من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الاخبار: بواخر الكهرباء: عودة الى «المناقصات»
كتبت الاخبار: عاد ملف استئجار بواخر الكهرباء الى منتصف الطريق، بعدما قرر مجلس الوزراء أمس إلغاء المناقصة القديمة التي أجرتها مؤسسة كهرباء لبنان، وإجراء مناقصة جديدة عبر إدارة المناقصات. انتكاسة للتيار الوطني الحر الذي أراد تحقيق إنجاز سريع في هذا الملف، بعدما وقفت في وجهه كل مكونات مجلس الوزراء
للمرة الأولى منذ تأليف حكومة الرئيس سعد الحريري، يظهر تيار المستقبل والتيار الوطني الحر أنهما ليسا على تناغم كامل. فقد شهدت جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت في قصر بعبدا أمس 4 «مشادات» بين وزراء التيارين. الأولى بين الوزيرين جبران باسيل ومحمد كبارة حول ملف المنطقة الاقتصادية في طرابلس.
والثانية بين باسيل والوزير جمال الجراح بشأن ملف الاتصالات. والثالثة بين الوزيرين سيزار أبي خليل ومعين المرعبي على ملف الكهرباء. والأخيرة بين أبي خليل والوزير نهاد المشنوق، لكن بهدوء، على ملف استئجار البواخر. وانتهى الملف الأخير بـ«انتكاسة جزئية» للتيار الوطني؛ فبعد كباش استمر أشهراً، قرّرت الحكومة إلغاء مناقصة الكهرباء القديمة، وإجراء مناقصة جديدة عبر إدارة المناقصات، لكن مع عدم إدخال تعديلات جدية على دفتر الشروط، وتسريع في آلية استدراج العروض وفضّها، بما يحول دون إضاعة الوقت. وفيما كان وزير الطاقة سيزار أبي خليل أشد المتمسكين بحق مؤسسة كهرباء لبنان في تنفيذ المناقصة، فوجئ مجلس الوزراء بطلب أبي خليل الشفهي إلغاء المناقصة السابقة، رغم أنه اقترح خطياً تشكيل لجنة وزارية لفض العروض. واعتبرت المصادر أن هذا السلوك المفاجئ يشي بأن هناك تسوية دفعت الجميع الى القبول بمبدأ إعادة استدراج عروض استقدام المعامل العائمة بعدما أقنعهم وزير الطاقة بأنه لا توجد مواقع على اليابسة جاهزة لإطلاق مناقصة معامل ثابتة، وأن «ما يعزز إمكانية حصول التسوية أنه لم تكن هناك اعتراضات جدية على اقتراح ابي خليل الذي يكاد يكون عملية استكمال للاستدراج السابق»، بحسب مصادر وزارية. ورأت المصادر أن «المشكلة تكمن في أن غالبية الشروط الأساسية كانت ستؤدي إلى فوز شركة محددة، لا سيما لجهة اشتراط أن تكون المولّدات جديدة. فمن هي الشركة التي ستتمكن من تجهيز باخرة بمولّدات في غضون تسعين يوماً»؟ أضافت المصادر: «كان الأجدى عدم تحويل إدارة المناقصات الى مكتب بريد يقتصر عمله على فض العروض، وبالتالي ما هو الفرق بين استدراج العروض السابق والجديد سوى تلك المسألة المتعلقة بتشديد الغرامات والكفالة، فيما الشروط الفنية الأساسية لا تزال على سابق عهدها»؟. وبحسب مداولات الوزراء، بدا واضحاً أن كل الحلول التي تقدم ستناقش على قاعدة ان الدولة هي التي تشتري الوقود للمعامل على البواخر، وبالتالي فإن الحل الوحيد المطروح هو الفيول أويل الملوث للبيئة، لأنه المادة الوحيدة التي تشتريها الدولة بواسطة عقود مباشرة مع الكويت والجزائر، وهي عقود بأسعار مرتفعة قياساً بالأسعار العالمية المتدنية، فلماذا يرفض وجود معامل تعمل بواسطة الغاز المنزلي الأقل كلفة والذي يمكن تخزينه على طول الشاطئ اللبناني في خزانات مملوكة من الدولة اللبنانية ومؤجرة بشكل شبه مجاني لشركات خاصة؟
في مجلس الوزراء، وقبل طلب أبي خليل إلغاء المناقصة السابقة، ظهر انقسام حقيقي طرفاه التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية من جهة، وباقي مكونات مجلس الوزراء من جهة أخرى، إذ اعتبر باسيل أن «من حق وزارة الطاقة إجراء المناقصة»، وأنه لا يرى سبباً لإلغائها. بدوره، اعتبر وزير الداخلية أن «صورة ملف الكهرباء عند الناس ليست جيدة، ولا يمكن أن نتجاهل الرأي العام، بل من الضروري أن نشرح له الواقع بشكل دقيق، وأن نبرّر له أسباب اللجوء الى هذه الخيارات». وطرح المشنوق في الجلسة أن «يتمّ تأمين 400 ميغاوات عن طريق البواخر، وما تبقى نؤمّنه من خلال المعامل على الأرض». فأجابه وزير الطاقة بـ«أننا لا نملك ارضاً لإنشاء معامل، وفي حال قرّرنا شراء عقارات كبيرة ستصبح الكلفة أكبر من كلفة البواخر». وأضاف «أن الخيار الأفضل هو تأمين الكهرباء عبر البواخر». وفي وقت أيّد فيه باسيل كلام المشنوق بأن «صورة هذا الملف سيئة»، رأى أن «بعض من هم في مجلس الوزراء هم الذي ساهموا في أن تكون كذلك». فردّ المشنوق «بصرف النظر، لا بد من توضيح ما يحصل، خصوصاً أن ما قاله وزير الطاقة مقنع». وبحسب مصادر وزارية «كان الحريري قد تحدّث إلى وزير المال علي حسن خليل قبل الجلسة لإيجاد مخرج، وسار بخيار إلغاء المناقصة»، ما دفع باسيل إلى الردّ من جديد قائلاً «إجراء مناقصة جديدة يمكن أن يعيدنا الى المكان ذاته، وعلينا الاتفاق، فإما أننا نريد أن نأتي بالكهرباء أو لا نريد»، فتدخّل الرئيس عون لافتاً إلى أنه مع «التفاوض على عرض البواخر من دون العودة إلى إجراء مناقصة من جديد». غير أن معارضة الجميع أدت في النهاية إلى الاتفاق على وضع دفتر شروط جديد، على أن «يعده وزير الطاقة ويعيد طرحه على مجلس الوزراء». وكلّفت إدارة المناقصات إطلاق استدراج العروض، مع إعطاء الشركات التي ترغب في المشاركة مهلة أسبوعين لتقديم عروضها، والالتزام بمهلة 10 أيام لفضّ العروض وعرض نتيجتها على مجلس الوزراء في ما بعد، وتشكيل وزير الطاقة لجنة تقنية لدرس العروض الإدارية والمالية وتقييمها مع إدارة المناقصات. لكن وزراء حركة أمل تحفّظوا على المهل، إذ لا يُمكن أن يتمّ تجهيز دفتر الشروط واستدراج العروض وعرضها على إدارة المناقصات في فترة زمنية قصيرة. كذلك تقرّر إضافة «بند يقضي بتغريم الشركة 50 مليون دولار ضمانة تنفيذ عن كل باخرة، وفي حال كان هناك ملاحظات أخرى تضاف الى دفتر الشروط بعد الانتهاء منه». وبحسب المصادر، طالب وزير القوات غسان حاصباني باعتماد صيغة ضبابية لا تحسم خيار استقدام البواخر، بل تترك الأمر مفتوحاً على تقنيات أخرى.
من جهة أخرى، حصل خلاف في الجلسة على خلفية مسألة نقل اعتماد من الخزينة بقيمة 225 مليون دولار إلى هيئة «أوجيرو» لتطوير شبكة الهاتف الثابت. ونتيجة هذا الخلاف انسحب كلّ من وزير الاتصالات جمال الجراح ووزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي من الجلسة، إلا أنّ الوزراء نهاد المشنوق وعلي حسن خليل ويوسف فنيانوس وجان أوغاسابيان لحقوا بهما لمحاولة إقناعهما بالعودة، ونجحوا في ذلك. وأشارت المصادر إلى أن خروج وزير الاتصالات من الجلسة جاء رداً على «رفض الرئيس الحريري إعطاءه السلفة وربط الأمر بإقرار الموازنة التي لا تزال قيد الدرس»، وخاصة أن الجراح يطلب السلفة بناءً على مشروع موازنة لم تُقر، بل تدرسه لجنة المال والموازنة. وأكّد وزير المال «عدم وجود أي تبرير للسلفة، فهناك مشروع موازنة يجري بحثه في مجلس النواب، وبالتالي لا داعي لإعطاء السلفة بصورة مخالفة للقانون والدستور».
البناء: برشلونة تسبح بدماء الضحايا… والصحافة الأميركية والأوروبية تندّد بعنصرية ترامب.. دي ميستورا يتوقع تحوّلات نوعية في سورية… وافتتاح معرض دمشق الدولي
لبنان مشاركاً بثلاثة وزراء: عرض سوري بكهرباء أرخص من البواخر الملغاة
كتبت البناء: كانت برشلونة على الموعد هذه المرّة مع ضربة جديدة للإرهاب ذهب ضحيتها ثلاثة عشر ضحية وعشرات الجرحى بعملية دهس استهدفت المارّة في ساحتها الرئيسية. أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها، بينما المباراة مفتوحة بين إرهاب داعش والقاعدة من جهة وإرهاب عنصري أبيض بدأت علامات نموّه في الظهور في عمليات لندن قبل شهور
وتظاهرات العنصريين البيض ودهسهم إمرأة سوداء في أميركا، وفيما يغمض قادة العالم عيونهم عن عمق وخطورة ما يجري مكتفين بالمعالجات الموضعية والمسكّنات الأمنية، يتجذر الخطاب العنصري على الضفتين الشعبيتين، على مساحة العالم. فالاستخدام الانتهازي للإرهاب وتنميته في سورية والعراق لا يزال شاهداً على مستوى الخفّة واللامسؤولية في تعامل حكومات الغرب التي تقود العالم، مع قضية بهذه الخطورة، وهما خفّة ولا مسؤولية لا تزالان تجرجران ذيولهما في كيفية إدارة الحرب على الإرهاب، سواء بمحاولات تحييد النصرة للاحتفاظ بها رصيداً لإضعاف سورية كما حذّرت موسكو، أو بجعل عنوان الحرب على داعش بتفادي ما يسمّيه الأميركيون و»الإسرائيليون» بتعاظم قوة حزب الله.
تابعت الصحيفة، الحرب في سورية التي شكلت مختبر التعامل الدولي مع الإرهاب كانت ولا تزال خير مثال على النفاق والتلاعب بالحقائق والانتهازية الرخيصة في المواقف، ولولا ثبات سورية شعباً وجيشاً ورئيساً أمام هذا التلاعب، وهذه الانتهازية لكان لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش الاحتفال بالنصر بالسيطرة على أهمّ بلد في المنطقة إنْ لم يكن بموقعه وأهميته الاستراتيجية قلب العالم.
في سورية تتزايد إشارات التقدّم والانتصار على مشروع الإرهاب، عسكرياً وسياسياً، والتسليم بأنّ لعبة المعارضة التي اصطنعها الغرب وجماعات الخليج وتركيا لتغطية توريد الإرهابيين إلى سورية ما عادت تنفع لمواصلة اللعبة. وبدأ التحضير لمخرج ملائم للغرب من حربه على سورية بصيغة حلّ سياسي سوري يتناسب مع الكذبة الأولى للحرب، بكونها حرباً بين نظام ومعارضة. وفي هذا السياق ينعقد لقاء منصتي القاهرة والرياض للبحث بوفد موحّد لحوار جنيف المقبل. وهذا معنى كلام المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا عن تحوّلات نوعية خلال شهرين في سورية تضعها على سكة الحلّ السياسي.
بينما سورية تستعدّ للخروج من الحرب تحتفل بافتتاح معرض دمشق الدولي بعد توقف خمس سنوات، بما وصفته صحيفة «التايمز» البريطانية على موقعها بالاحتفالية بالنصر السياسي والتمهيد للإعمار الاقتصادي. وفي مقال للكاتبة هانا لوسيندا سميث بعنوان «الأسد يدعو الدول الصديقة لإعادة إعمار سورية»، أشارت إلى تزايد ثقة الرئيس السوري بشار الأسد بأنه استعاد السيطرة على سورية، لذلك يفتتح المعرض التجاري الدولي الأول منذ خمس سنوات في العاصمة دمشق.
وأضافت سميث أنّ ضيوفاً بارزين من 42 «دولة صديقة يصلون دمشق لعرض مشاريع للاستثمار وإعادة الإعمار تقدّر قيمتها بالمليارات».
لبنان المشارك في حفل الافتتاح بثلاثة وزراء، حصد أولى نتائج المشاركة بالحصول على عرض لتزويده بالكهرباء بكمية خمسمئة ميغاواط بدلاً من البواخر التي ألغي استدراج العروض الخاص بها، وبسعر أقلّ، كما نقل الوزير المشارك في المعرض غازي زعيتر عن رئيس الحكومة السورية عماد خميس.
طغت زيارة الوفد الوزاري لسورية على المشهد الداخلي، لما لها من دلالات سياسية تصبّ في إعادة العلاقات الرسمية بين لبنان وسورية الى طبيعتها، وإن كان فريق سياسي لا يزال يُمعن في التنكر للمصالح الوطنية وغنكار الوقائع التاريخية والجغرافية والاقتصادية التي تفرض التنسيق بين البلدين، كما يفضل أن يبقى أسير مواقفه السياسية التي «لا تغني ولا تسمن من جوع»، سوى أنها تضع ملف العلاقات اللبنانية السورية كورقة تفاوض بيد الأميركي يستخدمها في إطار المفاوضات مع سورية.
وبعد وزيرَي الصناعة حسين الحاج حسن والزراعة غازي زعيتر، وصل وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس لسورية مساء أمس. وقال فنيانوس قبيل مغادرته جلسة مجلس الوزراء للتوجّه الى دمشق: «حان وقت سورية»، لافتاً الى أن «تيار المردة لم تنقطع زياراته عنها خلال ست سنوات ولم نتعمّد إخفاء زياراتنا ولم نغب عنها كوزراء أو مسؤولين في التيار. وفي ما يعود الى الوزراء المشاركين، انا أعلم ان حزب الله لم ينقطع عن سورية وأن التشاور بين الرئيس نبيه بري والجمهورية العربية السورية قائم على أعلى المستويات وكذلك الزيارات».
وفي سياق ذلك، أبلغ رئيس الحكومة السورية عماد خميس وزير الزراعة غازي زعيتر أمس، استعداد سورية لتزويد لبنان بـ500 ميغاواط إضافية بأسعار أقل من سعر البواخر.
وخلال لقائه زعيتر أعرب خميس عن تقديره لهذه الزيارة ومشاركة الشركات اللبنانية في معرض دمشق الدولي بما يعبّر عن عمق العلاقات التاريخية المتجذّرة بين الشعب في الدولتين السورية واللبنانية، مشيراً إلى أهمية تعزيز التعاون بين الجانبين بما يعود بالفائدة على اللبنانيين والسوريين.
وهنّأ الوزير زعيتر من جانبه الشعب السوري بالانتصارات التي تحققت على الإرهابيين في مختلف الأراضي السورية، مؤكداً أنّ جميع محاولات النيل من الدولة السورية التي تشكل القوة الفاعلة في المنطقة باءت بالفشل، وأنّ إطلاق معرض دمشق الدولي يمثل إعلان انتصار لسورية في حربها على الإرهاب وبدء تعافي الاقتصاد السوري.
كما التقى الرئيس خميس الوزير الحاج حسن، مثمّناً «وقوف الأصدقاء والحلفاء لا سيما المقاومة إلى جانب سورية في أحلك الظروف»، واصفاً الانتصار الذي حققته سورية على الإرهاب بـ «انتصار الحق على الباطل».
وشدّد الحاج حسن على أن معرض دمشق الدولي يعتبر «دليلاً على تعافي سورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً»، مشدّداً على أهمية المشاركة اللبنانية في المعرض لـ «كونها تجدّد تأكيد الموقف اللبناني الطبيعي المساند لسورية».
وقال: «إننا هنا في صفتنا الرسمية والوزارية نهنّئ القيادة والجيش والشعب السوري، كما نهنّئ أنفسنا والدولة اللبنانية والجيش والمقاومة على انتصار سورية على الإرهاب التكفيري»، مشدّداً على أهمية المشاركة اللبنانية في معرض دمشق الدولي، لكونها تجدّد تأكيد الموقف اللبناني الطبيعي المساند لسورية».
