاوت مواقعه في الجبهات دفعة واحدة، وتمكّنت الوحدات المهاجمة من تحقيق إنجازات قياسية بحساب القدرة البشرية والآلية على ملء الفراغ الذي خلفه فرار عناصر التنظيم في مساحات شاسعة.
ضربتان على الرأس تصيبان بالعمى، كما يُقال، فكيف بثلاث؟
تحوّل داعش إلى كيس ملاكمة في هذه الحرب، رغم الأذى الذي تكبّدته القوات المهاجمة بسبب الألغام والمفخّخات،
والانتحاريين، فخسر الجيش اللبناني ثلاثة شهداء وسقط عدد من الجرحى بين المهاجمين في القلمون من الجيش السوري والمقاومة، ومثلهم الجيش العراقي والحشد الشعبي، لكن مصادر عسكرية متابعة لسير المعارك الثلاث قالت لـ”البناء” إنّ الذي يجري يعني أنّ التنظيم من الزاوية العسكرية ينهار، خصوصاً أنه بعد هذه المعارك الثلاث، التي يتوقع أن تنتهي خلال أيام قليلة سيكون مع قدر مواجهة مصيره المحتوم في آخر معقلين، في الرقة ودير الزور، حيث لا مفرّ ولا ملاذ يفاوض عليه للانسحاب، ومعارك اليوم تمهيد لتلك المعارك التي سيتفرّغ له فيها الجيش السوري والمقاومة والحشد الشعبي والجيش العراقي، خصوصاً بعد التواصل الذي سيوفّره الوضع الحدودي بين سورية والعراق بعد معارك تلعفر، وقدرة الجيش السوري والمقاومة على حشد قواهما نحو الشرق بعد تحرير ما تبقى من القلمون، حيث الفرصة المتاحة لداعش الآن للتفاوض على الانسحاب هي آخر فرص الانسحاب من مواقع في الحرب، بعدما قالت المصادر نفسها، إنّ اتصالات بدأت من جانب التنظيم تتحدّث عن طلب لوقف النار واستعداد للانسحاب من القلمون والجرود، ومعهما وجود داعش في ريف دمشق في كلّ من الحجر الأسود ومخيم اليرموك.
الحرب المستمرّة على الإرهاب، كانت العنوان للخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد في وزارة الخارجية بمناسبة انعقاد مؤتمر للدبلوماسيين والإداريين العاملين في الوزارة لرسم التوجّهات ووضع خطط العمل، حيث رفع الرئيس الأسد الحرب على الإرهاب إلى مستوى البوصلة كعامل مقرّر لمناطق التهدئة والحوار السياسي والتسويات المقترحة، وللعلاقات الدولية وفتح السفارات في دمشق والتعاون الأمني مع الحكومات، والمدخل الأساس لرسم مستقبل سورية، حيث وحدتها مقدّسة ولا فرص للتقسيم ولا لقوات احتلال، وتبقى فلسطين البوصلة الأصلية ومعها تحرير الجولان وهوية سورية العربية وتمسكها بخيار المقاومة. وفي السياسة الخارجية رسم الرئيس الأسد معادلتي نفاق الغرب وغطرسته مقابل تواضع الشرق وأخلاقيته، داعياً الدبلوماسية السورية لترجمة التوجّه شرقاً، ولدى الشرق ما نحتاجه اقتصادياً وعلمياً، متوقفاً أمام تعامل كلّ من الغرب والشرق مع سورية كدولة مستقلة، منوّهاً بالحلفاء في روسيا وإيران والصين وحزب الله.
معادلات كرّسها الميدان
خطفت العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش اللبناني في جرود القاع ورأس بعلبك والجيش السوري والمقاومة في القلمون الغربي ضد تنظيم “داعش”، الأضواء الإعلامية واهتمام الوسطين السياسي والشعبي، لما تحمله من أبعادٍ سياسية واستراتيجية وطنية وإقليمية، في ظل الإنجازات الميدانية السريعة التي سجلت في الجبهتين، لا سيما استعادة أكثر من نصف المساحة الذي يسيطر عليها “التنظيم” في الجرود من ضمنها تلال حاكمة ومواقع حاسمة كمعبر الزمراني وتكبيده خسائر فادحة وسط انهيارات في صفوف عناصره وقيادييه الذي سلّم أحدهم نفسه الى المقاومة والجيش السوري ويُدعى “أبو البراء”.
