شؤون بيئية ومجتمع مدني

عون جال على عدد من مشاريع السدود المائية

 

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن “خطة إنشاء السدود المائية في لبنان، لا تهدف إلى المحافظة على الثروة المائية واستثمارها فحسب، بل هي ركن أساسي في تعزيز قطاعات الانتاج ولا سيما منها القطاع الزراعي، كما أن مجال الاستفادة منها لإنتاج الطاقة الكهربائية، وارد في خطط الدولة من أجل التنمية المستدامة“.

واعتبر الرئيس عون أن “توزع السدود في مختلف المناطق اللبنانية، يندرج في إطار تحقيق الانماء المتوازن الذي شدد عليه في خطاب القسم”. ونوه “بجهود وزارة الطاقة والمياه لإنجاز مشاريع السدود المائية”، لافتا إلى أن “الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة منذ العام 2009، حرصوا على تذليل العقبات التي برزت أمام إنشاء السدود وبعض هذه العقبات كان ويا للأسف مفتعلا لاعتبارات سياسية“.

وأشار إلى أن “مشاريع سدود أخرى ستنفذ في عدد من المناطق اللبنانية وفق الخطة التي وضعتها وزارة الطاقة، “وبعد إنجاز هذه السدود ستكون الثروة المائية مصانة ويتوقف الهدر المائي تدريجيا وتكون قد تحققت إرادة اللبنانيين بالاستفادة من مياههم للنهوض بالاقتصاد الوطني“.

مواقف الرئيس عون جاءت خلال جولة تفقدية قام بها على عدد من مشاريع السدود المائية التي يتم تنفيذها حاليا، وهي تباعا: القيسماني، بقعاتا، بلعا، جنة، المسيلحة، حيث استمع إلى شروحات قدمها وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل حول مراحل العمل في السدود والفترات المتبقية لإنجازها. ورافق الرئيس عون في جولته وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول.

وكان من المقرر أن تشمل الجولة أيضا سد اليمونة إلا أن كثافة الضباب حالت دون القيام بالزيارة التفقدية التي أرجئت إلى موعد آخر.

بدأت الجولة الرئاسية بالاطلاع على سير العمل في سد القيسماني الذي كان افتتح في 13 حزيران الماضي والذي أنشئ على أطراف بلدة فالوغا، ما ساهم في تكوين بحيرة تتسع لمليون متر مكعب من المياه، وهو يسهم في تجميع مياه الأمطار ومجاري المياه الشتوية عند ذوبان الثلوج، إضافة إلى مياه عدد من الينابيع الصغيرة في المنطقة المحيطة عبر محطة تكرير بقدرة 12 ألف ليتر مكعب في اليوم لتغذية 30 قرية وبلدة خلال الشح. ويؤمن السد المياه لنحو 50 ألف شخص في المنطقة المحيطة وقسم كبير من قضاء بعبدا“.

المحطة الثانية في الجولة كانت في سد بقعاتا حيث تفقد الرئيس عون وصحبه الاشغال العائدة للسد واطلع على تفاصيل عن مواصفاته وفوائده من المسؤولة عن الشركة الملتزمة والاستشاري وعدد من معاوني وزير الطاقة. ومن أبرز فوائد السد تأمين مصدر مياه إضافي لري قضاء المتن الذي يعاني من عجز حاد في الميزان المائي، كما من شأن السد أن يوفر المياه بالضخ إلى المتن الأعلى لسد العجز كبديل عن منظومة نبع العسل شبروح وذلك عند الحاجة. ولتفادي أكلاف الضخ من بحيرة بقعاتا إلى مناطق المتن الأعلى فوق المنسوب 900م، سوف يصار إلى سد العجز المائي في هذه المناطق، من مياه منظومة نبع العسل/سد شبروح بالجاذبية، وبالمقابل يمكن أن يؤمن مشروع سد بقعاتا المياه جزئيا إلى المنطقة من كسروان الوسطى، بين المنسوبين 300 و900م، والواقعة بين وادي نهر الكلب ووادي حنتوش، والملحوظ تغذيتها حاليا من مياه سد شبروح. ويخدم السد حوالي 400000 نسمة في المتنين الأوسط والأعلى الموزعين على 87 بلدة وهو يوفر كحد أقصى 35000 م3 إضافي يوميا ويبلغ حجم التخزين الثابت حوالى 6 ملايين م3 والمتحرك حوالى 12 مليون م3 سنويا. ويبلغ الارتفاع الأقصى للسد عند المحور حوالى 71،5م فوق الأساسات وعند منسوب القمة حوالى 222م. كما يبلغ منسوب قمة السد 1011،5 م عن سطح البحر. وتبلغ المساحة الإجمالية المستملكة لزوم السد والبحيرة والمنشآت الملحقة والطرقات ومنطقة الحماية، 378000 م2 والمساحة المغمورة بالمياه حوالى 250000 م2 أما مساحة الحوض الصاب الذي يغذي البحيرة فتبلغ حوالى 16،5 كلم2.