وفي وقتٍ حافظ رئيس الحكومة سعد الحريري على صمته إزاء الزيارة ولم يتطرّق إليها مجلس الوزراء في جلسته أمس، واصل تيار المستقبل حملته، وأشارت كتلة «المستقبل» في بيان إثر اجتماعها في «بيت الوسط» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، أن «الزيارات التي تمّت أو ستتم هي على المسؤولية الشخصية لأولئك الوزراء، ولا يمكن أن تكون لها صفة رسمية ملزمة للبنان. وهي بالفعل تستفزّ أكثرية اللبنانيين وتشكل تلاعباً وتهديداً لانتظام عمل المؤسسات الدستورية اللبنانية».
الديار: ملفات كهربائية وصناعية وزراعية في المحادثات الرسمية السورية اللبنانية
حزب الله والجيش السوري جاهزان وساعة الصفر بيد الجيش اللبناني
كتبت “الديار”: مهما بلغت الخلافات بين الوزراء حول الزيارات الى سوريا والاموال الى اوجيرو، ومناقصات الكهرباء والمعامل الجديدة بالاضافة الى مئات الملفات الخلافية، فان ذلك لن يؤثر على الحكومة واستمرارها حتى موعد الانتخابات النيابية. فالستاتيكو الحالي سيبقى قائماً، والتسوية التي انتجت الرئيس عون لرئاسة الجمهورية وسعد الحريري لرئاسة الحكومة قوية ومتينة، ولن تلفحها اي رياح ساخنة او باردة. وطالما التوافق صامد بين الرؤساء عون وبري والحريري وحزب الله على الحكومة، ستبقى الخلافات تحت السقف، رغم ان مشهدين متناقضين طبعا صورة البلد أمس، مشهد وحدوي وطني في جرود القاع ورأس بعلبك والفاكهة بقيادة الجيش اللبناني وبالتفاف شعبي ومشهد خلافي “احباطي” مأسوي للشعب اللبناني عبرت عنه خلافات الحكومة حول “صرف الاموال” والمشاريع والنفقات، فيما المطلوب هذه الايام وحدة حقيقية وراء الجيش اللبناني تعطيه دفعاً كبيراً على مشارف معركته ضد الارهاب في جرود القاع ورأس بعلبك والفاكهة والمتوقعة في كل لحظة.
واشارت مصادر متابعة لملف العملية العسكرية الى انه بمجرد اعلان قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون بدء العملية العسكرية لتحرير جرود رأس بعلبك والفاكهة والقاع عبر بيان رسمي من مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، سيصدر بعد لحظات عن غرفة عمليات الجيش السوري وحزب الله بدء العملية العسكرية لتحرير جرود القلمون الغربي ومعبر الزمراني وجرود الجراجير، وتحديداً موقعي الحشيشات وابو حديج من ارهابيي “داعش” من الجهة السورية. وبالتالي فان قرار بدء العملية العسكرية وتحديد ساعة الصفر بيد الجيش اللبناني وحزب الله والجيش العربي السوري يلتزمان توقيت قيادة الجيش في ما يتعلق بتنظيف الجرود من “داعش”.
وطوال الايام الماضية واصل الجيشان اللبناني والسوري وحزب الله دك مواقع الارهابيين واستنزافهم وشل قدراتهم، ومنع تحركاتهم، وقطع خطوط التواصل والامداد عبر قصف الجيش اللبناني لمواقع الارهابيين، كما حصل امس من خلال السيطرة على مرتفعات خصاب خزعل والمنصرم وضهر الخنزير، فيما شن الطيران السوري عشرات الغارات على جرود القلمون الغربي، وتحديداً مرتفعات الحشيشان وابو حديج ومعبر الزمراني، ودمر غرفة الاشارة المركزية في القلمون الغربي. اما مدفعية حزب الله فدكت مواقع الارهابيين بمختلف انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة.
عمليات استنزاف “داعش” متواصلة بانتظار ساعة “الصفر” التي باتت قريبة جداً جداً، وفي اي لحظة، وسط معنويات عسكرية مرتفعة سمحت للجيش بالسيطرة على مواقع “داعش” في ضهر الخنزير وحطاب خزعل والمنصرم ومقتل 6 عناصر من “داعش” بينهم قيادي بارز وسقط 5 جرحى من الجيش بينهم الضابط علي حوا، ودمر الجيش مربض هاون. وقد اعتمد الجيش اللبناني تكتيكات، ووسائل نقل، وعمليات تمويه، سمحت له بالسيطرة السريعة على اهم موقع استراتيجي لـ”داعش”: “ضهر الخنزير” وهو ممر الزامي للعناصر الارهابية ويربط مواقعها بعضها ببعض، والسيطرة عليه سمحت للجيش بكشف كل مواقع مسلحي “داعش” وتحركاتهم، وهذا الانجاز يسمح بالتمهيد لاعلان ساعة الصفر.
في المقابل، كشفت مصادر عسكرية ان زيارة قائد الجيش الى واشنطن ارجئت لاشعار اخر، وان الجيش بات جاهزاً من كل الجوانب، وزيارة “القائد” الى مقر القيادة لعمليات الجرود وضعت اللمسات الاخيرة، واشرف بنفسه على اكتمال كل ما تحتاج اليه المعركة، واعطت زيارته مزيداً من الدفع والمعنويات للضباط والجنود.
الزيارة الى سوريا
وفيما كان الجيش اللبناني يخوض معركته ضد الارهابيين، كان مجلس الوزراء وفي التوقيت نفسه يشهد خلافات اعتادها اللبنانيون واصبحت من “يومياتهم”. ورغم تجاهل مجلس الوزراء لزيارة الوزراء حسين الحاج حسن وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس الى سوريا، وتأكيد الرئيس الحريري ان الزيارات غير رسمية، فإن الوقائع على الارض خالفت كلام الحريري بعد عقد الوزيرين حسين الحاج حسن وغازي زغيتر اجتماعاً مع رئيس الحكومة السورية عماد خميس تطرق الى مختلف الملفات وما تعانيه الصناعة اللبنانية والسورية والقطاع الزراعي. وبحث الحاج حسن وزعيتر تصدير المزروعات والصناعات اللبنانية عبر الاراضي السورية، بعد سيطرة الحكومة السورية على معبر النصيب على الحدود الاردنية ورفع العلم السوري عليه، وكيفية مرور الشاحنات اللبنانية. وسيكون لهذا الاجراء تطور ايجابي على صعيد تصدير المزروعات اللبنانية، التفاح والموز، بأسعار تنافسية الى دول الخليج العربي، والذي سيبدأ قريبا. كما ابدى رئيس الحكومة السورية للوزيرين الحاج حسين وزعيتر استعداد سوريا تزويد لبنان بـ500 ميغاوات اضافية من التيار الكهربائي بأقل كلفة من البواخر، علماً ان سوريا ما زالت تزود لبنان بـ400 ميغاوات للبقاع، وان وزير المال علي حسن خليل صرف الاعتمادات الاسبوع الماضي وبمواقفة الرئيسين عون والحريري والوزراء المختصين.
النهار: السلطة لاهية بفضائحها والجيش يستعدّ
كتبت “النهار” : لعلها من غرائب الواقع السياسي الراهن في لبنان ان جلسة لمجلس الوزراء تتجاهل تجاهلاً تاماً مخالفة ثلاثة وزراء لموجبات التوافق السياسي والائتلاف الحكومي وتحديهم لموقف رئيس الوزراء سعد الحريري ووزراء من اتجاهات أخرى بقيامهم بزيارات لدمشق، ثم تنفجر الجلسة بخط التوتر العالي الكهربائي مرة جديدة. “خناقات” الوزراء داخل الجلسة أمس لم تكن سوى انعكاس واضح لواقع سياسي وحكومي متفلت يكاد يكون أشبه بفوضى عارمة ومفضوحة يتحكم من خلالها كل فريق مع وزرائه باقطاعاته وسياساته. ففي الوقت الذي لوح وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس بان يحضر معه من دمشق التي توجه اليها بعد الجلسة صوراً للرئيس السوري بشار الاسد مثيراً سخط كثيرين وأولهم الرئيس الحريري كانت مسألة بواخر الكهرباء التي شكلت مناقصتها أساساً فضيحة بفعل اقتصارها على شركة عارضة واحدة تشهد الفصل الثاني من المهزلة باعادة تكليف وزير الطاقة وضع دفتر شروط جديد لمناقصة جديدة. وبين تدافع وزراء 8 آذار الى “معرض دمشق” السياسي وحرصهم مع المسؤولين السوريين على ابراز صورة “رسمية” تماماً للمحادثات بما يثبت الصفة الوزارية للزوار اللبنانيين، والمناكفات التي شهدتها جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا لم يكن المشهد الحكومي والسلطوي ليحتاج الى تظهير الحالة الممعنة في تراجعه تباعا.
اذاً تجاهل مجلس الوزراء زيارات الوزراء غازي زعيتر وحسين الحاج حسن ويوسف فنيانوس لدمشق وانشغل بملف بواخر انتاج الكهرباء الذي ادرج في جدول الاعمال كما غرق في مشادات وسجالات حادة حول سلفة بقيمة 225 مليار ليرة طلبتها وزارة الاتصالات لـ”أوجيرو”. والاجواء المتوترة سيطرت على مجمل الجلسة وخصوصا لدى بدء البحث في موضوع سلفة “اوجيرو” اذ احتدم النقاش بين وزير الاتصالات جمال الجراح وبعض الوزراء الامر الذي دفع الجراح الى الخروج من الجلسة بعدما قال إنه يشعر بأن هناك قراراً متخذاً سلفاً وهو جزء من الضغط الذي يتعرض له من بعض الجهات. وسأل بعض الوزراء عن طلب السلفة لـ”أوجيرو” في حين تناقش الموازنة، وعلى الاثر غادر الجراح قاعة مجلس الوزراء معترضاً ولحق به الوزير معين المرعبي ومن ثم الوزراء علي حسن خليل ونهاد المشنوق وفنيانوس وجان أوغاسبيان ثم عادوا جميعا الى القاعة.
ولم يكن المناخ أفضل حالاً لدى مناقشة موضوع بواخر الكهرباء اذ أثار نقاشاً حاداً وسمعت أصوات الوزراء الى خارج القاعة الامر الذي دفع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الطلب من الوزراء “اعتماد النقاش الهادئ والاستماع بعضنا الى البعض”، مؤكداً ان قضايا كهذه لا تناقش بهذه الطريقة. واقترح الرئيس الحريري الصيغة التي جرى التوافق عليها في ملف الكهرباء، علماً انها تعرضت للتعديل مرات عدة. وقضت الصيغة بالغاء المناقصة السابقة وتكليف وزير الطاقة سيزار أبو خليل اعداد دفتر شروط جديد لاستقدام معامل لتوليد الكهرباء بقدرة 400 ميغاوات. وتحفظ وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي عن هذا الحل، فيما غرّد رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط عبر “تويتر”: “إن بناء معمل إنتاج كهرباء حتى ولو إستغرق بعض الوقت أوفر على الخزينة من إستئجار سفن وما يشوبها من سمسرة… إنتظرنا أكثر من عشرين عاماً حلاً للكهرباء، معامل غاز تعمل على Diesel، ثم سفن مستأجرة تحرق Fuel مغشوش وتلوث… كفى حلولاً مجتزأة ومكلفة على حساب الخزينة والمواطن، أصبح فيها قطاع الكهرباء ملك هواة وتجار بدل الكفاءة والاختصاص”. وقال: ”وللتذكير، فقد منع رفيق الحريري من تحديث الكهرباء آنذاك نتيجة سلطة الوصاية وسماسرتها البارودية والحبيقية”. وأضاف: “رحمة الله على جورج إفرام الذي أقصي من منصبه بلمح البرق فحلت الكارثة على قطاع الكهرباء مذذاك وإلى الآن”.
المستقبل: الكهرباء إلى إدارة المناقصات عروض جديدة بدفتر شروط جديد
“داعش” تحت نار الجيش: اقتربت “الساعة”
كتبت “المستقبل”: بخطى ثابتة على الأرض وواثقة بالقدرة على تحريرها من الوجود الإرهابي، تتقدم عمليات “القضم” التي تنفذها وحدات الجيش اللبناني على جبهة الجرود محرزةً نجاحات ملحوظة في استرجاع التلال الاستراتيجية من قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي ليصبح مقاتلوه أكثر فأكثر مكشوفين عسكرياً تحت وطأة سيطرة الجيش ميدانياً على هذه التلال ونارياً على طول السلسلة الشرقية الحدودية مع سوريا. فبعد الاشتباكات الضارية التي خاضها فوج التدخل الأول بمساندة فوج المجوقل مع إرهابيي “داعش” خلال الساعات الأخيرة موقعاً في صفوفهم 9 قتلى في أقل تقدير بينهم قياديون في التنظيم مقابل إصابة 5 عسكريين وضابط بجروح طفيفة، أكدت مصادر عسكرية رفيعة لـ”المستقبل” أنّ سيطرة الجيش على تلال استراتيجية في المنطقة الجردية “وضعت عملياً الإرهابيين تحت مرمى نيرانه تحضيراً لساعة الصفر التي اقترب أوانها وباتت وشيكة جداً إيذاناً بإطلاق عمليات عسكرية واسعة لتحرير الجرود اللبنانية”.
اللواء: جلسة مكهربة لمجلس الوزراء تلغي مناقصة بواخر الكهرباء
خلاف على سلفة الإتصالات كاد يؤدي إلى إستقالة الجراح.. وتجاهل زيارات دمشق
كتبت “اللواء” : تجاوز مجلس الوزراء مسألة زيارة الوزيرين حسين الحاج حسن وغازي زعيتر الى دمشق، بعد ان انضم إليهما لاحقا الوزير يوسف فنيانوس، على اعتبار ان المسألة “باتت خارج التداول”، على حدّ تعبير وزير “حزب الله” محمّد فنيش، رغم انه كان يُدرك ان الأجواء السياسية خارج القاعة لا سيما بهذه “الحيادية” التي تعاملت بها الحكومة إلى حدّ البرودة، وكأن الزيارة لا تعنيها بشيء طالما لم تتمّ بعلم مجلس الوزراء، في حين رأت فيها كتلة “المستقبل” النيابية “استفزازاً لأكثرية اللبنانيين”، وتهديداً لانتظام عمل المؤسسات الدستورية اللبنانية.
الجمهورية: الحكومة تؤجِّل 4 ألغام… و 14 آذار تهاجم زيارة دمشق بعنف
كتبت “الجمهورية”: فيما كان الجيش اللبناني يمهّد بالنار لمعركة إنهاء “داعش” في جرود رأس بعلبك والقاع، تجاوزَت الحكومة أمس أربعة ألغام كان يمكن أن تطيح بها، ولكنّها لم تَسلم من شرّها بعد، لأنّ هذه الألغام ـ الملفّات أرجئت إلى آجال قريبة، وسيبقى خطرها قائماً ما لم يتمّ الاتفاق على معالجتها في قابل الأيام والأسابيع المنظورة. اللغم الأوّل الذي لم يؤتَ على ذكره في جلسة مجلس الوزراء إلّا لِماماً كان زيارة وزيرَي الزراعة والصناعة غازي زعيتر وحسين الحاج حسن لدمشق واللذين التحقَ بهما وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس الذي أبلغ إلى المجلس بسفره ولكن لم يصدر عن الجلسة أيّ موقف في شأن هذه “الزيارة الوزارية الثلاثية”، وإن كان البعض قد اعتبرَها “زيارات شخصية”. أمّا اللغم الثاني فهو سِلفة الـ 225 مليار ليرة لشركة “أوجيرو” التي لم يقرّها المجلس وأرجَأ البتّ بها لثلاثة أسابيع عبر تأمين مخرج لها بإدراجها في مشروع الموازنة العامّة الذي سيبدأ مجلس النواب درسَه وإقرارَه في جلسة قريبة، وقد تسَبَّب هذا الملف بزَعل وزير الاتّصالات جمال الجرّاح الذي خرج من الجلسة لبعض الوقت ليعود إليها بعد تدخّلِ بعض زملائه. أمّا اللغم الثالث فهو إلغاء مناقصة بواخر توليد الطاقة الكهربائية لوجود عارض وحيد، والقرار بإعداد دفتر شروط جديد لمناقصة جديدة على أن تُرفع نتيجة استدراج العروض في جلسة للحكومة في 15 أيلول المقبل. واللغم الرابع تَمثّلَ بالانتخابات الفرعية في قضاءَي كسروان وطرابلس، والتي ينقسم الرأي حولها بين مؤيّد ومعارض، إذ لم يؤتَ على ذكرها خلال الجلسة، على رغم عامل المهَل الذي بدأ يضغط للبتّ بمصيرها إجراءً أو إلغاءً، ولكن أعلن أن هذا الملف سيَعرضه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في الجلسة المقبلة.