وفي المرحلة الثانية من تحرير الجرود على جانبي الحدود من الإرهاب، كرّس الميدان معادلات اعتبرها البعض مجرد نظريات من نسج الخيال ولا وجود لها على أرض الواقع، فثبت قتال الجيش اللبناني والمقاومة المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة وتكاملهما في أرض المعركة. فكما حمى الجيش ظهر المقاومة في معركة جرود عرسال مع “جبهة النصرة”، ها هي المقاومة تحمي ظهر الجيش في معركته مع “داعش” وتخوض غمارها من الجانب السوري وتضع إرهابيي “داعش” بين “فكّي كماشة” ما يساهم في تسريع انتصار الجيش والحدّ من خسائره البشرية.
بينما أكد الميدان أيضاً على وحدة المسار والمصير والدم بين الجيشين اللبناني والسوري وبينهما المقاومة في قتالهم عدواً مشتركاً وعلى أرض متصلة وتوقيت واحد، حيث يجري تنسيق الضرورة بين القوى الثلاث رغم أنف الأميركيين وبعض القوى السياسية في الداخل وإن لم يخرج هذا التنسيق إلى العلن لاعتبارات سياسية.
وللمرة الأولى، تمكّنت المؤسسة العسكرية من استدراج القرار السياسي لى الميدان في معركتها الوطنية، بعد أن استدرجها بعض السياسيين الى الوحول الطائفية والمذهبية وعطّلوا قراراتها أكثر من مرة عدّة وقيّدوا دورها في حماية الحدود، الأمر الذي أبقى المبادرة بيد الإرهاب ومنحه المزيد من الوقت والغطاء للتوسّع وارتكاب الأعمال الإرهابية.
وفي البعد الإقليمي للمعركة، انضم الجيش اللبناني الى الجيشين السوري والعراقي في عملية مكافحة الإرهاب في وقتٍ يحقق الجيش السوري انتصارات هامة وحاسمة في مختلف الجبهات ويستعد الجيش العراقي لتحرير منطقة تلعفر الحدودية بين سورية وتركيا والعراق.
المستقبل : 3 شهداء للجيش و17 قتيلاً للإرهابيين.. و”لا جديد” في قضية المخطوفين “فجر الجرود” تتقدّم: “الثلث” الأصعب الأخير
كتبت “المستقبل “: بمزيد من العزم والعزيمة وبإرادة لن تكلّ ولن تلين حتى تحرير الأرض من الجرود إلى الحدود، تواصل وحدات الجيش اللبناني تقدمها الميداني على محاور القتال لتطهير المنطقة الجردية الشرقية من الوجود الإرهابي، محرزةً في ثاني أيام “فجر الجرود” نجاحات ملحوظة على خارطة بقعة العمليات العسكرية ضد مقاتلي “داعش”، سواءً على مستوى تساقط العشرات من الإرهابيين بين قتيل وجريح وفارّ على مختلف جبهات المعركة، أو على صعيد دحرهم عن المزيد من التلال والمرتفعات بشكل نجح معه الجيش في ربط جرد عرسال بجرد بعلبك والسيطرة نارياً على أقسام واسعة من المناطق المحاذية للحدود مع سوريا، لتنجح تالياً “فجر الجرود” في ثماني وأربعين ساعة بتحرير ثلثي الأراضي الواقعة ضمن نطاق المعركة بواقع 80 كلم2 من أصل 120 كلم2، على أن يبقى تطهير “الثلث” الأخير من الأرض المحتلة والذي وصفته مصادر عسكرية لـ”المستقبل” بأنه “الأصعب”.
اللواء : كمَّاشة الجيش تُطبِق على “داعش” من محوري القاع ورأس بعلبك إجماع على النجاح الباهر للجيش.. و3 شهداء بلغم أرضي.. وغموض يلفّ مصير المخطوفين
كتبت “اللواء “ : لا صوت يعلو على صوت معركة “فجر الجرود” التي أطلقها الجيش اللبناني فجر السبت، لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من مسلحي تنظيم “داعش” الارهابي، ولا حديث الآن في أي شيء، الا في ضرورة تحقيق الانتصار، وفي توفير كل مقومات المعركة، سياسيا واقتصاديا وشعبيا للوصول إلى هذا الهدف، بعد ان بدأ الجيش بدفع ثمنه الغالي من دماء شهدائه وجرحاه، يعضده إجماع لبناني رسمي وشعبي وسياسي قل نظيره.
سيادة الدولة غالية، وكذلك تحرير الأرض من مغتصبيها الارهابيين، وبينهما هدف آخر لا يقل أهمية وهو كشف مصير العسكريين التسعة الذين اختطفهم تنظيم “داعش” في معركة 14 آب 2014، ودون كل هذه الأهداف تهون كل التضحيات، وهو ما حدده قائد الجيش العماد جوزيف عون عند انطلاق العملية، عندما أعلن انها “باسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الابرار وباسم ابطال الجيش اللبناني العظيم”.
الجمهورية : الجيش يقترب من الحسم… والجلسة التشريعية قائمة
كتبت “الجمهورية “: يُنتظَر أن ينهيَ الجيشُ اللبنانيّ “فجر الجرود” ببزوغ هذا الفجر نصراً ناجزاً قريباً، تغدو معه جرود القاع ورأس بعلبك نظيفةً من إرهابيّي “داعش” بعدما نُظّفت جرود عرسال من إرهابيّي “جبهة النصرة”، لتصبحَ في هذه الحال كلّ الحدود اللبنانية ـ السوريّة من الشمال وحتى البقاع الغربي خاليةً من أيّ وجودٍ إرهابيّ، ما يؤسّس لاحقاً لتنظيفِ لبنان ممّا تبَقّى من عناصر وخلايا إرهابية نائمة أو “صاحية”. وقد نوَّه رئيس مؤسّسة الإنتربول ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والداخلية السابق الياس المر ببطولات الجيش، مؤكّداً “أنّ النصر آتٍ على أيدي أبطال الجيش المندفعين بشجاعة على الجبهات، المستعدّين دوماً للتضحية في سبيل سيادة لبنان وأمنِه. وسينتصر لبنان مجدّداً على الإرهاب مثلما انتصر في كلّ معاركه”. ويُنتظر أن يحوّل انتصار الجيش لبنانَ واحةً أمنيةً مستقرّة، لتنصرفَ الاهتمامات أكثر فأكثر إلى معالجة ملفّ النازحين السوريّين، وكذلك معالجة قضايا اللبنانيين على كلّ المستويات، فضلاً عن تأمين واقعٍ محصّن يتيح إجراءَ الاستحقاق النيابي في موعده بغية إنتاج سلطة جديدة يُفترض أن تفرزها نتائج الانتخابات في الربيع المقبل.
تراجعَت الأحداث السياسية، من سلسلة وموازنة وكهرباء وبواخر، وتقدَّمَت الوقائع الميدانية في السلسلة الشرقية، حيث لا صوت يعلو على صوت المعركة في جرود رأس بعلبك والقاع، إذ تمكَّنَ الجيش اللبناني من السيطرة على مساحة 80 كيلومتراً مربّعاً من أصل 120، مقدِّماً ثلاثة عسكريّين على مذبح الشهادة.
فبغطاءٍ سياسيّ شامل ودعمٍ وطنيّ جامع والتفافٍ شعبي عارم حوله تواصَلت عملية “فجر الحدود” في يومها الثاني وسط دعواتِ اللبنانيين للجيش بتحقيق نصرٍ أكيد على “داعش” ودحرِ خطرِ الإرهاب.