المحطة الثالثة كانت في سد بلعا، الواقع في بلدة شاتين على أحد روافد نهر الجوز في مجرى وادي بلعا بين نبعي المغراق والشيخ. وعاين الرئيس عون مراحل العمل في السد الذي يبلغ ارتفاعه الأقصى 35 مترا ويبلغ حجم التخزين الثابت فيه 1،2 مليون متر مكعب، والمتحرك حوالى 2،1 مليون متر مكعب سنويا. ويساهم المشروع بتأمين مياه الشفة بالضخ والجاذبية للمناطق الواقعة في أعالي قضاء البترون وصولا حتى الوسط وذلك بحوالى 7 آلاف متر مكعب يوميا.

أما البلدات المستفيدة من السد فهي: بلعا، شاتين، تنورين الفوقا، وطى حوب، وادي تنورين، تنورين التحتا، وادي تنورين، دوما، بشعلي، بيت شلالا، كفرحلدا والتي يقدر عدد المستفيدين منها بـ40 ألف مواطن. وفي أسفل السد محطة التكرير قدرتها القصوى للمعالجة هي 10000م3 يوميا.

المحطة الرابعة كانت فوق اشغال سد جنة الذي يقع في منطقة نهر ابراهيم. ويوفر السد حوالى 25 مليون م3 سنويا لقضاء جبيل، و70 مليون م3 لبيروت، وهو يسمح بانشاء معمل جديد لانتاج الطاقة الكهربائية اضافة الى تحديث المعامل القائمة، الامر الذي من شأنه ان يوفر بحسب الدراسات، حوالى 140 ميغاوات علما ان حاجة قضاء جبيل هي 29 ميغاوات.

وتبلغ المساحة النهائية للحوض الذي يغذي مجرى نهر ابراهيم 242 كلم2، اما المعدل السنوي للمياه التي تمر بالمجرى عند موقع السد فتبلغ 250 مليون م3. ويرتفع السد بعد انشائه الى 165 مترا عن منسوب الحفريات الصخرية في قعر المجرى و105 امتار عن منسوب الارض الطبيعية للمجرى، وطوله عند القمة حوالى 300 متر.

ومن فوائد السد اضافة الى تخزين المياه، تخفيض حوالى 600 الف طن سنويا من انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون CO2 الموازي لانتاج 140 ميغاوات من خلال معامل الطاقة الحرارية الحالية، كما يمكن استخدام مياه السد لتطوير نظام مكافحة الحرائق في حوض نهر ابراهيم والمناطق المجاورة.

واختتمت الجولة الرئاسية فوق مشروع سد وبحيرة المسيلحة الذي يهدف إلى تأمين مصدر مياه إضافي لري قرى قضاء البترون الذي بوشر العمل بتنفيذه في 12 نيسان 2013، وهو يقع على مجرى نهر الجوز ويبعد حوالي 400 متر عن قلعة المسيلحة.

ويؤمن السد حوالى 12 بئرا ارتوازيا وهي: كوبا، حامات، راسنحاش، اجدبرا، كفيفان، عبرين، إده، جران، عبدللي وجرادي، على أن يتم الإبقاء عليها لتشكيل قدرة تغذية إحتياطية يتم اللجوء إليها في سنوات الجفاف أو في حال الأعطال أو صيانة السدود. كما يساهم مشروع السد في ري مساحة 200 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة. ويؤمن بالضخ والجاذبية مياه الشفة حتى عام 2040 لحوالى 130 ألف نسمة موزعين على حوالى 12 بلدة من قضاء البترون من الساحل وصولا حتى الوسط، وبلدة أنفة الساحلية في قضاء الكورة. كما يوفر المشروع كحد أقصى 30 ألف م3 إضافي يوميا، ويبلغ حجم التخزين الثابت حوالى 5،8 مليون م3 والمتحرك حوالى 12 مليون م3 سنويا. ويبلغ الارتفاع الأقصى للسد عند المحور حوالى 35م فوق الاساسات، فيما يبلغ طوله عند منسوب القمة حوالى 400م.

واظهرت دراسة المخطط التوجيهي لإمكانيات إنتاج الطاقة الكهرمائية على العديد من الأنهر ومجاري المياه والتي أعدتها شركة SOGREAH أنه بالإمكان استحداث معمل أسفل سد المسيلحة لإنتاج 0،6 ميغاواط بكلفة 2،2 مليون دولار أميركي أي ما يعادل كلفة 11,7C/KWH وهذا المعمل يمكن أن يوفر التغذية بالطاقة الكهربائية لمحطة التكرير وإنارة منطقة السد أو لغيرها من محطات الضخ.

وفي نهاية الجولة عبر الرئيس عون عن تقديره للجهود التي تقوم بها وزارة الطاقة والمياه لإنجاز هذه السدود ضمن المهل الزمنية المحددة لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى