ترامب :”نمشيها مفاوضات مع كيم جونج اون”: أحمد مصطفى
أعتقد أنه اصبح جليا أن الدولة التي لديها أسلحة ردع، لا يمكن ابدا انتهاك سيادتها، أو اللعب معها غربيا وبالأحرى أمريكيا، وهذا ما صرح به صباح اليوم الرئيس الأمريكي ترامب “نمشيها مفاوضات مع كوريا الشمالية “.
أيضا كانت لمكالمة الرئيس الصيني القوى جي جنج بن وقع الصدمة على ترامب – عندما حذره أن أي عمل عدائي ضد كوريا الشمالية يضر بمصالح الصين في مناطق نفوذها الحيوية، سيكون الرد عليه مؤلم ورادع وسريع – وهنا الرئيس الصيني يتكلم من أرض صلبة، لكون الصين إحدى القوى الاستراتيجية الكبرى في العالم، وأيضا لديها من الأسلحة ما لا تعلم عنه الولايات المتحدة شيئا، وهذا أمر دائما يشغل خبراء الاستراتيجية والمخابرات الامريكيين – هل الصين تقدمت عنا؟ وطبعا كان حادث إنزال طائرة شبح أمريكية وتفكيكها في الصين من حوالى 8 سنوات أمر مقلق للأمريكان بشكل كبير الى الآن.
أيضا الصين لديها من اجهزة التصنت والتشويش ما يجعل امريكا ليست في مأمن من جانبها، في حين حاولت الثانية العبث معها، والدليل موضوعين:
الصين تنتج حاليا من خلال شركة هواوي للاتصالات جهاز آيفون النقال وأجهزة حواسيبه، وبالتالي الصين بسهولة يمكنها التصنت على امريكا اكبر مستهلك لآى فون في أي وقت ارادت.
ايضا في فبراير الماضي عندما أرادت إرسال حاملة طائرات أمريكية لإخافة كوريا الشمالية، كرد فعل على تجارب كوريا الباليستية، شوشوت الصين على حاملة الطائرات، لدرجة ان ربان الحاملة لم يعرف أين هو، هل بالمحيط الهادي مسار الحاملة الطبيعي، أم بالهندي ام ببحر الصين؟ وهذه كانت فضيحة للبحرية الأمريكية التي يتفاخرون بها أنها الأقوى فى العالم، وجعلت ترامب والبنتاجون في منتهى الحرج أمام الرأي العام الأمريكي.
لا زالت كوريا الشمالية تتوعد بالثأر من أمريكا، التي مزقت شبه الجزيرة الكورية لبلدين شمالي وجنوبي لمصالحها الاستراتيجية ضد الإتحاد السوفيتى في ذات الوقت، وما نجم عنه من خسائر جراء حرب الكوريتين في خمسينيات القرن الماضي – ناهينا عن العلاقات الكورية الشمالية الاستراتيجية والتجارية مع الصين وروسيا حاليا كونها مخلب قوى يوجه ناحية الولايات المتحدة عند اللزوم – وايضا ما سمعنا عنه اليوم عن رغبة ما يقرب من 3 مليون مواطن كورى شمالي للحرب ضد الولايات المتحدة، إذا اقتضى الأمر.
بالنسبة للشق الاقتصادي، فإن امريكا في أسوا حالاتها الاقتصادية، ولولا ذلك ما لجأت لفرض اتاوات على دول الخليج، والتي رضخت لها كلا من السعودية والإمارات، وذلك لإعادة تأهيل بنية أمريكا التحتيتة التي تتطلب تريلليون دولار سدد منها ٧٠٠ مليار من ال سعود وال زايد، في حين امتنعت قطر، والعكس بالنسبة للصين اكبر دولة في العالم تحقق نمو لا يقل عن 7% سنويا، والتي تحاول جاهدة هي وحلفائها تكوين احلاف ومنظمات جديدة موازية للمؤسسات الدولية؛ كـ بريكس التي ستعقد قمتها في بداية الشهر المقبل وستشهد مفاجآت مدوية للغرب؛ التي تدار للأسف امريكيا وستنجح في ذلك في اقرب وقت، فلن يتحمل المواطن الأمريكي ازمات مالية طاحنة مثل ما حدث في بداية الألفية، والتي الصقوها بالبنوك، ولكنها صراحة كانت خسائر امريكا في حروبها الخارجية، وربما تؤدى اى حرب امريكية جديدة لثورة على النظام الرأسمالي الذى فشل في العالم كله، وسيكون لهذا اكبر تداعيات سلبية على أمريكا والاتحاد الاوروبي.
كل هذه الامور مجتمعة أدت لأن يقول ترامب صباح اليوم “نمشيها مفوضات” على غرار شخصية القرموطى في فيلمه الكوميدي “معلش احنا بنتبهدل” ههههههه مع الإعتذار للفنان الكوميدي المصري أحمد آدم.