الخطة الأميركية بعد الهزيمة
الخطة الأميركية بعد الهزيمة
غالب قنديل
تشير المعلومات إلى تحرك اميركي دبلوماسي وسياسي مكثف حول لبنان غايته العودة إلى العمل لتحقيق أهداف فشلت الولايات المتحدة في بلوغها سابقا بواسطة الأمم المتحدة وفي حقبة هيمنتها المطلقة على المنظمة الدولية وخلال رئاستي دبليو بوش وباراك اوباما وتسعى إدارة دونالد ترامب إلى تلك الأهداف بدفع من اللوبي الصهيوني وفي خدمة اولوية حماية الكيان الصهيوني من نتائج الهزيمة والفشل امام محور المقاومة كما تشير مجريات الميدان في العراق وسورية ولبنان.
موجة جديدة من الضغوط الأميركية الهادفة إلى تدويل الحدود اللبنانية السورية وتوسيع مهام قوات اليونيفيل المعززة التي تم تحديد ولايتها على خطوط النار في جنوب لبنان بعد حرب تموز وفقا للقرار 1701 الذي عطل الصهاينة تنفيذه بالكامل بتواطؤ اميركي اوروبي وبصمت مشبوه من الأمم المتحدة على الانتهاكات الصهيونية المستمرة للقراروللسيادة اللبنانية منذ صيف 2006 إلى اليوم وبالتآمرمع قوى لبنانية معروفة.
ماذا يعني تعديل الأولويات ودفعها مجددا نحو الملف الأعز على البيت الأبيض أي توسيع نطاق الحماية حول الكيان الصهيوني ؟ وبعدما توهمت واشنطن وتل أبيب وباريس ولندن طيلة ست سنوات ان الحرب على سورية سوف تحقق ما عجز عنه جيش العدو من خلال تدمير حزب الله وإسقاط النظام السياسي الوطني الاستقلالي في سورية ممثلا بالرئيس بشار الأسد وإقامة سلطة خاضعة للوصاية الأميركية ترضخ للشروط الصهيونية التي رفضها الأسد ومنع فرضها على بلاده التي دافع عن استقلالها وعن خيارها التحرري المقاوم بشجاعة وصلابة أذهلت جميع الأعداء.
تتبدى الأهداف الأميركية الراهنة بعد هزيمة الخطة الهجومية التي انطلقت قبل ست سنوات بشن حرب بالوكالة ضد سورية ومحور المقاومة من خلال عصابات الإرهاب والمرتزقة متعددي الجنسيات ويمكن إيجازها على النحو التالي :
– ضرب التواصل اللبناني السوري الحاضن للمقاومة ولقدراتها الدفاعية من خلال الوصاية الأجنبية على الحدود اللبنانية السورية واختراق سيادة الدولتين المرتبطتين باتفاقات ومعاهدات تنظم علاقة الجوار والأخوة والغاية تطويق المقاومة وتقطيع خطوط إمدادها عقابا على دورها الحاسم في التصدي للتهديد الإرهابي الذي دعمه ورعاه الأميركيون وعملاؤهم في المنطقة.
– تحويل اليونيفيل إلى قوة معادية للمقاومة على أرض الجنوب حيث المقاومة هي الناس الذين عبروا دائما عن خيارهم التحرري العميق منذ التحرير وخبروا ثمار تضحيات المقاومين وأثرها في حياتهم الكريمة الحرة الآمنة بعد طرد الغزاة دون قيد أوشرط والسعي إلى تحريك طابور العملاء اللبنانيين في الداخل لتوليد الضغوط لصالح هذه الأهداف بينما لاتزال أراض لبنانية محتلة والحقوق الوطنية في المياه الإقليمية مهددة والخروقات الجوية البالغة حد الاستباحة مستمرة.
– إحياء اتفاق فك الاشتباك على جبهة الجولان بعد فشل مخطط العدو لإقامة شريط عميل من خلال عصابات جبهة النصرة وداعش وزمر عملاء المخابرات الصهيونية والأجنبية العاملين تحت يافطات المعارضة السورية.
كانت أهداف الكيان الصهيوني ومصالحه في صلب خطة تدمير سورية والتخلص من المقاومة بواسطة عصابات التكفير الإرهابية وجيوش المرتزقة الدوليين وهي اليوم ترسم خط التراجع الأميركي بعد الفشل إلى استحضار أجندة سياسية تعرفنا عليها مباشرة بعد التحرير عام 2000 ثم بعد انتصار تموز عام 2006 والأكيد في كل ذلك ان بعض الساسة اللبنانيين المدمنين على تجريب المجرب يكررون أخطاءهم السابقة بارتهانهم للأجنبي ( بلا تخوين ) وببلاهتهم العجيبة وعقولهم المسطحة البائسة جريا خلف تعليمات السيد الأميركي ووكلائه من العرب دون تبصر ويجترون أسطواناتهم المشروخة ضد الشقيقة سورية والمقاومة رغم كل ما جرى.